انها فعلا كانت لحظة
وارجو الا تطول عليكم فلاجل قداسة تلك اللحظة
بنيت قوافي رباعيات هذه القصيدة بتسلسل ابجد هوز
اي القافية في الرباعية الاولى همزة والثانية باء والثالثة ج ... والرابعة د .. الخ
طمعي فقط برحابة صدوركم ورفعة الذوق لديكم ايها الاحبة
لحظة على الشاطئ
ساقتني نفسي للبحرِ
فبلغتُ الشطَّ بغير عناءْ
وبدأت وبدأتُ بآذارٍ عمري
إذْ رحتُ أُحدقُ في الأرجاءْ
أبصرتُ امرأةً في البرِّ
ورأيتُ امرأةً فوق الماءْ
الأولى تجري في إثري
والأخرى كانت لمْحَ سناءْ
بانتْ وتلاشت كالسحرِ
.................................................. ..
الأولى نادتني إرجعْ
قد كانت تلبسُ جلبابا
نظرتني من عينٍ تدمعْ
لا تهدمْ هذا المحرابا
حاورتُ النفس لكي تقنعْ
لكنْ أنفاسي تتخابى
والأخرى نادتني أسرعْ
فقديماً كنا أحبابا..
أم تنسى ما كان ولا تدري..
.................................................. .......
رمقتني الأولى في لطفِ
وبكتني بدلالٍ غنجي
أرجوكَ حبيبي لا يكفي
فالعمرُ ربيعٌ في المرجِ
صرَخَتْ بالأخرى في عُنفِ
كُفِّي أنظارك عن زوجي
وكأن الأخرى من طَرفِ
غمزتني هيا لا تُرجي
فغداً ستعودُ معَ الفجرِ
.................................................. ....
قد كانت تبدو عاريةً
كظلال النورِ على المهدِ
وتردِّدُ صمتي أغنيةً
من لحدِكَ ترجعُ للمهدِ
تموزُ سيرجعُ ثانيةً
في ثوبِ مسيحٍ أو مهدي
وتكون عيوني هاديةً
ولمن أحببتَ فلا تهدي
فالعقلُ إمامٌ للفكرِ
..............................................
بانتْ لحظاتٍ وتلاشتْ
كشَفتْ أغطيةً تستُرُها
فبدتْ أسراراً قد كانتْ
لا أعرفُ أني أعرفُها
بالنظرةِ ما تُخفي قالتْ
لا أدري كيفَ سأكتُمها
كلماتٌ في صدري انسابتْ
لو أني شئتُ لأكتبَها
لاحتجتُ الدهرَ مع العمرِ
.................................................. ...
قالت هل تذكرُ ماضينا
نسماتٍ كنا في الجوِّ
كنا للشوقِ رياحينا
أمواجاً تلعبُ بالنوِّ
أم تذكرُ إذ كنا حيناً
أسرى في ركنِ البهوِ
قد كانت روحٌ روحينا
فعرفتُ المعنى للتوِّ
لكن أكتمُه في صدري
..............................................
أوَتذكرُ عهدكَ للريحِ
مازال بقلبي تطريزا
وأشرتَ إليَّ بأنْ رُوحي
فازددتُ بحبكَ تعزيزا
ودخلنا سردابَ الدوحِ
من نفقٍ نعبرُ دهليزا
فاشتقَّتْ من روحكَ روحي
ما عدنا نُعرَبُ تمييزا
واختلطَ الحالُ مع الأمرِ
.................................................
صرنا غرباءً في الناسِ
يحتاجُ لقانا تصريحا
في حكمِ الأيامِ القاسي
لوّحْ من كفكَ تلويحا
آتيك وأكتمُ أنفاسي
فأنا لا أقصدُ تجريحا
أعطيك السرَّ مع الكاسِ
إسمي مكتوبٌ تلميحا
فاكتمْهُ ليبقى في السرِّ
..................................................
