ســـــفيرة جهنـــــم ( 1 ) ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد عبدالله محمد
    أديب وكاتب
    • 02-04-2009
    • 756

    ســـــفيرة جهنـــــم ( 1 ) ...

    نشأ أحمد تحت مظلة أنيقة الفكر ساكنة النفس بهيجة الرضا ومعشبة السعادة . والفضل في ذلك يعود إلى الحاج حسين والده حيث كان من كبار رجال الدين والدعوة .. وهو رجل معتدل الثروة قائم الجاه والكبرياء قوي الحجة سديد الرأي .. لذا اعتاد كبار رجال البلدة من صناع الفكر وأصحاب الكلمة الطيبة وبعض آخر من طلاب النصح التواجد كل يوم جمعة بعد صلاة العشاء بمنزل الحاج حسين .. وكان هذا اليوم بالنسبة له يوم من أيام العيد ..فكان عندما يأخذ الجميع مجلسهم ويبدأ كل منهم بعرض مخزونه الفكري والأدبي يتسلل إلى مجلسهم بخطى وئيدة على استحياء بحجة تقديم واجب الضيافة بعدها يأخذ مكاناً له بالجوار دون أن يشعر بوجوده أحد ويبدأ من هذا المجلس الجميل عملية استخلاص الحكمة والفكر الطيب الذي سانده وساعده على السير بخطوات واثقة وثابتة في شارع الحياة .
    ومن ثمار تلك الشجرة الوارفة والعامرة صنع أحمد لنفسه مظلة عظيمة كانت درعه الواقي الذي يحميه من أمطار الفكر السام والخبيث .. هكذا كانت نشأة أحمد عريضة الحسب قائمة الدين إلا أنه كان سريع الغضب وضيق الصبر .
    وجد متعة الروح وملاذها في هذا المجلس الراقي .. ورويدا رويدا بدأت علامات النبوغ ترسم ملامح شخصيته .. حيث بدأ يقارع الفكر الناتج من مصانع أصدقاء والده بالحجة والبيان الواضح السليم ودائما ما كانت الغلبة لرجاحة عقله الذي طغى عليه الجانب الإنساني .والغريب الذي أثارانتباه رواد هذا المجلس وأدهشهم كذلك هو قدرته على مقارعة كبار رجال الدين والدعوة وأيضا كانت الغلبة معلقة دائماً بين ذراع عقله أينما ذهب !!
    ذاع صيته بين أصدقاء والده وأصبح نتاج فكره سلعة مطلوبة لهم.
    استشعر ذلك فبدأت تتسع رقعة الغرور بداخله ووجد الغرور أخيرا ضالته ليبدأ رسم ملامح جديدة باتت واضحة المعالم على شخصيته .. وبدأ الشيطان يتسلل إلى داخله برفق ونعومة فأسرف في ملاذ الحياة وسرورها إسرافا حيث شرع له شيطانه كل أبواب المتعة الغير شرعية حتى صار شخص آخر وأصبح يجد متعته بين كئوس الخمر ورنينها .. وبرغم وقوعه تحت سيطرة الشيطان وخلف قضبان الغرور إلا أنه كان هناك شيئاً ما يدفعه نحو الخارجة نعم شيئاً ما يدفعه للخروج من دائرة الشيطان وإمارة الغرور وهذا الشيء هو أصله الطيب ونشأته البيضاء فأدرك المقولة الشهيرة التي يرددها الكثير والتي تخبرنا بأن بديع الحكم دائماً تخرج من أفواه المجانين . ولكنه هنا ومن أفواه السكارى وبوح الحيارى استطاع أن يستخلص الحكمة ويعيد ترتيبها وتنقيتها من خلال عدة عمليات أقامها داخل عقله تعامل معها بمشرطه الذكي حتى أصبح في وقت قصير سيد المجلسين , مجلس والده وضيوفه الكرام ! وكذلك مجلس السكارى والحيارى !


    يتبـــــــع ...........
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبدالله محمد; الساعة 27-04-2011, 12:30.
    [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
    أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]
  • سالم الجابري
    أديب وكاتب
    • 01-04-2011
    • 473

    #2
    ونحن في الإنتظار

    تعليق

    • محمد عبدالله محمد
      أديب وكاتب
      • 02-04-2009
      • 756

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سالم الجابري مشاهدة المشاركة
      ونحن في الإنتظار
      تابعت أقصوصتك مع الجن وأعجبني جسدها الرشيق وثوبها الشيق
      العزيز سالم



      أشكرك على اهتمامك وانتظارك
      [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
      أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

