[align=center]تويكس و كوتكس[/align]
صباح أول يوم لي في الوظيفة كنت شديد التوتر وهذا ما جعلني لا أستطيع أن أتوقف عن الضحك، أمي كانت فرحتها لا توصف، ...كانت تروح وتجيء في كل أرجاء البيت، كأنها بنت العشرين، أتتني بالثوب والعمامة ثم جاءتني بالبخور ووضعته تحت ثوبي، تسلل دخان البخور خلال ثوبي وتصاعد عند رقبتي .....انتابتني نوبة من الضحك حتى كدت أحرق ثوبي بجمر البخور....نهرتني أمي بشدة.....ماذا أفعل!! هكذا أنا منذ أن كنت صغيراً لا أستطيع أن أنظر إلى أحد دون أن أتمتم بكلمات كثيرة وغير مترابطة متبوعة بضحكة مكتومة وأنا أنظر إلى أسفل.....أما كلامي لنفسي فهذا أصبح أمراً معتاداً لا أستطيع التوقف عنه ولو لدقائق خصوصاً في دورة المياه ففيها أستطيع التنفيس عن كل ما بخاطري وأقول مالم أستطع قوله في وجه أي أحد.....الناس في قريتنا اعتادوا علي وأما من سأعمل معهم فهم لا يعرفون عني هذه الطبيعة وهذا كان سبب توتري.
أوصلني جارنا خميس ولد مبارك للدائرة الحكومية ، طوال ساعة وهي مسافة الطريق بين قريتنا والمدينة لم أستطع ضبط ضحكاتي وتمتماتي، وكلما نظر إلي خميس علّق بقوله "إصلب نفسك....شدّ عودك...." ضربني مرتين بكفه على صدري ليوقف ضحكاتي وتمتماتي عند باب الدائرة لكن الأمر ازداد سوءاً.
توجهت إلى موظف الإستقبال ، استطعت للحظة واحد أن أصلب عودي كما قال خميس لكني بمجرد أن نظرت في عينيه حتى انفجرت ضاحكاً وأنا أخبره أني موظف التنظيف الجديد.....لألطف الموقف حاولت أن أنظر أعلى من رأسه وأنا أكلمه.....لا شك أنه ظن أني تحت تأثير شيء ما...
لاشك أنه أراد التخلص مني بأي صورة فقد كان وقوفي بجانبه في تلك الحالة مثيراً للانتباه، أخذني إلى دائرة شئون الموظفين.....هناك وحتى أظهروا إسمي من كشوفات المقيدين حديثاً كنت كالممثل الكوميدي، بالرغم من أني كنت أتحاشى النظر اليهم إلا أني لم أستطع كتم تمتماتي وضحكاتي.....نسيت وجودي هناك وتذكرت كيف أن ابن عمي رفض مساعدتي أمس في جمع محصول التمر......عيرته بكل فعل خسيس وبكل مساعدة قدمتها له وتوعده بالويل الثبور...لم ينبهني من خواطري تلك إلا مناداة الموظف لي بأن أذهب إلى الطابق الأول حيث سيكون عملي في المطبخ أحمل الشاي والقهوة للموظفين.
أول اتصال لي كان من مكتب المنسقين للمدير العام، دخلت المكتب وأنا أنظر للأسفل وأتمتم وأتبسم، رفعت رأسي قليلاً لأستكشف الموجودين، مرأتين ورجلين ، كلهم كانت الإبتسامة تعلو وجوههم، يبدو أن أخباري سبقتني إليهم، بدأ الجميع يمازحني، كل قول كان يدفعني للضحك أكثر ثم أتذكر قول خميس "شدّ عودك" فأتجهم لثانية أو ثانيتين وما ألبث إلا أن أعود لطبيعتي......
إحدى المرأتين كان إسمها جميلة، كانت أكثرهم إلقاء للتعليقات الساخرة علي، في النهاية طلبوا مني الشاي فأتيتهم به وقبل إنصرافي نادتني جميلة وطلبت مني أن أذهب إلى المتجر القريب للدائرة وأحضر لها "كولا" و حلوى "تويكس" ، لقد كان سهلاً علي تذكر كلمة "كولا" لكني كنت قلقاً بخصوص كلمة "تويكس" ....بقيت أرددها لكي لا أنساها تويكس...تويكس.....لما وصلت إلى المتجر كانت الكلمة قد صارت "كوتكس....كوتكس"......أخذت الكولا من الثلاجة وطلبت من صاحب المتجر "كوتكس".....
أول مهمة خارجية لي أؤديها بنجاح....دخلت الدائرة وأنا أحمل الكولا وفوط الكوتكس الصحية للنساء.....كل من لقيني في الطريق كان يضحك ويسالني عن الكوتكس ويسألني لمن تكون.....بالطبع أخبرهم أنها لجميلة في مكتب المدير العام......دخلت مكتب المنسقين وأنا أرفع الكوتكس عالياً لجميلة......ساد الصمت إلا من ضحكاتي وتمتماتي...اقتربت من مكتب جميلة ووضعت الكوتكس على مكتبها..لا أدري لماذا كانوا كلهم ينظرون إلي ....الأكثر عجباً أن جميلة غضبت بشدة وطردتني من المكتب.....على العموم أنا كنت مشغولاً في تلك اللحظة فقد تذكرت كلام خميس"شدّ عودك" وكنت أحاول أن أشد عودي على طريقتي.
