من الغرفة الاسلامية الصوتية 3موعدنا يوم الجمعة مع الأستاذ محمد زعل السلوم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.نجلاء نصير
    رئيس تحرير صحيفة مواجهات
    • 16-07-2010
    • 4931

    من الغرفة الاسلامية الصوتية 3موعدنا يوم الجمعة مع الأستاذ محمد زعل السلوم

    [frame="13 98"] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يتجدد اللقاء غدا الجمعة بمشيئة الله تعالى في تمام الساعة التاسعة مساء
    ومحاضرة :مخلوقات من القرآن الكريم (مملكة النمل)
    ننتظركم في الغرفة الصوتية الاسلامية 3
    كونوا معنا
    أرق التحايا
    [/frame]
    التعديل الأخير تم بواسطة د.نجلاء نصير; الساعة 15-04-2011, 17:27.
    sigpic
  • محمد زعل السلوم
    عضو الملتقى
    • 10-10-2009
    • 2967

    #2
    اضع توقيعي هنا للعودة
    تحياتي

    تعليق

    • محمد زعل السلوم
      عضو الملتقى
      • 10-10-2009
      • 2967

      #3
      لقد قام العلماء بتزويد مجموعات من النمل بأجهزة بث إذاعي لدراسة عاداته داخل بيوته. وذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن باحثين في جامعة بريستول ركَّبوا أجهزة تحمل ترددات لاسلكية على ظهر نمل صخري بطول ثلاثة مليمترات. ثم عاين العلماء طريقة اختيار النمل بين اثنين من المواقع كأوكار له حيث لاحظوا تفضيله مكاناً عالياً على الرغم من أنه كان يبعد تسع مرات عن مسافة أبعد من البديل الذي لم يكن تم بناؤه بعد.
      وأشار فريق البحث إلى أنه عندما ترغب مستعمرة من النمل الصخري الهجرة إلى أوكار جديدة، فإن أفرقة من النمل الكشافة تقوم أولاً بعملية استكشاف وتقييم قبل التوجه إلى المكان الجديد وإعداده لفائدة بقية المجموعة.
      تقول الدكتورة إلفا روبنسون من كلية العلوم البيولوجية بجامعة برستول، إن 41% من النمل الذي زار المناطق الأكثر قرباً وفقراً من بيوته انتقلوا بعد ذلك إلى مناطق أبعد. وأن 3% فقط من النمل زار في البداية مناطق بعيدة ثم انتقل للعيش في بيوت قريبة. إن هذه الدراسة أظهرت أن النمل أفضل من البشر في اختيار بيوته.
      قال باحثون أميركيون إن النمل يمتلك القدرة على اتخاذ قرارات عقلانية عند مواجهة التحديات، حتى إنه قد يتفوق أحياناً على البشر في هذا الجانب، حسب تقديرهم. وطبقا لفريق البحث الذي ضم مختصين من جامعتي "ولاية أريزونا" و"برينستون" فإن الأمر لا يشير إلى أن البشر أكثر غباء من النمل، فالعديد من الكائنات قد تلجأ إلى خيارات لا عقلانية عندما تواجه تحديات تتطلب اتخاذ قرارات صعبة، وهو ما ينطبق كذلك على البشر".
      وتقول الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية العلوم الحياتية وهي من منشورات الجمعية الملكية في بريطانيا بتاريخ 22 يوليو/ تموز 2009 إن النمل من النوع "تيمنوثوراكس كيرفيسبينوساس" يبرع في اختيار مسكنه، فهو قادر على اتخاذ قرار بهذا الشأن حتى عندما تكون الخيارات المتاحة أمامه متشابهة، وذلك فيما يختص بالجوانب الإيجابية المرتبطة بها.
      وحسب الفريق فإن الفرد من هذا النوع من النمل يمتلك خياراً واحداً، لكن المجموعة تتخذ قراراً جماعياً، ينجم عن تفاعل أفراد النمل معا، حيث ينتج قرار واحد يعكس نتائج أكثر دقة، من خلال تقليل الفرص لارتكاب الأخطاء الفردية، التي قد تحدث عند تبني قرارات فردية، وهو ما أسماه الباحثون بحكمة الحشود.
      اكتشف باحثان بريطانيان أن لدى النملة حساً عالياً بالمسؤولية واستعداداً لتحمل المشاق من أجل مساعدة رفاقها الآخرين. وبحسب الدراسة التي أعدها سكوت باول وزميله البروفوسور نايجل فرانكس من جامعة بريستول، فإن النملة تسدّ بجسدها الفجوات أو الثقوب الموجودة في طريق جيش النمل -مثل الأغصان وما شابه- في الغابات المطرية وسط وجنوب أميركا من أجل تسهيل مهمة خروجه للبحث عن الطعام والعودة إلى أعشاشه.
      وقال الباحثان إن النملة تشكل بجسدها ما يشبه "السدادة" لملء الفجوات الصغيرة التي تعترض جيش النمل الذي يبلغ عدده أحياناً 200 ألف من أجل تسهيل مهمته على أكمل وجه، وهي بذلك تجعل الطريق أكثر نعومة مما يساعده على إتمام مهماته بسرعة. وعندما يستكمل جيش النمل مهمته تخرج النملة من الثقب التي تكون قد حشرت نفسها فيه لتنضم إلى رفاقها في العودة إلى أعشاشها.
      قال باحثون بريطانيون إنهم توصلوا إلى أول دليل على وجود تعليم لدى الحيوانات، ويتمثل في نمل يعلم بعضه بعضاً الطريق إلى الغذاء. وكشفت دراسة أجراها علماء من جامعة بريستول على مدى عامين استخدام النمل تقنية معروفة باسم ركض الترادف حيث تقود نملة نملة أخرى من العش إلى مصدر الغذاء.
      ولاحظ البروفسور نايجل فرانكس والباحث توم ريتشاردسون أن ما يحدث في مملكة النمل حالة تعليم حقيقية حيث تبطئ قادة النمل المتقدمة السير إذا بعدت المسافة بينها وبين النمل الذي وراءها، وحين تضيق المسافة تسرع.
      يقول هذا الباحث الذي أورد نتائج الدراسة في دورية نيتشر إن التعليم ليس مجرد محاكاة، ولكن النمل يكتسب مزايا أخرى من التعليم إذ تتعلم النملة التابعة أين يوجد مصدر الغذاء بشكل أسرع. وبعدها تشيع المعلومات عبر مستعمرة النمل حيث يتم ترقية النمل التابع ليصبح نملاً قائداً وتبدأ العملية التعليمية كلّها من جديد.
      يعتقد فرانكس أن التعليم الحقيقي يشمل الكثير من رجع الصدى. ويقول "الطريف في هذه العملية هو أن النمل حشرة لها مخ صغير. المخ البشري أكبر منها مليون مرة ومع ذلك فإن النمل رائع في التعليم والتعلم".
      تساؤلات تطرح نفسها
      لابد للمؤمن وهو يرى هذه الآيات في عالم الحيوان أن يتفكر ويتعلم ويعقل، فالعلماء يعجبون من القدرة الفائقة لدى النمل على التعلم، ويقولون إن دماغها صغير جداً ولا يتسع للمعلومات الكافية للتعلم فمن أين تتعلم وكيف تتمكن من تنفيذ أعمال معقدة في البناء والتواصل والدفاع ... لابد أن تكون هناك قوة تقف خلف هذه المخلوقات؟
      ونقول يا أحبتي إنها قدرة الخالق عز وجل، فهو الذي خلق هذه الكائنات ولم يتركها دون رعاية أو توجيه، فسخر لها كل وسائل العيش، يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود: 6]، بالله عليكم، هل يمكن لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو النبي الأمي أن يقول مثل هذا الكلام؟
      وهل كان النبي يحمل هم المخلوقات كلها حتى يقول: (إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) إن هذا الكلام لا يصدر إلا من خالق هذه الكائنات، فهو أعلم بها ولو كانت العملية تتم بالمصادفة لانقرضت هذه المخلوقات منذ زمن بعيد لأن دماغها صغير ولا يمكنه تعلم كل هذه التقنيات.
      عندما نرى مثالاً رائعاً على التعاون في عالم النمل، ونرى نملة صغيرة تسدّ بجسدها الرقيق حفرة أو فتحة ليعبر آلاف الجنود من النمل على ظهرها، وتتحمل كل هذه المسؤولية وربما تموت أثناء العمل، عندما نرى هذا التعاون وهذه التضحية، ألسنا نحن البشر وبخاصة الذين ندعي الإيمان بالله، ألسنا أجدر بأن نساعد بعضنا ونحب لبعضنا الخير؟!
      وعندما نرى قدرات مذهلة موجودة لدى الصراصير ولدى الخفافيش ولدى الفيلة... هذه مخلوقات نظنها لا تعقل ولا تفكر ولا تفهم، ولكن الحقيقة غير ذلك، فهي ذكية بل هي أمم مثلنا، عندما نرى هذه المجتمعات المنظمة الشبيهة بعالم البشر، ألا نتذكر قول الحق تبارك وتعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38]، ونتساءل: هل كان لدى محمد صلى الله عليه وسلم مختبرات في علم الحشرات ليقرر حقيقة علمية لم يكتشفها العلماء إلا اليوم، وهي أن كل دابة أو طائر أو حيوان إنما هي مخلوقات ذكية مثلنا ومجتمعات منظمة وأمم تشبهنا؟ من أين جاء بهذه المعرفة التي تتطابق مئة بالمئة مع ما يكتشفه العلماء اليوم؟

      تعليق

      • محمد زعل السلوم
        عضو الملتقى
        • 10-10-2009
        • 2967

        #4
        سورة "النمل"آخر تحديث:الجمعة ,11/03/2011 محمد حماد سورة النمل هي السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين، وهي السورة السابعة والعشرون في ترتيب المصحف الشريف، والثامنة والأربعون في عداد نزول السور، نزلت بعد الشعراء وقبل القصص، وبدأت بالحروف المقطعة “طس”، وبها سجدة في الآيات:

        “وَجَدتهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشمْسِ مِن دُونِ اللهِ وَزَينَ لَهُمُ الشيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدهُمْ عَنِ السبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ(24) أَلا يَسْجُدُوا لِلهِ الذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ رَب الْعَرْشِ الْعَظِيمِ(26)” .

        أشهر أسمائها “سورة النمل”، وكذلك سميت “سورة سليمان” لأنها السورة التي ذكرت قصة سيدنا سليمان وبلقيس ملكة سبأ، وذكر أبو بكر ابن العربي في “أحكام القرآن” أنها تسمى “سورة الهدهد” .

        والسورة مكية باتفاق، وهي إحدى سور ثلاث نزلت متتالية، ووضعت في المصحف متتالية، وهي الشعراء، والنمل، والقصص، ويكاد يكون منهاجها واحداً في سلوك مسلك العظة والعبرة عن طريق قصص الغابرين .

        افتتحت السورة بالإشارة إلى إعجاز القرآن ببلاغة نظمه وعلو معانيه، بما يشير إليه الحرفان المقطعان في أولها، والتنويه بشأن القرآن وإثبات مصدر القرآن وأهم صفات المؤمنين، وأنه هدى لمن ييسر الله الاهتداء به دون من جحدوا أنه من عند الله، والتحدي بعلم ما فيه من أخبار الأنبياء .

        وموضوع السورة الرئيس -كسائر السور المكية- هو العقيدة: الإيمان بالله، وعبادته وحده، والإيمان بالآخرة، وما فيها من ثواب وعقاب، والإيمان بالوحي وأن الغيب كله لله، لا يعلمه سواه، والإيمان بأن الله هو الخالق الرازق واهب النعم، ويأتي القصص -كما في كل السور التي تناولت القصص من أخبار الأمم السابقة- لتثبيت هذه المعاني .