      تعليق

      • محمد عبدالله محمد
        أديب وكاتب
        • 02-04-2009
        • 756

        #4
        عام ( 1997) .....
        صال أحمد وجال بشتى بقاع الأرضيين أرض الخير بطيبها وبياضها .. وأرض الشر بشهواتها وكل ملاذها .. ولأنه كان نافذ البصيرة فقد استطاع أن يتناغم ويتعايش ويتعامل بحرفية مع متناقضات الحياة ومتغيراتها المتعارف عليها بين سكان الأرضيين حيث رسم لنفسه على صفحة الخير بريشة الصفاء والنقاء قلب كما الزهر الأبيض أما القلب الذي رسمه لنفسه على صفحة الشر فكان قلب أصم أبكم وضرير لا يسمع ولا يرى وكأنه حجر من الصوان لا تدركه عاديات الأيام ولا تعبث به رياح الرحمة التي حاولت كثيراً أن تدفع به نحو زاويا الخير لكنها دائما كانت تفشل .
        اعتاد دائما وطيلة تلك السنوات المرار عندما يأتي المساء وفي مطاوي الليل الخروج للبحث عن المتعة أينما كانت وكان يرافقه في رحلة البحث رفيق عمره المطرب الشعبي سعيد البيسي صاحب الصيت الجامح وقتها الذي كان يقدم فقرته الغنائية اليومية في بعض ملاهي شارع الهرم من بينها ملهى الكهف الذي احتضنه هو وشيطانه .
        برفقة الكؤوس ورنينها . والغريب في ملامح شخصيته أنه ورغم هذا الجو العابث كان برفقته دائماً قلم ؟! اعتاد أن يدون به على علب الكبريت الصغيرة بعض الجمل التي تخرجها ألسنة إحساس رواد هذا الملهى .
        في ليلة من تلك الليالي المكررة لاحظ سعيد أثناء وقوفه على المسرح يقدم فقرته الغنائية علامات غريبة رسمت ملامح وجه صديق عمره الحميم ؟ شرود وصمت وفور انتهاء فقرته ذهب إليه جلس بجواره محاولاً تسكينه ببعض النكات ربما تعيده من مدن الصمت والشرود لكنه فشل في إعادته فسأله روحت فين يا عمنا خليك هنا أحسن فجاءت الإجابة مفاجأة لسعيد وغير متوقعة أيضاً هذا عندما أخبره أحمد بأن الليلة هي الأخيرة في عمر الصداقة وأن هذا أخر لقاء سيجمع بينهم ! اندهش سعيد وتحير وبكلمات حبالها متقطعة خرجت تسأل أحمد عن السبب لماذا تحدني هكذا ما الدافع لاتخاذ هذا القرار ماذا حل بك هل سكرت ؟ أم خمر السيد محمود مغشوشة ؟ أجابه أحمد بهدوء يحسد عليه : والله لا هذا ولاذاك والموضوع يا عم سعيد بسيط للغاية لا أنا أو أنت انتبهنا له ألا ترى أن سنين طويت من عمري هباء دون أن ادري بها ؟ مرت ورحلت دون طائل كنت وحدي الخاسر وكنت أنت فيها الرابح !.. يا عم سعيد أنت هنا تستمتع بجمال الليل وتداعب كؤوس الخمرمثلي تماما ولكنك تأخذ الثمن والمقابل نظيرعملك .....اليوم فقط ذهبت بفكري وحاورت عقلي في أمر صداقتنا وقمت بعمل مقارنة بيني وبينك رأيتك فيها الرابح
        رد سعيد قائلاً مقارنة ايه يا عم أحمد ومكسب ايه وخسارة ايه أنا مش فاهم حاجة ويبدو أنك سكرت بالفعل .
        رد أحمد بعد أن وقف واستعد للرحيل وقال يا عم سعيد (سلام ) ثم ذهب وأثناءذهاب أحمد وخروجه من الملهى استوقفه السيد محمود مدير صالة الملهى وكان السيد محمود من نفس بلدة أحمد وسعيد ولكن أحمد لم يكن يعرف ذلك وحاول معه محمود كثيراً ولكنه فشل وكان هذا اليوم يوم الفراق بين احمد سعيد .
        عاد أحمد إلى المنزل وجلس على مرقده وبدأ يسترجع شريط الماضي حتى زاحمته ملكة النعاس فذهب معها .
        في الصباح بدأ أحمد رحلة أخرى جديدة وهي رحلة البحث عن رفقاء بيوت العلم فتذكر صديقه نور ذهب إليه جلسا في حديث مطول قادهما إلى استذكار كل الأصدقاء مادفعهم للاتصال بصديقهم جمال الذي حضر بعدالمحادثة إلى منزل نور وكان اللقاء .
        يتبـــــــــــــــــع .......
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبدالله محمد; الساعة 18-01-2012, 07:46.
        [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
        أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

