ينام الجميع ولا ترقد الذكريات///محمد الأمين سعيدي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الأمين سعيدي
    عضو الملتقى
    • 16-05-2007
    • 59

    ينام الجميع ولا ترقد الذكريات///محمد الأمين سعيدي

    [align=center]فِي العُيُونِ نَرَى زَمَنًا

    يَتَسَاءَلُ عَنْ ظِلِّهِ فِي المَكَانِ


    وَعَنْ لَوْنِهِ فِي مَرَايَا الغَدِ الـمُنْتِنهْ


    فِي العُيُونِ نَرَى مُدُنًا


    تَتَسَاءَلُ عَنْ أَهْلِهَا الغَائِبِينَ


    وَعَنْ شَجَرٍ خَائِفٍ مِنْ سَمَاءٍ بِلَا مَطَرٍ


    وَبِقَاعٍ بِلا أَزْمِنَهْ



    الصَّبَاحَاتُ مُثْقَلَةٌ كَخُطَى القَادِمِينَ مِنَ الجرحِ


    بَارِدَةٌ كَرَصِيفٍ يُوَضِّبُ أَغْرَاضَهُ سَاعَةَ الحَرْبِ


    سَاخِنَةٌ كَدَمِ الشُّهَدَاءِ


    والصَّبَاحَاتُ لـَمْ تنتبهْ لِفَنَاءٍ قَريبٍ


    وَلمْ تُبْصِرِ الرُّومَ عِنْدَ الحَنَاجِرِ


    لمْ تَقْتَرِفْ خَطَأً لِنُفَاجِئَ بَسْمَتَهَا بِالدِّمَاءِ



    نَتَمَشَّى قَلِيلًا عَلَى وَجَعٍ فِي المدِينَةِ


    نَعْبُرهُ شَارِعًا شَارِعًا


    صَرْخةً صَرْخةً


    فَنَرَى جُثَثًا تَتَقَاسَمُ أَمْجَادَهَا


    وَتُفتِّشُ عَنْ مَوْطِئٍ لِلْهُجُوعِ


    وَعَنْ قِطْعَةٍ مِنْ تُرَابٍ تُوَارِي بَقَايَا الجَسَدْ


    وَنَرَى الأَحْمَرَ العَرَبيَّ


    يُلَوِّنُ وَجْهَ الجِهَاتِ


    وَيُطْعِمُ جُوعَ المعَانَاةِ هَذَا الدَّمَ المتَّقِدْ



    تَنَامُ الرُّؤَى


    يَنَامُ النَّهَارُ، البُيُوتُ، البِنَايَاتُ،


    جُوعُ اليَتَامَى، عَوِيلُ الفَجِيعَةِ، شَمسُ الظَّهِيرَةِ، شَوْقُ الفَتَاةِ إِلَى رَجُلٍ يَعْشَقُ البُنْدُقيَّةَ، حَرُّ الصَّبَابةِ،


    لَيْلُ فِرَاقٍ يُؤَجِّلُ دَمْعَتَهُ لِلصَّبَاحِ،


    وَشَعْبٌ يُفَتِّحُ أبْوَابَهُ لِصَهِيلِ الرَّصَاصِ،


    وَيَنْسِجُ مِنْ نَزْفِهِ كَفَنًا دَافِئًا لِلحَيَاةْ


    يَنَامُ الجَمِيعُ وَلَا تَرْقُدُ الذِّكْرَيَاتْ



    فِي النِّهَايَةِ


    لمْ يَنْسَ صَوْتَ الِجرَاحِ سِوَى الرِّيح


    لمْ تَلْتَفِتْ أَبَدًا للوَرَاءِ


    وَلمْ تَلْتَحِفْ بِخُوَارِ الأَنِينِ


    وَلمْ تَعْرِفِ الوَاِلِجينَ إِلَى الموْتِ فِي يَدِهِمْ بُؤْسُهُمْ


    لمْ تُرَاقِبْ سِوَى وَقْعِ أَقْدَامِهَا فِي سَماءٍ رَمَادِيةٍ مُضْجِرَهْ



    فِي النِّهَايَةِ


    لم يَبْقَ غَيْرُ صَدَى كَلِمَاتٍ تَضِجُّ


    وَتُجْهِشُ بِالإِنْتِصَارِ


    أَمَامِ غَدٍ مُفْعَمٍ بِانْكِسَارَاتِنَا المضْمَرَهْ

    ...
    ...
    ...
    ...
    محمد الأمين سعيدي/الجزائر
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الأمين سعيدي; الساعة 18-04-2011, 20:51.
    [align=center]
    [SIGPIC][/SIGPIC]
    [/align]
  • خالد شوملي
    أديب وكاتب
    • 24-07-2009
    • 3142

    #2
    الشاعر المبدع
    محمد الأمين سعيدي

    أرحب بك أجمل ترحيب.
    أرجو أن تعدل طباعة القصيدة ليتسنى لنا قراءتها. هناك الكثير من الكلمات المتلاصقة التي تصعب القراءة.
    وشكرا لك.