        علم وعبادة

        تثبت سورة النمل أن الدين ليس دين عبادة فقط وإنما هو دين علم وعبادة ويجب أن تكون الأمة المسلمة الموحّدة متفوقة في العلم ومتفوقة حضارياً لأن هذا التفوق هو سبب لتميّز أمة الإسلام كما حصل في العصر الذهبي حين انتشر الإسلام من الشرق إلى الأندلس بالعلم والدين الحنيف وقد تميّز فيه العلماء المسلمون في شتى مجالات العلوم .

        وينبغي أن نلحظ أن التركيز في هذه السورة على العلم، علم الله المطلق بالظاهر والباطن، وعلمه سبحانه وتعالى بالغيب خاصة، وآياته الكونية التي يكشفها للناس، والعلم الذي وهبه لداود وسليمان، وتعليم سليمان منطق الطير وتنويهه بهذا التعليم، ومن ثم يجيء في مقدمة السورة: “وَإِنكَ لَتُلَقى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ” (سورة النمل: 6)، ويجيء في التعقيب: “قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيانَ يُبْعَثُونَ” (سورة النمل: 65)، ويأتي على لسان الهدهد: “أَلا يَسْجُدُوا لِلهِ الذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ” (سورة النمل: 25)، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور: “وَإِن رَبكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِن صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ” (سورة النمل: 74)، ويجيء في الختام: “وَقُلِ الْحَمْدُ لِلهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبكَ بِغَافِلٍ عَما تَعْمَلُونَ” (سورة النمل: 93)، ويجيء في قصة سليمان: “وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالا الْحَمْدُ لِلهِ الذِي فَضلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ” (سورة النمل: 15)، وعندما يريد سليمان استحضار عرش الملكة، لا يقدر على إحضاره في غمضة عين عفريت من الجن، إنما يقدر على هذه: “قَالَ الذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَد إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَما رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِن رَبي غَنِي كَرِيمٌ” (سورة النمل: 40)، وهكذا تبرز صفة العلم في جو السورة وفي سياقها كله من المطلع إلى الختام .

        الحقد اليهودي

        تكرر اسم سليمان في القرآن 17مرّة، وقد نصّ على نبوة سليمان وكونه ملكا، ولكنه لم يذكر شيئاً عن قومه، ولا عن الأقوام والأمم التي تبعته وآمنت به، وانضوت تحت لوائه، فكانت من رعاياه، واللافت للانتباه أنّ القرآن لم ينص على أي علاقة لسليمان ببني إسرائيل، ولا بد من دلالة لهذا السكوت، بل إنّ في قصة ملكة سبأ لدلالة واضحة على اتساع ملكه وتعدد الأمم التي استجابت لدعوته، فلم يكن ملكاً لليهود كما يعتقد الكثير من الناس متأثرين في ذلك بكتب العهد القديم .

        ولقد ورد ذكر سليمان باستفاضة في سفر الملوك الأول، والذي يقال إنه قد دوّن في القرن السادس قبل الميلاد، في حين يقال إنّ سليمان قد مات في القرن العاشر قبل الميلاد، ووردت قصته مفصلة أيضاً في سفر أخبار الأيام الثاني، والذي يقال إنّه دوّن في القرن الخامس قبل الميلاد، ولا يستطيع المسلم أن يصدّق الكثير مما ورد في هذه الأسفار؛ فصورة سليمان في القرآن الكريم في غاية السمو والجمال، أمّا هذه الأسفار فتزعم أنه وحاشاه- قد عبد الأصنام إرضاءً لزوجاته الوثنيّات، وانظر في سفر الملوك الأول تجد: “فغضب الرب على سليمان، لأنّ قلبه ضلّ عنه، مع أنّه تجلّى له مرتين، ونهاه عن الغواية وراء آلهة أخرى، فلم يطع وصيته، لهذا قال الله لسليمان: لأنّك انحرفت عني ونكثت عهدي، ولم تطع فرائضي التي أوصيتك بها، فإني حتماً أمزّق أوصال مملكتك، وأعطيها لأحد عبيدك، إلا أنني لا أفعل هذا في أيّامك”، أمّا صورته في القرآن الكريم فيكفيك ما جاء في سورة ص: “وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنهُ أَوابٌ” (سورة ص: 30)، ويبدو أنّ ملك سليمان كان يشمل عدداّ من الأمم التي اتبعت دينه الحق، وانضوت تحت لوائه، وهذا ما جعل المنحرفين من بني إسرائيل يحقدون على هذا النبي الصالح، لأنهم يريدونها مملكة عنصرية، تجعل من اليهود سادة يُسخّرون الشعوب لخدمتهم، ثم هم يريدونها يهوديّة تتناقض مع نبوة سليمان وإسلامه لله: “وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلهِ رَب الْعَالَمِينَ” (سورة النمل: 44)، فليس غريباً إذن أن يشوّه اليهود سيرة هذا النبي الصالح، ويصبّوا عليه جام غضبهم، حتى عندما كتبوا قصّته بعد وفاته بخمسمئة سنة، ومن يتدبر النص الوارد في سفر الملوك الأول يلاحظ أنّهم يحقدون عليه وينقمون من فترة ملكه، ويجعلون الرّب غاضباً منه، ومقرراً أن يدمّر هذا الملك .

        وإذا صحّ ما ورد في أخبار الملوك الثاني فإن الأمر يصبح واضحاً؛ فإن سليمان قد أذلهم، وكذلك فعل ابنه رَحُبعام من بعده، ويصبح الأمر أشدّ وضوحاً عندما نعلم أنّهم قد شقّوا الدولة بعد وفاته بأيّام، وإن صحّ هذا النص الوارد في أخبار الملوك الثاني، يكون دليلاً آخر على أنّ سليمان لم يكن ملكاً لليهود فقط، بل هو نبي صالح وملك عادل، يحارب العنصريّة ويقمع المنحرفين: “فجاء يربعام وكل جماعة إسرائيل وقالوا لرحبعام بن سليمان: إنّ أباك قد أثقل النّير علينا، فخفف أنت الآن من عبء عبودية أبيك وثقل نيره الذي وضعه علينا فنخدمك، فأجابهم بعد أيّام قائلاً: أبي أثقل عليكم النير وأنا أزيد عليه، أبي أدّبكم بالسياط وأنا أؤدّبكم بالعقارب”، فكان أن تمرّدوا، وشقّوا عصا الطاعة، وشقّوا الدولة، ويبدو أنّ ذلك كان بداية فسادهم وعلوهم، فقد أرادوها عنصريّة غاشمة، ويهوديّة متسلطة، وكان منهم ما أرادوا، فتحقق فيهم وعد الله الأول .

        النمل والنحل

        أودع الله تعالى في النملة هذه الحشرة الصغيرة من مقومات التفوق ما لا نحصيه، فالنمل يعيش في أمة منظّمة تنظيماً دقيقاً وعنده تخزين وعنده تكييف في أجساده، وعنده جيوش وإشارات تخاطب، وعنده تكنولوجيا لا نعلمها، والعلماء يكتشفون يوماً بعد يوم أشياء لا يمكن للعقل تصورها عن هذه الحشرة صغيرة الحجم، ونلاحظ أن السورة ذكرت النمل والنحل بصيغة الجمع ولم تأت كالبقرة ومثل الفيل ومثل الكلب، ومثل أسماء حيوانات كثيرة وردت في القرآن بصيغة مفردة، وذكر النمل والنحل بصيغة الجمع يدلنا على أنها تعيش حيوات جماعية وإن هذا هو نمط حياتها، فعلينا أن نتعلم من هذه الحشرة التفوق الحضاري فهي التي قالت مخاطبة النمل: “حَتى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيهَا النمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ” (18) حفاظاً على النمل من خطر مقبل، وكأن لديها جهاز إنذار، وقولها: “وهم لا يشعرون” دلالة وإشارة واضحة إلى أنه حتى النمل يعرف أن عباد الله المؤمنين لا يمكن أن يظلموا غيرهم أو يحطموهم حتى ولو كانوا مجموعة من النمل، ولهذا تبسم سليمان ضاحكاً من قولها ثم دعا ربه وشكره لأنه فهم معنى ما قالته النملة .

        وتسمية السورة ب(النمل) دلالة على أن هذه الحشرات نجحت في الأداء وحسن التنظيم والتفوق؛ فكيف بالبشر الذين أعطاهم الله تعالى العقل والفهم، فهم أحرى بأن ينجحوا كما نجح النمل في مهمته في الأرض.

        تعليق

        • محمد زعل السلوم
          عضو الملتقى
          • 10-10-2009
          • 2967

          #5
          أكبر مستعمرة نمل في العالم
          لم أكن أتصور أن مستعمرة نمل واحدة يمكن أن تمتد من إيطاليا إلى إسبانيا!! وعلى مسافة ستة آلاف كيلو متر، إنه أمر عجيب فعلاً، ولكنها قدرة الله تتجلى في هذه المخلوقات، لنتأمل....


          اكتشف علماء من الدانمرك وفرنسا وسويسرا أكبر مستعمرة نمل في العالم حيث بلغ طولها 6000 كيلو متر، وتبدأ من إيطاليا وتنتهي بإسبانيا!! حيث يعيش فيها مليارات النمل وتعمل في منظومة واحدة . والعجيب أن العلماء عندما جاءوا بنمل من مستعمرة أخرى ووضعوه في هذه المستعمرة قاموا بمهاجمته وقتله على الفور. ولكن عندما وضعوا نملات من نفس المستعمرة لم يظهروا أي سلوك عدواني!!
          هذه ليست تلة أو مرتفعاً، إنه مسكن للنمل يقول عنه العلماء إنه من أفضل المساكن، ففيه فتحات تهوية وهو مرتفع عن الأرض لتجنب الأمطار والسيول، وفي داخله غرف مخصصة لحضانة صغار النمل وفي مستودعات ومخازن... فسبحان الله الذي علم هذه المخلوقات كيف تهتدي في عملها. يقول تعالى على لسان موسى عليه السلام: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50].
          ونتساءل: ما هي وسائل الاتصال بين أسراب النمل على مدى آلاف الكيلومترات؟ وما هو حجم التعقيد الذي يربط أفراد هذه المستعمرة التي تعد بالمليارات... وكيف يتمكن النمل من بناء هذه المستعمرة العملاقة التي تحتاج إلى جهود يقدرها العلماء بأنه فوق طاقة البشر؟ إنها قدرة الله تعالى القائل: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) ]النمل: 88].
          ــــــــــــ
          بقلم عبد الدائم الكحيل
          www.kaheel7.com
          http://www.crusaderonline.com/vnews/display.v/ART/2002/04/19/3cc07e6c66da5?in_archive=1
          http://www.clemson.edu/sandhill/page.htm?pageId=2412

          تعليق

          • محمد زعل السلوم
            عضو الملتقى
            • 10-10-2009
            • 2967

            #6
            النمل يحمل الموتى إلى المقبرة!!
            في بحث جديد حيَّر العلماء: كيف يتمكن النمل من معرفة النملة الميتة بسرعة مذهلة فيسارع إلى حملها وإلقائها في مقابر خاصة خارج المستعمرة... إنها قدرة الخالق عز وجل....


