- أمارس حنانك بي
\
\
\
أختزل وجع المسافة
أختزل الصّمت
وأختزل العيون الممزقة
كي لا يكون الشّوق كوجع الوقت
راحل بلا نسيان
بلا مرفأ ينتظر شرود المراكب...
حضورك الدّائم في المسافة
غيابك الطويل الذي لا يرحل
عن ظل لك في الجسد ...
أتلعثم اللّيل بعض غنائك في نهايات الورد
وقلق العيون على الجرح
وأعلن إنتمائي إليك وللمطر
أعلن أفق بعادي فيك شوقا للقصيدة المسافرة
كم يهجرني الوقت
كم لا يسعفني في لحظات إحتوائي فيك
ينتزع عني ملكية أمواجك
وملامحك
أبحث عنها في ثكل الأيام وحزن المدينة
جانحة إليك راحلتي
في هودج الغروب أناى ...
تمطرني من عواصف منسية
نذرت لك الرّمش في الأحداق
لتكون نوارس الرّحيل
توافيك على مجرة الغيب والنّسيان المستتر
ألملم الحنان حبات لآليء إفتراضية
وانتمائي لرعشة عينيك في المسافة
وانتمائي لغيابك في دمي يحاصر
وانتمائي لحضور لهاثك على الأجفان
وانتمائي لبردك الطّويل ....
أمارس حنانك بي
أمارس رعشة يديك
أمارس قلقي في الخوف الأعظم
امارس القلم يكتبني على اوراقك كيفما يشاء ....
أدمنتك حبيبي ...
وكثير عجزي
أدمنتك وبعض صحبتي لذئاب المرارة .....
أدمنت إفراطي فيك
لا تقلني حافلته وقهرا
إلاّ إليك .......
أدمنت الضباب يلفني فيك حبيبي
فكيف أخرج منك
كيف لي ان أخرج منها عشيات عيوني
أدمنت موتي المعلن على اللحظات
أتجرعك بكميات لا تحتمل ....
تحت رمش سخّر بلل اللّيل إليك
يواكب صدري خلف التّلال
وعلى غيم يحاصرني فوق هضابك
أنت تسميه الحب
وتسمّيه عودة الّروح
وتسمينني
أنني أصبحتك ...........
وأسميه انا
غيابي الدّائم فيك
المفقود تحت شمس وابتسامة
أسميه وجعي
يستفحل حتى إقلاع السّفينة من يمّها المهاجر ....
للآنامل أظافر تطول
حبيبي
تشقّ لك عيونا على اللحم
كي تكون مقيما دائما في الجرح ....
لا أستثني منك حبيبي رجفة ضلوعي
تجويف مدلهم يستطيل
دائم الوجع من الصقيع
يتردد برذاذه على مقلة الصّمت
ويبقي احتجاز مدني خلف عينيك رهينة
طعنة اخيرة لإيواء اوردتي
فقط في بعاد ما يعتريك
يحتويك ...
أحملك في العتمة وهني على مسافات ضوئية
أقلك في شرود الخاطر الجريح
أرسو ببعضك كي أناى
أتلعثم فيك
وفي الضّوء
وفي باب لذاكرتي
أتلعثم
في بعض وجع منك ينأى
ماذا أسميه تآكلي فيك
وخربشات جروحي إليك
وحجزك خواطري في دفاتر النسيان ...
لأيامك السبعة ؟...
ماذا أسميه
مطرك الأصفر
يغرقني في شتات
ماذا أسميه
تعثّري في ظلّك بين الخطوات والخطوات
خفقك يواكبها..........
يغرقني في شتات
وينثلّ في رعشة القلب
أقع طفلة نواح على أرضك ...
لا أحمل إلاّ هزيمتي تقلّني انا وغربتي
في رجع دائم إليك
\
\
فاطمة عزالدين
تعليق