        تعليق

        • محمد عبدالله محمد
          أديب وكاتب
          • 02-04-2009
          • 756

          #5
          وفي منزل نور تشابكت أيادي الشوق وتعانقت الفرحة والبهجة وارتموا بحضن الماضي الجميل .. وصوب السرور رصاصة الموت في صدر الفراق فقتله .. لولاالفراق ما كانت السعادة تسكن القلوب لحظة التلاقِ .
          داخل محراب هذا اللقاء الحميم تسلل إلى أحمد شعور السعادة وقد بلغت مداد قلبه وسكنت جنباته ..تحسس صفاء الحياة وبريقها الشفاف وهي تلامس قلبه وأطراف الصبح الجديد ...داس بأقدام الأمل أرض الحلم الجميل ليخرج من صقيع الماضي إلى دفءالحاضر ..سويعات قليلة من بدء اللقاء مرت كلمحة من طيف مر ...تخطى فيها أحمد عتبة اللقاء ..على أطراف روحه ذهب يحاكي الحاضر بلسان الندم وراح يستمطره بغيث الرجاء أن يفتح له كل أبوابه .
          لاحظ جمال خفيف الظل الشرود وقد جثا على وجه أحمد فتدخل محاولاً إعادته إلى اللقاء .. وبلسان بانت عليه أريحية السرور وبوجه مشرق طلق المحيا قال : إيه يا أنت رحت لغاية فين؟
          أحمد . . إيه يا جيمي أنت بتكلمني ؟
          جمال .. لا أنت مش هنا خالص يا عم أحمد خمس سنين مرت دون أن يجمعنا لقاء كاليوم وجاي تسيبنا وتسرح ! يا عم خليك هنا أحسن ولا إيه يا عم نور ؟
          نور: يبدو أن هناك شيئا ما يدور بخلده دعه وشأنه ربما يأتي لنا بشيء جديد .
          جمال :ما شي يا عمنا لكن شرط أن يعود إلينا بفكرة صيدها ثمين .
          محمد : أنا بجد معاكم بقلبي وروحى فربما ترونني شاردا لكنه شرود نحوالسعادة وبخصوص الصيد الثمين يا جيمي والجديد الذي تنشده يا نور لا بد وأننحدد هدف لنصل إليه أولا وقتها حتما سيأتي الجديد ومعه الصيد الثمين .
          جمال : إيه يا عم أنت واخدنا ورايح فين وإيه الكلام الكبير ده ؟
          أحمد : ولا كبير ولا حاجة يا جيمي سبق وأن قلت بنفسك في سياق حديثك أنه مرت علينا خمس سنوات دون أن نلتقي وها نحن قد التقينا ألم تلاحظ يا جيمي أنها مرت بنا دون عائد ؟! فنحن على نفس الحال ولو تركنا أنفسنا للسنين القادمة وأمواجها أعتقد إنها ستقذف بنا جميعا نحو الهاوية .
          جمال : إيه يا عم الله الله كلام بجد كبير .
          نور : انتظر يا جمال هو بيتكلم صحولا بد وأن يأخذ الحديث بعض الجدية .
          أحمد : هكذا يكون الكلام وتلك هي البداية السليمة إذا لنبدأ سويا برسم الحلم أو كما قال نور تحديد الهدف .. لنبدأ بك أولا يا جيمي يا ترى ما هوحلمك أو هدفك الذي تنشده .
          جمال : والله طالما دخلنا في الجد أنا نفسي أعمل قهوة يقال أن عائدها المادي كبير .
          أحمد : جميل يا جيمي كويس طيب وأنت يا نور .
          نور : أعتقد أن مشروع مثل سوبر ماركت صغير ويكبر مع الأيام يكون أفضل وكمان أشيك من القهوة .
          أحمد : قهوة أو سوبر ماركت أو أي مشروع صغير أعتقد أن نسبة النجاح فيه تكون صعبة ولا يوجد أحد منا يتحمل خسارة البداية يا جيمي ويا نور علينا وأننفكر جيدا .
          نور : أنت شايف إيه ؟
          أحمد : أنا شايف أن السفر هو الهدف والحلم .
          جمال :السفر إلى أين ؟
          أحمد : فرنسا مثلا فأنا أعرف بعض الأصدقاء ذهبوا وعادوا ومعهم ما يمكنهم من تحقيق كل أحلامهم .
          جمال : أنا موافق
          نور: وأنا أيضا .
          أحمد : جميل إذا هناك عقبة واحدة لابد وأن نتجاوز حدودها وهي القنصلية الفرنسية بالقاهرة لا تمنح تأشيرة دخول إلا لأصحاب المهن الكبيرة مثل مديرمبيعات أو مدير مشتريات أو مدير مصنع ملابس جاهزة وكما تعلمون مازالت المهن المدونة بخانة تحقيق الشخصية الخاص بنا هي مهنة ( طالب) .
          نور : إذا لا بد وأن نغير المهنة ولكن كيف ؟؟
          جمال والله حاجة حلوة حتى لو لم أسافر يكفيني لصق وظيفة المدير علىتحقيق شخصيتي ولكن كما قال نور وسأل كيف .
          أحمد : الموضوع بسيط نبحث عن موظف بالسجل المدني يكون درج مكتبه مفتوح .