            سبحان الله النمل الأرجنتيني البالغ يكتشف النمل الميت فينقله خلال ساعة من الوفاة إلى خارج مستعمرة النمل ليجمعه على شكل كومة من الجثث حيث يطلق النملة الميتة نوعاً من الروائح الكيميائية التي تدل على وفاتها وكأنها تخبر النملات: أنا ميتة خذوني خارج المستعمرة. ويعتبر التخلص من الجثث سلوكاً تلجأ له النملة للمحافظة على سلامة بيئة المستعمرة وحمايتها من الأمراض، وهو مشابه لما يقوم به البشر. ويأمل العلماء استخدام هذه المواد الكيميائية لتطوير المبيدات الحشرية للقضاء على النمل. في الصورة تبدو نملة عاملة تحمل نملة صغيرة في طور الحضانة إلى تلك الكومة.

            إن النمل بهذا التصرف يشبه البشر، ومن هنا ربما نستطيع توسيع فهمنا لمعنى قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38]. وفي هذه الآية إجابة شافية لحيرة العلماء الماديين الذين لا يعترفون بالخالق سبحانه وتعالى.
            ملاحظة ورد على شبهة
            وعندما كنتُ أقرأ هذه الآية وجدتها تقع بين آيتين تتحدثان عن تكذيب الكفار، وقلتُ سبحان الله! لماذا تأتي آيات القرآن هكذا حتى إن بعض المشككين انتقد القرآن وقال إن آياته غير مترابطة، حيث يكون الحديث عن الكفار مثلاً ثم تأتي آية تتحدث عن الكون أو الأرض أو البحار... ثم يعود الحديث عن الكفار من جديد... ويقولون إن هذا دليل على عدم ترابط آيات القرآن، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
            ولذلك فقد دققتُ النظر بالآية التي سبقت هذه الآية فوجدتها تتحدث عن طلب للملحدين بأن تنزل معجزة على النبي صلى الله عليه وسلم: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [الأنعام: 37]، ثم تأتي الآية 38 من سورة الأنعام وهي آية تحوي العديد من المعجزات، وهي قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].
            فلو كان لدى هؤلاء الملحدين علم كما قال تعالى: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) لم يطلبوا أي معجزة، لأن كل شيء في الكون يشهد على وجود الخالق الحكيم، ولذلك جاءت هذه الآية لتحدثهم عن حقيقة لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن، وهي أن بقية المخلوقات هي أمم أمثالنا، وبالفعل لا زال العلم يكتشف مصداق هذه الآية يوماً بعد يوم.
            والآن لنقرأ النص القرآني المؤلف من ثلاث آيات: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الأنعام: 37-39].
            إذاً لا يوجد انقطاع في معاني الآيات إنما جاءت الآية 38 لترد على الكفار طلبهم بنزول معجزة، فقد وضع الله آية عظيمة مليئة بالمعجزات (الآية 38)، ولكنهم لم يشغلوا عقولهم، ولذلك قال تعالى في الآية التي تسبق هذا النص مباشرة: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) [الأنعام: 36].
            ــــــــــــ
            بقلم عبد الدائم الكحيل
            www.kaheel7.com
            مصدر المعلومة:
            How social insects recognize dead nestmates, www.esciencenews.com
            www.sciencenews.org

            تعليق

            • محمد زعل السلوم
              عضو الملتقى
              • 10-10-2009
              • 2967

              #7
              العلماء الألمان يتعلّمون من النمل تقنية الاتصال الذكي
              إن الوقت الضائع بسبب زحمة المواصلات يكلف العالم مئات المليارات من الدولارات سنوياً، وأحدث طريقة لحل مشكلة هذا الازدحام هي تقنية الاتصال الذكي التي يستخدمها النمل!!! لنقرأ....



              في مقالة سابقة أشرنا إلى أن الإنسان كان ولا زال يتعلم من المخلوقات من حوله، وهذه المخلوقات قد سخَّرها الله لنا لنتعلم منها ونتفكَّر في خلقها لنشكر نعمة الله علينا، يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13]. ومن آخر الأخبار أن العلماء يحاولون اكتشاف النظام المروري المتطور لدى النمل، حيث لاحظوا أن النمل يتمتع بقدرة فائقة على التحكم بالطريق التي يسلكها ويختار دائماً أفضل الطرق وأقصرها وأقلها ازدحاماً. وقد أجريت مؤخراً في ألمانيا تجربة "تقنية الاتصال الذكي" التي تمكّن من تبادل المعلومات بين السيارات بواسطة الإنترنت اللاسلكي، والتقنية الجديدة التي تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي من شأنها أن تحل مشكلة الاختناقات المرورية وتحسن الأمان.
              إن مشروع تقينه الاتصال الذكي بين السيارات الذي يجري تطويره حالياً سوف يعالج الاختناقات المرورية التي تعاني منها المدن المزدحمة، كما أنه من المتوقع أن يحدّ من الحوادث ويحسّن بصورة هائلة من الآمان على الطرق. وتلك هي رؤية العديد من شركات السيارات الكبرى التي قامت مؤخراً بتجربة هذه التقنية في ظل ظروف قيادة واقعية في إحدى ساحات الاختبار بألمانيا. وخلال التجربة أمكن مشاهدة العديد من السيارات والدراجات البخارية والشاحنات، وهي تتصل بعضها ببعض في ساحة الاختبار التابعة لشركة أوبل في دودينهوفن بألمانيا، وذلك باستخدام تقنية الإنترنت اللاسلكي.
              هذه التقنية تعمل كالتالي: السيارة (B) تسير إلى الأمام لعدة كيلومترات وترسل معلومات إلى السيارة (A) عن وجود عائق على الطريق، مما يسمح لقائد السيارة (A) باختيار طريق بديل أو إبطاء سرعته. Bildunterschrift: والواقع أن هذه التقنية يمكن أن تصبح فعالة بشكل خاص في حالة الاختناقات المرورية أو الحوادث أو الطرق المغطاة بالجليد. كما تستطيع مراكز إدارة المرور إبلاغ السائقين عن الإغلاق المفاجئ لأحد الطرق أو بالطريق البديل الذي ينصح بأن يسلكوه أو بالحد الأقصى للسرعة.
              وترسل هذه المعلومات إلى جهاز استقبال على الطريق المعين ثم يقوم الجهاز بدوره بتمريرها إلى السيارات المارة. وتقول فيفيان ريدنج مفوضة الاتصالات السلكية واللاسلكية بالاتحاد الأوروبي: إن استقبال الرسائل المهمة للغاية بسرعة وبدقة يعد أمراً حتمياً لضمان سلامة الطرق، مشيرة إلى أن الوقت الذي يهدره الأوروبيون في الاختناقات المرورية قد يكلف زهاء 80 مليار يورو بحلول 2010 في شكل ساعات عمل ضائعة.
              من أين تعلم النمل هذه التقنية الفائقة؟
              يحاول العلماء اليوم معرفة السر في أن النمل يستخدم تقنية الاتصال الذكي، ويعالج المعلومات ويختار الطريق الأقصر والأقل ازدحاماً، بل ويعتبرون هذه التقنية لدى النمل لغزاً محيراً يصعب حله أو كشف أسراره! ولكننا كمسلمين نعتقد أن هذه النملة الصغيرة لا تسير بذاتها بل بقدرة الله تعالى الذي يوجهها كيف يشاء. فهو القائل: (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود: 56].

              تعليق

              • محمد زعل السلوم
                عضو الملتقى
                • 10-10-2009
                • 2967

                #8
                القدرة الفائقة للنمل في تنظيم حركة المرور
                نعيش مع اكتشاف جديد يؤكد صحة اكتشافات سابقة في عالم النمل وأسراره، حيث وجد العلماء قدرة فائقة للنمل في تنظيم حركة المرور....



                كثيرة هي الاكتشافات العلمية في عالم الحشرات، وربما من أغربها ما يدور في عالم النمل. ومن الأشياء المذهلة ما نراه من حركة دقيقة للنمل أثناء العمل وجمع الطعام والقيام بالمهمات اليومية مثل تربية "الأولاد" وبناء المساكن والدفاع عن المستعمرة... وخلال هذه العمليات نلاحظ أنه لا يحدث أي تصادم على الرغم من الأعداد الهائلة للنمل والتي تسير ضمن مساحات محدودة.
                هذه الملاحظة استرعت انتباه العلماء الألمان فقاموا بمراقبة النمل أثناء عمله، فقد أظهرت دراسة علمية أجراها معهد دريسدن للدراسات التكنولوجية قدرة فائقة يتميز بها النمل في تنظيم حركة المرور، ويبقى على العلماء معرفة اللغز الذي يكمن وراء نجاح النمل في تجنب الاصطدام لتطبيقها على حركة مرور السيارات.
                فقد عكف فريق من الباحثين الألمان من معهد دريسدن للدراسات التكنولوجية على دراسة النظام المروري لدى النمل. وأبرزت التجارب العديدة التي أجريت على هذه الحشرات الصغيرة، قدرتها على تسلق غصن رفيع صعوداً وهبوطاً في مجموعة مكونة من أكثر من مئة نملة دون أن تصطدم إحداها بالأخرى. ويسعى الفريق العلمي من خلال دراسته لحركة النمل إلى معرفة الطريقة التي يتجنب بها النمل التصادم، وذلك لتطبيقها على حركة المرور.
                في هذا الإطار، أنشأ العلماء "مزرعة خاصة للنمل" فائقة الدقة بكل ما فيها من طرق ومعابر، ثم راقبوا الأنماط المرورية للنمل وأدخلوا المعلومات التي توصلوا إليها في برنامج على الحاسب الآلي. وجاء في الدراسة التي نُشرت في مجلة نيو ساينتست، أن ديرك هيلبينغ، الخبير في مجال الذكاء الجمعي بمعهد دريسدن للتكنولوجيا وفريقه، مدّوا طريقاً سريعة بمسارين مختلفي الحجم يمتدان بين عش النمل ومادة سكرية. ولم تكن مفاجأة أن المسار الأضيق سرعان ما أصبح مزدحماً بالنمل، لكن ما أدهش العلماء هو أن جموع النمل الذاهب حرصت على تحويل وجهة النمل الآتي من الاتجاه المعاكس إلى مسار آخر، مما أدى إلى تجنب حدوث الاختناقات المرورية!
                ثم طبق الباحثون ما تعلموه خلال دراسة الحشرات وابتكروا نموذجاً حاسوبياً لشبكات أكثر تعقيداً لمسارات متباينة العرض والطول. واكتشفوا أن النمل اتبع نفس الطريقة في تنظيم حركة المرور، حيث أعادت جموع النمل الذاهب توجيه جموع النمل القادم من الاتجاه المعاكس إلى ممرات أقل ازدحاماً. وأحيانا أجبر النمل القادم على اتخاذ مسار أطول، بيد أنه استطاع الوصول إلى الغذاء بسرعة وفعالية أكبر.
                ويبقى على العلماء معرفة كيفية تداول النمل لهذه "التقارير المرورية" ونجاحه في تجنب أي اصطدام أو خلل. ويعرب العلماء عن أملهم في الاقتداء بالنمل حينما يتمكّنون من حلّ هذا اللغز. وربما يمكنهم عندئذ تطبيق هذه الوسيلة الفعالة في تنظيم المرور على البشر، فقد يتمكن عندها السائقون من البشر الذين يسيرون في اتجاهات متعاكسة من تداول المعلومات الخاصة بحالة الطرق من حيث الازدحام من عدمه فيما بينهم.
                تأملوا معي هذا الغصن الرفيع كيف يسير عليه عدد كبير من النمل دون أي تصادم أو حوادث! فكيف يتمكن النمل من تنظيم حركته والتحكم في عمليات نقل الطعام عبر هذه المساحة الضيقة؟ إنه بلا شك يتفوق على البشر في هذه الناحية، ولذلك يحاول العلماء أن يتعلموا من النمل تقنية تنظيم المرور!
                على الرغم من التطور التقني الكبير، والتنظيم المستمر للشوارع وحركة المرور، ووجود إشارات مرورية ورجال مرور، وتدريب للسائقين وغير ذلك فإن الحوادث المرورية تقتل آلاف البشر كل يوم!! فهل نتعلم من النمل كيف نسير بأمان؟!
                إن دماغ النملة صغير جداً وأصغر من رأس الدبوس، وعلى الرغم من ذلك يعمل بكفاءة عالية تدل على وجود أنظمة معقدة لدى النمل، ويوجد في دماغ النملة برنامج مسؤول عن التحكم بتوجيه النملة وقيادتها، واتخاذ أفضل القرارات فيما يتعلق بالطريق المسلوكة!!
                إن هذه الاكتشافات توحي لنا بعدة إشارات أهمها:
                1- النمل يشبه البشر في قدرته على تنظيم المرور ومعالجة المشاكل الناتجة عن ذلك، وهذا ما أشار إليه القرآن في آية عظيمة قال فيها تبارك وتعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [النمل: 38]....
                .... لقراءة المقالة كاملة من موقعنا الجديد مع الصور والفيديو اضغط هنا:
                http://www.kaheel7.com/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=196:2 010-08-23-20-12-08&catid=39:2010-02-02-19-15-20&Itemid=66