إقحمْ في البحرِ ولا تخشَ
لِمَ تبقى تسبحُ كالبطِّ ..!؟
وافتحْ عينيكَ فلا تُغشى
لا تحذرْ غضبي أو سخطي
قد تبصرُ في صدري نقشا
مكتوبٌ إسمكَ في قرطي
إن تخشَ السرَّ بأنْ يُفشى
إرفعْ قدميكَ عن الشطِّ
واتبعني نغطسُ في البحرِ
.................................................. ......
فأريكَ لجسمكَ يتفانى
وخلاياهُ تموتُ وتحيى
وفؤادَكَ ينضحُ أحزانا
فالفرحةُ لا تعدو شيَّا
مذ كنتُ بصدركَ إنسانا
أهواكَ بما تهوى فيَّا
وتركتُ لديكَ الإيقانا
في حبي تبقى سوريَّا
وبقلبكَ أعرفُ ما يجري
..................................................
أُطلبني في القلبِ تجدْني
فأنا أقربُ منك لديكا
إن أخفيتَ هواكَ فإني
أُخفي إلا الخوفَ عليكا
أو أعلنتَ يقينكَ مني
فأنا دوماً ملكُ يديكا
أعلنْ حبك وأكتبْ عني
قد أوكلتُ الأمرَ إليكا
لكن رمزاً ليس بجهرِ ..!
.................................................. ..
من يدركُ ذنباً للخبزِ
من قمحٍ يُطحنُ بالعجلِ
وبُعيدَ العجنِ إلى لمزِ
يدحوهُ السادنُ في الأجلِ
سألتْهُ النارُ عن الرمزِ
أعياهُ الردُّ من الوجلِ
وتنهدَ يصبو للقفزِ
مُحمرَّ الوجهِ من الخجلِ
مُنتفخَ الوجنةِ والصدرِ
..................................................
كنَّا في الأصلِ بلا حالِ
لا شكلٌ يبدو أو هِمّهْ
من بعدِ الحلِّ لترحالِ
بدَّدَنا الحبُ بلا رحمَهْ
حملتنا الريحُ إلى العالي
زوبعةً في أعلى القمَّهْ
لِمَ تجري خلفَ الآمالِ
إنْ شئتَ بلوغاً في الحكمَهْ
فاسمعني بوصاياً عشرِ
.................................................. .
حاذرْ من نعمٍ أو كلاّ
قلْ «ممكنْ» بكلا الرأيين ِ
واتركْ غيرك يُكملُ قولاً
واسمعْ واصمتْ في الحالينِ
واجعل صمتكَ يرسمُ فعلا
معنىً يوحي معنيَّينِ
ودعِ المعنى يشرحُ فصلا
جدْ للمعنى تفسيرينِ
لا تبقِِ المعنى في الحصرِ
.................................................. ....
احفظْ أسرارَك في نفسكْ
تبتعدِ الفاسُ عن الراسِ
وليبقَ السرُّ وما عندكْ
مخفياً عن كلِّ الناسِ
حتى عن زوجِكَ أو أمكْ
إنْ أمكنَ .. خلفَ الأنفاسِ
حاولْ أن تُبقي سرّكْ
أخفى من قدسِ الأقداسِ
فالسر أمانٌ في الكفرِ
.................................................. ......
أسلِمْ قلبك للإيمانِ
واجعلْ دينكَ فيما تقنعْ
بالإنجيلِ أو القرآنِ
أو للحكمةِ قلبكَ يخشعْ
إنَّ قتالاً حولَ جنانِ
قد يُفقدُنا أرضَ المركعْ
فانذرْ فكركَ للأوطانِ
واجعلْ دوحةَ عقلك أوسعْ
فالجنةُ ليست بالحكرِ
................................................
اجعلْ قلبَكَ ينبضُ حُباً
تكتسبِ الناسَ بلا عطفِ
أحببْ خلانكَ لا تأبى
من كان لحبكَ قد يَنفي
كن بالصبرِ مجالاً رحباً
أحببْ حتى من لا يوفي
فالحبُّ بأنْ تحملَ قلبا
من أجلِ الحبِّ لكي تكفي
من كان يعيشُ بلا صبرِ
.................................................. ......