          جمال : أيوه وبعدين الموظف يطلع شريف ويعمل لنا كمين وبكده يكون هدفنا أو حلمنا هو النوم على البورش .
          أحمد : لا تخف يا جيمي أنا من مدة تعرفت على رجل يعمل مدير صالة بملهى ليلي شهير سأذهب إليه وبالتأكيد سنجد أحدهم من بين رواد هذا الملهى فلا تخف سنتعامل بحذر .
          جمال : ربنا يستر إحنا غلابة..يا عم نور فين الشاي ؟
          نور : ثواني الشاي فين يا حاجة جمال يفضحنا .
          دخلت الحاجة أم نوروبابتسامة جميلة قالت ؟
          أولا : مفيش شاي ثانيا المياه مقطوعة ثالثا أنبوبة البوتوجاز فرغت رابعا الكهرباء كمان مقطوعة وبعدين كمان معندناش سكر!!
          ساد الضحك المكان ثم ذهبت الحاجة بعد أن اشعت الضحك ثم قالت: ثواني ويكون الشاي جاهز .
          أحمد : شكرا يا حاجة يا لا بينا يا جيمي نهرب من هنا قبل أن تتقطع خيوط أحلامنا وكمان لابد وأن أذهب إلى الملهى يا لا تصبح على خير يا نور ولنالقاء غدا .
          ركب أحمد بساط الحلم الجميل سابحا بروحه في سماء فرنسا وطار به إلى الملهى قاصدا السيد محمود وهناك ترك أقدام عينيه وأطلق لها العنان لتتجول صالة الملهى لكنها لم تعثر على السيد محمود ؟ اقترب محمد من مضيف الصالة وسأله .
          المضيف : محمود أجازة عشرة أيام .
          أحمد : أجازة طيب أستأذنك بعنوان سكنه لأمر شخصي .
          المضيف : ثواني سأكتبه لك .
          أخذ أحمد العنوان من المضيف وكانت المفاجأة ؟ عنوان السيد محمود هو نفس عنوانه( نفس البلدة ) ! انطلق أحمد إلى هناك حيث العنوان أو الحلم أو الهدف المنشود وعلى أطراف الأمل صعد محمد إلى الطابق الرابع لدق باب حلمه فكان اللقاء
          محمود : أهلا يا سي أحمد
          أحمد : عذرا إن كانت زيارتي المفاجأة أزعجتك
          محمود : إزعاج إيه ادخل ادخل
          أحمد : بعد أن جلس والتقط أنفاسه تحدث مع محمود في الأمر .
          محمود : يعني خلاصة موضوعك أنت وصحابك في السجل المدني
          أحمد : بالظبط كده وطبعا حلاوتك كبيرة قوي
          محمود : أنا عندي أخت اسمها ( بديعة ) شقتها بجوار السجل وكمان فاتحة كشك صغير بتبيع فيه الدمغات والأوراق الخاصة بالسجل وهي ست شديدة ولو عايز بطاقة وزير هي تخلص .
          أحمد بسعادة بالغة : يا مسهل
          محمود : فوت بكره المغرب لنذهب إليها .
          أحمد : اتفقنا .
          غادر أحمد منزل السيد محمود وذهب ليأخذ قسطا من الراحة بعد عناء ومشقة هذا اليوم , وفي اليوم التالي ذهب أحمد إلى السيد محمود لمقابلة السيدة بديعة .
          محمود : ازيك يا بديعة
          بديعة : أهلا إيه اللي فكرك بينا خير
          محمود : خير مصلحة وخلاصتها عندك
          بديعة : قول مصلحة إيه
          محمود : بعد أن لاحظ أن بديعةذهبت بعينيها تتفحص أحمد من الأسفل حتى الأعلى ,ولكنه أخبرها بمضمون المصلحة .
          بديعة : حسأل الواد بتاع السجل الصبح وقولك . هو الأستاذ عايز يغير البطاقة ليه .
          أحمد : باستحياء شديد بعد أن أربكته نظرات بديعة الغريبة.
          قال: أبدا يا حاجة هذا لدواعي السفر للخارج .
          بديعة : وما لو يا خويا بس خد بالك حتكلفك فلوس كثير .
          أحمد : ولا يهمك يا حاجة وكمان حلاوتك كبيرة عندنا .
          محمود : خلاص يا بديعة هو يفوت عليكِ بكرة الصبح هو وأصحابه
          بديعة بعد أن تجاهلت محمود تماما قالت : خلاص يا أستاذ حستناك الصبح من بدري .
          أحمد : بإذن الله .
          محمود : سلام يا بديعة وسلامي لفياض والبنات .
          يتبـــــــــــــــع .......
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبدالله محمد; الساعة 10-05-2011, 10:56.
          [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
          أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

