قصيدة(أنا لا أحبك يا بلادي)
أنا لا أحبك يا بلادي
أنا لا أحب الحاكم الفرعون يبعث صوته في كل واد
اني أنا الرب العظيم وأنتمو حتما عبادي
رأيي هو الرأي الحكيم وما لخيري من نفاد
تفنى الحياة وما بها وأنا سأبقى رغم أنف العمر تأبى جثتي أن تستحيل الى رقاد
أنا لا احبك يا بلادي
انا لا احب الشعب حين يسير اعمى خلف ابواق الضلالة والجهالة والفساد
ما كان يسأل أو سيسأل كيف سيري أو الى أين المسير
متى سياخذني المسير وينتهي بي في مرادي
مستسلما كقطيع خرفان يساق الى مراد السائق الباغي بسوط في يديه
وفي اليد الاخرى قليل من فتات ان زوت عنه العيون أعادها ليديه ترجو ما بها
وتخاف سوطا في اليد الاخرى لتمضي مطرقات الرأس من فرط انقياد
انا لا احبك يا بلادي
انا لا احب الباطل المشؤوم يصبغ كل ناحية لكي تبدو الصحائف كلها من حولنا سودا ملطخة باصباغ السواد
والحق كل الحق مقهور ومطرود ترى أهليه يستخفون من عين الذين همو
ارادوا الباطل المشؤوم حقا قاطعا والحق زيفا قد مضى عنه الزمان فلم يعد من ناره غير الرماد
انا لا احبك يا بلادي
انا لا احب الجهل يجعل من ظلام الجهل شمسا من اراد خلافه فهو الظلامي السوادي
انا لا احبك يابلادي
انا لا احب الفقر يحبس كل فكر الناس في هم وحيد لا سواه هو امتلاء البطن والسعي الجهيد لاجل هذي البطن هو كل الجهاد
انا لا احبك يا بلادي
انا لا احب الخوف يسري في عروق الناس
خوف من طغاة الامر خوف من ضياع الرزق خوف من وشاة الناس
ومن حفيف الصوت حتى لا يثير انصات الجماد
انا لا احبك يا بلادي
انا لا احبك صورة عبثية الالوان
لا يجد المريد بها سوى العبث البئيس وطرطشاة الحبر فوق صحيفة قتماء
ليس لها وجه ولا ظهر ولا حتى اطار باد
انا لا احبك يا بلادي
واظل طول العمر اعلنها الى يوم الحداد
حتى ارى فيك الذي املته وارى ربيع الحلم زهرا يانعا
في صفحة النيل العظيم وفوق ترب الوادي
ولحد ذاك الحين
ابقى في ليلي الحلم يسطرها ويحفرها مدادي
انا لا احبك يا بلادي