صعودا..هبوطا / أميرة فايد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صادق حمزة منذر
    الأخطل الأخير
    مدير لجنة التنظيم والإدارة
    • 12-11-2009
    • 2944

    صعودا..هبوطا / أميرة فايد

    صعودا..هبوطا / أميرة فايد

    (10)

    مناورات..
    ما عاد في الصدر إحتمال..
    ما عاد للطوفان حد.
    كلما فاض الوجع.. وتنامت الأحلام في قلبي الصغير،
    وداعبت سحب السكون نسائم صيفية.
    كلما إستحل الغزاة المدن المهاجر أهلها إلي أرض الواقع،
    والقابع فيها شيء من أمنيات..
    شيء من رجاء..
    تهتف الأصداء في همس السكون:
    ليست قطرات الندي كالمطر..ليس المطر كالسيل
    ليس لضوء النجوم البعيدة قوة نور النهار.

    (9)

    صاحبني الفزع من قصص الحب الفاشلة.. هاجمت إدراكي .. أيقظت هلعي ومخاوفي وأنا في
    المرحلة الثانوية، فالجامعية .. كنت غضة ، ضعفي لم يكن ليحتمل تطفل أي شخص .. الكاذب
    والصادق علي السواء. عققت قلبي .. قلوبنا.. مدن هواننا وضياعنا .. عاهدت نفسي أن أفك
    الحصار حين أغدو قادرة علي الإحتمال .. خذلني جبني ، وتحول صك المعاهدة المؤقت إلى
    وشم مقيم.

    (8)

    حين تسلمت العمل في الشركة كمترجمة .. كنت متحفظة ..أعترف .. كبلتني الطالبة
    المنطوية التي كنتها . مع الوقت .. شكلني الإحساس بالمسئولية والإستقلال في صيغة أكثر
    رحابة .. صرت أكثر إنطلاقا و إبداعا ، إلا فيما يتعلق بمشاعري. حين تم ندبي إلى فرع الشركة
    البعيد عن المدينة لشهور خمسة، كنت أخطو إلى الثلاثين بصاروخ كئيب. بدأت.. رغم إحتفاظي
    بصيغتي الجديدة .. أعاني شعورا ثقيلا .. أقرب إلى الإحساس بالهدم .. شعور كنت أتجاهله ..
    أطارده، لكنه كان يطعنني بعنف. من خلال ثقوب جراحي .. كنت أنزف رصيدي من الثقة في
    تحقق الأحلام .لم تفزعني نفسي رغم ذلك ..إعتدت التواؤم معها.
    لكن أفزعتني هجمتك التترية علي قناع قوتي زائف الإتقان ، أو ربما متقن الزيف . كانت
    أسلحتك كفيلة، دون أن تدري .. لإذابة حوائطي الخرسانية الوهمية! كان إهتمامك هو كل هذه
    الأسلحة .. وكل الحرب.

    (7)

    كنت أحسن إلجام فرسي الجانح أبدا الى قمم الجبال.. وخمائل السحب ، النافر من الوحشة
    في كهوف العنوسة.
    تاهت ملامحي العادية بين الوجوه.عيناي ناريتا النظرات كانتا تصدان عني أي محاولة لإختراق
    الحواجز.. ليست مشاعري رخيصة كي أهبها لأي عابرسبيل .. مثقل بإمكانات الواقع .. فارغ
    الجوف! أو تافه لا يجيد إلا صياغة الكلمات !.. تعاليت وتجمدت.
    هل أخطأت حين أسلمت عمري لربانين - قلبي وعقلي معا -؟! هل أثمت حين إشترط كل
    منهما إذن صاحبه؟!

    (6)

    كانت مفرداتك مختلفة..جادة ورقيقة، ملتزمة وحانية.
    حين إشتمت الأنثى في لهفتك المتخفية، وتقربك شديد الحرص علي إيجاد مبرراته.. كذبت
    ظني ولم أهتم . وحين كشفت لي عيناك عن أغوار أعمق من الحاجز الزجاجي الذي نبديه
    للغرباء.. جفلت وأصابتني رعدة عنيفة.. لكن ليست خطرة . أما حين صارحتني عيناك في
    النهاية.. إرتفعت درجة حرارتي و مرضت.