شكراً لكم
صباح أول يوم لي في الوظيفة كنت شديد التوتر وهذا ما جعلني لا أستطيع أن أتوقف عن الضحك، أمي كانت فرحتها لا توصف، ...كانت تروح وتجيء في كل أرجاء البيت، كأنها بنت العشرين، أتتني بالثوب والعمامة ثم جاءتني بالبخور ووضعته تحت ثوبي، تسلل دخان البخور خلال ثوبي وتصاعد عند رقبتي .....انتابتني نوبة من الضحك حتى كدت أحرق ثوبي بجمر البخور....نهرتني أمي بشدة.....ماذا أفعل!! هكذا أنا منذ أن كنت صغيراً لا أستطيع أن أنظر إلى أحد دون أن أتمتم بكلمات كثيرة وغير مترابطة متبوعة بضحكة مكتومة وأنا أنظر إلى أسفل.....أما كلامي لنفسي فهذا أصبح أمراً معتاداً لا أستطيع التوقف عنه ولو لدقائق خصوصاً في دورة المياه ففيها أستطيع التنفيس عن كل ما بخاطري وأقول مالم أستطع قوله في وجه أي أحد.....الناس في قريتنا اعتادوا علي وأما من سأعمل معهم فهم لا يعرفون عني هذه الطبيعة وهذا كان سبب توتري.
أوصلني جارنا خميس ولد مبارك للدائرة الحكومية ، طوال ساعة وهي مسافة الطريق بين قريتنا والمدينة لم أستطع ضبط ضحكاتي وتمتماتي، وكلما نظر إلي خميس علّق بقوله "إصلب نفسك....شدّ عودك...." ضربني مرتين بكفه على صدري ليوقف ضحكاتي وتمتماتي عند باب الدائرة لكن الأمر ازداد سوءاً.
توجهت إلى موظف الإستقبال ، استطعت للحظة واحد أن أصلب عودي كما قال خميس لكني بمجرد أن نظرت في عينيه حتى انفجرت ضاحكاً وأنا أخبره أني موظف التنظيف الجديد.....لألطف الموقف حاولت أن أنظر أعلى من رأسه وأنا أكلمه.....لا شك أنه ظن أني تحت تأثير شيء ما...
لاشك أنه أراد التخلص مني بأي صورة فقد كان وقوفي بجانبه في تلك الحالة مثيراً للانتباه، أخذني إلى دائرة شئون الموظفين.....هناك وحتى أظهروا إسمي من كشوفات المقيدين حديثاً كنت كالممثل الكوميدي، بالرغم من أني كنت أتحاشى النظر اليهم إلا أني لم أستطع كتم تمتماتي وضحكاتي.....نسيت وجودي هناك وتذكرت كيف أن ابن عمي رفض مساعدتي أمس في جمع محصول التمر......عيرته بكل فعل خسيس وبكل مساعدة قدمتها له وتوعده بالويل الثبور...لم ينبهني من خواطري تلك إلا مناداة الموظف لي بأن أذهب إلى الطابق الأول حيث سيكون عملي في المطبخ أحمل الشاي والقهوة للموظفين.
أول اتصال لي كان من مكتب المنسقين للمدير العام، دخلت المكتب وأنا أنظر للأسفل وأتمتم وأتبسم، رفعت رأسي قليلاً لأستكشف الموجودين، مرأتين ورجلين ، كلهم كانت الإبتسامة تعلو وجوههم، يبدو أن أخباري سبقتني إليهم، بدأ الجميع يمازحني، كل قول كان يدفعني للضحك أكثر ثم أتذكر قول خميس "شدّ عودك" فأتجهم لثانية أو ثانيتين وما ألبث إلا أن أعود لطبيعتي......
إحدى المرأتين كان إسمها جميلة، كانت أكثرهم إلقاء للتعليقات الساخرة علي، في النهاية طلبوا مني الشاي فأتيتهم به وقبل إنصرافي نادتني جميلة وطلبت مني أن أذهب إلى المتجر القريب للدائرة وأحضر لها "كولا" و حلوى "تويكس" ، لقد كان سهلاً علي تذكر كلمة "كولا" لكني كنت قلقاً بخصوص كلمة "تويكس" ....بقيت أرددها لكي لا أنساها تويكس...تويكس.....لما وصلت إلى المتجر كانت الكلمة قد صارت "كوتكس....كوتكس"......أخذت الكولا من الثلاجة وطلبت من صاحب المتجر "كوتكس".....
أول مهمة خارجية لي أؤديها بنجاح....دخلت الدائرة وأنا أحمل الكولا وفوط الكوتكس الصحية للنساء.....كل من لقيني في الطريق كان يضحك ويسالني عن الكوتكس ويسألني لمن تكون.....بالطبع أخبرهم أنها لجميلة في مكتب المدير العام......دخلت مكتب المنسقين وأنا أرفع الكوتكس عالياً لجميلة......ساد الصمت إلا من ضحكاتي وتمتماتي...اقتربت من مكتب جميلة ووضعت الكوتكس على مكتبها..لا أدري لماذا كانوا كلهم ينظرون إلي ....الأكثر عجباً أن جميلة غضبت بشدة وطردتني من المكتب.....على العموم أنا كنت مشغولاً في تلك اللحظة فقد تذكرت كلام خميس"شدّ عودك" وكنت أحاول أن أشد عودي على طريقتي.
شكراً لكم
تعليق