    دمت بألف خير وشعر!

    مودتي وتقديري

    خالد شوملي
    متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
    www.khaledshomali.org

    تعليق

    • خالد شوملي
      أديب وكاتب
      • 24-07-2009
      • 3142

      #3
      الشاعر المبدع
      محمد الأمين سعيدي

      أرحب بك أجمل ترحيب.
      أرجو أن تعدل طباعة القصيدة ليتسنى لنا قراءتها. هناك الكثير من الكلمات المتلاصقة التي تصعب القراءة.
      وشكرا لك.

      دمت بألف خير وشعر!

      مودتي وتقديري

      خالد شوملي
      متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
      www.khaledshomali.org

      تعليق

      • محمد الأمين سعيدي
        عضو الملتقى
        • 16-05-2007
        • 59

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة خالد شوملي مشاهدة المشاركة
        الشاعر المبدع
        محمد الأمين سعيدي

        أرحب بك أجمل ترحيب.
        أرجو أن تعدل طباعة القصيدة ليتسنى لنا قراءتها. هناك الكثير من الكلمات المتلاصقة التي تصعب القراءة.
        وشكرا لك.

        دمت بألف خير وشعر!

        مودتي وتقديري

        خالد شوملي
        أخي الغالي
        أشكرك على مرورك البهي
        ها أنا عدّلتُ النص، والحق أني لم أنتبهْ لتداخل كلماته فاقبل اعتذاري أنتَ وبقية من مروا بالقصيدة.
        تقبل تحياتي
        [align=center]
        [SIGPIC][/SIGPIC]
        [/align]

        تعليق

        • محمد الصاوى السيد حسين
          أديب وكاتب
          • 25-09-2008
          • 2803

          #5
          تحياتى البيضاء

          فِي العُيُونِ نَرَىزَمَنًا
          يَتَسَاءَلُ عَنْ ظِلِّهِ فِي المَكَانِ
          وَعَنْ لَوْنِهِ فِي مَرَايَا الغَدِ الـمُنْتِنهْ

          يفتتح التخييل هنا الفعل المضارع ( يتساءل ) والذى يحيل الاستعارة مكنية إلى حالة جمالية ثرية نرى فيها الزمن تجسد أمامنا كيانا حيا من قلق وحيرة ، فهو لا يجد لتراكمه وخبراته وعذاباته وأمانى من يمرون به أو يمر بهم من أثر على الأرض ، الأشياء هى هى ولا أثر للزمن لكونه درجا للرقى ، كما أن حالة الزمن أليمة جدا فحيرته تمتد إلى نظرته للغد ومراياه المنتنة ، يمكن القول أن علاقة النعت ( المنتنة ) تضفى تحفيزا على المنعوت ( مرايا الغد) فالمرايا لا تكون منتنة ، ولكن لأن الزمن مهموم بحالة اللاحياة واللاحركة فهو يرى المرايا عبر الاستعارة المكنية وكأنها استحالت جيفة بما يجعل السياق يستحيل تعبيرا كنائيا يجلو لنا جو الأسى الذى يكابده بطل النص الذى عبر عنه الشاعر فى لغة شعرية باهرة

          - ربما لى ملاحظة على كتابة التاء هاء فى مثل ( المنتنة / الأزمنه )فالحرفان مختلفان وإنما تكتب الكلمة بالتاء وعليها السكون ( المنتنةْ / الأزمنة ْ )

          تعليق

          • منيره الفهري
            مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
            • 21-12-2010
            • 9870

            #6
            يا شاعرنا الكبير يا محمد الأمين سعيدي

            ما أروع ما كتبت يا سيدي الرائع...