لا تتركْ وطنك وتهاجرْ
حتى لو واتتكَ الفرصهْ
فبلادُك أولى بالقادرْ
إن الغربةَ أعتى لصهْ
ولتصمدْ في وجه الغادرْ
لا تتعب بل صفكَّ رُصهْ
كي تسحبَ في الزمنِ الحاضرْ
من قلبِ الأحفادِ الغصهْ
لا تبنِ بلاداً للغيرِ
..................................................
أما التنجيمُ فإلهامُ
وحسابٌ مدلولُ المنطِقْ
وحروفٌ فيها أرقامُ
نطقتها أو كادتْ تَنطِقْ
أفلاكٌ تهدي من هاموا
كالصُدفةِ تُنجي أو تُغرِقْ
إن تسألْ عمرُكَ كم عامُ
تُنبيكَ الغيبَ ولا تصدُقْ
فالغيبُ محاطٌ بالسترِ
.................................................. .
كن في تفكيرِكَ إنساناً
واسْعَ لمجدِ بلادكَ حُرا
فالحريةُ قد تتوانى
عمَّن يطلبُ عنها أجرا
كيف تسودُ رموزُ لوانا
دون الموتِ يحررُ أسرى
رحبْ بالموتِ إذا كانا
إحياءً لحياةٍ أخرى
لا تخشَ الأفعى في القبرِ
..................................................
أعدِدْ أبناءك تنظيماً
وخُضِ الحربَ فليست وحشا
بالتنظيمِ تكونُ عظيماً
بيدِ القوةِ تدفنُ نعشا
فالقوة تصنعُ تكريماً
وتحاشي غبناً أو غشا
وسلامُك يأتي تسليما
إن كنتَ ضعيفاً أو هشا
فالعدلُ يقومُ على القهرِ
.................................................. .....
إسْعَ بعِلْمِكَ نحوَ النصرِ
كي تحمي الحقَّ بمعرفةٍ
فالحقُّ مليكٌ في القصرِ
يسعى بالخيرِ لمملكةٍ
لا تخشَ بقلبكَ من قهرِ
وخذ الحكمة من أنملةٍ
كن كالقائدِ تحتَ الجسرِ
إذ ليس الأمرُ بمعضلةٍ
فالتصميم سبيل النصرِ
.................................................. ...
المرأةُ مرآةُ الأمّهْ
وشعورٌ لا يُدرَكُ بحثا
ليست أبداً دونك همّهْ
بل كنصيبكَ نالتْ إرثا
قد كان وضيعاً في الذمّهْ
من حابى ذكراً عن أنثى
فالمرأةُ ينبوعُ الحكمَهْ
إن تُبدي وداً أو خُبثا
قد صيغت من أصلِ الخيرِ
.................................................. .
أوصيتُ إليكَ من القلبِ
فاحفظْ لتنلْ ما تتوخى
في آذار يبدأ دربي
وبتموزٍ أرجعُ نسخا
وبتشرينٍ أنهضُ حسبي
أنَّ عطائي دوماً أسخى
أنت اخترتَ لنفسك حبي
كي تستقبلَ عيشاً أرخى
من ذلِّ العيشِ مع القهرِ
.................................................. .....
أتريدُ بمائك تزويدي
أم تسكبُ في الخمرِ نبيذا
ما ضلَّ سبيلَ التحديدِ
من يقرنُ قوله تنفيذا
أتظن بحبكَ تخليدي…؟!
لا ينفعُ ضدي تعويذا
كم حاولَ قبلك تقليدي
مازلتَ بحبي تلميذا..!
فالناسُ احتاروا في أمري
.................................................. .
لاحتْ للشاعرِ أسراري
باحتْ بالسرِّ ولم تُفضِ
ومضى في دنيا الأفكارِ
مُرتفعَ النفسِ لما يُرضي
فغدا تفكيرُ الأحرارِ
يَشغلُهُ عن حالِ الفَرْضِ
نسيَ الإبريقَ على النارِ
لم يفطنْ أنَّه في الأرضِ
والنارُ اشتعلتْ في القِدرِ "*"
.................................................. ....