                ـــــــــــــ
                بقلم عبد الدائم الكحيل
                www.kaheel7.com/ar

                تعليق

                • محمد زعل السلوم
                  عضو الملتقى
                  • 10-10-2009
                  • 2967

                  #9
                  نظام المرور عند النمل
                  اكتشافات جديدة تأتي دائماً لتصدق ما جاء في القرآن قبل أربعة عشر قرناً، لنتأمل هذه اللطائف في عالم النمل وكيف تحدث عنها القرآن......



                  دأب المشككون على نقد أي شيء في هذا القرآن ليوهموا المسلمين بأن القرآن لا يتفق مع العلم والمنطق والعقل. فتراهم يلجأون إلى الآيات المتشابهة التي يصعب تفسيرها في ظل المعرفة المتوافرة، فيقولون إن القرآن يعرض الأساطير والخرافات، ولذلك فقد علم الله تعالى بأمثال هؤلاء وحدثنا عنهم قبل أربعة عشر قرناً!! يقول سبحانه وتعالى: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الفرقان: 5].
                  ومن الانتقادات التي قرأتها على مواقعهم أن القرآن يحوي قصصاً خرافية حول حشرات تتكلم مثل قصة الملك سليمان عندما تحدثت النملة مع رفيقاتها وفهم كلامها، ويقولون إن النمل لا يمكن أن يصدر عنه أي صوت ولا يمكن لأحد أن يكلم النمل.
                  في البداية لنقرأ الآية الكريمة ونتأمل ما فيها، يقول تعالى عن سيدنا سليمان عليه السلام في قصته عندما قدم إلى وادي النمل مع جنوده: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 18]. إن هذه الآية تدل على أن النمل يتمتع بنظام للمرور، حيث نجد إحدى النملات تعمل مثل "شرطي المرور" تنظم السير وتوجه الإنذارات لدى وجود أي خطر، وتخاطب النمل بلغة يفهمونها، وأنه من الممكن إدراك هذه اللغة، لأن سيدنا سليمان أدركها وفهم عليها وتبسم من قولها. وهذا ما ينتقده بعض المشككين.
                  وقبل أن نحاول الإجابة عن هذه الانتقادات الموجهة للقرآن نستعرض ما كشفه العلماء مؤخراً حول مجتمع النمل. فقد درس العلماء هذا المجتمع المحير لقرون واستعان بالمجاهر والوسائل والمختبرات لإجراء التجارب على النمل وخرج بنتائج مذهلة تبين أن النمل مجتمع كامل بكل معنى الكلمة، وهو يتخاطب ويقوم بكل الأعمال والمهارات وهو يتعلم تقنيات جديدة وغير ذلك.
                  لقد أمضى الباحث Graham Currie السنتين الماضيتين في دراسة ظاهرة تنظيم المرور عند النمل، وكيف يستطيع مجتمع النمل تنظيم حركته لتجنب الفوضى أو الهلاك. وقال بعد هذه الأبحاث: إن النمل يتفوق على البشر في تنظيم حركة المرور لديه، وهو يعمل بكفاءة عالية حتى أثناء الزحام. بل إن النمل يستطيع التحرك في مجموعات كبيرة والتوجه إلى مساكنه خلال لحظات دون حدوث أي حادث أو اصطدام أو خلل.
                  النملة التي تنظم المرور لها طريق خاص بها (طرق سريعة freeways) لا تسلكه بقية النملات وهذا الطريق تستخدمه النملة لتوجيه بقية النملات، وهناك طريق في الوسط تسلكه النملات المحملة بالغذاء والحبوب والمواد القابلة للتخزين، أما النملات "الفارغة" فلها طريق على الجوانب (طريق سريعة) لأن حركتها تكون أسرع من النملات المحمَّلة، كل هذا يحدث بنظام فائق الدقة لا يوجد أي خلل أو خطأ، سبحان الله!
                  يعتبر دماغ النملة الأكبر بين الحشرات قياساً لحجمها، وهو يحوي أكثر من 250000 خلية عصبية في دماغ النملة لا زالت مجهولة من قبل العلماء، وبعض الباحثين يؤكدون أن دماغ النملة يعمل أفضل من أي كمبيوتر في العالم! هذه الخلايا العصبية لها مهمة إرسال الرسائل والتواصل والتخاطب.
                  تبين الدراسات أيضاً أن المهمة الوحيدة لذكور النمل هي التزاوج مع الملكة، أما مهام الدفاع والتحذير وتنظيم المرور وغير ذلك فهي مهمة النملة الأنثى، وهنا ندرك دقة التعبير القرآني بقوله تعالى: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) بالمؤنث ليدلنا على أن النملة هي التي تتولى مهمة الدفاع والتحذير من الأخطار.
                  لقد خلق الله للنملة عيوناً فيها الكثير من العدسات، وخلق لها قلباً يضخ الدم الذي لا لون له، ولها جهاز عصبي وغير ذلك من الأجهزة التي تجعلها من أكثر الحشرات نجاحاً في البقاء والاستمرار، ولذلك ذكرها الله في كتابه في سورة عظيمة هي سورة النمل.
                  تعمل النملة على تنظيف البيئة، وعلى تربية صغارها والاعتناء بهم بشكل مذهل، وتعمل على الدفاع عن نفسها وعن مستعمراتها، وتقوم بانتقاء الأنواع المفيدة من الطعام، وفي دراسة جديدة تبين أن النمل لا يأخذ أي طعام يصادفه، بل يقوم بتخزين الأغذية ويركز على الأنواع الدسمة من الطعام ليستفيد منها في الشتاء!
                  كما تبين الدراسات الجديدة في علم تشريح الحشرات أن النملة تتمتع بغلاف صلب وقوي يحمي جسدها من الأخطار، ولذلك فإن النملة عندما تواجه عدواً وهي على شجرة مثلاً ترمي بنفسها وتطير طيراناً موجهاً وتنزلق انزلاقاً على النباتات تجنباً لتحطم هذا الغلاف الصلب، ولذلك حذَّرت النملة رفيقاتها بكلمة (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ)، لأنك عندما تدوس على نملة مثلاً فإن غلافها الخارجي يتحطم كما يتحطم الزجاج!
                  يعتبر عالم النمل أكثر المخلوقات انتشاراً على الأرض، حيث يوجد عشرين ألف نوع منه، وكل نوع يوجد منه الملايين!! ووجد العلماء أن مجتمع النمل يستجيب لأي نداء يوجه إليه من النملة التي تحذر من الأخطار، لدرجة أن النمل يلبي النداء على الفور.
                  تستطيع النملة حمل ثقل يساوي عشرين ضعف وزنها، وتمتلك مهارات عالية، ولديها وسائل وخطط عسكرية للدفاع عن نفسها، لديها درجة من الأمن حيث تطلق الإنذارات لدى الإحساس بأدنى خطر.
                  قام العلماء بمراقبة النملات وهي تعمل، وذلك بعد أن قاموا بوضع علامة مميزة لكل نملة، فوجدوا أن النمل يقسم نفسه إلى فرق، كل طائفة تقوم بعمل محدد لعدة أسابيع، أي أن النملة التي تقوم بإنذار النملات لدى وجود خطر هي ذاتها، والنملات التي تعتني بالأطفال الصغار هي ذاتها، والنملات التي تتولى مهمة الدفاع عن المستعمرة هي ذاتها، ولكن بعد عدة أسابيع تتبادل المهمات لتكتسب كل منها مهارات جديدة.
                  والآن هذا ما يقوله العلم عن النمل فماذا يقول كتاب الله تعالى قبل 1400 سنة؟ ... .... لقراءة المقالة كاملة من موقعنا الجديد مع الصور والفيديو اضغط على الرابط:
                  http://www.kaheel7.com/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=196:2 010-08-23-20-12-08&catid=39:2010-02-02-19-15-20&Itemid=66

                  ــــــــــــــــ
                  بقلم عبد الدائم الكحيل
                  www.kaheel7.com/ar

                  تعليق

                  • محمد زعل السلوم
                    عضو الملتقى
                    • 10-10-2009
                    • 2967

                    #10
                    حرب النمل
                    يؤكد العلماء وبعد مراقبة طويلة للنمل، أن هذا العالم مليء بالأسرار ومن أهمها الخبرة القتالية لدى النمل، والإنذار المبكر، والاتصالات الذكية، لنقرأ ونسبح الخالق العظيم....



