كتب مصطفى بونيف

كثيرة هي أسئلة الأطفال ولكن أغلبها محرجة ....
كأن يقول لك ابنك في براءة وربما في خبث أيضا " بابا كيف ولدت ؟" ، فتتظاهر بأنك لم تستمع إليه ، وما أن يلح عليك في السؤال حتى تقول له " من بطنك أمك يا ولدي " ، فيقول لك في إلحاح " وما الذي أدخلني إلى بطن ماما يا بابا ؟ " ..هنا ربما يكون قد ورطك فتقول له " بقدرة الله يا ابني " ..ثم يسألك في بعض من الخبث " ولماذا خرجت من بطن ماما ، ولم أخرج من بطنك يا بابا ؟" ...فتنهره قائلا " لماذا تكثر من الاسئلة هكذا هيا اذهب إلى أمك ؟ "..وربما يسكت ابنك وهو لا يفهم سر غضبك السريع من هذه الأسئلة ...وسرعان ما يعاود أسئلته المحرجة فور توفر الفرصة كأن يقول لك " لماذا تقفل عليك الغرفة مع ماما ؟"...وطبعا سوف تنهره نهرا عنيفا ، وهذا ما يدفعه إلى الاجتهاد في البحث عن الأجوبة بنفسه ، فيكون أفكارا عن علاقة أبويه التي يجزم بأنها فيها من الأسرار ما فيها...
من ضمن التفسيرات التي أعتمدها في طفولتي أن الطفل ينشأ في فاكهة من الفواكه ، بمعنى عندما تشق بطن بطيخة من الممكن أن تجد طفلا صغيرا بداخلها فتتبناه وتربيه ويصبح ولدك بعد ذلك...أو عندما تفتح حبة تفاح قد تجد في وسطها بنتا صغيرة وجميلة ....وعندما كبرت قليللا تطورت أفكاري إلى ماهو أخطر من ذلك فاصبحت أعتقد أن السر يكمن في كلمة " بحبك " التي طالما كنت أستمع إليها بين رجل وامرأة في المسلسلات المصرية ، فكنت أعتقد أن الرجل بمجرد ما أن يقول للمرأة " بحبك " ينتفخ بطنها بطفل صغير ، ويصبح قائل هذه الكلمة والدا لهذا الطفل ...وكبر معي هذا التفسير الساذج إلى سن معتبرة من عمري ، ثم تطورت نظرية نشأة الانسان في ذهني إلى ماهو أخطر وأخطر ...حتى توصلت إلى الحقيقة التي ظلت سنين طويلة غائبة عني وكانت ردة فعلي " هذه قلة أدب "...
غير أن حكمة الله تشاء أن يوجد الانسان " بقلة الأدب " التي كنت أتصورها أنا كذلك ....فكنت أستغرب دائما كيف " يخلق الله الانسان بقلة الأدب ؟ "...ثم كبرت وعرفت أنها ليست " قلة أدب " بل "قمة الأدب " .
ثم دخلت بعد ذلك "قسم علوم الطبيعة والأحياء " في المرحلة الثانوية فعرفت الكثير الكثير .....
والآن أصبحت أسمع عن "الفياجرا" التي ما إن يتناولها الرجل مننا حتى ينقلب إلى عنتر زمانه ويا ويل الست التي تقف في طريقه ساعتها سيمر عليها مثل الدبابة .
لست أدري ما سر النكسة التي أصابت الرجال في السنوات الأخيرة فأصبحوا بحاجة دائما إلى هذه الحبوب الزرقاء التي صدرتها لنا "أمريكا " مثلما صدرت لنا أشياء كثيرة ....كنت دائما أعتقد أن الرجل العربي ليس بحاجة إلى مثل هذه المقويات الجنسية لأنني وحسب ما كنت أتصور أنه فحل من ظهر فحول.
غير أنني قرأت في بعض الدراسات العلمية أن النفس عند الرجل مرتبطة بمعنوياته ، فاذا كانت معنوياته مرتفعة فتجده ولا الحصان العربي الأصيل ، يرمح في قلب البيت وكله نشاط. ولكن إذا تعرضت هذه المعنويات لظروف سيئة مثل التي نتعرض لها يوميا فحتما هذا لا يشجعه على ممراسة رجولته.
ليس هنالك شيئ في واقعنا يشجع على ممارسة المسؤولية داخل البيت على أتم وجه وأصبح حتى " البوس" مجرد تطعيم ضد الانحراف بالنسبة للنساء.