أحبيبَ القلبِ فلا تنسى
لن يتَّسعَ العمرُ لحفظي
وقديماً جعلوني درساً
يستقصي الماضي من لفظي
إذ وجدوني دوماً أقسى
قالوا ذاتُ القلبِ الفظِّ
هذي المرأةُ حولكَ مرسى
عيناها تنهلُ من لحظي
فأفقت قليلاً من سكري
.................................................
لبُحورِ الشعرِ تُناديني
لبِحارِ الفكرِ وما تبغي
وبِحورِ العينِ تواسيني
فيَحارُ القلبُ لمن أُصغي
تسألني عنها ما ديني..!؟
بسؤالٍ ينفي ما يُلغي
فلجأتُ لأرضٍ تأويني
ووضعتُ الكفَّ على صُدغي
وأجبتُ بأني لا أدري
..............................................
فإذا سألتني ثانيةً
أو ساءلني اليومَ قضاءْ
هل حقاً كانت فاتنةً
أم وهماً كانت في الأجواءْ
هل كانت تبدو واضحةً
أم لحناً يرجعُ من أصداءْ
سأقولُ لهم أن امرأةً
كانت تحملُ اسم سناءْ
تركتني أغرقُ في البحرِ
وأفاضتْ حبي عن صدري
فعشقتُ سناها في شعري
سامحها الله.. متى تدري…..
وارجو الا تطول عليكم فلاجل قداسة تلك اللحظة
بنيت قوافي رباعيات هذه القصيدة بتسلسل ابجد هوز
اي القافية في الرباعية الاولى همزة والثانية باء والثالثة ج ... والرابعة د .. الخ
طمعي فقط برحابة صدوركم ورفعة الذوق لديكم ايها الاحبة
المقصود بالبحر في هذه القصيدة.. العلم والمعرفة.. والمرأة فيها.. رمز الحياة عندي.. أما سناء فهي الحقيقة.. هي نحن.. هي أنا.. أنتم.. هي الأمة.. هي الحبيبة.. هي سناء..
وكما انطلق سعادة من السؤال الكبير من نحن.. في بناء النهضة.. انطلقت من نفس السؤال.. في بناء هذه القصيدة.. فجاء السؤال.. فردياً.. وأتى الجواب على لسان سناء..
وكما انطلق سعادة من السؤال الكبير من نحن.. في بناء النهضة.. انطلقت من نفس السؤال.. في بناء هذه القصيدة.. فجاء السؤال.. فردياً.. وأتى الجواب على لسان سناء..
لحظة على الشاطئ
ساقتني نفسي للبحرِ
فبلغتُ الشطَّ بغير عناءْ
وبدأت وبدأتُ بآذارٍ عمري
إذْ رحتُ أُحدقُ في الأرجاءْ
أبصرتُ امرأةً في البرِّ
ورأيتُ امرأةً فوق الماءْ
الأولى تجري في إثري
والأخرى كانت لمْحَ سناءْ
بانتْ وتلاشت كالسحرِ
.................................................. ..
الأولى نادتني إرجعْ
قد كانت تلبسُ جلبابا
نظرتني من عينٍ تدمعْ
لا تهدمْ هذا المحرابا
حاورتُ النفس لكي تقنعْ
لكنْ أنفاسي تتخابى
والأخرى نادتني أسرعْ
فقديماً كنا أحبابا..
أم تنسى ما كان ولا تدري..
.................................................. .......
رمقتني الأولى في لطفِ
وبكتني بدلالٍ غنجي
أرجوكَ حبيبي لا يكفي
فالعمرُ ربيعٌ في المرجِ
صرَخَتْ بالأخرى في عُنفِ
كُفِّي أنظارك عن زوجي
وكأن الأخرى من طَرفِ
غمزتني هيا لا تُرجي
فغداً ستعودُ معَ الفجرِ
.................................................. ....