            قرأت القصيدة مرات عديدة و في كل مرة أكتشف

            معنى جميلا يضفي عليها روحا عبقة شفافة

            سعيدة جدا بهذا الألق الفذ و هذا النزف من الإبداع

            شكرا على جمال كنا نفتقده يا جاري و أخي الغالي

            تعليق

            • منجية بن صالح
              عضو الملتقى
              • 03-11-2009
              • 2119

              #7


              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


              يكتب محمد أمين السعيدي هذا الشاعر الفذ بضميره الحي يعيش الوجع بكل كيانه يكتب عنه بمداد دمه الثائر و دمعة تفيض منه و لا تنزل تترقرق نقاطا على كلماته المضمخة بالألم على أمة تتآكل و تفقد كل مقومات وجودها يستشري فيها الفساد و ينهك طاقتها الفعالة الاستسلام و الخضوع
              هو محمد أمين السعيدي و التي تنضح اشعاره برسالة أرادها صرخة تدوي في أرجاء الوطن لعله يستفيق من غفلة طالت و من موت سكن وجوده يقول الشاعر
              في العُيُونِ نَرَى زَمَنًا
              يَتَسَاءَلُ عَنْ ظِلِّهِ فِي المَكَانِ
              وَعَنْ لَوْنِهِ فِي مَرَايَا الغَدِ الـمُنْتِنهْ

              تتلاشى معالم الزمان ليفقد المكان وجوده لم يبقى حتى ظله تتساوى اللحظات في تواليها و آلامها لتحلق في سماء الوطن و تنتشر ..... تتشابه الأمكنة لتفقد معالمها و هويتها
              فِي العُيُونِ نَرَى مُدُنًا
              تَتَسَاءَلُ عَنْ أَهْلِهَا الغَائِبِينَ
              وَعَنْ شَجَرٍ خَائِفٍ مِنْ سَمَاءٍ بِلَا مَطَرٍ
              وَبِقَاعٍ بِلا أَزْمِنَهْ

              يتساوى الحضور و الغياب في مدن آهلة يطال الوجع الأرض و السماء لنرى الشاعر و كأنه أرض تفيض ألما و وجعا يعبر عنه بطريقة رائعة يجعل من نفسه كونا مصغرا يتماهى مع الكون الكبير
              الصَّبَاحَاتُ مُثْقَلَةٌ كَخُطَى القَادِمِينَ مِنَ الجرحِ
              بَارِدَةٌ كَرَصِيفٍ يُوَضِّبُ أَغْرَاضَهُ سَاعَةَ الحَرْبِ
              سَاخِنَةٌ كَدَمِ الشُّهَدَاءِ


              تتغير معالم الصباحات لتكون مثقلة الخطى حاملة على كاهلها أوزارا تنوء بحملها
              لتلتهب كدم الشهيد في الوريد لتصبح ثورة ويكون للشاعر صولة على أرض القصيد
              والصَّبَاحَاتُ لـَمْ تنتبهْ لِفَنَاءٍ قَريبٍ
              وَلمْ تُبْصِرِ الرُّومَ عِنْدَ الحَنَاجِرِ
              لمْ تَقْتَرِفْ خَطَأً لِنُفَاجِئَ بَسْمَتَهَا بِالدِّمَاءِ

              صباحات ترتمي في أحضان فناء مؤجل لم تنتبه لوجوده لتكتشف أن له محطة في طريق محتوم
              نَتَمَشَّى قَلِيلًا عَلَى وَجَعٍ فِي المدِينَةِ
              نَعْبُرهُ شَارِعًا شَارِعًا
              صَرْخةً صَرْخةً
              فَنَرَى جُثَثًا تَتَقَاسَمُ أَمْجَادَهَا
              وَتُفتِّشُ عَنْ مَوْطِئٍ لِلْهُجُوعِ
              وَعَنْ قِطْعَةٍ مِنْ تُرَابٍ تُوَارِي بَقَايَا الجَسَدْ