عندما سافرت إلى جمهورية مصر لاحظت أن عيادات علاج العجز الجنسي لدى الرجال منتشرة في كل مكان ، يعني تتمشى فتجد في وجهك عشرات اللافتات لدكاترة " العقم والعجز الجنسي " في كل مكان فقلت صاحبي المصري " ما الذي حصل للرجال عندكم ..أبلغ بكم الأمر لهذه الدرجة ..فقال لي " وليه في مصر أكيد في الجزائر نفس المشكلة بس انت كاتمين السر مش زينا كل شيئ مكشوف " فقلت له وأنا أداعب شاربي ( مع أنه ليس لدي شوارب) " لا طبعا أحنا الحمد لله 100 بالمية "...ثم استطردت مستغربا " ومع ذلك فقد تجاوز عدد سكانكم السبعين مليون ؟ "...ثم دخلنا محل أنترنت حتى أتمكن من مطالعة الصحف الجزائرية ، وما إن فتحنا موقع أحد هذه الصحف حتى كان الخبر بالبنط العريض " ثلاثة أطنان فياجرا سنويا للجزائريين " فنظرت في وجه صاحبي الذي انفجر ضاحكا وهو يقول " يا خبر أبيض ثلاثة أطنان ، إيه اللي حصل للرجالة عندكم يا مصطفى ".
من أفضال أمريكا علينا أنها تصدر لنا هذه الحبة السحرية والتي تشعرك برجولتك لمدة أربع ساعات على الأقل حيث يجب أن تثبت رجولتك .
فهل تتوقع من الموظف البسيط ، الذي يكاد لا يخرج غداؤه عن البقوليات من عدس وحمص ولوبياء بيضاء ، والخمسة خمسة من معكرونة وشوربا ، هل تتوقع من هذا الكائن النشاوي بطبعه أن يمارس رجولته بكل راحة وهدوء ..وقد حاصرته فواتير الكهرباء والغاز ومصاريف العلاج ودراسة الأطفال هذا فضلا عن ديون التجار التي تتكدس في آخر كل شهر فيصبح الرجل مهددا بأشياء تسلبه حتى ذكورته. فيعاد له الختان وهو في أرذل العمر....؟...
حتى الشباب غير المتزوج طبعا من الذكور الذين يفترض فيهم أن يكونوا رجالا يتهرب من الزواج بكل الطرق ، لأنه يدرك تماما أن المهمة ستكون صعبة جدا عليه فأصبح يفضل المشاهدة من بعيد فقط ..فمثلما يشاهد اللحم والدجاج المحمر من بعيد ولا يستمتع إلا بمشاهدته وشم روائحة الشهية وهو يدور على السيخ في مطاعم الأثرياء ويسيل لعابة ويمارس عادة سرية في الأكل ، أصبح ينظر أيضا لقضايا الزواج بنفس الأسلوب فيشاهد من بعيد لبعيد ، فتجده ينبطح في الشوارع يرتكب معصية " عدم غض البصر " ..وينبطح أمام الفضائيات الخليعة ليشاهد الأفلام الممنوعة على الأطفال فقط.
وعندما شعر بعض البنات بالخطر خرجن إلى الشوارع " لابسات من غير هدوم" أو حسب المصطلح الشرعي كاسيات عاريات ، تعرى الذكور من الشباب أيضا ، وعندما لبست البنات السراويل القصيرة لبسها شبابنا أيضا ، وعندما ضيقت البنات ملابسهن ضيقوا هم أيضا ملابسهم ، وعندما لبس البنات " البودي " لبسه الذكور أيضا ..وصارت الرجولة عزيزة جدا في مثل هذا الوقت العصيب.
لهذا السبب عندما أدركت أمريكا بالخطر الذي يحدق برجولتنا أرسلت لنا بهذا الاختراع العجيب الذي ربما يحفظ للرجل كرامته أمام زوجته ...فشكرا لها ألف شكر.
ولكن كان من باب أولى كان على أمريكا أن تقول لحكوماتنا " أن تخفض من أسعار السكر والزيت واللحم والقهوة والشاي والفول السوداني و الفستق حتى تصبح في متناول جميع المواطنين ولأن هذه المواد مفعولها أفضل من الفياجرا بكثير ، وأيضا أن تنصح حكوماتنا بالعمل أكثر في سبيل رفع معنويات المواطنين ، وسترون كيف تعود الفحولة ، ساعاتها فقط ستضمن كل امرأة دبابة نائمة جنبها..." وآسف لاني خدشت حياءكم.