    (5)

    الليل رائق رطب كما ينبغي له أن يكون ، أما الموسيقى فكانت ناعمة، هامسة .. وفوق
    الإحتمال . إستيقظت داخلي - في لحظة لا يغلفها زمن - ربة الشعر والحلم ،الهمس والشجن،
    والصخب الجميل المؤلم. إرتبك وجودي الأول القائم علي ترسانة من الطوب والأسمنت. إنتهي
    عهد جمودي وبدا لي أن التمسك بأيديولوجياته العقيمة لن يجدي ولن يصمد. تري هل أنت
    فارس القلب ال…؟
    ضبطت نفسي متلبسة بالتفكير فيك.إحتل كل ما هو أنت كياني . متي كانت البداية ؟! .. لا
    أعلم . فهي دائما لحظة زئبقية ماكرة..لا يمكنك الإمساك بها . لحظة ينتقل فيها إدراكك خطوة
    .. لا تعرف إن كانت صعودا أم هبوطا . تأخذك الدهشة حين تنكشف لك آفاق تغمرك بضوء
    خالب وعبق مسحور. آفاق لها من الإتساع والروعة ما ينسيك كل خطواتك الفائتة ، ويجعلك
    غير قادر علي توقع خطوتك التالية .. إنها خطوة إلي عمق ضبابي .. تنسل خيوط الدخان فيه
    حولك محدثة تعتيما علي كل شيء سابق أو لاحق لها . بالإضافة إلى حيرة اللحظة ذاتها!

    (4)

    لم أتركك تتلصص علي وجودي دون مقاومة . قاومتك حتي الإستسلام . قاومت نشوة
    إحساسي بالبعث، ومتعة ترقب جدبي للحياة . لكن حاجتي إليك كانت هادرة .. كعشق
    السحب للإصطدام في طريقها بالجبال .. تفضفض بما يثقلها من مطر وهموم وعذوبة ، وتجود
    بالبوح ! كتوق الخائف للإحساس بالأمان . للتخلص من الذعر الذي يملؤني حين تناديني عيون
    الغرباء . تحيرني وأنا لا أعلم ماذا تريد .. وأين أنت من بينها . كفعل الطفل وحيدا في زحام
    مدينة.. أهفو للإختباء بين يديك .. في حدقتيك من شررعيونهم وسياط ألسنتهم . عجزوا عن
    إتهامي بالقبح فاتهموني بالإهمال. قالوا أني غابة لم تقلم أشجارها المدنية .. صرحت إحداهن
    بأني لا أعرف كيف أصبغ حقيقتي بأصباغ الزيف ! عجزوا عن وصمي بالإبتذال فرموني
    بالتزمت.. أكاد أصدقهم..رغم تعلق آخرين بأهداب حقيقتي .. رغم تهافت البعض علي الإرتماء
    تحت ظلال أصغر أشجار غابتي .. أكاد أصدقهم . تتساءل لماذا..؟!
    وحدك أنت القادر علي إرضاء نرجسية ذاتي ، وتأكيد أحقيتها و جدارتها . قل لي ، بالله عليك ،
    كيف أتخلص من حاجتي إليك وهي حاجة لترسيخ وجودي؟!

    (3)

    كنت أنت - فيما يبدو- تروي بتؤدة بذرة إعجابك الوليدة.. بينما أنا تجترفني أوهامي إجتراف
    شلال خرافي لجذع شجرة عاجز مبتور. شرعت أنت تنفث رياحك العقيمة تبارك طغيان اللهب،
    بينما أحرص أنا علي تحكيم عصابات الغفلة حول بصيرتي . دهمني الشك لكن كشفت لي
    سراديبه عن يقين غريب : فنمو التوقعات في جنسي سريع الى حد اللهاث. صرعتني الحيرة ..
    لكنك أبدا لم تمنحني صك الحرية . لم تهبني الإحساس الأكيد الذي يحث كبريائي علي التحفز
    ضد ما أشعر به تجاهك.