              يحتل الوجع المدينة و يغطي طرقاتها لتكون الجثث فيها ملقاة تشبه الأحياء الأموات تفتش عن نفسها عن مخرج ينقذها من بين أحضان ألم قاتل لإنسانيتها و طاقتها الحية تبحث عن تراب تواري فيه سوءتها و خيبة تتجرع مرارتها في كل لحظة و حين
              وَنَرَى الأَحْمَرَ العَرَبيَّ
              يُلَوِّنُ وَجْهَ الجِهَاتِ
              وَيُطْعِمُ جُوعَ المعَانَاةِ هَذَا الدَّمَ المتَّقِدْ
              تَنَامُ الرُّؤَى
              يَنَامُ النَّهَارُ، البُيُوتُ، البِنَايَاتُ،
              جُوعُ اليَتَامَى، عَوِيلُ الفَجِيعَةِ، شَمسُ الظَّهِيرَةِ، شَوْقُ الفَتَاةِ إِلَى رَجُلٍ يَعْشَقُ البُنْدُقيَّةَ، حَرُّ الصَّبَابةِ،
              لَيْلُ فِرَاقٍ يُؤَجِّلُ دَمْعَتَهُ لِلصَّبَاحِ،
              وَشَعْبٌ يُفَتِّحُ أبْوَابَهُ لِصَهِيلِ الرَّصَاصِ،
              يثور الدم في العروق و يسيل على أرض المعاناة إنه الوجع العربي المتقد في الحناجر

              جوع يتامى عويل و شمس ظهيرة حارقة للأبدان و الوجدان شوق الأنثى إلى التحرر و توق منها إلى صوت بندقية يخلصها من الهوان و الاستسلام الجاثم على أرض الإنسان و الوطن
              بطولاة تروي ظمأها للكرامة و الإيباء
              وَيَنْسِجُ مِنْ نَزْفِهِ كَفَنًا دَافِئًا لِلحَيَاةْ
              يَنَامُ الجَمِيعُ وَلَا تَرْقُدُ الذِّكْرَيَاتْ
              هو الشوق إلى غذ مشرق تنجلي ظلمته و تتقشع لتدب الحياة في أكفان الأموات
              الذكريات وحدها لا تموت و لا تعرف الرقاد
              فِي النِّهَايَةِ
              لمْ يَنْسَ صَوْتَ الِجرَاحِ سِوَى الرِّيح
              لمْ تَلْتَفِتْ أَبَدًا للوَرَاءِ
              وَلمْ تَلْتَحِفْ بِخُوَارِ الأَنِينِ
              وَلمْ تَعْرِفِ الوَاِلِجينَ إِلَى الموْتِ فِي يَدِهِمْ بُؤْسُهُمْ
              لمْ تُرَاقِبْ سِوَى وَقْعِ أَقْدَامِهَا فِي سَماءٍ رَمَادِيةٍ مُضْجِرَهْ
              فِي النِّهَايَةِ
              لم يَبْقَ غَيْرُ صَدَى كَلِمَاتٍ تَضِجُّ
              وَتُجْهِشُ بِالإِنْتِصَارِ
              أَمَامِ غَدٍ مُفْعَمٍ بِانْكِسَارَاتِنَا المضْمَرَهْ
              في النهاية لم يبقى غير صوت الجراح تنشره الريح ليبقى للموت بؤس و للوجع أنين تضج السماء كما الكلمات ليكون للإنتصار إجهاش كبكاء الثكلى أهو حقا إنتصار ام خياله ؟
              و تنتهي القصيدة على نظرة متشائمة تحاكي واقعنا البئيس و الذي يبرع الشاعر القدير محمد أمين السعيدي في رسمه بريشة إحترفت تجسيد وجع الأمة على أرض القصيد ليتقاطر الحزن كعبرات يتيم فقد السند و قوة الساعد و المنطق و البندقية المدوية في سماء أعداء الأمة ليكون للشاعر قلم و رصاصة هي كلمة يقولها بكل ما يعتصر ذاته من ألم ووجع اختزلته ذاته و كأنه يمتص غضب أمة و يحمل وزر آخرين دمروا مقوماتها و مرتكزات وجودها الفاعل
              هو محمد أمين السعيدي هذا الشاعر الفذ الذي يحمل في ثنايا وجدانه كلمات شاعرة بوجوده الإنساني الحامل لأمانة و رسالة حذق مفرداتها و تشبع بمعانيها ليحسن أداءها كأحسن ما يكون

              كنت هنا أيها الشاعر الرائع و الملتزم بالفكر و الكلمة الصادقة أقاسمك الوجع و أحاول أن أتجاوزه إلى أمل قادم و إلى فرح مؤجل

              لك كل التحية و لقلمك عطاء لا ينقطع

              تعليق

              • توفيق صغير
                أديب وكاتب
                • 20-07-2010
                • 756

                #8
                [gdwl]
                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                الشاعر الأنيق حرفا والملتزم دفقا : محمد الأمين سعيدي

                بقدْر ما تمتَّعْتُ بقُدرتك الفائقة على تطويع هذا البنَاء الشِّعْري الرَّاقي من حيثُ نضَارة اللغة وعُمقِها وسلامة مُفردَاتها، فإني رأيتُك تقتَرفُ التأْريخَ لمرحلةٍ حاليةٍ بارتداداتها، دَوَاتـُـكَ التَّقريرُ والتمْحيصُ بعيْن لا تخلُو منْ ريبَةٍ وشكٍّ مشْرُوعيْن.