                    إنها معركة حقيقية يستخدم فيها الجيشان كل الوسائل الحربية المتاحة! هناك خطط حربية وأساليب يتبعها الجنود لضمان انتصاره على العدو. وقد تعجب عزيزي القارئ إذا أخبرتك أن النمل تستخدم تقنية الاتصالات الذكية، وترسل موجات كهرطيسية لتنظيم المعركة وإخبار بعضها عن نتائج المعركة وتستخدم في ذلك قرون الاستشعار التي تعتبر وسائل اتصال لاسلكية. إن كل هذا يجعلنا نفكر في حقيقة هذه المخلوقات، فهي تشهد على عظمة الخالق، فعلى الرغم من صغر حجمها إلا أنها تعتبر ذكية جداً وتشبه البشر في حياتها، يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].
                    معركة منظمة بين فريقين من النمل، وكل فريق لديه وسائل وأجهزة إنذار وأساليب قتالية، وكل هذه الأشياء كانت مجهولة حتى زمن قريب، ولكن هناك كتاب أشار إلى مثل هذه الحقائق قبل 1400 سنة، إنه كتاب الله الذي يعلم السر وأخفى!
                    وهنا يا أحبتي أقف لحظة تأمل في سورة النمل وتحديداً قصة سيدنا سليمان الذي علَّمه الله منطق الطير والنمل وغيرها من الحيوانات والجن والشياطين... وأعطاه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، فقد حذَّرت النملة أفراد المستعمرة (مستعمرة النمل) بقولها: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 18]. فهذا التنبيه لا يصدر من مخلوق لا يدرك ولا يعلم شيئاً بأسرار الحرب، بل فيه إشارة لطيفة إلى أن النمل لديه خبرة قتالية، وخبرة بالهروب والكرّ والفرّ، وخبرة في الإنذار.
                    نملتان صغيرتان تهاجمان نملة كبيرة، انظروا إلى هذه التقنية الحربية، فقد جاءت النملة الأولى لتمسك النملة السوداء الكبيرة من قرنيها لتعطل لديها حاسة الاستشعار وتشوش العمليات التي تتم في دماغها، ولكي تضمن ذلك، فقد أعطت الأمر لنملة ثانية فأمسكت النملة السوداء من رجلها الخلفية لتعطل حركتها، وبالتالي تضمن النملتان التغلب على النملة الكبيرة، ولولا هذا التنسيق والتخاطب بين النملتين لم يتمكنا من التغلب على النملة الكبيرة، هذه التقنيات الحربية نراها أمامنا بالصور. أليست هذه التقنيات تحتاج لتخطيط وتدبير، وهي تشبه ما يقوم به البشر؟ إن هذه الصورة ألا تدل على قدرة الخالق تبارك وتعالى؟
                    فالنمل لديه أسلحة جهَّزه الله بها وهي الفكين الذين ينقضان على الفريسة بسرعة أكبر بكثير من سرعة فكي التمساح! ولدى النمل "إنذار مبكر" وذلك قبل حدوث الخطر، ولديه اتصالات ذكية، مع بقية أفراد النمل، ولذلك جاءت الآية لتعبر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة هذه الخبرات التي زود الله بها النمل!!
                    ونقول: لو كان محمد صلى الله عليه وسلم (وهو النبي الأمي)، لو كان يريد أن يصنع ديناً لنفسه (كما يدَّعون) فكيف يمكن له أن يخبرنا بمثل هذه الحقائق على لسان النمل؟ وما هي المصلحة التي سيحققها من وراء ذلك؟ ونجيب: إن مصلحته الوحيدة هي تبليغ الرسالة بكل أمانة ودقة، وإن قائل هذه الآية هو خالق النمل وهو أعلم بأسرارها وبكلامها، وإن مثل هذه الآية تعتبر دليلاً مادياً على صدق كتاب الله جل وعلا، فهل تخشع قلوبنا أمام عظمة هذا الإعجاز؟!
                    ـــــــــــــ
                    بقلم عبد الدائم الكحيل
                    www.kaheel7.com

                    مصدر الصور: ناشيونال جيوغرافيك.
                    مصدر المعلومة: جامعة أريزونا.

                    تعليق

                    • محمد زعل السلوم
                      عضو الملتقى
                      • 10-10-2009
                      • 2967

                      #11
                      أسرار عالم النمل
                      يوجد اليوم أكثر من عشرة آلاف نوع من النمل في العالم. وجميع هذه الأنواع تعيش في مجتمعات منظمة تتعاون وتبني وتدافع وتتكلم وتحس... ولها دماغ وأعصاب .... فسبحان الله!


                      من خلال مجموعة من الصور الرائعة سوف نرى عظمة الخالق في أضعف مخلوقاته! إنها نملة صغيرة لا نكاد نحسّ بها، ولكنها على درجة عالية من التعقيد، فسبحان الله!

                      حجم النملة



                      يبلغ طول النملة من 2 ميليمتر وحتى 25 ميليمتر، للنملة رأس كبير قياساً مع حجم جسمها، ولها بطن بيضاوية وخصر صغير، ولها فكين تستطيع بهما حمل أشياء ثقيلة جداً بالنسبة لها، وتستخدمها أيضاً للحفر. ولها فكان داخليان لمضغ الطعام. كما لها هوائيان تستخدمهما لتحسس الأشياء- للتذوق والشم!

                      ذكاء النمل

                      يعتبر السلوك الاجتماعي للنمل هو الأعقد بين عالم الحشرات، ولذلك جاء القرآن بسورة كاملة اسمها سورة (النمل)، وذكر فيها المولى تبارك وتعالى قدرة النمل على التكلم، وقد أثبت العلم وجود لغة خاصة تتفاهم من خلالها النمل وتتواصل حتى عن بعد، فسبحان الله!



                      صورة حديثة لدماغ النملة!! A : صورة الدماغ كما يظهر بواسطة الفلور المشع. B : صورة للجزء الخاص بتحليل المعلومات في دماغ النملة. C : منحني يبين استجابة النملة لدى نشر رائحة معينة، حيث نلاحظ وجود نشاط في الدماغ تمثله القفزة في المنحني. D : اختبار للنملة بواسطة كرة إلكترونية تظهر ذكاء النمل وسرعة استجابته للمؤثرات.

                      والسؤال: ألا تستحق هذه النملة الذكية أن تُذكر في القرآن؟؟ يقول تعالى في سورة النمل في سياق قصة سيدنا سليمان عليه السلام: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل: 18-19].

                      قوة النملة



                      تستطيع النملة حمل أشياء تزن عشرين ضعفاً وزن جسمها، وتصور عزيزي القارئ لو أن رجلاً بهذه القوة فإنه سيحمل سيارة وزنها ألف كيلو غرام بسهولة، قارن قوة النملة مع قوتك، لتجد أن النملة أقوى منك بعشرين ضعفاً على الأقل!!

                      أقدم نملة

                      أقدم نملة على وجه الأرض تم اكتشافها في حجر في أمريكا عمر هذه النملة 92 مليون سنة، واكتشفت عام 1998، وقد عاشت هذه النملة في عصر الديناصورات، وسبحان الله ديناصور يزن عشرات الآلاف من الكيلوغرامات قد هلك وانقرض، ولكن نملة لا تزن إلا جزءاً من الغرام باقية تتكاثر كل هذه السنين!

                      فكّ أقوى مما نتصوّر



                      صورة لفك النملة، تستطيع به حفر الأرض ، وتستطيع القتال والدفاع عن نفسها، كما تستطيع أن تأكل وتمضغ الطعام! وتأمل معي هذا التصميم المعجز لفكي النملة، وإذا ما قارنا حجم فكي النملة بحجم فكي تمساح مثلاً نجد أن فك التمساح أكبر بآلاف المرات من فك النملة، ولكن فك النملة أقوى بكثير من فك التمساح قياساً إلى حجمها!!

                      ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه

                      إن الله تعالى كما هدى النمل هدى الشجر أيضاً! فقد وجد العلماء نوعاً من أنواع النمل يعيش دائماً في شجرة محددة هي شجرة الخرنوب، والعجيب أن الغذاء الذي يحبه هذا النوع من النمل تفرزه الشجرة من خلال فتحات خاصة على شكل محلول سكري، يتغذى عليه النمل، بل إن النمل يتغذى على أوراق هذه الشجرة لأنه صغير ومناسب لصغارها، ولكن ماذا تستفيد الشجرة من ذلك؟

                      وجد العلماء بعد مراقبة طويلة أن الذي يهلك هذه الشجرة هو بعض أنواع الحشرات الضارة، ولكن النمل قد زوده الله تعالى بجهاز معقد يقوم بلسع الحشرات الآتية إلى الشجرة وتحميها من التآكل بفعل هذه الحشرات الضارة، فسبحان الله الذي خلق كل شيء فقدَّره تقديراً!

                      رأس النملة



                      صورة لرأس النملة، هذا الرأس يحوي دماغاً معقداً تستطيع النملة به التفكير وإجراء الحسابات اللازمة، وإطلاق الإنذار لدى التعرض للهجوم! ونلاحظ وجود ستة أرجل وقرني استشعار أو هوائيين.

                      كما أن الله تبارك وتعالى قد زود النملة بالقدرة على إفراز مواد كيميائية مطهرة، تستطيع بها تعقيم العش وتطهير اليرقات والبيوض لئلا تهلكها البكتريا والفطور، فهي تقوم بتغليف الشرانق بغلاف من هذه المادة يحميها من شر البكتريا، وتستخدمها أيضاً لتطهير غذائها المختزن لفترات طويلة، ولولا هذه المادة لهلك النمل على الأرض، فسبحان الله! وتستطيع النملة أن تفرز حمض النمليك الذي يعتبر مادة مخدرة للخصم، تستخدمه للدفاع عن نفسها.

                      عيون النملة




                      صورة دقيقة تظهر عين النملة، وللنملة عيون مركبة تستطيع بواسطتها أن ترى الأشياء ولكن رؤية ضعيفة بسبب أنها تمضي معظم وقتها في الظلام تحت التراب. وتأمل معي كيف أن هذه العين محاطة ببعض الشعيرات الدقيقة لحمايتها!

                      مستعمرات النمل

                      يمكن أن تشكل عدة نملات فقط مستعمرة، ويمكن أن تكون المستعمرة مؤلفة من ملايين النملات! ولكن معظم المستعمرة تتألف من النملات العاملات وهذه لا يمكنها التزاوج، إنما تقوم بمعظم العمل مثل جمع الغذاء ورعاية الصغار والدفاع عن المستعمرة. وهذه صورة لإحدى مستعمرات النمل تضم آلاف النملات.



                      أجهزة "الستالايت" عند النمل



                      صورة لقرن الاستشعار لدى النملة (الهوائي)، وتأمل معي التعقيد والدقة في التصميم والصنع، مع العلم أن سماكة هذا الهوائي لا تتجاوز أجزاء قليلة من المئة من الميليمتر.

                      وتأمل معي كيف يبرز قرن الاستشعار ويتمفصل مع رأس النملة بدقة فائقة تعجز تقنيات القرن الحادي والعشرين عن تقليدها! لقد هيَّأ الله للنملة قروناً تستشعر بها وتتحسس وتتذوق الغذاء! وهذان القرنان هما مصدر المعلومات بالنسبة للنملة وتكون في حالة الحركة عندما تكون النملة نشيطة. ويسمي العلماء هذين القرنين بالهوائيين، لأن لديهما القدرة على تلقي المعلومات عن بعد وإرسالها كذلك.

                      التزاوج عند النمل

                      إن الملكة هي الوحيدة القادرة على التزاوج ولها أجنحة وهي أكبر من بقية النملات، وهذه الملكة تتزاوج مع النمل المذكر ذي الأجنحة أيضاً، حيث تنتج الملكة البيض ومن ثم ستفقس هذه البيض لتكون النمل العامل والملكات الجدد. أما الذكور فلا يقومون بأي دور سوى التزاوج حيث يموتون مباشرة بعد تلقيح الملكة.

                      للذكور خصيتين تنتجان الحيوانات المنوية، التي تستطيع بها تلقيح الملكة، وللذكر عضو يسمى aedeagus يدخله في فتحة خاصة في جسم الملكة ويلقي بالحيوانات المنوية فيه، وللملكة مبايض لإنتاج البيض، وتضع البيوض من خلال عضو اسمه Eovipositor .

                      وبالتالي فإن هذه البويضات تنتقل في جسم الملكة حتى تصبح قريبة من مكان التلقيح وتنتج البويضات الملقحة، والتي ستصبح فيما بعد صغار النمل! والعجيب أن البيوض الملقحة سوف تتحول إلى نملات عاملات أو ملكات، وهنالك بيوض لا يتم تلقيحها، وعلى الرغم من ذلك سوف تتحول إلى ذكور فيما بعد، فسبحان الله! ما هذا النظام المعقد والمحكم في نملة لا يتجاوز طولها عدة مليمترات!

                      بيوض النملة



                      تنتج ملكة النمل عدداً ضخماً من البيوض يقدر بالملايين، ومن رحمة الله بهذه البيوض الضعيفة والصغيرة والتي لا نكاد نشعر بوجودها أنه زوَّد النملة بالقدرة على إفراز مواد مطهرة ومعقمة تخرج من قنوات دقيقة، لتحفظ هذه البيوض سليمة من أي بكتريا أو مكروه قد يصيبها، والسؤال: من الذي زوَّد هذه النملة بهذه المادة ومن الذي سخر لها الطريق عبر شبكة أنابيب دقيقة لتفرزها، ومن الذي هداها وعلمها وأخبرها أن هذه المادة يجب أن تعقم بها بيوضها؟؟ فسبحان القائل في كتابه وعلى لسان نبيه موسى عليه السلام مخاطباً فرعون عندما سأله من ربُّك يا موسى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50].