    (2)

    يبقي شهر .. تتوالى فصول المشهد الهزلي .. تصل إلي ذرى كاذبة ومفتعلة. يدغدغ أعصابي
    سيناريو يبدو مبشرا. حين تسرب إلي الآخرين إحساس بمغناطيسية تجمعنا .. لم يقاوموا
    للحظة رغبتهم في السؤال . بقدر جزعي وإنكاري كان مقدار سعادتي.
    هيا يا نفسي إفرحي ، طاولي النجوم . إفشلي في محاولاتك لوقف وابل الضحك الهيستيري
    ورذاذ الإنتشاء الحالم.
    ما هذا الجمود الغريب؟ آه.. يبدو إنه دورك سيدي عليك أن تؤديه. أنا يغمرني الفرح .. يشنقني
    الترقب .. ولا سبيل أمامي إلا الإنتظار .. كرامتي تأبى إلا الإنتظار . وأنت يشرنقك الصمت ..
    تتباعد.. تنأى. لكنك لا تفتأ تسرب لي بين طيات الأحاديث العادية ما يشعلني و يمزقني . تكاد
    تكون تحاول إستدراجي . أتساءل عما يغريك بمنازلة ميت .. لم يبادلك الحرب ولن يستطيع .
    أي منطق مجهول يستبيح به نجمك قمري الآفل ؟ تجذبني وتلفظني .. تبقيني في مدارك..لا
    تفك أسري ، ولا تبادر إلى إحتوائي!

    (1)

    قبيل اليوم الأخير
    أتزحلق فوق جليد الوقت.. يهرول بي بطيئا كئيبا . تلهث خلفي أوقات الصلوات الخمس ، وأنا
    بالكاد أؤديها . بينما أنا ساجدة ..أنفجر في البكاء. ألفظ عبئا أثقل قلبي دموعا . اليوم بكيت ،
    وقبل شهر بكيت، وبينهما بكيت .. صار دمعي أقرب مما كان ، وأغزر مما كان . لم غدوت
    إنفعالية هائلة الشجن؟
    ألومني . لكن فيم اللوم ؟! فكيف نستطيع تحت وطأة مشاعر كالجمر ألا نحمل الأمور أكثر مما
    تحتمل ؟ كيف نستطيع أن نفهم بلا حلم ..أن نحلم بلا رجاء..أن نتوقع بلا ترقب..أن نصدم بلا
    ألم..وأن نتألم في النهاية بلا دموع؟!
    غدا ينتهي قلقي وتزول هواجسي ..غدا تنكشف وجوه الحقائق . ما زلت أرضى بالحقيقة ..
    إنتصار أخير يعقب كل هزائمي!

    (صفر)

    إنتهى اليوم الأخير . لم تتكلم . تحاشيت عينيّ .. والفراغ الذي يجمعني بك! أتعجب حين لا
    يقتلني الألم . أعود إلى غرفتي .أحيطني بكل عوالمي .. أتجرع كل أشيائي الحميمة .. الشعر
    والقصص القصيرة ، الإنجليزية والأغنيات الحالمة ، وحكمة الحق الخالصة قرآنا وسنة. أستعيد
    كثافة قوامي بصب كل مكوناتي داخلي .. تتلقفها روحي الظامئة إلى حياة ، وشبحي الهائم
    بلا كتلة.

    ملحقة

    صلاح جاهين
    يوم قلت آه ..سمعوني قالوا فسد
    ده كان جدع قلبه حديد ، وإتحسد
    رديت على اللايمين أنا وقلت ..آه
    لوتعرفوا معنى زئير الأسد
    عجبي!!
    -----------------------

    لا زالت المرأة في الفكر المجتمعي التديّني المتخلف الذي يجعل المرأة تدور في فلك الرجل (
    صعودا وهبوطا ) يشوهها ويجعلها كائن مريض ضعيف تتقلص كل إمكاناته وتنغلق وتنكبت كل
    حواسه وتتصلد وتنهدم تفاعلاته الحيوية -الاجتماعية ويسمي كل هذا تُقى ويشجع عليه
    ليُبقي على هذه التبعية التي فرضها عليه بتسلط وتعسف ذكوري مجرم تغلف وسُوّقَ بعباءة
    دينية مزيفة ..