                المرآةُ العاكسة لما كان عليْه بنو قومنا حتى زمن قريبٍ تُسْنِدُ هذا الشُّعور بعدم الإطمئْنان، والمشهد الضَّبابي الحالي في أكثر من مكان خاصة في ليبيا حمَّال أوجه ومفتُوح على قراءات متعددة، لذا طغى السَّوادُ على الإنتظارات وهذا طبيعي لأن التجارب لم تفرز ما يفنِّدُ خلاصتك، ولو أني على العكس أظل أكابرُ حتى أرفعَ جرعة الأمل في داخلي مدفوعا بالطفرة الثورية التي أراها تنهد من مصر إلى آخر.

                تحيَّاتي وودِّي وسجِّلْ يا صاحبي أني قرأتُ لوَاعٍ.

                [/gdwl]
                [frame="11 98"][type=283243][align=center]لنعْضُدْ ضَادَنَا[/align][/type][/frame]

                تعليق

                • منيره الفهري
                  مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                  • 21-12-2010
                  • 9870

                  #9
                  [align=center]شكرا للشاعر الرائع محمد الأمين سعيدي على هذا القصيد الجميل

                  و ألف شكر للأديبة الناقدة منجية بن صالح على هذه القراءة العميقة كأعمق ما يكون...

                  التي أمدتنا بخفايا ما بين السطورلهذه الكلمات الراقية

                  فكما استمتعت بالقصيدة استمتعت بالقراءة النقدية الجميلة جدا

                  شكرا لكما من الأعماق على هذا الإبداع

                  [/align]

                  تعليق

                  • محمد الأمين سعيدي
                    عضو الملتقى
                    • 16-05-2007
                    • 59

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
                    تحياتى البيضاء

                    فِي العُيُونِ نَرَىزَمَنًا
                    يَتَسَاءَلُ عَنْ ظِلِّهِ فِي المَكَانِ
                    وَعَنْ لَوْنِهِ فِي مَرَايَا الغَدِ الـمُنْتِنهْ

                    يفتتح التخييل هنا الفعل المضارع ( يتساءل ) والذى يحيل الاستعارة مكنية إلى حالة جمالية ثرية نرى فيها الزمن تجسد أمامنا كيانا حيا من قلق وحيرة ، فهو لا يجد لتراكمه وخبراته وعذاباته وأمانى من يمرون به أو يمر بهم من أثر على الأرض ، الأشياء هى هى ولا أثر للزمن لكونه درجا للرقى ، كما أن حالة الزمن أليمة جدا فحيرته تمتد إلى نظرته للغد ومراياه المنتنة ، يمكن القول أن علاقة النعت ( المنتنة ) تضفى تحفيزا على المنعوت ( مرايا الغد) فالمرايا لا تكون منتنة ، ولكن لأن الزمن مهموم بحالة اللاحياة واللاحركة فهو يرى المرايا عبر الاستعارة المكنية وكأنها استحالت جيفة بما يجعل السياق يستحيل تعبيرا كنائيا يجلو لنا جو الأسى الذى يكابده بطل النص الذى عبر عنه الشاعر فى لغة شعرية باهرة

                    - ربما لى ملاحظة على كتابة التاء هاء فى مثل ( المنتنة / الأزمنه )فالحرفان مختلفان وإنما تكتب الكلمة بالتاء وعليها السكون ( المنتنةْ / الأزمنة ْ )
                    الفاضل محمد الصاوي
                    أشكرك على هذا المرور المعطّر بعمق القراءة التي تحفر عميقا في النص، بعيدا عن المجاملات الفارغة، قراءة تعرف كيف تلج إلى عوالم القصيدة، إلى بنيتها العميقة، دون الوقوع في مغالطات الظاهر ومخاتلات الشكل، كما أنها-أي القراءة- تقلل من غربة الشاعر بأنه صار لا يُفهَم، أو صار يغرد وحيدا كأنه اليتم.
                    أحييك
                    أما عن كتابة التاء هاء فقد ذهبتُ مع من يرى كتابتها كما تنطق.
                    لك التحية والشكر الكبيرين.
                    [align=center]
                    [SIGPIC][/SIGPIC]
                    [/align]

                    تعليق

                    • محمد الأمين سعيدي
                      عضو الملتقى
                      • 16-05-2007
                      • 59

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
                      يا شاعرنا الكبير يا محمد الأمين سعيدي

                      ما أروع ما كتبت يا سيدي الرائع...