          تعليق

          • محمد عبدالله محمد
            أديب وكاتب
            • 02-04-2009
            • 756

            #6
            وفي منزل نور تشابكت أيادي الشوق وتعانقت الفرحة والبهجة وارتموا بحضن الماضي الجميل .. وصوب السرور رصاصة الموت في صدر الفراق فقتله .. لولاالفراق ما كانت السعادة تسكن القلوب لحظة التلاقِ .
            داخل محراب هذا اللقاء الحميم تسلل إلى أحمد شعور السعادة وقد بلغت مداد قلبه وسكنت جنباته ..تحسس صفاء الحياة وبريقها الشفاف وهي تلامس قلبه وأطراف الصبح الجديد ...داس بأقدام الأمل أرض الحلم الجميل ليخرج من صقيع الماضي إلى دفءالحاضر ..سويعات قليلة من بدء اللقاء مرت كلمحة من طيف مر ...تخطى فيها أحمد عتبة اللقاء ..على أطراف روحه ذهب يحاكي الحاضر بلسان الندم وراح يستمطره بغيث الرجاء أن يفتح له كل أبوابه .
            لاحظ جمال خفيف الظل الشرود وقد جثا على وجه أحمد فتدخل محاولاً إعادته إلى اللقاء .. وبلسان بانت عليه أريحية السرور وبوجه مشرق طلق المحيا قال : إيه يا أنت رحت لغاية فين؟
            أحمد . . إيه يا جيمي أنت بتكلمني ؟
            جمال .. لا أنت مش هنا خالص يا عم أحمد خمس سنين مرت دون أن يجمعنا لقاء كاليوم وجاي تسيبنا وتسرح ! يا عم خليك هنا أحسن ولا إيه يا عم نور ؟
            نور: يبدو أن هناك شيئا ما يدور بخلده دعه وشأنه ربما يأتي لنا بشيء جديد .
            جمال :ما شي يا عمنا لكن شرط أن يعود إلينا بفكرة صيدها ثمين .
            محمد : أنا بجد معاكم بقلبي وروحى فربما ترونني شاردا لكنه شرود نحوالسعادة وبخصوص الصيد الثمين يا جيمي والجديد الذي تنشده يا نور لا بد وأننحدد هدف لنصل إليه أولا وقتها حتما سيأتي الجديد ومعه الصيد الثمين .
            جمال : إيه يا عم أنت واخدنا ورايح فين وإيه الكلام الكبير ده ؟
            أحمد : ولا كبير ولا حاجة يا جيمي سبق وأن قلت بنفسك في سياق حديثك أنه مرت علينا خمس سنوات دون أن نلتقي وها نحن قد التقينا ألم تلاحظ يا جيمي أنها مرت بنا دون عائد ؟! فنحن على نفس الحال ولو تركنا أنفسنا للسنين القادمة وأمواجها أعتقد إنها ستقذف بنا جميعا نحو الهاوية .
            جمال : إيه يا عم الله الله كلام بجد كبير .
            نور : انتظر يا جمال هو بيتكلم صح ولا بد وأن يأخذ الحديث بعض الجدية .
            أحمد : هكذا يكون الكلام وتلك هي البداية السليمة إذا لنبدأ سويا برسم الحلم أو كما قال نور تحديد الهدف .. لنبدأ بك أولا يا جيمي يا ترى ما هوحلمك أو هدفك الذي تنشده .
            جمال : والله طالما دخلنا في الجد أنا نفسي أعمل قهوة يقال أن عائدها المادي كبير .
            أحمد : جميل يا جيمي كويس طيب وأنت يا نور .
            نور : أعتقد أن مشروع مثل سوبر ماركت صغير ويكبر مع الأيام يكون أفضل وكمان أشيك من القهوة .
            أحمد : قهوة أو سوبر ماركت أو أي مشروع صغير أعتقد أن نسبة النجاح فيه تكون صعبة ولا يوجد أحد منا يتحمل خسارة البداية يا جيمي ويا نور علينا وأننفكر جيدا .
            نور : أنت شايف إيه ؟
            أحمد : أنا شايف أن السفر هو الهدف والحلم .
            جمال :السفر إلى أين ؟
            أحمد : فرنسا مثلا فأنا أعرف بعض الأصدقاء ذهبوا وعادوا ومعهم ما يمكنهم من تحقيق كل أحلامهم .
            جمال : أنا موافق
            نور: وأنا أيضا .
            أحمد : جميل إذا هناك عقبة واحدة لابد وأن نتجاوز حدودها وهي القنصلية الفرنسية بالقاهرة لا تمنح تأشيرة دخول إلا لأصحاب المهن الكبيرة مثل مديرمبيعات أو مدير مشتريات أو مدير مصنع ملابس جاهزة وكما تعلمون مازالت المهن المدونة بخانة تحقيق الشخصية الخاص بنا هي مهنة ( طالب) .
            نور : إذا لا بد وأن نغير المهنة ولكن كيف ؟؟
            جمال والله حاجة حلوة حتى لو لم أسافر يكفيني لصق وظيفة المدير على تحقيق شخصيتي ولكن كما قال نور وسأل كيف .
