من خلف جدار حجري ، كانو يتطلعون لنور الفجر ، قرروا الحفر بأظافرهم حتى بلوغ النور.
و على مشارفه أعياهم التعب، قعدوا ..فاجتاحتهم الوساوس و الفتن..أنشبوا أظافرهم بأجساد بعضهم..
همس النور.. بيني و بينكم صبر ساعة .
نحن فى هذا السياق أمام الاستعارة التصريحية التى تنفتح على قراءات شتى ثرية ، فالجدار هو الحكم الظالم القاهر ، والجدار هو أصفاد التراث السلبى من خنوع ومذلة ، والجدار هو القديم الممجوج الذى صار متحجرا لا يسمح لنور جديد بكر أن يمر عبره ، وهكذا ينداح ثراء الاستعارة التصريحية التى يمثلها الجدار والذى ينعكس على دلالة الاستعارة التصريحية التالية ( نور الفجر ) فالنور هنا العدل ، والنور هنا الفكر المستنير الجديد ، وهكذا تتناغم الاستعاراتان وتؤثر كلا منهما على الأخرى
1- نجد أن الاستعارة التصريحية تستحيل إلى استعارة مكنية تجسد لنا النور كيانا حيا يعى شقاء هؤلاء الآملين المتعبين فلا يكون منه حين يبصر انكسارهم وانقطاع أنفاس العزيمة إلا أن يستحيل ذا لسان ووجدان عبر الاستعارة المكنية فنراه فى هذا السياق البديع يهمس عبر الجدار الحجرى المدمى بجراحات الناشبين أظفارهم فى صوانه
همس النور.. بيني و بينكم صبر ساعة
- يمكن القول أن الاستعارة كعمود رئيس لبنية التخييل فى هذا النص قد استطاعت أن توثر تأثيرا حقيقيا فى البنية الدلالية كما أنها جلت للمتلقى الجو النفسى لما جسدته حيا ، فقد جلت لنا نفسية النور وكيف يتشهى أن يطل وينداح ، مما يقدم للمتلقى خبرة جمالية ثرية أيما ثراء
تعليق