                      قرأت القصيدة مرات عديدة و في كل مرة أكتشف

                      معنى جميلا يضفي عليها روحا عبقة شفافة

                      سعيدة جدا بهذا الألق الفذ و هذا النزف من الإبداع

                      شكرا على جمال كنا نفتقده يا جاري و أخي الغالي
                      الغالية منيرة
                      مرور بهي وتعليق أسعدني
                      في الأخير، ينزف الشاعر الكلمات، في حين ينزف الآخرون البعيدون/القريبون بالدم..
                      تقبلي تحياتي
                      [align=center]
                      [SIGPIC][/SIGPIC]
                      [/align]

                      تعليق

                      • محمد الأمين سعيدي
                        عضو الملتقى
                        • 16-05-2007
                        • 59

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة


                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



                        يكتب محمد أمين السعيدي هذا الشاعر الفذ بضميره الحي يعيش الوجع بكل كيانه يكتب عنه بمداد دمه الثائر و دمعة تفيض منه و لا تنزل تترقرق نقاطا على كلماته المضمخة بالألم على أمة تتآكل و تفقد كل مقومات وجودها يستشري فيها الفساد و ينهك طاقتها الفعالة الاستسلام و الخضوع
                        هو محمد أمين السعيدي و التي تنضح اشعاره برسالة أرادها صرخة تدوي في أرجاء الوطن لعله يستفيق من غفلة طالت و من موت سكن وجوده يقول الشاعر

                        في العُيُونِ نَرَى زَمَنًا
                        يَتَسَاءَلُ عَنْ ظِلِّهِ فِي المَكَانِ
                        وَعَنْ لَوْنِهِ فِي مَرَايَا الغَدِ الـمُنْتِنهْ
                        تتلاشى معالم الزمان ليفقد المكان وجوده لم يبقى حتى ظله تتساوى اللحظات في تواليها و آلامها لتحلق في سماء الوطن و تنتشر ..... تتشابه الأمكنة لتفقد معالمها و هويتها
                        فِي العُيُونِ نَرَى مُدُنًا
                        تَتَسَاءَلُ عَنْ أَهْلِهَا الغَائِبِينَ
                        وَعَنْ شَجَرٍ خَائِفٍ مِنْ سَمَاءٍ بِلَا مَطَرٍ
                        وَبِقَاعٍ بِلا أَزْمِنَهْ
                        يتساوى الحضور و الغياب في مدن آهلة يطال الوجع الأرض و السماء لنرى الشاعر و كأنه أرض تفيض ألما و وجعا يعبر عنه بطريقة رائعة يجعل من نفسه كونا مصغرا يتماهى مع الكون الكبير
                        الصَّبَاحَاتُ مُثْقَلَةٌ كَخُطَى القَادِمِينَ مِنَ الجرحِ
                        بَارِدَةٌ كَرَصِيفٍ يُوَضِّبُ أَغْرَاضَهُ سَاعَةَ الحَرْبِ
                        سَاخِنَةٌ كَدَمِ الشُّهَدَاءِ

