
كـ ثرثارٍ يقبع في وسط الجالسين
في ليلة عزاء صامتة
دعاه أحدهم في موتِ أحدٍ ما لا يعرفه
ما كان بوسعه الإعتذار
فـ أجّل كل مواعيده الفائتة
و حضر لـ يُمارس الصمت الوقور لِـ ساعةٍ واحدة
و يعيش حُزن الآخرين
حُزناً لا يعنيه لـ ليلةٍ واحدة !
إمتهن الصمتَ على غير عادتِهِ
و حضر الحُزنَ على عادتِه !
و لمّـا انتهت "حفلةُ" الصامتين "المُتظاهرين" بالحُزن
خرجُوا لدنيا ثرثراتهم
و بقي هو في هيبة السكون
يُسائل الساعة الساكتة :
ما مات الذين هم خاصّة قلبي
لكنهم كـ أفعال الموتى
غائبون على الدوام
تائهون خلف الظلام
و أنا أسير بشمعتي الخافتة
..
كنتُ هو ..
و طالت ساعة الصمْت
و فاتت كل المواعيد اللتي أجّلْـت
و حلّت بي ليلةُ حُزنٍ شامتة
و قالت لي بملء فيها :
لكل لحظةٍ في الدنيا يا هذا ثمن .. إلا الدنيا نفسُها !
فـ قلت لها بملء فيّ :
تباًّ إذن لكل فرحةٍ ميّتة
تعليق