            أحمد : الموضوع بسيط نبحث عن موظف بالسجل المدني يكون درج مكتبه مفتوح .
            جمال : أيوه وبعدين الموظف يطلع شريف ويعمل لنا كمين وبكده يكون هدفنا أو حلمنا هو النوم على البورش .
            أحمد : لا تخف يا جيمي أنا من مدة تعرفت على رجل يعمل مدير صالة بملهى ليلي شهير سأذهب إليه وبالتأكيد سنجد أحدهم من بين رواد هذا الملهى فلا تخف سنتعامل بحذر .
            جمال : ربنا يستر إحنا غلابة..يا عم نور فين الشاي ؟
            نور : ثواني الشاي فين يا حاجة جمال يفضحنا .
            دخلت الحاجة أم نوروبابتسامة جميلة قالت ؟
            أولا : مفيش شاي ثانيا المياه مقطوعة ثالثا أنبوبة البوتوجاز فرغت رابعا الكهرباء كمان مقطوعة وبعدين كمان معندناش سكر!!
            ساد الضحك المكان ثم ذهبت الحاجة بعد أن اشعت الضحك ثم قالت: ثواني ويكون الشاي جاهز .
            أحمد : شكرا يا حاجة يا لا بينا يا جيمي نهرب من هنا قبل أن تتقطع خيوط أحلامنا وكمان لابد وأن أذهب إلى الملهى يا لا تصبح على خير يا نور ولنالقاء غدا .
            ركب أحمد بساط الحلم الجميل سابحا بروحه في سماء فرنسا وطار به إلى الملهى قاصدا السيد محمود وهناك ترك أقدام عينيه وأطلق لها العنان لتتجول صالة الملهى لكنها لم تعثر على السيد محمود ؟ اقترب محمد من مضيف الصالة وسأله .
            المضيف : محمود أجازة عشرة أيام .
            أحمد : أجازة طيب أستأذنك بعنوان سكنه لأمر شخصي .
            المضيف : ثواني سأكتبه لك .
            أخذ أحمد العنوان من المضيف وكانت المفاجأة ؟ عنوان السيد محمود هو نفس عنوانه( نفس البلدة ) ! انطلق أحمد إلى هناك حيث العنوان أو الحلم أو الهدف المنشود وعلى أطراف الأمل صعد محمد إلى الطابق الرابع لدق باب حلمه فكان اللقاء
            محمود : أهلا يا سي أحمد
            أحمد : عذرا إن كانت زيارتي المفاجأة أزعجتك
            محمود : إزعاج إيه ادخل ادخل
            أحمد : بعد أن جلس والتقط أنفاسه تحدث مع محمود في الأمر .
            محمود : يعني خلاصة موضوعك أنت وصحابك في السجل المدني
            أحمد : بالظبط كده وطبعا حلاوتك كبيرة قوي
            محمود : أنا عندي أخت اسمها ( بديعة ) شقتها بجوار السجل وكمان فاتحة كشك صغير بتبيع فيه الدمغات والأوراق الخاصة بالسجل وهي ست شديدة ولو عايز بطاقة وزير هي تخلص .
            أحمد بسعادة بالغة : يا مسهل
            محمود : فوت بكره المغرب لنذهب إليها .
            أحمد : اتفقنا .
            غادر أحمد منزل السيد محمود وذهب ليأخذ قسطا من الراحة بعد عناء ومشقة هذا اليوم , وفي اليوم التالي ذهب أحمد إلى السيد محمود لمقابلة السيدة بديعة .
            محمود : ازيك يا بديعة
            بديعة : أهلا إيه اللي فكرك بينا خير
            محمود : خير مصلحة وخلاصتها عندك
            بديعة : قول مصلحة إيه
            محمود : بعد أن لاحظ أن بديعةذهبت بعينيها تتفحص أحمد من الأسفل حتى الأعلى ,ولكنه أخبرها بمضمون المصلحة .
            بديعة : حسأل الواد بتاع السجل الصبح وقولك . هو الأستاذ عايز يغير البطاقة ليه .
            أحمد : باستحياء شديد بعد أن أربكته نظرات بديعة الغريبة.
            قال: أبدا يا حاجة هذا لدواعي السفر للخارج .
            بديعة : وما لو يا خويا بس خد بالك حتكلفك فلوس كثير .
            أحمد : ولا يهمك يا حاجة وكمان حلاوتك كبيرة عندنا .
            محمود : خلاص يا بديعة هو يفوت عليكِ بكرة الصبح هو وأصحابه
            بديعة بعد أن تجاهلت محمود تماما قالت : خلاص يا أستاذ حستناك الصبح من بدري .
            أحمد : بإذن الله .
            محمود : سلام يا بديعة وسلامي لفياض والبنات .
            يتبـــــــــــــــع .......
            [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
            أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

