بذور-شعر-جمال محمود هنداوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جمال محمود هنداوي
    أديب وكاتب
    • 21-10-2010
    • 400

    بذور-شعر-جمال محمود هنداوي

    شَهيّاً يُودّعُ كفَّ الحياة
    ونارُهُ تنْهشُ
    جوعَ الجسدْ
    وترشفُ حرَّى بقايا الرُّفات
    لتهجر روحُه
    حَبْلَ المَسَدْ
    فيعلو ويلثم ثَغْرَ النُّجُوم
    ويطلق صَرْختهُ
    في الفَضَاءْ
    ويجْمع كلَّ صنوف الغيوم
    لتُسْكَب منْها
    دموعُ السَّماءْ
    وينْثُرعشْقَهُ فَوْقَ الرَّماد
    بُذوراً من النُّور
    تَرْنو الثرى
    تُلَمْلمُ بالصَّمْت
    صَمْتَ الفؤاد
    لجذع يُعَانقُ جيدَ الذُّرى
    بمَوْته ماتَتْ
    فُلولُ السَّواد
    بمَوْته يَحْيا ويحْيا الورى...
    sigpic[motr]
    سقوط نجم-
    ضجيج الحجارة فقط
    يسمع في الهاوية.
    Falling star-
    only the noise of stones
    .in the deep valley
    World Haiku, No.5-2009
    هايكو-جمال محمود هنداوي[/motr]

    http://djamalmahmoud.wordpress.com/
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    العلاقة النحوية وتشكيل المفتتح



    شَهيّاً يُودّعُ كفَّ الحياة
    ونارُهُتنْهشُ
    جوعَ الجسدْ

    عندما نتأمل العلاقة النحوية التى شكلت الصورة الشعرية فى المفتتح السابق ، نجد أننا أولا أمام تقديم علاقة الحال المفرد " شهيا" والذى يصبح هو السمة الأولى للتعرف على صاحب الحال ، والانطباع الأول حول سماته الأخرى التى سنتلقاها مع توالى السياق ، فصاحب الحال هنا سيتم طوال النص تلقى وجوده عبر ضمير الغائب " هو " ، إذن لابد وأن نعى أننا أمام فنية تحفيز للمتلقى عبر تغيير بنية الجملة بتقديم الحال ، ثم عبر السمة العامة للعلاقة النحوية مازت النص ، وذلك بالحديث حول بطل النص بضمير الغائب ، بما يكثِّف من دهشة المتلقى حول بطل النص ، ويحفزه على اكتشاف كيانه وحضوره فى فضاء النص ، ثم ولنتأمل الاستعارة المكنية ( شهيا يودع كف الحياة ) حيث نجد إنها تكنز علاقة المفعول به " كف الحياة " مع المضاف إليه تكنز دفقة التخييل ، وتجلو لنا صاحب الحال غير مهزوم وهو يرتحل عن هذى الحياة ، بل إنه يغادرها " شهيا " هنا لابد وأن نعى أن الحسية الظاهرية لعلاقة الحال سيتلاشى أثرها مع توالى السمات المميزة لبطل النص بما
    يقاربه من شفافية الملائكة وربما نقاء الرمز الصوفى

    - ثم ولنتأمل علاقة الحال التالية التى تسيِّج الاستعارة الأولى ( وناره تنهش جوع الجسد ) وهى علاقة حال لجملة اسمية توحى بالرسوخ واليقين وتنشر ظلها الجمالى على مشهد توديع صاحب الحال لكف الحياة ، إنه يرتحل عاشقا فى عنفوان وصبابة بالحياة ، هنا يمكن القول أننا أمام علاقة المسكوت عنه ( وناره تنهش جوع الجسد إلى ... ) حيث تظل علاقة شبه جملة الجار والمجرور علاقة فاصلة محفزة للمتلقى ربما ليكمل هو بنفسه ووجدانه السياق وفق خبراته وتلقيه للنص ، ثم

    - ثم إن علاقة الجملة الاسمية تكنز استعارتين أولهما الاستعارة التصريحية ( ناره ) وهى علاقة المبتدأ ، وهى فى ذات الآن الاستعارة التى تؤؤل النار عبر صور شتى فناره رغبته ، وناره عزمه ، وناره أساه وشجنه ، وهكذا تنفتح علاقة المبتدأ الذى يمثل استعارة تصريحية ، تنفتح أمام الكثير والكثير من تأويلات الدلالة للصورة الشعريه لسياق " ناره" والتى جاءت مضافة إلى ضمير الغائب الهاء بما يضفى خصوصية هذى النار وإنها نار غير ما نعرفه فى خبراتنا ووجداننا ،

    -
    وترشفُ حرَّىبقايا الرُّفات
    لتهجر روحُه
    حَبْلَالمَسَدْ

    هنا فى السياق التالى يمتد التخييل عبر علاقة الحال المفردة ( حرى ) والتى تحضُر فيه علاقة المبتدأ السابقة ليصبح تأويل السياق ( وترشف ناره حرى بقايا الرفات ) بما يجعلنا أمام ملمح جديد لحالة الاحتراق الداخلى لبطل النص الذى تأتى ظاهريا ( ناره ) على كيانه حتى الرفات ، فكأنها تطهره من عذابات كده وشقائه ، وإلا فما هذى النشوة التى تجعلها ترشف الرفات وكأنها تتلذذ بهذا السعير ، يمكن القول إن علاقة الفعل المضارع " ترشف " تمكَّنت من تكوين استعارة مكنية تحيل فيها الرُّفات إلى هيئة أخرى فهى هنا تبدو لنا وكأنها شهد فى شفاة النار ، ثم تستحيل الاستعارة إلى تعبير كنائى عن طبيعة نار صاحب الحال أو بطل النص ، بل إنها بدأت تتجسم فى هيئة أخرى عبر التخييل وتتجلى ملامحها لنا نحن المتلقين ،

    - نتلقى بعدها علاقة التعليل (لتهجر روحُهحَبْلَالمَسَدْ ) والذى يجيء ظاهريا ليجلو لنا ما تفعله النار وما علته ، إنها تريد باستعارها واشتعالها أن تحرر روح بطل النص ، لكن مماذا ؟ هنا يجيؤنا الرد حيث نتلقى الاستعارة التصريحية عبر علاقة المفعول به ثم المضاف إليه ( حبل المسد ) ،وهى الاستعارة التى تؤول حبل المسد ربما بانكسارت الروح وخيباتها المتوالية التى وكأنها غزلت لها حبلا خانقا من الحزن والحسرة ، هذى الاستعارة تجلو لنا كيف إن الروح كانت مختنقة أسيرة فما كان لها من خلاص إلا هذى النار الطيبة الحانية رغم قساوتها ظاهريا

    تعليق

    • سحر الخطيب
      أديب وكاتب
      • 09-03-2010
      • 3645

      #3
      كان شهيا كندى الصباح
      وئدته رياح السواد
      حلق في السماء
      فبكت عليه الأرض والسماء
      لتنجب من رحم الأرض الف حبة زهرة وزهرة
      لتعيد ترتيب الحياة
      حرف حزين ينتظر القادم في زهور قادمة
      الجرح عميق لا يستكين
      والماضى شرود لا يعود
      والعمر يسرى للثرى والقبور

      تعليق

      يعمل...
      X