لِيَقولَ (لا) فُرْسانُنا الفُصَحاءُ
إلى شعراء سورية الصامتين
شعر: مصطفى الزايد
[poem=font=",7,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""] إلى شعراء سورية الصامتين
شعر: مصطفى الزايد
يا شامُ قدْ طالتْ بكِ اللّأواءُ=وَتخاذلتْ عَن نَصركِ الشعراءُ
كَتبوا بحُبِّكِ ألفَ ألفِ قصيدةٍ=فيها يَفيضُ الخَتلُ والإغواءُ
يَتغزّلونَ بقاسيونَ مقاصفاً=وَبمَيْسَلونَ كَأنّها حَسناءُ
كَذبوا وَحَقكِ لمْ يَمَسَّ قلوبَهُمْ=عِشقٌ تَذوبُ بِوَجْدِهِ الخُلصاءُ
لمْ يَعْشَقوا هذا التُّرابَ فَيَحْلموا=بِالمَوتِ فيهِ فَيَنْتَخي الشُّرَفاءُ
ما فَكَّروا أنْ يَفْتدوكِ بِقَطْرةٍ=أوْ يُقْدِموا إنْ أحْجَمَ الجُبناءُ
لكنَّهُمْ كَتبوا بِحُسْنكِ شِعْرَهُمْ=لِتُخَلَّدَ الكَلِماتُ وَالأسْماءُ
[/poem]
* * *
[poem=font=",7,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
لمْ يَعْرفوا لِلْحُبِّ طعْماً غَيْرَ ما=تَهَبُ الكُؤوسُ وَليلةٌ حَمْراءُ
إنْ مَجَّدوكِ فَإنَّما مَقْصودُهُمْ=بِالمَجْدِ ما قَدْ أنْجَزَ الأمَراءُ
يَتَغَزَّلونَ أذِلَّةً بِعَزيزةٍ=تَسْمو إلى عَلْيائِها العَلياءُ
لمْ يَعْرفوا قَدْرَ الهوى فَاسْتَبْخلوا=بالْحِبْرِ حَيْثُ تَسيلُ مِنْكِ دِماءُ
لو حَرَّمَ الطّاغوتُ ذِكْرَكِ ما أتتْ=مِنْهُمْ إليكِ قصيدةٌ عَصْماءُ
[/poem]
* * *
[poem=font=",7,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
خَمسينَ عاماً -أوْ تكادُ- أسيرةٌ=لمْ تَبْتَدِرْكِ قَصيدةٌ خَرْساءُ
فُرْسانُ حَرْفٍ في المَحَافِلِ جَرَّدوا=أَقْلامَهُمْ لِيُصَفِّقَ الغَوْغاءُ
يَتَنافَخونَ عَلى المَنابِر عِزَّةً=وَكأنَّ عَنتَرَةً وَعُرْوَةَ جاؤُوا
وَدِماءُ أطْفالٍ تَسيلُ أمامَهُمْ=وَعَلى مَسامِعِهمْ تُهانُ نِساءُ
وَالمَسْجِدُ العُمَريُّ يَحْكي قِصَّةً=عَنْ ذُلّنا وَالسّاحةُ البَيْضاءُ
وَمآذنُ الأمويِّ تَنْفُثُ أنّةً =تَهْتَزُّ مِنْ أصْدائِها الأرْجاءُ
قلْعُ الأظافِرِ وَالدِّما وَطفولةٌ=قُتِلَتْ وَسِيْقَتْ لِلسِّجونِ نِساءُ
ما حَرَّكَتْ حَرْفاً بِنَخْوَةِ شاعِرٍ=لِيَقولَ (لا) فُرْسانُنا الفُصَحاءُ
[/poem]
* * *
[poem=font=",7,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
لا تَغْضبوا يا أيُّها الشُّعَراءُ=لا تَكْتُبوا يا أيُّها الأدَباءُ
لا تَنْطقوا فَالذُّلُّ مَدَّ جُذورَهُ=بِقُلوبِكُمْ فاسْتَحْكَمَ الإعْياءُ
هِيمُوا بِأوْدِيةِ الجَمالِ وَحَلِّقوا=في الوَهْمِ حَتّى تَنْجَلي الظلْماءُ
وتَنَكبُوا دَرْبَ الشُّعُوبِ فَدَأبُكُمْ=في عَصْرنا التَّصْفيقُ وَالإصْغاءُ
وَدَعُوا المَكارمَ وَاقْعُدوا وَلَكُمْ عَلى=هَذي الشُّعوبِ الرِّزْقُ وَالإكْساءُ
فَصِناعَةُ التّاريخِ ليْسَ يُجيدُها=أقْلامُكمْ وَخُطوطُها العَوْجاءُ
وَغداً إذا ما الشَّعْبُ أنْجَزَ وَعْدَهُ=وَزَهَتْ بِهِ الحُرِّيَّةُ الحَمْراءُ
سَيُسَجِّلُ التّاريخُ مَرَّتْ مِنْ هُنا=الأطفْالُ وَالنِّسْوانُ وَالدَّهْماءُ
لكنَّ ساحَ المَجْدِ لمْ يَخْطِرْ بِها=وَيَمُرَّ عَبْرَ حُدودِها الشُّعَراءُ
[/poem]
مصطفى الزايد ـ /الجمعة/ 11 / 5 / 1432 هـ /
()*تضمين لمعنى قولالحطيئة:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها .. واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
تعليق