            تعليق

            • سالم الجابري
              أديب وكاتب
              • 01-04-2011
              • 473

              #7
              مشرفنا العزيز محمد عبدالله....السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              تسجيل حضور ومتابعة

              تعليق

              • محمد عبدالله محمد
                أديب وكاتب
                • 02-04-2009
                • 756

                #8
                (( صدمة ))
                انتهى اللقاء وعاد أحمد برفقة السيد محمود فرحاً مستبشراً مشرعاً للسعادة كل نوافذ قلبه كما طوقه الحلم بجناحيه وحلق به في سماء أميرة الأحلام باريس .. لحظات ودع فيها أحمد حلمه وعاد بعدها مرة أخرى إلى السيد محمود وبنفس هذا الوجه العائد من أرض أميرة الأحلام ببريق الأمل ولمعان المنى أخرج من مبسم الجمال بعض آيات الشكر وسكبها في أذن السيد محمود الذي ساعده ومكنه من رسم خارطة الحلم الجديد على إثرها أنهى اللقاء .
                وبنفس القلب النابض حلماً وسعادة عاد أحمد إلى منزله وقد جعل من بابه ( طبلة ) تلاقت معها أنامله .
                فتحت ميادة الباب .. ميادة هي الأخت الصغرى له وهي أيضا اخر عناقيد العائلة . داعب أحمد ميادة ببعض الكلمات والنكات .
                نظرت ميادة نظرات استغراب !!وأسهبت في الحديث مع نفسها .... غريبة والله أول مرة يعملها ! ثم ذهب ناحية ست الكل أم مجدي .. ومجدي هو الأخ الأكبر له ويعمل مهندس معماري .
                أم مجدي : إيه خبر إيه داخل يعني بزعبيبك علينا خير .. قول يا واد بقى خلي امك تفرح لفرحتك .
                أحمد مع فاصل من المراوغة والهذيان المرح أخبرها بشأن السفر ! وما أن أخبرها حتى هوى قلبها وجزعت نفسها وسكبت من الدمع ما سكبت ليعم الحزن المكان وبصوت ضعيف متهالك خرجت أنفاسه تترنح حتى بلغت مداها إلى مسامع والده عبد الجليل .
                أم مجدي .. شوف أبنك عايز يسبنا ويسافر .. يكون في علمك لوابنك سافر أنا ما ليش مكان هنا وأنت حر ..
                عبد الجليل .. شوية هدوء علشان افهم .. وتركها بعد أن هدأ من روعها .
                وراح ليجلس منفردا بأحمد .
                عبد الجليل .. بمشيئة الله كده ما هي وجهتك يا سيدي ؟
                أحمد .. فرنسا .
                عبد الجليل .. بالطبع ستمتهن هناك مهنة عظيمة وراقية غاسل لصحون الفجرة . وربما إن أحكمت الأيام قبضتها عليك هناك وضاقت بك الأرض الغريبة ذرعا ربما يصل بك الحال لمسح أحذيتهم .. ويا سلام لو ارتقى حظك وبلغ بك مدى مطمحك ربما تصبح ساقياً كبيراً تقدم كئوس الخمر للفجار .
                أحمد بعد أن قاطع والده : ليه كده يا عبده رؤيتك والله قاتمة وقد رأيتها سهاماً جارحة لم أكن أعلم قبل اليوم أن مسندك هاوياً أسقطني في سرداب اليأس .
                عبد الجليل .. تلك المرة لم تفلح كلماتك معي .. قولي كم ستجني يا ترى ؟
                محمد .. يا عبده أنت سيد العارفين فالحصاد في جوف المغيب فدعني أزرع أولاً .
                عبد الجليل .. مفيش سفر انتهى الكلام .. لك عندي خمسة وعشرين ألف جنية وعليك أن تبدأ بهم مشوار حياتك هنا وسط اهلك وناسك واعتقد أنه مبلغ كافي سيساعدك على ملاطمة أمواج الحياة .
                أحمد : أشكرك أطال الله لنا عمرك أنا موافق بس لي شرط واحد .
                عبد الجليل : هات ما عندك .
                أحمد : للأيام كلمة خلينا نسمعها ونشوف ونقرر وعلى هذا النحو انتهى لقاء أحمد بوالده الذي ظن أنه تمكن من إقناعه بالعدول عن فكرة السفر .
                دخل أحمد غرفته وافترش جسده على مرقده وبجواره رسول من رسل الحيارى يدغدغ النفوس جاء على فكره فأذواه وقلبه فأضناه . لم يتحمله أحمد فترك له مرقده والغرفة كلها وقرر قضاء البقية القليلة المتبقية من اليوم مع رفقاء حلمه نور وجمال .. وبالفعل ذهب أحمد حتى يزف لهم البشرى ويعزفها لهم على أوتار المنى واخبرهم بلقائه بالسيدة بديعة وقدرتها على إنهاء مشكلة مهنة البطاقة نظير مبلغ 500 جنيه عن كل بطاقة وأخبرهم بضرورة الحضور صباح الغد لإنهاء الموضوع .
                بالفعل التقى الرفقاء أمام مكتب السجل المدني وهناك تفحص أحمد المكان حتى وجد السيدة بديعة جالسة أمام كشكها الخشبي على أريكة قديمة اصطحب رفقائه حتى مجلسها .
                السيدة بديعة .. أهلاًً يا أستاذ أحمد من معك ؟ أحمد ايه يا حاجة دول صحابي وقد أخبرتك بالأمس أن بحوزتي ثلاث بطاقات .
                السيدة بديعة : يا أستاذ بس أنا بتعامل مع واحد بس .. ثم نظرت إلى نور وسألته عن اسمه .. أسمي نور يا حاجة وهذا جمال .
                السيدة بديعة :خلاص امشوا والأستاذ أحمد خليه هنا تخلص المصلحة وأسلمه البطاقات ..
                نور وجمال في لسان واحد طيب يا احمد خليك أنت وعلى كل حال سننتظر على المقهى المجاور للسجل
                بالفعل ذهبوا ولسان حال جمال يتمتم بكلمات ساخرة حيث قال لنور يا نهار اسود عارف الست شكل من ؟ نور هي ليها شكل من الأصل ! جمال آه يا عم شكل العربيات النقل .
                انتظر أحمد بديعة على تلك حتى جاءت ومعها البطاقات وهنا كانت الصدمة التي صفعت وجه وقلب وحلم أحمد بقوة هذا عندما أعادت له مبلغ 500 جنيه من المبلغ الأساس الـ 1500وبرفقة هذا المبلغ بطاقته !! سألها عن السبب ؟ قالت سيد الرخم بتاع السجل قال كفاية بطاقتين النهاردة وبكرة اعملك البطاقة الثالثة .
                أحمد : طيب دعي البطاقة والفلوس وبكرة بعد الظهر أمر عليكِ يكون سيد خلص بطاقتي .
                السيدة بديعة : أنت مفكر إن أنا فقيرة أنا معايا فلوس كثير قوي أنا فتحت الكشك بس علشان أضيع وقت أنت عارف أنا أصلاٍ تاجرة على خط مصر السعودية .
                أحمد: بعد أن رسمت الدهشة ملامح وجهه يا حاجة ربنا يزيدك من فضله هذا ليس موضوعنا أنا بقولك خلي الفلوس مع البطاقة وأمر عليكِ بعد الظهر تكون خلصت .
                قاطعته ثانية وقالت أنا بشتري بضاعة من مصر وأسافر السعودية وأبيعها هناك واشتري من السعودية وأبيع في مصر والله يا أستاذ بقالي على هذا الحال خمسة وعشرين عام أنا غنية جدا !!!!!
                أحمد : دخل مدينة الصمت هي تتحدث وهو هناك في تلك المدينة . يبحث عن مخرج !
                السيدة بديعة : خلاص يا أستاذ مالك قرفان كده ليه أنت عايز تسافر ليه والله هنا كويس .
                أحمد : خلاص يا حاجة إن كان هناك صعوبة في بطاقتي فلا يوجد مشكلة أنا سوف أتصرف .
                السيدة بديعة : لا يا أستاذ خلاص هات الفلوس والبطاقة وفوت بكرة الصبح
                أحمد : حاضر يا حاجة سلام .....

