
تَرَاقْصي يَا سَيِّدَة عَلِمْت الْقَلْب الْسَّاكِن
كَيْف يُدَق وَيَصْدَع
كَيْف يَتَفَتَّت كَالْحَجَر وَيُدْمِع
كَيْف يَضِيْع وَيُخْضِع
...
كَيْف يَهِيْج كَمَا عَوَاصِف الْبَحْر
وَيُثَار كَالَرِّيْح عِنَدَمّا تَهَب ُ
كَيْف يَنْقَلِب مَوْج فَوْق الْمَوْج
كَيْف تَتَمَزَّق أَشْرِعَة أَذَا
أَبْحَرْت فِي الْبُحُوُر الْظَّلْمَاء
وَحِيْدّة بِدُوْن عَوْن
كَيْف يَمْضِي بِالعُمر بَطِيْئَا
كَأَنَّه سُهَاد لِلَّيْل طَوِيْل
فَار مِن أَبْصَار الْنَّهَار بِتَحَد
...
كَيْف يَسْتَعِر مَشَاعِر
دَحْرَهِا طَوَيْلَا الخَامْدَان
وَطَوَاهَا كَثِيْرا الْمَوْت
خَلَف سَرْمَد الْنِّسْيَان
وَبَقَايَا الْحُزْن
***
تَرَاقْصي يَا سَيِّدَتِي كَالْعَاصِفَة تَهَب ُ بِعُنْفُوَان
تَمِيْل ُ أَغْصَان الْرُّمَّان
وَتُوُقِّع ثِمَار الْخَوْخ
وَضَرْبِي أَعْمَاقِي بِسَوْط مُزَلْزِل
سَوْط ّصاعق
حَارِق أَكْوَاخ الْصَّبْر
...
تَلَّولَبي أَيَّتُهَا الْحَسْنَاء حَوْل ضُلُوْعِي
كَإِعْصَار يَهْد صَوَامِع الْمَوْت
وَاشْتَعِلُي نِيّرَانَا ّ تُذِيْب كُل ثَلْج
واصْدْحي مِثْلَمَا عَصَافِيْر الْكُرُوْم
ِ هَدِيِل مُطَيْر سَائِلَا ّ كَوْثَر ّ عَذْب
وتَهَمْسي فِي آذُنَانِي أشَوّقا
كُل مَسَاء ّ وَفَجَّر
لِنَنْعَم بِرَحِيْق ً يَتَذَوَّقَه الْلَّيْل
وَيَتَنَفْسِه الْصُّبْح
...
أَشْرِقِي عَلَي جَبِيْنِي يَا حَبِيْبَتِي
كَأَنَاشِيد الْشَّمْس
وَتُلامُسي صَدْرِي بِنُعُوْمَة
كَمَا تَيَّارَات بَارِدَة تُدَاعِب الْخَد
َُوانتشي بَيْن ذِرَاعَاي مُرْتَعِشَة ُ
كَمَا رَجْفَة الْصُّبْح
وْلنُوَقّع عَهْد ّ سِرِّي فِيْمَا بَيْنَنَا أَنَّه لَا خَوْف
أَن نَهْرُب مَعَا نَحْو صِهْر ّ
يَلْتَهِب سُخَونَة وَشَوْق ًً
يُذِيْب أَغْلَال ً وَقُضْبَان
مُعْتَقَلِه مَشَاعِر تُحْي وَتَزِيْد الْعُمْر
وَعَانِقِيْنِي وتُغَلْفِيْنِي بِعَبَق الْوَرْد
وَحَلِّقِي فَوْقِي كَأَغْصَان مُتَمَايِلَة
مُغْدِقَة ثِّمَار وَشَهِد
....
