تويت
لا يرى غيرَ زُرْقةِ البحر جســــرا للّذي لم يعد من المجهــــول
لا يرى غير الحرف يسبح فــي الأزْرَق ينْحو المدى برجع الصّهيــل
والكلاَمُ المحبوسُ في شفة اللّيــــــــل شروق يدقّ باب الغـــروب
كلّما زاد الطّرقُ هبَّ غريـبٌ مطمئنٌّ إلى لقاء غريــــب
كلّما نادى في الظّلام تــــراءى شبحٌ يخطو من بعيدٍ بعيــــد
هو هكذا المراد نحو طريـــــق من كلام،ومن أرقِّ نشيـــد
كيف تنجو إذن؟ ودربك حــرفٌ ترسمُ الشّمسُ رسمَه في الدّهـور
والرّموزُ الموصودةُ البابِ خَيْلٌ تملأ الأفقَ من غبار السّطـــــور
كيف تنجو؟ وأنت في مهمهٍ قفْـرٍ،تريد المكانَ أرضَ سُكـــــون
لست تدري إلى الخلاص سبيلا يا غريقا في لجَّةٍ منْ حنيـــــن
لستَ تدري متاهةَ اللّيل،واللّيــــلُ كتابٌ ممـــــــزّقُ الأوْرا ق
فاسرِ بي نحوالصّبح،واملأكؤوسي من فيوض الآمال والأشـــــواق
واشربِ الكأسَ من فُيوض حنينـي ثُم ّناد المحبّ للارتقــــــاء
إنّني أعددتُ المكانَ لأُنْســـي ومزجْتُ الأضواءَ بالأضـــــواء
لا أرى غيرَ نور مولاي نـــورا وبريقُ الصّفاء في مقلتــــيّا
لا أرى غير لوعةِ الكأسِ أُنْســا لا أرى غير الرّوح تسري لديــّا
والحروف الطّرائدُ انتبهتْ نحـــــو مداها،تَفِرُّنحو الهمـــــوم
لا تكِلْني لغيرِ ليلك،يا ليــــــلُ،ولا تنسَ محنتي يا غريمــــي
غيمةٌ من غضاضةِ الظلّ،أمطا رٌ،وأنداءٌ تنتهي في الغُدُوِّ
يا سليلَ السُّهوبِ كيف ترانـي وأنا ملفوف بطين السلــــوّ
يا سليل السّهوب كيف ترانـي وأنا جمرة بغير لهيـــــب؟!
غاب عنّي طيفُ الحبيب،فــأرْدا ني قتيلا فداءَ كلّ حبيـــب
إن جلا الطّينُ في ليالِيَّ شمْسـًـا فالمساءُ الجريحُ كُلُّ صباحــي
كيف أنسى،وكأسِيَ المُرُّ مغمُورُ السنّى،لا يشي بغير جراحي؟!
كيف أنسى،والطّينُ يقْعُو ببابي زورقا يرسو في جميع الضّفاف؟!
كيف أنسى،وزهرة الحرف ترنو في خشوع لموعد الانخطــاف؟!
حان وقت الِقطاف،فاحْملْ سِلالَ الحبّ،والحلم،والجمال البهيــــج
واتلُ أُنشودةَ المحبّةِ،واسْبَــحْ طائرا في السّماء ذات البــروج.
18/03/1997