                        تتغير معالم الصباحات لتكون مثقلة الخطى حاملة على كاهلها أوزارا تنوء بحملها
                        لتلتهب كدم الشهيد في الوريد لتصبح ثورة ويكون للشاعر صولة على أرض القصيد
                        والصَّبَاحَاتُ لـَمْ تنتبهْ لِفَنَاءٍ قَريبٍ
                        وَلمْ تُبْصِرِ الرُّومَ عِنْدَ الحَنَاجِرِ
                        لمْ تَقْتَرِفْ خَطَأً لِنُفَاجِئَ بَسْمَتَهَا بِالدِّمَاءِ
                        صباحات ترتمي في أحضان فناء مؤجل لم تنتبه لوجوده لتكتشف أن له محطة في طريق محتوم
                        نَتَمَشَّى قَلِيلًا عَلَى وَجَعٍ فِي المدِينَةِ
                        نَعْبُرهُ شَارِعًا شَارِعًا
                        صَرْخةً صَرْخةً
                        فَنَرَى جُثَثًا تَتَقَاسَمُ أَمْجَادَهَا
                        وَتُفتِّشُ عَنْ مَوْطِئٍ لِلْهُجُوعِ
                        وَعَنْ قِطْعَةٍ مِنْ تُرَابٍ تُوَارِي بَقَايَا الجَسَدْ
                        يحتل الوجع المدينة و يغطي طرقاتها لتكون الجثث فيها ملقاة تشبه الأحياء الأموات تفتش عن نفسها عن مخرج ينقذها من بين أحضان ألم قاتل لإنسانيتها و طاقتها الحية تبحث عن تراب تواري فيه سوءتها و خيبة تتجرع مرارتها في كل لحظة و حين
                        وَنَرَى الأَحْمَرَ العَرَبيَّ
                        يُلَوِّنُ وَجْهَ الجِهَاتِ
                        وَيُطْعِمُ جُوعَ المعَانَاةِ هَذَا الدَّمَ المتَّقِدْ
                        تَنَامُ الرُّؤَى
                        يَنَامُ النَّهَارُ، البُيُوتُ، البِنَايَاتُ،
                        جُوعُ اليَتَامَى، عَوِيلُ الفَجِيعَةِ، شَمسُ الظَّهِيرَةِ، شَوْقُ الفَتَاةِ إِلَى رَجُلٍ يَعْشَقُ البُنْدُقيَّةَ، حَرُّ الصَّبَابةِ،
                        لَيْلُ فِرَاقٍ يُؤَجِّلُ دَمْعَتَهُ لِلصَّبَاحِ،
                        وَشَعْبٌ يُفَتِّحُ أبْوَابَهُ لِصَهِيلِ الرَّصَاصِ،
                        يثور الدم في العروق و يسيل على أرض المعاناة إنه الوجع العربي المتقد في الحناجر
                        جوع يتامى عويل و شمس ظهيرة حارقة للأبدان و الوجدان شوق الأنثى إلى التحرر و توق منها إلى صوت بندقية يخلصها من الهوان و الاستسلام الجاثم على أرض الإنسان و الوطن
                        بطولاة تروي ظمأها للكرامة و الإيباء
                        وَيَنْسِجُ مِنْ نَزْفِهِ كَفَنًا دَافِئًا لِلحَيَاةْ
                        يَنَامُ الجَمِيعُ وَلَا تَرْقُدُ الذِّكْرَيَاتْ
                        هو الشوق إلى غذ مشرق تنجلي ظلمته و تتقشع لتدب الحياة في أكفان الأموات



                        الذكريات وحدها لا تموت و لا تعرف الرقاد
                        فِي النِّهَايَةِ
                        لمْ يَنْسَ صَوْتَ الِجرَاحِ سِوَى الرِّيح
                        لمْ تَلْتَفِتْ أَبَدًا للوَرَاءِ
                        وَلمْ تَلْتَحِفْ بِخُوَارِ الأَنِينِ
                        وَلمْ تَعْرِفِ الوَاِلِجينَ إِلَى الموْتِ فِي يَدِهِمْ بُؤْسُهُمْ
                        لمْ تُرَاقِبْ سِوَى وَقْعِ أَقْدَامِهَا فِي سَماءٍ رَمَادِيةٍ مُضْجِرَهْ
                        فِي النِّهَايَةِ
                        لم يَبْقَ غَيْرُ صَدَى كَلِمَاتٍ تَضِجُّ
                        وَتُجْهِشُ بِالإِنْتِصَارِ
                        أَمَامِ غَدٍ مُفْعَمٍ بِانْكِسَارَاتِنَا المضْمَرَهْ


                        في النهاية لم يبقى غير صوت الجراح تنشره الريح ليبقى للموت بؤس و للوجع أنين تضج السماء كما الكلمات ليكون للإنتصار إجهاش كبكاء الثكلى أهو حقا إنتصار ام خياله ؟
                        و تنتهي القصيدة على نظرة متشائمة تحاكي واقعنا البئيس و الذي يبرع الشاعر القدير محمد أمين السعيدي في رسمه بريشة إحترفت تجسيد وجع الأمة على أرض القصيد ليتقاطر الحزن كعبرات يتيم فقد السند و قوة الساعد و المنطق و البندقية المدوية في سماء أعداء الأمة ليكون للشاعر قلم و رصاصة هي كلمة يقولها بكل ما يعتصر ذاته من ألم ووجع اختزلته ذاته و كأنه يمتص غضب أمة و يحمل وزر آخرين دمروا مقوماتها و مرتكزات وجودها الفاعل
                        هو محمد أمين السعيدي هذا الشاعر الفذ الذي يحمل في ثنايا وجدانه كلمات شاعرة بوجوده الإنساني الحامل لأمانة و رسالة حذق مفرداتها و تشبع بمعانيها ليحسن أداءها كأحسن ما يكون