مصطفى بونيف

كثيرة هي أسئلة الأطفال ولكن أغلبها محرجة ....
كأن يقول لك ابنك في براءة وربما في خبث أيضا " بابا كيف ولدت ؟" ، فتتظاهر بأنك لم تستمع إليه ، وما أن يلح عليك في السؤال حتى تقول له " من بطنك أمك يا ولدي " ، فيقول لك في إلحاح " وما الذي أدخلني إلى بطن ماما يا بابا ؟ " ..هنا ربما يكون قد ورطك فتقول له " بقدرة الله يا ابني " ..ثم يسألك في بعض من الخبث " ولماذا خرجت من بطن ماما ، ولم أخرج من بطنك يا بابا ؟" ...فتنهره قائلا " لماذا تكثر من الاسئلة هكذا هيا اذهب إلى أمك ؟ "..وربما يسكت ابنك وهو لا يفهم سر غضبك السريع من هذه الأسئلة ...وسرعان ما يعاود أسئلته المحرجة فور توفر الفرصة كأن يقول لك " لماذا تقفل عليك الغرفة مع ماما ؟"...وطبعا سوف تنهره نهرا عنيفا ، وهذا ما يدفعه إلى الاجتهاد في البحث عن الأجوبة بنفسه ، فيكون أفكارا عن علاقة أبويه التي يجزم بأنها فيها من الأسرار ما فيها...
من ضمن التفسيرات التي أعتمدها في طفولتي أن الطفل ينشأ في فاكهة من الفواكه ، بمعنى عندما تشق بطن بطيخة من الممكن أن تجد طفلا صغيرا بداخلها فتتبناه وتربيه ويصبح ولدك بعد ذلك...أو عندما تفتح حبة تفاح قد تجد في وسطها بنتا صغيرة وجميلة ....وعندما كبرت قليللا تطورت أفكاري إلى ماهو أخطر من ذلك فاصبحت أعتقد أن السر يكمن في كلمة " بحبك " التي طالما كنت أستمع إليها بين رجل وامرأة في المسلسلات المصرية ، فكنت أعتقد أن الرجل بمجرد ما أن يقول للمرأة " بحبك " ينتفخ بطنها بطفل صغير ، ويصبح قائل هذه الكلمة والدا لهذا الطفل ...وكبر معي هذا التفسير الساذج إلى سن معتبرة من عمري ، ثم تطورت نظرية نشأة الانسان في ذهني إلى ماهو أخطر وأخطر ...حتى توصلت إلى الحقيقة التي ظلت سنين طويلة غائبة عني وكانت ردة فعلي " هذه قلة أدب "...
غير أن حكمة الله تشاء أن يوجد الانسان " بقلة الأدب " التي كنت أتصورها أنا كذلك ....فكنت أستغرب دائما كيف " يخلق الله الانسان بقلة الأدب ؟ "...ثم كبرت وعرفت أنها ليست " قلة أدب " بل "قمة الأدب " .
ثم دخلت بعد ذلك "قسم علوم الطبيعة والأحياء " في المرحلة الثانوية فعرفت الكثير الكثير .....
والآن أصبحت أسمع عن "الفياجرا" التي ما إن يتناولها الرجل مننا حتى ينقلب إلى عنتر زمانه ويا ويل الست التي تقف في طريقه ساعتها سيمر عليها مثل الدبابة .
لست أدري ما سر النكسة التي أصابت الرجال في السنوات الأخيرة فأصبحوا بحاجة دائما إلى هذه الحبوب الزرقاء التي صدرتها لنا "أمريكا " مثلما صدرت لنا أشياء كثيرة ....كنت دائما أعتقد أن الرجل العربي ليس بحاجة إلى مثل هذه المقويات الجنسية لأنني وحسب ما كنت أتصور أنه فحل من ظهر فحول.
غير أنني قرأت في بعض الدراسات العلمية أن النفس عند الرجل مرتبطة بمعنوياته ، فاذا كانت معنوياته مرتفعة فتجده ولا الحصان العربي الأصيل ، يرمح في قلب البيت وكله نشاط. ولكن إذا تعرضت هذه المعنويات لظروف سيئة مثل التي نتعرض لها يوميا فحتما هذا لا يشجعه على ممراسة رجولته.
ليس هنالك شيئ في واقعنا يشجع على ممارسة المسؤولية داخل البيت على أتم وجه وأصبح حتى " البوس" مجرد تطعيم ضد الانحراف بالنسبة للنساء.