عَلِّمِيْنِي يَا سَيِّدَتِي كَيْف أَكُوْن مُتَدَيِّنَا ّ
بِدَيْنِك الْعَذْب
وَعِلْمِينِي كَيْف تَكُوْن
الَصَّلَاة فِيْه وَالْطَّوَاف بِبُطْء
وَالَثَّمَلَة فِيْه بِشَبَق
كُلَّمَا عُدْت ُ إِلَيْك ِ مُتَلَهِّف ً بِتَوْق
فَثرَيا الْنُّجُوْم مُرْتَفِعَة فِي سَمَاء الْبَدْر
وَالْقَمَر تِلَالِا نُوْر مُنْهَمَر
يَتْلُوْا آَيَات جَدِيْدَة مِسْبَحَة
تَتْلُوْهَا طُقُوْس الْحُب
وَتُغَنِّيْهَا حَمَائِم مُحَلِّقَة
تَنْاغْم أَكُوْن الْرُّوْح
***
تَرَاقْصي يَا سَيِّدَتِي بِسُخُونَة وَلَا تَتَوَقَّفِي
فَلَيْسَت الْحَيَاة سَاكِنَة
وَلَيْسَت هَامِدَة
كَإِيْقَاعَات الْنَّوْم
بَل تَرْتَجِف عَازِفَة
أَلْحَانَا تَهُز أَوْتَار الْخَوْف
فَتَهَادَي مِن فَوْق سَمَاوَات ِ
يَا حَبِيْبَتِي غَيْث
وَمَطَر يُنْهِي فُصُوْلِي الْجَدْبَاء
ّشبيهه الْمَوْت
وَتْدّالِي كِقِنْدِيل مُعَلَّق ّ
يَهْدِي لَلِيَالِي َ الْسَّوْدَاء حُنَيْنَا وُضُوْء
***
تَرَاقْصي يَا سَيِّدَتِي كَمَا بُرْكَان يَنْفَجِر بِغَيْظ
مُبَعْثَر ً أَرْجَاء الْحَيَاة وَالْمَوْت
خَالِقَا جَزَائِر صَبَاحيّة بَيْضَاء
تَنَجد أَنْفَاس تَغْرَق بِبُطْء
....
تَرَاقْصي يَا سَيِّدَتِي رَقْصَه مَلْهُوْف لِهَذَا الْحُب
رَقْصَة الْحَيَاة
لَا ..الْمَوْت
رَقْصَه نَاج مِن بَيْن بَرَاثِن ظَلْمَاء وَهَوْل
رَقْصَه فِيْهَا الْفُصُول كَثِيْرَة
فَصَل وَحَدَّا مِنْهَا لَن يَمْضِي بِدُوْن اشْتِهَاء وَطُوِّق
***
تَرَاقْصي يَا حَبِيْبَتِي وَاحْتِرَاقِي كَمَا عَنْقَاء
تَبْعَثُنِي بَيْن الْرَّمَاد
طِفْلَا يَتَعَلَّم الْحَيَاة
طِفْلَا مَوْلُوْد يَحْبُو
وَيَدِك ِ تُدَاعِب يَدَاه
طِفْلَا يُسَمِّي بِاسْمِك ِ الْمُخْمَلِي
لَا يَدَّعِي وَلَا يَعْرِف أَحَد غَيْرُك ِحتى أَبَاه
لَا يَعْرِف غَيْر رَقْصَة يَتَنَاوَلُهَا منَك ِكُلَّمَا تِبْكَاء
***
تَرْقُصِي يَا سَيِّدَتِي وَثُوْرِي كَمَا الْبُرْكَان
ثَوْرِي وَلَو ثَوْرَة وَاحِدَة تَدْفَع الْحِمَم
نَحْو بُرُوْدَة الشَاطِئَان
لتَنْجُرّف سَرِيْعَا نَحْو الْأَعْمَاق
فَلَيْسَت الْبُرُوْدَة يَا سَيِّدَتِي تَصْنَعُهَا الْرَّقَصَات
بَل رَقْصَه وَاحِدَة تُدَفِّئ الْرَّقَصَات
رَقْصَة وَاحِدَة ..حَقِيْقِيَة
تَنْحَنِي أَمَامَهَا الْرَّقَصَات
رَقْصَة حَب ّ ..تُخْرِجَنِي أَلِي الْحَيَاة
رَقْصَه حَب ..حَيَه
تَخْلقني سَعِيْد ً حَتَّى الْمَمَات
أحمد محمد النادي
تعليق