قد كانت تبدو عاريةً
كظلال النورِ على المهدِ
وتردِّدُ صمتي أغنيةً
من لحدِكَ ترجعُ للمهدِ
تموزُ سيرجعُ ثانيةً
في ثوبِ مسيحٍ أو مهدي
وتكون عيوني هاديةً
ولمن أحببتَ فلا تهدي
فالعقلُ إمامٌ للفكرِ
..............................................
بانتْ لحظاتٍ وتلاشتْ
كشَفتْ أغطيةً تستُرُها
فبدتْ أسراراً قد كانتْ
لا أعرفُ أني أعرفُها
بالنظرةِ ما تُخفي قالتْ
لا أدري كيفَ سأكتُمها
كلماتٌ في صدري انسابتْ
لو أني شئتُ لأكتبَها
لاحتجتُ الدهرَ مع العمرِ
.................................................. ...
قالت هل تذكرُ ماضينا
نسماتٍ كنا في الجوِّ
كنا للشوقِ رياحينا
أمواجاً تلعبُ بالنوِّ
أم تذكرُ إذ كنا حيناً
أسرى في ركنِ البهوِ
قد كانت روحٌ روحينا
فعرفتُ المعنى للتوِّ
لكن أكتمُه في صدري
..............................................
أوَتذكرُ عهدكَ للريحِ
مازال بقلبي تطريزا
وأشرتَ إليَّ بأنْ رُوحي
فازددتُ بحبكَ تعزيزا
ودخلنا سردابَ الدوحِ
من نفقٍ نعبرُ دهليزا
فاشتقَّتْ من روحكَ روحي
ما عدنا نُعرَبُ تمييزا
واختلطَ الحالُ مع الأمرِ
.................................................
صرنا غرباءً في الناسِ
يحتاجُ لقانا تصريحا
في حكمِ الأيامِ القاسي
لوّحْ من كفكَ تلويحا
آتيك وأكتمُ أنفاسي
فأنا لا أقصدُ تجريحا
أعطيك السرَّ مع الكاسِ
إسمي مكتوبٌ تلميحا
فاكتمْهُ ليبقى في السرِّ
..................................................
إقحمْ في البحرِ ولا تخشَ
لِمَ تبقى تسبحُ كالبطِّ ..!؟
وافتحْ عينيكَ فلا تُغشى
لا تحذرْ غضبي أو سخطي
قد تبصرُ في صدري نقشا
مكتوبٌ إسمكَ في قرطي
إن تخشَ السرَّ بأنْ يُفشى
إرفعْ قدميكَ عن الشطِّ
واتبعني نغطسُ في البحرِ
.................................................. ......
فأريكَ لجسمكَ يتفانى
وخلاياهُ تموتُ وتحيى
وفؤادَكَ ينضحُ أحزانا
فالفرحةُ لا تعدو شيَّا
مذ كنتُ بصدركَ إنسانا
أهواكَ بما تهوى فيَّا
وتركتُ لديكَ الإيقانا
في حبي تبقى سوريَّا
وبقلبكَ أعرفُ ما يجري
..................................................
أُطلبني في القلبِ تجدْني
فأنا أقربُ منك لديكا
إن أخفيتَ هواكَ فإني
أُخفي إلا الخوفَ عليكا
أو أعلنتَ يقينكَ مني
فأنا دوماً ملكُ يديكا
أعلنْ حبك وأكتبْ عني
قد أوكلتُ الأمرَ إليكا
لكن رمزاً ليس بجهرِ ..!
.................................................. ..
من يدركُ ذنباً للخبزِ
من قمحٍ يُطحنُ بالعجلِ
وبُعيدَ العجنِ إلى لمزِ
يدحوهُ السادنُ في الأجلِ
سألتْهُ النارُ عن الرمزِ
أعياهُ الردُّ من الوجلِ
وتنهدَ يصبو للقفزِ
مُحمرَّ الوجهِ من الخجلِ
مُنتفخَ الوجنةِ والصدرِ
..................................................