                اخترق اللقاء مع السيدة بديعة حواجز الذهول وعلى إثره ذهب أحمد يتوكأ على بعض الأنفاس كانت مازالت داخل جسده على قيد الحياة إلى نور ليقص عليه من أخبار هذا اللقاء الذي رسمه الذهول بريشة تلك السيدة الغريبة .
                بعدها عاد إلى منزله وداخل غرفته ألقى بجسده الذي نحره الذهول على مرقده وأضاءت أطراف عينيه شموع السهر إلا أن شمر الليل ذراعه فدخل النهار .
                وفي الصباح أخذ حمامه المعتاد ارتدى ملابسه وتعطر بطيب الأمل ومر مروراً سريعاً على مائدة الإفطار بعدها ذهب إلى السيدة بديعة حسب الاتفاق .
                وبالفعل كانت السيدة بديعة في انتظاره .
                اقترب أحمد منها وألقى عليها التحية والسلام فقابلته بكتائب من الترحاب ثم سألته أن يعاونها على غلق الكشك فقال لماذا يا حاجة هو في حد بقفل الصبح كده ؟ قالت أنا تعبانه وأثناء الغلق سألها عن البطاقة متمنيا أن تكون انتهت منها قالت بعنترية غريبة شوف يا ابني بطاقتك مخلصتش وفلوسك في الحفظ والصون تعالى خدهم أنا علشان كده بقفل الكشك وطلبت منه الدخول معها ليأخذ المال والبطاقة .
                داخل شقتها وجلس على كنبة قديمة كما أخذت هي من الأرض مجلسها وقالت له فلوسك وبطاقتك فوق التليفزيون خدهم . أخذهم وسألها الأذن بالرحيل قالت أنتظر يا ابني أنت مالك مستعجل كده هو أنت عندك اخوات بنات قال عندي يا حاجة لماذا قالت أصل أنا عندي بضاعة حريمي مستوردة بتاعة بره ما تشتري لأختك ونفعني قال حاضر يا حاجة نشتري وعرضت عليه ماكياجات وعطور سألها عن السعر قالت 600جنيه على الفور أخرج من جيبه المبلغ وأعطاه لها لكنها رفضت بحجة أنها تبتاع
                بضاعتها بالأجل ! لكنه رفض وقال لها يا حاجة أنا غير مستقر ولا وقت لدي أملكه كي أدفع على فترات لذلك لا بد وأن أدفع وأعطاها المال وسألها الأذن بالرحيل للمرة الثانية فبكت كما تبكي الصغار فتعجب من أمرها وسألها لماذا البكاء يا حاجة أنا بصراحة شايفك غريبة وعجيبة جداً قالت أصل أنا عندي بنتين ومعنديش ولد وأنا شفتك ابني اللي مخلفاه من بطني وكمان بقى بصراحة أنا اللي عطلت بطاقتك آه أنا مش بكذب وبعدين أنت عايز تسافر ليه علشان الفلوس أنا بتاجر تعالى نتاجر سوى وأنا أخليك تكسب فلوس كثير قوي !
                استشعر أحمد الخوف وهو يتسلل ناحية جسده لذلك وافقها الرأي فقط من أجل أن يلوذ بالفرار وكان له ما أراد .
                ( بعد يومين ) ....
                اعتاد أحمد الجلوس على بعض المقاهي مع أصدقائه وعند مروره بالمقهى المفضل له تفاجأ بأن النادل يخبره بأن السيدة بديعة سألت عليه وتريده أن يمر عليها فقال للنادل بديعة هو أنت تعرفها قال يا نهار ابيض هو في حد في مصر ما يعرفش بديعة ايه يا عمنا هو أنت تتعامل معها بالأجل ولا ايه الأمر الذي أغضبه جدااا وكان السبب في عودته إليها كي يضع حداً لتلك السيدة الغريبة والعجيبة ...... هل سيتمكن ؟؟؟
                يتبـــــــــــــــــــع ........
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد عبدالله محمد; الساعة 10-12-2011, 10:49.
                [gdwl]زوجت قلمي لبنت من بنات أفكاري
                أنجبا كلمات تشــابهني وتحــــاكينـي[/gdwl]

                تعليق

                يعمل...
                X