حكاية عقلة الصباع والتوب
زمان ... زمان قوي كان فيه بنت قصيرة جدا قد عقلة الصباع أو هى فعلا عقلة صباع كانت عايشة في الغابة .. دايما في كل الحواديت عقلة الصباع عايشة في الغابة .. ليه ؟ .. يمكن لأنها حاجة غير طبيعية .. عقلة صباع – فطبيعي إنها تعيش في مكان من غير الطبيعي إنه يعيش فيه انسان .. عقلة الصباع كان ليها مخ كبير ...أكبر من كل الصباع ؛ علشان كدا كانت بتقدر تتفاهم مع كل الحيوانات و الطيور وتفهم كل الحيوانات و الطيور ، وتساعد كل واحد منهم بإللي تقدر عليه فكسبت صداقة الجميع وحبهم ، حتى الوحوش إللي دايما كانت بتحوم حواليها ونفسها تاكلها و إللي بعضها نجح في إنه ياكلها فعلا ....عقلة الصباع إللي عمرها ماسابت الغابة ، وإللي اتولدت بتوبها ماكانش عندها فكرة إن التوب مش جلد ما يدوبش إلا بموت الإنسان لكن قماش مجرد قماش وإن فيه إللي بيحول القماش أتواب .. فلما توبها بدأ يتقطع ، وبدأت لسعة البرد تدوس على الجسم الرقيق تثير فيه رعشة كانت بتوقع الحاجة من إيدها ؛ بكت وراحت لأصحابها من الحيوانات و الطيور – أصحابها إللي عمرهم ماحسوا ببرد ولا غيروا توب – وحكت .. لكن أصحابها إللي عمرهم ما خرجوا م الغابة احتاروا .. عمرهم ما واجهتهم مشكلة التوب ولا حتى مشكلة البرد ...لحد ماجه الهدهد ودلها على الطريق ؛ وهناك قابلت المدينة وهناك قابلت الخياط"1" – إللي اليأس كان دخل حلمه – حست إنه مستنيها من سنين ... قد إيه كان رقيق معاها .. قد إيه حرك جواها أحاسيس ماداقتهاش قبل كدا ، خاصة إنها لأول مرة تشعر بلمسة إيد – إيد بشر – على جسمها ... اللمسة هنا كان ليها طعم مختلف عن كل لمسات الوحوش ... قاس وفصل ... بهرها لما دخّل على جمال ربنا لمسات الإنسان فصارت ملاك ، مش بس بهرت ناس المدينة – العريانين – لكن كمان سلطانهم إللي مد إيده وخطفها ..حبته – السلطان – هى ما تعرفش يعني إيه حب ... هى ده الغلطة إللي وقع فيها الخياط مافهمش إن حب الغابة لازم له خلع التوب – لكن اتمنته .. مين ما يتمناش يكون عروس السلطان .. مين ما يحلمش .. ومين يقدر يرفض .. كمان التوب وحد بينهم ، قربهم من بعض ، فهى والسلطان بس إللي كانوا يملكوا التوب .. حتى الخياط نفسه كان توبه بدأ يفنى.. يدوب.. وعن قريب كان هيبقى زى باقي سكان المدينة – العريانين - عريان ... علشان كدا هى استغربت جدا وشعرت بحيرة شديدة لما قرأت قصة الخياط – إللي السلطان يوم زفافها تكملة لطقوس الفرح قدم راسه ليها هدية ملفوفة بورقة مكتوب عليها الحكاية... إزاى الخياط إتصور إنها ممكن تحبه ؟ .. علشان جت تطلب القماشة !! عادى الخياط عمره ما جرب برد الغابة ، لو جرب .. علشان ضحكة فى وشه ؟.. مسكين الخياط كل الناس إللي قرأوا قصة عقلة الصباع عارفين إنها ضحكة ، ربنا بعتها الدنيا ماتقدرش تكون غير كدا ، ولا علشان رمت التوب القديم ووقفت ملط ؟ .. هى الغابة السبب هى إللي حرمته الفهم ... التوب للدفى بس مش علشان الكسوف ...
"أه لو سكن جوا غابة ، كان خلى راسه فوق جسمه ، وشال عني نقطة ندم بتنور قدام عيني من فترة للثانية كل ما انفرد بنفسى وأنا بخلع التوب ... "
عارفين .. أهى عقلة الصباع إللي من ساعة ما دخلت قصر السلطان إللي مالوش باب ولا شباك مابقتش تحس ببرد الغابة يمكن بتحن ليه ولوحوش الغابة لكن مش شاعرة بالبرد ودا خلاها تتخلى خالص عن التوب إللي دفع الخياط عمره عشانه ..ترميه وتفضل ملط ، تدور على إوض القصر تفتش وتنبهر وتشتهي .. غلطانة هى ؟ لا.. يمكن غلطتها الوحيدة و إللي مالهاش فيها ذنب إنها مافهمتش يعنى إيه توب قماش بالنسبه لخياط .. لكن الخياط أكيد غلطان ... يمكن اليأس .. الزمن ، و الناس العريانة من غير كسوف و الحلم إللي ما فيش أمل يتحقق كل دا خلاه يتخلى عن حذره ويستنى أول وهم يخبط على باب راسه علشان يبيع قلبه له
عارفين أنا حاسس أن فيه شر فى الدنيا مش ممكن يكون مصدره لا عقلة الصباع ولا الخياط ولا النساج ولا حتى السلطان ونسوانه.
هامش
1- يمكن قراءة قصة الخياط على نفس الموقع تحت اسم الخياط وعقلة الصباع وفيها قرر الخياط الا يعطى اخر قطعة قماش يملكها الا للتى تستطيع اخذ قلبه .. كما يمكن قراءة القصة على المدونة حكايات
2- سبق نشر قصة النساج التوب على الموقع وهى تبين كيف عجز النساج عن صنع توب جديد وهو ما تسبب فى ظهور ازمة ثياب يمكن مراجعة القصة ، كما يمكن العودة الى المدونة لقرائتها
تعليق