                      النمل والبيئة

                      إن النمل ضروري جداً للحفاظ على البيئة، فهي تأكل الحشرات وتقلّب التربة فيدخل الهواء إليها، وهي غذاء مهم للعديد من الحشرات، وتلقح الزهور أحياناً، وتحرك المادة العضوية في التربة، وتعتبر النملة من أهم الحشرات المفترسة للحشرات الأخرى وبالتالي تحدث توازناً في عالم الحشرات.

                      أرجل النملة



                      صورة لرجل نملة!!! تأمل معي التصميم الدقيق والمرن لهذا العضو الذي لا يكاد يُرى، وتأمل كيف زوَّد الله هذه الأرجل بشعيرات صغيرة لدفع الضرر عن النملة، ومساعدتها على المشي بكافة الاتجاهات والتسلق وغير ذلك. وللنملة ستة أرجل تنتهي بمخالب، وتستعمل للمشي ولتنظيف الجسم والهوائيات ومعالجة الغذاء.

                      رحمة النمل

                      ومن عجائب ما رآه العلماء أن بعض أنواع النمل تعيش مع عبيد لها، تجبرهم على جمع العلف اللازم للغذاء، وتأكل معاً، ولكن هذه النملات حريصة على إطعام "العبيد" ولكن إذا غابت العبيد أو أصابهم مكروه تمتنع النملات عن الأكل حتى ولو كان الغذاء موجوداً وتستمر كذلك حتى يعود العبيد أو أنها تموت جوعاً!!! وسبحان الله من الذي جعل في قلبها هذه الرحمة! ومن الذي علمها أن تحافظ على عبيدها وتطعمهم مما تأكل؟؟

                      فم النملة



                      صورة لفم النملة، تقوم النملة بهضم الطعام بعد تحويله للحالة السائلة، حيث تخلطه بعصائر هاضمة باستخدام لسانها، وهنالك آلية تمنع دخول الجزيئات الصلبة من الغذاء إلى المنطقة الهضمية، ويمكن أن يبقى الغذاء في المنطقة الهضمية للنملة لفترات طويلة قبل أن تستخدمه كغذاء، فسبحان الله!

                      وللنملة قلب على شكل أنبوب يدفع العضلات وبالتالي يندفع الدم عديم اللون في جسمها، وجهاز للهضم وجهاز للتناسل، وللنملة مجموعة أنابيب تدفع الهواء خلال جسدها وهي بمثابة الرئتين للتنفس.

                      عمر النمل وأعداده




                      صورة لنملة كبيرة تسمى ملكة النار، وتعيش ملكة نملة النار سبع سنوات بينما تعيش النملات العاملات بحدود من 50 إلى 150 يوماً فقط. هنالك مستعمرات تبلغ مساحتها أكثر من 2.7 كيلو متر مربع، وتحتوي على أكثر من مليون ملكة، وأكثر من 300 مليون عاملة، تعيش في أكثر من 45 ألف عش، وقد اكتُشفت هذه المستعمرة في اليابان عام 2002. وتقوم ملكة نملة النار بإنتاج البيوض، وتضع هذه الملكة 100 بيضة في الساعة الواحدة باستمرار، وتنتج ملايين البيوض.

                      أعشاش النمل

                      يبني النمل أعشاشه عادة تحت التراب على عمق 10 أمتار، حيث تكون درجة الحرارة مناسبة له طيلة أيام السنة، وقد زود الله النمل بذكاء كاف لصيانة منزلهم من الأعشاب الضارة وبقايا الطعام، وترتيب المنزل بشكل جيد، فمن أين لها القدرة على ذلك؟ إنه الله تعالى القائل على لسان موسى عليه السلام عندما أنكر فرعون وجود الله وسأله من ربك يا موسى فرد عليه: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50]. فالله تعالى هو من أعطى هذه النملة خلقها وشكلها وزودها بالأجهزة المناسبة ثم هداها كيف تقوم بأعمالها دون تقصير أو خلل أو ملل.



                      إن النمل بنّاء ماهر وذكي جداً، ففي هذا العش الذي يظهر في الصورة رفع النمل مدخل العش فوق مستوى سطح الأرض خوفاً من الأمطار والمياه، مع العلم أن العش تحت سطح التراب ولكن الذي يظهر في الصورة هو مدخل العش فقط!

                      مَن الذي هدى النملة وعلًّمها؟

                      يقول العلماء حسب آخر الأبحاث إن النملة تنشأ لا تعلم شيئاً ثم تتعلم جميع المهام الواجب القيام بها وفق برنامج شديد التعقيد يهديها إلى الطريق الصحيح، والسؤال: أليس هذا هو ما تعنيه الآية: (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)؟!



                      عجائب الحشرات: حقائق تدعو للإيمان

                      نظام المرور عند النمل

                      الحسد عند النمل: سبحان الله

                      ــــــــــــ

                      بقلم عبد الدائم الكحيل

                      www.kaheel7.com

                      بعض المراجع الأجنبية

                      1- Neuronal representation and processing of chemosensory communication signals in the ant brain, Universitätsbund Würzburg.

                      2- Super ant colony hits Australia, www.news.bbc.co.uk

                      3- Ants,www.en.wikipedia.org

                      4- http://encarta.msn.com/Ant.html

                      5- http://www.thesahara.net/ants.htm

                      تعليق

                      • محمد زعل السلوم
                        عضو الملتقى
                        • 10-10-2009
                        • 2967

                        #12
                        أسرار عالم النمل
                        يوجد اليوم أكثر من عشرة آلاف نوع من النمل في العالم. وجميع هذه الأنواع تعيش في مجتمعات منظمة تتعاون وتبني وتدافع وتتكلم وتحس... ولها دماغ وأعصاب .... فسبحان الله!



                        من خلال مجموعة من الصور الرائعة سوف نرى عظمة الخالق في أضعف مخلوقاته! إنها نملة صغيرة لا نكاد نحسّ بها، ولكنها على درجة عالية من التعقيد، فسبحان الله!

                        حجم النملة





                        يبلغ طول النملة من 2 ميليمتر وحتى 25 ميليمتر، للنملة رأس كبير قياساً مع حجم جسمها، ولها بطن بيضاوية وخصر صغير، ولها فكين تستطيع بهما حمل أشياء ثقيلة جداً بالنسبة لها، وتستخدمها أيضاً للحفر. ولها فكان داخليان لمضغ الطعام. كما لها هوائيان تستخدمهما لتحسس الأشياء- للتذوق والشم!

                        ذكاء النمل

                        يعتبر السلوك الاجتماعي للنمل هو الأعقد بين عالم الحشرات، ولذلك جاء القرآن بسورة كاملة اسمها سورة (النمل)، وذكر فيها المولى تبارك وتعالى قدرة النمل على التكلم، وقد أثبت العلم وجود لغة خاصة تتفاهم من خلالها النمل وتتواصل حتى عن بعد، فسبحان الله!




                        صورة حديثة لدماغ النملة!! A : صورة الدماغ كما يظهر بواسطة الفلور المشع. B : صورة للجزء الخاص بتحليل المعلومات في دماغ النملة. C : منحني يبين استجابة النملة لدى نشر رائحة معينة، حيث نلاحظ وجود نشاط في الدماغ تمثله القفزة في المنحني. D : اختبار للنملة بواسطة كرة إلكترونية تظهر ذكاء النمل وسرعة استجابته للمؤثرات.

                        والسؤال: ألا تستحق هذه النملة الذكية أن تُذكر في القرآن؟؟ يقول تعالى في سورة النمل في سياق قصة سيدنا سليمان عليه السلام: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل: 18-19].

                        قوة النملة





                        تستطيع النملة حمل أشياء تزن عشرين ضعفاً وزن جسمها، وتصور عزيزي القارئ لو أن رجلاً بهذه القوة فإنه سيحمل سيارة وزنها ألف كيلو غرام بسهولة، قارن قوة النملة مع قوتك، لتجد أن النملة أقوى منك بعشرين ضعفاً على الأقل!!

                        أقدم نملة

                        أقدم نملة على وجه الأرض تم اكتشافها في حجر في أمريكا عمر هذه النملة 92 مليون سنة، واكتشفت عام 1998، وقد عاشت هذه النملة في عصر الديناصورات، وسبحان الله ديناصور يزن عشرات الآلاف من الكيلوغرامات قد هلك وانقرض، ولكن نملة لا تزن إلا جزءاً من الغرام باقية تتكاثر كل هذه السنين!

                        فكّ أقوى مما نتصوّر




                        صورة لفك النملة، تستطيع به حفر الأرض ، وتستطيع القتال والدفاع عن نفسها، كما تستطيع أن تأكل وتمضغ الطعام! وتأمل معي هذا التصميم المعجز لفكي النملة، وإذا ما قارنا حجم فكي النملة بحجم فكي تمساح مثلاً نجد أن فك التمساح أكبر بآلاف المرات من فك النملة، ولكن فك النملة أقوى بكثير من فك التمساح قياساً إلى حجمها!!

                        ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه

                        إن الله تعالى كما هدى النمل هدى الشجر أيضاً! فقد وجد العلماء نوعاً من أنواع النمل يعيش دائماً في شجرة محددة هي شجرة الخرنوب، والعجيب أن الغذاء الذي يحبه هذا النوع من النمل تفرزه الشجرة من خلال فتحات خاصة على شكل محلول سكري، يتغذى عليه النمل، بل إن النمل يتغذى على أوراق هذه الشجرة لأنه صغير ومناسب لصغارها، ولكن ماذا تستفيد الشجرة من ذلك؟

                        وجد العلماء بعد مراقبة طويلة أن الذي يهلك هذه الشجرة هو بعض أنواع الحشرات الضارة، ولكن النمل قد زوده الله تعالى بجهاز معقد يقوم بلسع الحشرات الآتية إلى الشجرة وتحميها من التآكل بفعل هذه الحشرات الضارة، فسبحان الله الذي خلق كل شيء فقدَّره تقديراً!

                        رأس النملة





                        صورة لرأس النملة، هذا الرأس يحوي دماغاً معقداً تستطيع النملة به التفكير وإجراء الحسابات اللازمة، وإطلاق الإنذار لدى التعرض للهجوم! ونلاحظ وجود ستة أرجل وقرني استشعار أو هوائيين.

                        كما أن الله تبارك وتعالى قد زود النملة بالقدرة على إفراز مواد كيميائية مطهرة، تستطيع بها تعقيم العش وتطهير اليرقات والبيوض لئلا تهلكها البكتريا والفطور، فهي تقوم بتغليف الشرانق بغلاف من هذه المادة يحميها من شر البكتريا، وتستخدمها أيضاً لتطهير غذائها المختزن لفترات طويلة، ولولا هذه المادة لهلك النمل على الأرض، فسبحان الله! وتستطيع النملة أن تفرز حمض النمليك الذي يعتبر مادة مخدرة للخصم، تستخدمه للدفاع عن نفسها.

                        عيون النملة





                        صورة دقيقة تظهر عين النملة، وللنملة عيون مركبة تستطيع بواسطتها أن ترى الأشياء ولكن رؤية ضعيفة بسبب أنها تمضي معظم وقتها في الظلام تحت التراب. وتأمل معي كيف أن هذه العين محاطة ببعض الشعيرات الدقيقة لحمايتها!