    ففي حين تتسامق الذكورية في شتى ميادين الحياة وتتطاول في التعبير عن نفسها
    والإعلان عن ذكوريتها والمنافسة في سباق إثبات الذات وإظهارها في جميع الفعاليات
    البشرية الإنسانية الاجتماعية والسياسية وتسجل لها بكثير من الاحترام مشاعر الهوى
    والعشق والغرام والهيام وحتى السقوط في أكثر التداعيات الحسية العاطفية ولا يعتبر كل
    ذلك مما يخدش تقاه .. لا بل إنه سيزيد من رصيدها ( الذكورية ) جدا حينما يلتحي بعد كل
    هذا ليكال له المديح بلا مكيال من قبل هذا الفكر المجتمعي المتخلف المريض الذي نصب
    نفسه إلها وقدم الجنة لهذا الماجن الذي التحى وأسبغ عليه كل صفات النورانية والتقى .. وكم
    شاهدنا هذا وأزكم أنوفنا وتناقلته وسائل الإعلام المتخلف الأصفر المريض حين يعتزل مطرب
    ويلتحي ..

    نرى نبوغ وبروز المرأة ومنافستها للرجل في شتى ميادين الحياة وعدم كتم أحاسيسها أو
    محاولتها الإفصاح عن مشاعرها يعد سفورا وفجورا يجب محاربته ووأده والإبقاء على التبعية
    والعبودية للرجل المفروضة عليها وهذا يُعدُّ من التُّقى في هذا المجتمع الذكوري الظالم ..
    وكم رأينا وسمعنا ما يكال لكل من شقت عصى الطاعة وخرجت على هذا العسف الذكوري
    المتلفع بعباءة الدين ..

    حتى خرج علينا ذات مرة ملتح مريض عقليا ونفسيا يكيل بمكيالين أراد أن يسوّق نفسه
    ويلفت الأنظار إليه في ظل هذا الفكر المجتمعي المتخلف السائد ليسب ويشتم بأقذع الألفاظ
    سيدة الغناء أم كلثوم ( متسلقا على حساب نجوميتها ) ويتهمها بالكفر ويدخلها جهنم قبل أن
    يحاسبها الله مستشهدا بأنها غنت عن الحب ليقول : ( ..وتقول له خدني بحنانك خدني .. ربنا
    ياخدك و ....... ) يا للهول ... إنها ترتكب جريمة الجرائم في حين أن هذا المتخلف المزيِّف
    للحقائق لم يتعرض إلى الكثير ( ملايين ) من الأغاني العاطفية المبتذلة التي يغنيها مئات
    المطربين ذكور .. !!

    فقال من قال أن المرأة إذا أحبت وأفصحت ( وهذا دافع حيوي إنساني طبيعي لدى البشر )
    تكون قد أتت فعل يخدش عفافها وتُقاها وعليها كتمه - بأمر الدين - في حين لا يخدش الفعل
    نفسه تُقى الرجل .. وهكذا وجدت المرأة نفسها في دائرة واسعة من الممنوعاااااات أكثر
    بكثير من دائرة ممنوعات الرجل والذي بيده وحده تثبيت الممنوعات عليها أو حلها تبعا لأهوائه
    ..

    وهذا أدى إلى تكوين تربوي ذهني ونفسي مرضي ومهزوز لدى المرأة زُرع فيها منذ حداثتها
    وقام على الكثير من المسلمات الوهمية والتوهمية المزيفة :


    1- أن الرجل هو صاحب اللذة والمتعة ( والكيف ) وهي موضوع متعته فالرجل هو السيد
    والمرأة خلقت فقط لإمتاعه .. ولسوف يرميها بمجرد أن يقضي منها وطره .. !!
    وهذا قص المرأة من إنسانيتها ورماها خلف الرجل كتسلية ولعبة من لعبه ومتعة من متعه

    2- وبهذا الشكل أصبح اللقاء العاطفي بين المرأة والرجل يتم ليأخذ الرجل من هذا التمثال (
    المرأة ) لذته .. وليس لقاء بين كائنين حيين يسعيان كليهما إليه , ويحقق اللذة والمتعة لكليهما
    فيأخذان كليهما بنفس القدر من اختلاف الآخر الجنسي ..

    3- إن المشاعر العاطفية لدى المرأة هي عوامل ضعفها التي عليها إخفاءها وكتمها لأن هذه
    المشاعر سرعان ما ستُسقطها في براثن الرجل ( الذي يسعى إليها من أجل متعته .. فقط )
    وعليها أن تعيش كتمثال جليدي في مواجهة هذا البلاء ( الحب ) وذلك هو قمة الذكاء وقمة التقى منها ..