                        كنت هنا أيها الشاعر الرائع و الملتزم بالفكر و الكلمة الصادقة أقاسمك الوجع و أحاول أن أتجاوزه إلى أمل قادم و إلى فرح مؤجل


                        لك كل التحية و لقلمك عطاء لا ينقطع
                        الغالية منجية بن صالح
                        شكرا على مرورك البهي
                        وشكرا على جهدك الدائم في الاقتراب من النصوص، في سبر أغوارها، ومعرفة ما تحمل في أعماقها من كائنات المعنى المدهشة والمشاكسة على حدٍّ سواء.
                        أحييك
                        وأهديك سماء من فرح وملائكة من غبطة وحبور.
                        تحياتي
                        [align=center]
                        [SIGPIC][/SIGPIC]
                        [/align]

                        تعليق

                        • محمد الأمين سعيدي
                          عضو الملتقى
                          • 16-05-2007
                          • 59

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة توفيق صغير مشاهدة المشاركة
                          [gdwl]
                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          الشاعر الأنيق حرفا والملتزم دفقا : محمد الأمين سعيدي

                          بقدْر ما تمتَّعْتُ بقُدرتك الفائقة على تطويع هذا البنَاء الشِّعْري الرَّاقي من حيثُ نضَارة اللغة وعُمقِها وسلامة مُفردَاتها، فإني رأيتُك تقتَرفُ التأْريخَ لمرحلةٍ حاليةٍ بارتداداتها، دَوَاتـُـكَ التَّقريرُ والتمْحيصُ بعيْن لا تخلُو منْ ريبَةٍ وشكٍّ مشْرُوعيْن.

                          المرآةُ العاكسة لما كان عليْه بنو قومنا حتى زمن قريبٍ تُسْنِدُ هذا الشُّعور بعدم الإطمئْنان، والمشهد الضَّبابي الحالي في أكثر من مكان خاصة في ليبيا حمَّال أوجه ومفتُوح على قراءات متعددة، لذا طغى السَّوادُ على الإنتظارات وهذا طبيعي لأن التجارب لم تفرز ما يفنِّدُ خلاصتك، ولو أني على العكس أظل أكابرُ حتى أرفعَ جرعة الأمل في داخلي مدفوعا بالطفرة الثورية التي أراها تنهد من مصر إلى آخر.

                          تحيَّاتي وودِّي وسجِّلْ يا صاحبي أني قرأتُ لوَاعٍ.

                          [/gdwl]
                          الفنان الرائع توفيق صغير
                          لك تحية بحجم النغم.
                          يا صديقي ما يحدث يحتاج لنظر كثير، لوعي كما قلتَ في ردك، نحن نعبر لكن كلماتنا لا تساوي شيئا أمام شلالات الدم التي تسيل.
                          تقبل خالص تحياتي واعتزازي بمرورك البهي.
                          [align=center]
                          [SIGPIC][/SIGPIC]
                          [/align]

                          تعليق

                          • محمد الأمين سعيدي
                            عضو الملتقى
                            • 16-05-2007
                            • 59

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
                            [align=center]شكرا للشاعر الرائع محمد الأمين سعيدي على هذا القصيد الجميل

                            و ألف شكر للأديبة الناقدة منجية بن صالح على هذه القراءة العميقة كأعمق ما يكون...

                            التي أمدتنا بخفايا ما بين السطورلهذه الكلمات الراقية

                            فكما استمتعت بالقصيدة استمتعت بالقراءة النقدية الجميلة جدا

                            شكرا لكما من الأعماق على هذا الإبداع

                            [/align]
                            البهية منيرة
                            أشكرك مجددا على مرورك الجميل.
                            تقبلي خالص تحياتي
                            شكرا
                            [align=center]
                            [SIGPIC][/SIGPIC]
                            [/align]

                            تعليق

                            يعمل...
                            X