                        مستعمرات النمل

                        يمكن أن تشكل عدة نملات فقط مستعمرة، ويمكن أن تكون المستعمرة مؤلفة من ملايين النملات! ولكن معظم المستعمرة تتألف من النملات العاملات وهذه لا يمكنها التزاوج، إنما تقوم بمعظم العمل مثل جمع الغذاء ورعاية الصغار والدفاع عن المستعمرة. وهذه صورة لإحدى مستعمرات النمل تضم آلاف النملات.





                        أجهزة "الستالايت" عند النمل





                        صورة لقرن الاستشعار لدى النملة (الهوائي)، وتأمل معي التعقيد والدقة في التصميم والصنع، مع العلم أن سماكة هذا الهوائي لا تتجاوز أجزاء قليلة من المئة من الميليمتر.

                        وتأمل معي كيف يبرز قرن الاستشعار ويتمفصل مع رأس النملة بدقة فائقة تعجز تقنيات القرن الحادي والعشرين عن تقليدها! لقد هيَّأ الله للنملة قروناً تستشعر بها وتتحسس وتتذوق الغذاء! وهذان القرنان هما مصدر المعلومات بالنسبة للنملة وتكون في حالة الحركة عندما تكون النملة نشيطة. ويسمي العلماء هذين القرنين بالهوائيين، لأن لديهما القدرة على تلقي المعلومات عن بعد وإرسالها كذلك.

                        التزاوج عند النمل

                        إن الملكة هي الوحيدة القادرة على التزاوج ولها أجنحة وهي أكبر من بقية النملات، وهذه الملكة تتزاوج مع النمل المذكر ذي الأجنحة أيضاً، حيث تنتج الملكة البيض ومن ثم ستفقس هذه البيض لتكون النمل العامل والملكات الجدد. أما الذكور فلا يقومون بأي دور سوى التزاوج حيث يموتون مباشرة بعد تلقيح الملكة.

                        للذكور خصيتين تنتجان الحيوانات المنوية، التي تستطيع بها تلقيح الملكة، وللذكر عضو يسمى aedeagus يدخله في فتحة خاصة في جسم الملكة ويلقي بالحيوانات المنوية فيه، وللملكة مبايض لإنتاج البيض، وتضع البيوض من خلال عضو اسمه Eovipositor .

                        وبالتالي فإن هذه البويضات تنتقل في جسم الملكة حتى تصبح قريبة من مكان التلقيح وتنتج البويضات الملقحة، والتي ستصبح فيما بعد صغار النمل! والعجيب أن البيوض الملقحة سوف تتحول إلى نملات عاملات أو ملكات، وهنالك بيوض لا يتم تلقيحها، وعلى الرغم من ذلك سوف تتحول إلى ذكور فيما بعد، فسبحان الله! ما هذا النظام المعقد والمحكم في نملة لا يتجاوز طولها عدة مليمترات!

                        بيوض النملة





                        تنتج ملكة النمل عدداً ضخماً من البيوض يقدر بالملايين، ومن رحمة الله بهذه البيوض الضعيفة والصغيرة والتي لا نكاد نشعر بوجودها أنه زوَّد النملة بالقدرة على إفراز مواد مطهرة ومعقمة تخرج من قنوات دقيقة، لتحفظ هذه البيوض سليمة من أي بكتريا أو مكروه قد يصيبها، والسؤال: من الذي زوَّد هذه النملة بهذه المادة ومن الذي سخر لها الطريق عبر شبكة أنابيب دقيقة لتفرزها، ومن الذي هداها وعلمها وأخبرها أن هذه المادة يجب أن تعقم بها بيوضها؟؟ فسبحان القائل في كتابه وعلى لسان نبيه موسى عليه السلام مخاطباً فرعون عندما سأله من ربُّك يا موسى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50].

                        النمل والبيئة

                        إن النمل ضروري جداً للحفاظ على البيئة، فهي تأكل الحشرات وتقلّب التربة فيدخل الهواء إليها، وهي غذاء مهم للعديد من الحشرات، وتلقح الزهور أحياناً، وتحرك المادة العضوية في التربة، وتعتبر النملة من أهم الحشرات المفترسة للحشرات الأخرى وبالتالي تحدث توازناً في عالم الحشرات.

                        أرجل النملة





                        صورة لرجل نملة!!! تأمل معي التصميم الدقيق والمرن لهذا العضو الذي لا يكاد يُرى، وتأمل كيف زوَّد الله هذه الأرجل بشعيرات صغيرة لدفع الضرر عن النملة، ومساعدتها على المشي بكافة الاتجاهات والتسلق وغير ذلك. وللنملة ستة أرجل تنتهي بمخالب، وتستعمل للمشي ولتنظيف الجسم والهوائيات ومعالجة الغذاء.

                        رحمة النمل

                        ومن عجائب ما رآه العلماء أن بعض أنواع النمل تعيش مع عبيد لها، تجبرهم على جمع العلف اللازم للغذاء، وتأكل معاً، ولكن هذه النملات حريصة على إطعام "العبيد" ولكن إذا غابت العبيد أو أصابهم مكروه تمتنع النملات عن الأكل حتى ولو كان الغذاء موجوداً وتستمر كذلك حتى يعود العبيد أو أنها تموت جوعاً!!! وسبحان الله من الذي جعل في قلبها هذه الرحمة! ومن الذي علمها أن تحافظ على عبيدها وتطعمهم مما تأكل؟؟

                        فم النملة





                        صورة لفم النملة، تقوم النملة بهضم الطعام بعد تحويله للحالة السائلة، حيث تخلطه بعصائر هاضمة باستخدام لسانها، وهنالك آلية تمنع دخول الجزيئات الصلبة من الغذاء إلى المنطقة الهضمية، ويمكن أن يبقى الغذاء في المنطقة الهضمية للنملة لفترات طويلة قبل أن تستخدمه كغذاء، فسبحان الله!

                        وللنملة قلب على شكل أنبوب يدفع العضلات وبالتالي يندفع الدم عديم اللون في جسمها، وجهاز للهضم وجهاز للتناسل، وللنملة مجموعة أنابيب تدفع الهواء خلال جسدها وهي بمثابة الرئتين للتنفس.

                        عمر النمل وأعداده





                        صورة لنملة كبيرة تسمى ملكة النار، وتعيش ملكة نملة النار سبع سنوات بينما تعيش النملات العاملات بحدود من 50 إلى 150 يوماً فقط. هنالك مستعمرات تبلغ مساحتها أكثر من 2.7 كيلو متر مربع، وتحتوي على أكثر من مليون ملكة، وأكثر من 300 مليون عاملة، تعيش في أكثر من 45 ألف عش، وقد اكتُشفت هذه المستعمرة في اليابان عام 2002. وتقوم ملكة نملة النار بإنتاج البيوض، وتضع هذه الملكة 100 بيضة في الساعة الواحدة باستمرار، وتنتج ملايين البيوض.

                        أعشاش النمل

                        يبني النمل أعشاشه عادة تحت التراب على عمق 10 أمتار، حيث تكون درجة الحرارة مناسبة له طيلة أيام السنة، وقد زود الله النمل بذكاء كاف لصيانة منزلهم من الأعشاب الضارة وبقايا الطعام، وترتيب المنزل بشكل جيد، فمن أين لها القدرة على ذلك؟ إنه الله تعالى القائل على لسان موسى عليه السلام عندما أنكر فرعون وجود الله وسأله من ربك يا موسى فرد عليه: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50]. فالله تعالى هو من أعطى هذه النملة خلقها وشكلها وزودها بالأجهزة المناسبة ثم هداها كيف تقوم بأعمالها دون تقصير أو خلل أو ملل.





                        إن النمل بنّاء ماهر وذكي جداً، ففي هذا العش الذي يظهر في الصورة رفع النمل مدخل العش فوق مستوى سطح الأرض خوفاً من الأمطار والمياه، مع العلم أن العش تحت سطح التراب ولكن الذي يظهر في الصورة هو مدخل العش فقط!

                        مَن الذي هدى النملة وعلًّمها؟

                        يقول العلماء حسب آخر الأبحاث إن النملة تنشأ لا تعلم شيئاً ثم تتعلم جميع المهام الواجب القيام بها وفق برنامج شديد التعقيد يهديها إلى الطريق الصحيح، والسؤال: أليس هذا هو ما تعنيه الآية: (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)؟!



                        عجائب الحشرات: حقائق تدعو للإيمان

                        نظام المرور عند النمل

                        الحسد عند النمل: سبحان الله

                        ــــــــــــ

                        بقلم عبد الدائم الكحيل

                        www.kaheel7.com

                        بعض المراجع الأجنبية

                        1- Neuronal representation and processing of chemosensory communication signals in the ant brain, Universitätsbund Würzburg.

                        2- Super ant colony hits Australia, www.news.bbc.co.uk

                        3- Ants,www.en.wikipedia.org

                        4- http://encarta.msn.com/Ant.html

                        5- http://www.thesahara.net/ants.htm

                        تعليق

                        • محمد زعل السلوم
                          عضو الملتقى
                          • 10-10-2009
                          • 2967

                          #13
                          بناء الجسور عند النمل: مثال رائع للتضحية والتعاون
                          إنه عالم عجيب وغريب لا نهاية لأسراره ... إنه عالم النمل ... ففي كل يوم يكشف العلماء شيئاً جديداً يظهر روعة هذا المخلوق الصغير الذي يستحق فعلاً أن ينزل الله سورة يسميها باسمه، لنقرأ....