    4- إن على المرأة انتظار ( سي السيد ) الذي سوف يعجب بها وإذا ( حصل وظهر ) عليها أن
    تبقي على أحاسيسه من طرف واحد ولا تتورط معه بأية أحاسيس متبادلة قبل ليلة الدخلة
    لكي لا يظن أنها ( ................ ) بل أنه كثيرا ما دأبت الأمهات والجدات على تعليم بناتهن أن لا
    يظهرن احتياجاتهن البشرية الأنثوية الطبيعية أمام أزواجهن ويلتزمن الهدوء الشديد في مخادع
    الزوجية لكي تبقين عفيفات تقيّات في عيني أزواجهن ..!!

    5- على المرأة أن تتحكم هي بالعلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة وتضع لها حدودا لأنها
    هي الضعيفة ( الضلع - العَظمة ) وعليها أن تستغل ضعفها أمام قوة ( الرجل - ...... الساعي إلى العَظْمة ) ..!!

    6- إن الأسرة هي هذا البناء الذي يبنيه الرجل من ( نساء ) وأولاد ينجبهم من تلك النساء
    ولهذا تبقى أقصى أحلام المرأة أن تكون ضمن بناء يقيمه أحد الرجال وإلا سترزح تحت شبح
    العنوسة وعليه ( .. فيكون : ظل راجل ولا ظل حيطة ) ولتكن عظمة في فم رجل أفضل من
    أن تكون في ثلاجة الزمن الذي يقلص فرصها - بأن تؤكل - كلما تقدم سنة بل شهرا .. بل
    يوما وربما ساعة واحدة قد يكون لها تأثيرا يمتد على سني حياتها الباقية ..
    ( وتعلمت المرأة - في ضوء واقعها المتعسف - فيما بعد أن تكون في صراع دائم أمام الرجل محاولة الحصول على حقوقها كإنسان )


    ويظهر مما سبق بجلاء كيف أن الرجل لم تقل معاناته إطلاقا بعد أن سُحق نصفه الآخر وبات
    يُعاق تقدمهما في معارك بينية مفتعلة خفية وعلنية رغم كل الانتصارات المزيفة التي قد
    يعتقد أنه حققها كرجل ..

    و في هذا النص الذي بدى لي كمذكرات أُعيدت كتابتها , فلُخصت واختُصرت لكي تسهل
    استعادتها وقراءتها , كانت البطلة وكأنها تحاول البحث مرارا وتكرارا لترى .. أين أخطأت ..؟؟
    ونكتشف مدى حيرتها واحتراقها فنراها تنكبّ على ذكرياتها وتقلّب وقائع حياتها جيئة وذهابا
    وقد أسقط في يدها .. صعودا وهبوطا على سلم أيام حياتها ..

    فنقرأ معها ..


    10 - طفولة تعيش تفاصيل ممالك الأفلام الكرتونية .. وتنقبض وتنفرج مع نبضها المتلاحق
    بحيوية الطفل وعوالم الحلم .. وتتقاطر وتتقاطع تفاصيل الحياة وتخرج مبتعدة خارج مشاهد
    الحلم ..

    9- خروج من طوق الطفولة إلى شرنقة المراهقة ..إلى عالم البالغين وفي القلب بعض
    الكلوم والكثير من مخاوف كبرت جدا لتصير وهما مرضيا .. طوق القلب كجدار عزل عنصري
    متخذا من نقاء هذا القلب الغض الصغير مبررا لاحتجازه و اعتقاله إلى أجل غير مسمى خلف
    حامية الخجل والمخاوف وانعدام الثقة والجبن .. ( هنا كان يتخفى الاعتراف الأول .. بالخطأ )

    8- الحياة العملية لم تقدم أو تؤخر كثيرا في موضوع القلب .. وإن كانت قد وفرت المزيد من
    الثقة التي لم تكن كافية لتحريك الجدار العنصري وبحث مسألة فك الحصار .. إلا بعد أن رافقتها
    الكثير من الضغوط الناشئة المتسارعة عن التقدم بالسن وعدم الارتباط وهذا الهاجس الملح
    حول شبح العنوسة المقترب بسرعة .. هذا كان كفيلا بشق جدار الحصار وهزيمة حاميته
    الوهمية .. وكان مجرد اهتمام ذكوري ظاهر كافيا لامتلاك القلب الطفل المعتقل و الـ بلا أي
    خبرة سوى هذه الطفولة الساذجة ..