كنَّا في الأصلِ بلا حالِ
لا شكلٌ يبدو أو هِمّهْ
من بعدِ الحلِّ لترحالِ
بدَّدَنا الحبُ بلا رحمَهْ
حملتنا الريحُ إلى العالي
زوبعةً في أعلى القمَّهْ
لِمَ تجري خلفَ الآمالِ
إنْ شئتَ بلوغاً في الحكمَهْ
فاسمعني بوصاياً عشرِ
.................................................. .
حاذرْ من نعمٍ أو كلاّ
قلْ «ممكنْ» بكلا الرأيين ِ
واتركْ غيرك يُكملُ قولاً
واسمعْ واصمتْ في الحالينِ
واجعل صمتكَ يرسمُ فعلا
معنىً يوحي معنيَّينِ
ودعِ المعنى يشرحُ فصلا
جدْ للمعنى تفسيرينِ
لا تبقِِ المعنى في الحصرِ
.................................................. ....
احفظْ أسرارَك في نفسكْ
تبتعدِ الفاسُ عن الراسِ
وليبقَ السرُّ وما عندكْ
مخفياً عن كلِّ الناسِ
حتى عن زوجِكَ أو أمكْ
إنْ أمكنَ .. خلفَ الأنفاسِ
حاولْ أن تُبقي سرّكْ
أخفى من قدسِ الأقداسِ
فالسر أمانٌ في الكفرِ
.................................................. ......
أسلِمْ قلبك للإيمانِ
واجعلْ دينكَ فيما تقنعْ
بالإنجيلِ أو القرآنِ
أو للحكمةِ قلبكَ يخشعْ
إنَّ قتالاً حولَ جنانِ
قد يُفقدُنا أرضَ المركعْ
فانذرْ فكركَ للأوطانِ
واجعلْ دوحةَ عقلك أوسعْ
فالجنةُ ليست بالحكرِ
................................................
اجعلْ قلبَكَ ينبضُ حُباً
تكتسبِ الناسَ بلا عطفِ
أحببْ خلانكَ لا تأبى
من كان لحبكَ قد يَنفي
كن بالصبرِ مجالاً رحباً
أحببْ حتى من لا يوفي
فالحبُّ بأنْ تحملَ قلبا
من أجلِ الحبِّ لكي تكفي
من كان يعيشُ بلا صبرِ
.................................................. ......
لا تتركْ وطنك وتهاجرْ
حتى لو واتتكَ الفرصهْ
فبلادُك أولى بالقادرْ
إن الغربةَ أعتى لصهْ
ولتصمدْ في وجه الغادرْ
لا تتعب بل صفكَّ رُصهْ
كي تسحبَ في الزمنِ الحاضرْ
من قلبِ الأحفادِ الغصهْ
لا تبنِ بلاداً للغيرِ
..................................................
أما التنجيمُ فإلهامُ
وحسابٌ مدلولُ المنطِقْ
وحروفٌ فيها أرقامُ
نطقتها أو كادتْ تَنطِقْ
أفلاكٌ تهدي من هاموا
كالصُدفةِ تُنجي أو تُغرِقْ
إن تسألْ عمرُكَ كم عامُ
تُنبيكَ الغيبَ ولا تصدُقْ
فالغيبُ محاطٌ بالسترِ
.................................................. .
كن في تفكيرِكَ إنساناً
واسْعَ لمجدِ بلادكَ حُرا
فالحريةُ قد تتوانى
عمَّن يطلبُ عنها أجرا
كيف تسودُ رموزُ لوانا
دون الموتِ يحررُ أسرى
رحبْ بالموتِ إذا كانا
إحياءً لحياةٍ أخرى
لا تخشَ الأفعى في القبرِ
..................................................
أعدِدْ أبناءك تنظيماً
وخُضِ الحربَ فليست وحشا
بالتنظيمِ تكونُ عظيماً
بيدِ القوةِ تدفنُ نعشا
فالقوة تصنعُ تكريماً
وتحاشي غبناً أو غشا
وسلامُك يأتي تسليما
إن كنتَ ضعيفاً أو هشا
فالعدلُ يقومُ على القهرِ
.................................................. .....