عندما سافرت إلى جمهورية مصر لاحظت أن عيادات علاج العجز الجنسي لدى الرجال منتشرة في كل مكان ، يعني تتمشى فتجد في وجهك عشرات اللافتات لدكاترة " العقم والعجز الجنسي " في كل مكان فقلت صاحبي المصري " ما الذي حصل للرجال عندكم ..أبلغ بكم الأمر لهذه الدرجة ..فقال لي " وليه في مصر أكيد في الجزائر نفس المشكلة بس انت كاتمين السر مش زينا كل شيئ مكشوف " فقلت له وأنا أداعب شاربي ( مع أنه ليس لدي شوارب) " لا طبعا أحنا الحمد لله 100 بالمية "...ثم استطردت مستغربا " ومع ذلك فقد تجاوز عدد سكانكم السبعين مليون ؟ "...ثم دخلنا محل أنترنت حتى أتمكن من مطالعة الصحف الجزائرية ، وما إن فتحنا موقع أحد هذه الصحف حتى كان الخبر بالبنط العريض " ثلاثة أطنان فياجرا سنويا للجزائريين " فنظرت في وجه صاحبي الذي انفجر ضاحكا وهو يقول " يا خبر أبيض ثلاثة أطنان ، إيه اللي حصل للرجالة عندكم يا مصطفى ".
من أفضال أمريكا علينا أنها تصدر لنا هذه الحبة السحرية والتي تشعرك برجولتك لمدة أربع ساعات على الأقل حيث يجب أن تثبت رجولتك .
فهل تتوقع من الموظف البسيط ، الذي يكاد لا يخرج غداؤه عن البقوليات من عدس وحمص ولوبياء بيضاء ، والخمسة خمسة من معكرونة وشوربا ، هل تتوقع من هذا الكائن النشاوي بطبعه أن يمارس رجولته بكل راحة وهدوء ..وقد حاصرته فواتير الكهرباء والغاز ومصاريف العلاج ودراسة الأطفال هذا فضلا عن ديون التجار التي تتكدس في آخر كل شهر فيصبح الرجل مهددا بأشياء تسلبه حتى ذكورته. فيعاد له الختان وهو في أرذل العمر....؟...
حتى الشباب غير المتزوج طبعا من الذكور الذين يفترض فيهم أن يكونوا رجالا يتهرب من الزواج بكل الطرق ، لأنه يدرك تماما أن المهمة ستكون صعبة جدا عليه فأصبح يفضل المشاهدة من بعيد فقط ..فمثلما يشاهد اللحم والدجاج المحمر من بعيد ولا يستمتع إلا بمشاهدته وشم روائحة الشهية وهو يدور على السيخ في مطاعم الأثرياء ويسيل لعابة ويمارس عادة سرية في الأكل ، أصبح ينظر أيضا لقضايا الزواج بنفس الأسلوب فيشاهد من بعيد لبعيد ، فتجده ينبطح في الشوارع يرتكب معصية " عدم غض البصر " ..وينبطح أمام الفضائيات الخليعة ليشاهد الأفلام الممنوعة على الأطفال فقط.
وعندما شعر بعض البنات بالخطر خرجن إلى الشوارع " لابسات من غير هدوم" أو حسب المصطلح الشرعي كاسيات عاريات ، تعرى الذكور من الشباب أيضا ، وعندما لبست البنات السراويل القصيرة لبسها شبابنا أيضا ، وعندما ضيقت البنات ملابسهن ضيقوا هم أيضا ملابسهم ، وعندما لبس البنات " البودي " لبسه الذكور أيضا ..وصارت الرجولة عزيزة جدا في مثل هذا الوقت العصيب.
لهذا السبب عندما أدركت أمريكا بالخطر الذي يحدق برجولتنا أرسلت لنا بهذا الاختراع العجيب الذي ربما يحفظ للرجل كرامته أمام زوجته ...فشكرا لها ألف شكر.
ولكن كان من باب أولى كان على أمريكا أن تقول لحكوماتنا " أن تخفض من أسعار السكر والزيت واللحم والقهوة والشاي والفول السوداني و الفستق حتى تصبح في متناول جميع المواطنين ولأن هذه المواد مفعولها أفضل من الفياجرا بكثير ، وأيضا أن تنصح حكوماتنا بالعمل أكثر في سبيل رفع معنويات المواطنين ، وسترون كيف تعود الفحولة ، ساعاتها فقط ستضمن كل امرأة دبابة نائمة جنبها..." وآسف لاني خدشت حياءكم.
مصطفى بونيف
تعليق