    7- هنا كانت وقفة مع الذات .. لمراجعة البحث عن الخطأ والاعتراف به .. وربما مناقشة
    أسبابه ومبرراته .. وتوجيه الاتهام للمسؤول عن الخطأ ..
    - أهو الملامح الخارجية العادية الجمال .. ؟؟
    - أم أن هذه الملامح العادية ولّدت - كرد فعل - إحساسا بالتغالي في إهراق المشاعر ..؟؟
    - أهي قسوة و احتقار النظرات وكل ما حملته الملامح الخارجية في مواجهة أية مبادرات ود
    ..؟؟
    - أم أن العقل هو من استبد وأغلق منافذ القلب جميعها مستغلا معاهدة الدفاع المشترك
    التي أقامها معه ..؟؟
    كان هذا محاكمة حقيقية يتم انعقادها هنا ..

    6- نتابع المحاكمة وعرض الجريمة :
    لقد وَجَد الآن ( مجرد اهتمام ذكوري ) طريقه إلى القلب
    - ألأن هذا الاهتمام اتبع تعليمات العقل ( الجدية والالتزام ) وتعليمات القلب الطفل ( الحنو
    والرقة ) .. ؟؟
    - ألأن هذا الاهتمام اتبع الحرص على التخفي لإظهار الذكاء الشديد المثير للإعجاب ..؟؟
    - ألأن هذا الاهتمام اتبع المزيد من الحميمية والشفافية لعرض أوراق اعتماده ..؟؟

    5- ونتابع عرض الوقائع ..
    لقد انهار جدار الحصار واستيقظت مدائن الحلم السجين لتُخرج القلب بثوب طفولته إلى عالم
    الحقيقة .. حتى أن جميع محاولات تردده الطفولي الخجول في الخروج باءت بالفشل وانهارت
    كل مبررات السجن والسجان عندما أصر على مراقبته وهو يخرج .. محاولا إدراك فداحة وغرابة
    هذا الحدث وأسباب حدوثه وتلمس جذوره !!

    4- السجان يستأنف المطالعة .. ( لم أتوقف عن المقاو مة ..!! ) ويسوق مبرراته ومبادئه ..
    - أليست الحقيقة العارية أفضل وأجمل من محاولات تزييفها بأصباغ ..؟؟
    - أليس التزمت أفضل وأجمل من الابتذال ..؟؟
    - أليس هذا التشكيك بالحقيقي لتسويق المزيف مبررا كافيا لاستمرار المقاومة ..؟؟
    - أليس شرر العيون وعدم وضوح مقاصدها وأهدافها مبررا كافيا لاستمرار السجن والمقاومة ..
    ؟؟
    ولكن صرخة القلب الطفل ( .. قاومت نشوة إحساسي بالبعث، ومتعة ترقب جدبي للحياة ..
    إني أحتاج هذا الذي يرضي نرجسية وأحقية وجدارة ذاتي ... )
    أسقط جميع مبادئ و ذرائع السجان وأحكم حوله دلائل الإدانة في الجريمة الحقيقية البشعة
    التي ارتكبت ضده وتجري محاولة إخفائها هنا ..

    3- ويتابع السجان مرافعته .. أداة الجريمة .. ( مجرد اهتمام ذكوري )
    هذا الذي أقام مهرجان البعث وحرض خلايا الحيوية الكامنة في القلب السجين على اسئناف
    النمو خارج ظلمة السجن وتحت ضوء الحياة ..هذا كان إنذارا خاطئا مزيفا .. !!
    كان هو أداة الجريمة التي استمرت بالحدوث .. ألا وهي الانبعاث والحياة من جديد ..!!
    وبدأت مواسم الحيرة والتردد والتوقع والتحفز .. وصراع كبرياء السجين أمام إنذار إخلاء السبيل
    الخاطئ والمزيف .. !