                          كلما حاول المشككون الاستهزاء بهذا القرآن وقدموا مثالاً على ذلك، سخر الله لهذا القرآن من يكشف معجزاته وعجائبه التي ترد على الملحدين قولهم، وقد استهزأ الكفار ومنذ نزول القرآن بأن محمداً (صلى الله عليه وسلم) يذكر في كتابه الحشرات ومنها النمل!
                          وسبحان الله! يأتي اليوم بعض المشككين ليرددوا نفس الكلام ويقولون إن القرآن مليء بالأساطير ويضربون مثالاً على ذلك أن محمداً يسمي السور بأسماء الحشرات. ولكن الله تعالى يقول: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [النساء: 141]. ولذلك فإن الذي يتأمل اكتشافات العلماء يلاحظ أنهم في حيرة من أمرهم، بل يقفون مندهشين أمام هذا المخلوق الصغير ألا وهو النمل.
                          يقول العلماء إن وزن دماغ النملة هو جزء من مئة من الغرام، وإن دماغ الحوت الكبير أكبر بمئة ألف مرة من دماغ النملة، وعلى الرغم من ذلك فإن النملة تقوم بمهام وأعمال ذكية تتفوق بها على هذا الحوت! وهذا ما يثير تعجب العلماء وحيرتهم، ولكنهم لو فكروا قليلاً واطلعوا على كتاب الله تعالى، لوجدوا أن الله هو من خلق هذا النمل وهو من علَّمه وهداه إلى الطريق الصحيح، وهو القائل عن نفسه: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: 101-103].
                          في كل يوم يصرح العلماء بأن عالم الحشرات وبخاصة النمل هو من الأمور المعقدة جداً، ومن غير المنطقي أن تكون النملة قد طورت نفسها بنفسها، لأن دماغ النملة المحدود لا يكفي لمعالجة هذا الكم الهائل من المعلومات التي تستخدمه النملة أثناء أداء مهامها. نرى في الصورة رأس نملة وبداخله الدماغ الصغير لها والذي يحوي بحدود 300000 خلية عصبية، إن دماغ الإنسان يحوي أكثر من تريليون خلية أي أكثر من خلايا دماغ النملة بمئات الآلاف من المرات، وعلى الرغم من هذا الدماغ الصغير نجده يتمكن من معالجة كل المعلومات التي تحتاجها النملة، بشكل يدل على وجود برنامج مسبق في هذا الدماغ.
                          راقب العلماء عالم النمل طويلاً وظنوا في البداية أنه عالم محدود لا يفكر ولا يعقل ولا يتكلم! ولكن تبين أخيراً أن النمل هي أمة مثلنا تماماً، له قوانينه وحياته وذكاؤه، وتبين أن هندسة البناء عند النمل أقدم بكثير من البشر، حيث يقوم النمل منذ ملايين السنين ببناء المساكن وحديثاً كشف العلماء طريقة بناء الجسور عند النمل.
                          فقد جاء في دراسة جديدة (حسب موقع رويترز) أن الطريقة التي يعتمد عليها النمل لعبور الحُفر هي بناء الجسور بالأجساد! فقد ذكر باحثان بريطانيان أن أسراب النمل حين يعتريها السأم من الحفر في مسارها تضحي بالبعض منها في سبيل الباقين حيث يعمد بعضها إلى التمدد داخل النقاط غير المستوية لصنع مسار أكثر انسيابية لباقي السرب.
                          وتوصل الباحثان إلى أن نوعاً من أنواع النمل يعيش في أمريكا الوسطى والجنوبية يختار أفراداً من السرب يناسب حجم أجسادها حجم الحفرة المراد سدها. وذكرا في تقرير نشرته مجلة السلوك الحيواني أنه ربما تكاتف عدد من أعضاء السرب لملء الحفرة الأكبر!
                          تأملوا معي هذا الجسر الحي وكيف قامت بعض النملات بالتضحية في سبيل الآخرين، ويقول العلماء إن النملات التي تصنع من أجسادها هذا الجسر تتألم كثيراً أثناء مرور النمل فوقها، ولكنها تصبر وتتحمل وتبقى متماسكة كالجسر الحقيقي حتى تمر آخر نملة!
                          ودرس سكوت باول ونايجل فرانكس من جامعة بريستول نوعاً من النمل يسمى ايسيتون بيرتشيلي يسير عبر غابات أمريكا الوسطى والجنوبية في أسراب تضم ما يصل الى 200 ألف نملة!
                          ودائما ما يبقى السرب على صلة بالمستعمرة من خلال طابور طويل من النمل. لكن هذا الطابور الطويل من النمل الحي قد يضطرب بشدة حين يمر أفراده فوق أوراق الشجر والأغصان المتناثرة على أرض الغابات.
                          نرى في هذه الصورة كيف يتمسك النمل بعضه ببعض ليبني جسراً متيناً، هذا الجسر يستخدم لعبور النملات عليه من ضفة لأخرى، ويؤكد العلماء الذين درسوا هذه الظاهرة أن النمل يختار بعناية فائقة الأحجام المناسبة للنملات التي ستضحي بنفسها وتصنع هذا الجسر!
                          يقوم عدد قليل من النمل بملء الفجوات ليصنع مساراً سلساً. ويقول العلماء: إن النمل له طريقته التي يعتمد فيها على نفسه لإصلاح الطرق، وأضاف باول: عندما يعبر السرب تتسلق النملات التي ملأت الفجوات إلى خارج تلك الحفر وتتبع زملاءها عائدة إلى المستعمرة. بصفة عامة يظهر بحثنا أن سلوكاً بسيطاً تؤديه بكثير من الإتقان قلة من شغالات النمل يمكن أن يحسن من أداء الأغلبية بما يؤدي إلى فائدة تعم المستعمرة ككل.
                          يقول الباحث James Traniello بعد أبحاث أجراها في جامعة بوسطن حول علم أعصاب النمل: إن هذا السلوك المعقد للنمل مبرمج، فكل نملة تعرف مسبقاً ما يجب عليها القيام به، فالنملة الصغيرة لها مهام محدودة تناسب حجمها، ولكن النملة الشابة والقوية تقوم بمهام الدفاع عن المستعمرة وجمع الطعام وغير ذلك من المهام الصعبة، أما النملة كبيرة السن فتُعزل وتحظى بالرعاية والاهتمام!
                          لقد أجرى فرانكس وباول تجارب في المختبر لإظهار هذا السلوك. وقال فرانكس وضعنا ألواحاً خشبية مليئة بثقوب من أحجام مختلفة في مسارات النمل لنرى كيف ستتوافق أحجام النمل المختلفة مع أحجام الثقوب المختلفة. في الحقيقة تصرف النمل بصورة رائعة. فقد كان النمل يختار الطريقة الأنسب لبناء الجسر بشكل يحير العلماء ويجعلهم يتساءلون: كيف تعلمت النملة هذه التقنية في البناء، في حين نجد أن البشر ليبنوا جسراً مماثلاً فإن ذلك يتطلب حسابات هندسية معقدة.
                          يقول الدكتور Scott Powell عندما يصادف النمل حفرة لا يستطيع عبورها فإنه يختار مجموعة من النملات ذوات الحجم المناسب للحفرة، وتضحي بنفسها وتتحمل أعباء ومشقة بناء الجسر الحي من أجسادها، لتعبر عليه بقية النملات! وتقوم النملات بعدة تجارب قبل بناء الجسر حتى تجد أفضل النملات المناسبة من حيث حجمها وقوتها لتحمّل أوزان النمل الذي سيعبر على ظهورها!
                          ويقول العلماء الذين أجروا هذا البحث إن النمل يضحي بعدد قليل من النملات لبناء الجسر ولكنه يجني فوائد عظيمة في تأمين المرور اللازم لآلاف النملات، وهذا النظام الاجتماعي تقوم به النملة بكل طواعية وسرور، بل إن كل نملة تسارع لتجرب حجمها إذا كان مناسباً لبناء هذا الجسر الحي!
                          وسبحان الله! إن هذا التكافل والتراحم موجود في عالم النمل، فكيف بنا نحن البشر؟! لقد صوَّر لنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام حالة المؤمن عندما أكد أن المؤمنين أشبه بالبنيان المرصوص في تعاونهم وتضحيتهم، فإذا كان النمل يتعاون ويضحي من أجل معيشته، أليس الأجدر بنا أن نتعاون ونضحي من أجل الله تبارك وتعالى؟!
                          إن هندسة بناء الجسور عند النمل تعتبر تقنية متطورة جداً وبدون تكاليف، فقط بقليل من التضحية والتعاون، والذي يستغربه العلماء هذه الطاقة الكبيرة التي يقدمها النمل أثناء صنعه للجسر الحي، ويعجبون من صبره وبذله لهذا الجهد الكبير والمبرمج، ولذلك يؤكدون أن النملة تتمتع بذكاء عالٍ وحب لأخواتها النملات، وهنا أتوقف قليلاً وأتذكر قول الحبيب الأعظم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) انظروا كيف تطبق النملات قول هذا النبي الأمي عليه الصلاة والسلام، فماذا عنا نحن المؤمنين الذين ندعي محبة هذا النبي الرحيم وأننا نطبق أوامره؟
                          وهنا نتذكر دائماً البيان الإلهي الذي أكد أن النمل وغيره من المخلوقات الحية هو أممٌ أمثالنا، يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].
                          وأخيراً نتمنى من أي ملحد يطلع على هذه الاكتشافات أن يفسر لنا سر عالم النمل ومَن الذي علَّمه وهداه إلى هذه التقنيات الرائعة، ونقول له الجواب مسبقاً: إنه الله تعالى القائل على لسان نبيه موسى عليه السلام في حواره مع فرعون: (قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 49-50].
                          عندما يتكلم النمل لا نملك إلا أن نقول سبحان الله
                          النملة أذكى مما نتصور
                          الحسد عند النمل: سبحان الله
                          نظام المرور عند النمل
                          تحطم النمل
                          ـــــــــــــ
                          بقلم عبد الدائم الكحيل
                          www.kaheel7.com
                          http://news.bbc.co.uk/1/hi/sci/tech/6692853.stm
                          http://www.myrmecos.net/antbehavior.html
                          http://www.physorg.com/news11060.html
                          http://news.bbc.co.uk/1/hi/technology/4378162.stm
                          http://www.bu.edu/research/spotlight/magazine/06/adapt/traniello.html
                          http://www.kk.org/thetechnium/archives/2004/11/brains_of_white.php

                          تعليق

                          • محمد زعل السلوم
                            عضو الملتقى
                            • 10-10-2009
                            • 2967

                            #14
                            النملة أذكى مما نتصور
                            صورة رائعة تدعو المؤمن لتسبيح الخالق عز وجل، فالنمل عالم غريب وعجيب ولذلك استحق أن يخصص الله له سورة كاملة هي (سورة النمل)، لنتأمل ونسبح الله تعالى......



                            في هذه الصورة نرى نملة صغيرة بعد تكبيرها بالمجهر تقوم بسحب قطرة من المادة السكرية التي تفرزها حشرة المنّ، هذه النملة تفرز مادة لاصقة تجعل من حشرة المن تلتصق بورق النبات فلا تقدر على الخروج خارج الدائرة التي تحددها لها النملة، فتقوم بإفراز المواد السكرية اللذيذة التي يحبها النمل!!
                            لقراءة المقالة كاملة على موقعنا الجديد مع مزيد من الصور من هذا الرابط:
                            http://www.kaheel7.com/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=197:2 010-08-23-20-20-41&catid=42:2010-02-02-19-19-16&Itemid=70

                            تعليق

                            • محمد زعل السلوم
                              عضو الملتقى
                              • 10-10-2009
                              • 2967

                              #15
                              عندما يتكلم النمل لا نملك إلا أن نقول سبحان الله
                              في هذه المقالة نستمع لصوت النمل كما سجله أحد الباحثين بعد مراقبة طويلة، تبين بنتيجتها أن النمل يتكلم كلاماً حقيقياً أي يصدر ترددات صوتية في المجال المسموع، إلا أن هذه الترددات تحتاج لأجهزة دقيقة من أجل التقاطها وتسجيلها.....



                              لقد أنفق الباحث الدكتور Robert Hickling سنوات طويلة في مراقبة الحشرات ورصد الترددات الصوتية التي تطلقها، ولكن لم يكن هناك إمكانية لتأكيد ذلك إلا عندما تمكن من تسجيل الأصوات التي يصدرها النمل! وقد كان الهدف هو تتبع وجود النمل في المحاصيل الزراعية فلم يجدوا طريقة أجدى من تتبع صوت النمل!
                              ولكن الذي أدهش ذلك العالم أن الترددات الصوتية التي يصدرها النمل تختلف من نملة لأخرى ومن جنس لآخر ومن موقف لآخر! فهناك 12 ألف نوع من النمل في العالم، وعدد النمل على الأرض يفوق عدد البشر بأضعاف مضاعفة، وأمام هذا التعدد يحتار الباحثون كيف يتعاملون مع هذه الأصوات.
                              لقد تمكن من تسجيل أصوات مختلفة للنمل، ونشرت هذه الأبحاث على مجلة Journal of Sound and Vibration عام 2006، وكانت المرة الأولى التي يسمع فيها الإنسان صوتاً حقيقياً للنمل!
                              لمتابعة المقالة مع الفيديو والصور نرجو الضغط على الرابط:
                              http://www.kaheel7.com/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=194:2 010-08-19-23-11-04&catid=39:2010-02-02-19-15-20&Itemid=66
                              ـــــــــــ

                              تعليق

                              يعمل...
                              X