إسْعَ بعِلْمِكَ نحوَ النصرِ
كي تحمي الحقَّ بمعرفةٍ
فالحقُّ مليكٌ في القصرِ
يسعى بالخيرِ لمملكةٍ
لا تخشَ بقلبكَ من قهرِ
وخذ الحكمة من أنملةٍ
كن كالقائدِ تحتَ الجسرِ
إذ ليس الأمرُ بمعضلةٍ
فالتصميم سبيل النصرِ
.................................................. ...
المرأةُ مرآةُ الأمّهْ
وشعورٌ لا يُدرَكُ بحثا
ليست أبداً دونك همّهْ
بل كنصيبكَ نالتْ إرثا
قد كان وضيعاً في الذمّهْ
من حابى ذكراً عن أنثى
فالمرأةُ ينبوعُ الحكمَهْ
إن تُبدي وداً أو خُبثا
قد صيغت من أصلِ الخيرِ
.................................................. .
أوصيتُ إليكَ من القلبِ
فاحفظْ لتنلْ ما تتوخى
في آذار يبدأ دربي
وبتموزٍ أرجعُ نسخا
وبتشرينٍ أنهضُ حسبي
أنَّ عطائي دوماً أسخى
أنت اخترتَ لنفسك حبي
كي تستقبلَ عيشاً أرخى
من ذلِّ العيشِ مع القهرِ
.................................................. .....
أتريدُ بمائك تزويدي
أم تسكبُ في الخمرِ نبيذا
ما ضلَّ سبيلَ التحديدِ
من يقرنُ قوله تنفيذا
أتظن بحبكَ تخليدي…؟!
لا ينفعُ ضدي تعويذا
كم حاولَ قبلك تقليدي
مازلتَ بحبي تلميذا..!
فالناسُ احتاروا في أمري
.................................................. .
لاحتْ للشاعرِ أسراري
باحتْ بالسرِّ ولم تُفضِ
ومضى في دنيا الأفكارِ
مُرتفعَ النفسِ لما يُرضي
فغدا تفكيرُ الأحرارِ
يَشغلُهُ عن حالِ الفَرْضِ
نسيَ الإبريقَ على النارِ
لم يفطنْ أنَّه في الأرضِ
والنارُ اشتعلتْ في القِدرِ "*"
.................................................. ....
أحبيبَ القلبِ فلا تنسى
لن يتَّسعَ العمرُ لحفظي
وقديماً جعلوني درساً
يستقصي الماضي من لفظي
إذ وجدوني دوماً أقسى
قالوا ذاتُ القلبِ الفظِّ
هذي المرأةُ حولكَ مرسى
عيناها تنهلُ من لحظي
فأفقت قليلاً من سكري
.................................................
لبُحورِ الشعرِ تُناديني
لبِحارِ الفكرِ وما تبغي
وبِحورِ العينِ تواسيني
فيَحارُ القلبُ لمن أُصغي
تسألني عنها ما ديني..!؟
بسؤالٍ ينفي ما يُلغي
فلجأتُ لأرضٍ تأويني
ووضعتُ الكفَّ على صُدغي
وأجبتُ بأني لا أدري
..............................................
فإذا سألتني ثانيةً
أو ساءلني اليومَ قضاءْ
هل حقاً كانت فاتنةً
أم وهماً كانت في الأجواءْ
هل كانت تبدو واضحةً
أم لحناً يرجعُ من أصداءْ
سأقولُ لهم أن امرأةً
كانت تحملُ اسم سناءْ
تركتني أغرقُ في البحرِ
وأفاضتْ حبي عن صدري
فعشقتُ سناها في شعري
سامحها الله.. متى تدري…..
"*" نسيت ابريق الشاي على النار حتى جف فاحترق الشاي بداخله
بيروت أول آذار 1995
__________________
تعليق