    2- نتائج وآثار الجريمة ..
    تبدأ مظاهر الإنذار المزيف بالخروج للعلن .. بعد مرحلة استهداف وتعمد إخفاءه و عدم تأكيده
    بما يثير أعصاب السجين بين شد وجذب وكان التعلق بالأمل مطية تسلقها كل ما هو مفتعل
    وهزلي وكاذب من الأحداث في رحلةتأكيد أو نفي الإنذار الكاذب واستمر الأمل ( المورفيني )
    المرضي في تأخير الإعلان عنه .. وكان يقابل كل هذا الجنون مجرد اهتمام ذكوري يلمع ويخبو
    .. لتتسارع النبضات وتنهمر العواطف في القلب الطفل المغتال منذ زمن بعيد ..!!

    1- كل شيء الآن وصل إلى حاجز الصمت والترقب بانتظار إعلان الحقيقة ..
    هل هو إنذار خاطئ للعودة للحياة .. ؟؟
    - في قمة الضعف .. يترنح السجين باكيا .. مصليا .. راجيا .. لائذا بكل ما هو إلهي أن يستمر
    في الحرية والحياة ..
    - يوجه لنفسه اللوم .. على العودة للحياة بإنذار غير صريح وغير مؤكد ..!!
    - ثم يقدم لنفسه المبررات في الوصول لهذا الوضع المرير ..
    - ويستسلم لقدره مهما ستكون النتيجة .. وحسبه أنها ستكون الحقيقة المعلنة وهذا سيضع
    حدا لهذا الجنون وهذا بحد ذاته انتصار .. ولكن لمن .. ؟؟

    0- إنه إنذار كاذب ..!
    أعلنت الحقيقة المرة .. للقلب الطفل المعذب ..
    وخرج السجان من قاعة المحكمة منتصرا متباهيا بكل قسوته ومتلفعا بكل ما حمله من
    مستندات ودلائل إثبات الإدانة .. شعر .. قصص .. أغنيات حالمة بلغات .. والعباءة السوداء
    الثقيلة التي يرتديها ( الدِيْن ) وكانت يده قابضة على القلب الطفل المسلوب الإرادة ليعيده
    إلى قفص الاعتقال ..
    ..............

    الكاتبة الشفافة أميرة فايد

    لقد أحببت كثيرا هذا العرض لمأساة قلب معذب وأغراني هذا في متابعة كل حركاته وسكناته
    ..
    كانت بطلتك قوية فعلا وذات شخصية حديدية استطاعت أن تستمر في أن تؤذي نفسها تحت
    ذرائع الفشل أو الخوف من الفشل في تجربة تذوق الحب والحياة أو حتى بذرائع
    لاكتفاء بالتديّن الذي يقدم كل ما نحتاج في هذه الحياة بانتظار الموت والحساب ..
    مع أنه قيل ( .. إعمل لدنياك كأنك تعيش دهرا واعمل لآخرتك كأنك ستموت غدا )
    .. ولكن الحياة دائما تثبت أنها الأقوى من الموت والنور أعظم من الظلام والسجان مهما قسى
    وقوي وتجبر لا بد أن ينهار مع جدران سجنه حتى أمام إنذار كاذب يثير نبض قلب طفل
    وما أزعجني في النص أنه رغم المحاكمة والمراجعة المتأنية لجميع الأحداث والظروف بقيت
    قناديل الأمل مطفأة وأبوابه مغلقة وكأن النهاية الحتمية الأبدية حلت بهذا السجين المسكين
    ولم تكن ملحقة صلاح جاهين كافية لتبرر عجز القلب الطفل - الضحية وانكساره .. أمام
    السجان المجرم الحقيقي ..

    تحيتي وتقديري لك




  • محمد يوب
    أديب وكاتب
    • 30-05-2010
    • 296

    #2
    صعودا ...هبوطا للقاصة أميرة فايد تعكس الواقع المزري الذي تعيشه المرأة العربية في وقتنا المعاصر الذي يتباهى فيه الحقوقيون بتحقيق إنجازات عظيمة أنقذت المرأة من هذا القيد الذكوري المسلط على رقبتها،فكانت القاصة وكأنها تحمل كامرا وتلتقط بها هذه اللحظات التعيسة من حياة المرأة وقسوة الرجل السي السيد .
    ومما زاد من جمالية القصة القراءة العاشقة التي أنارت دروب هذا العمل الفني .
    مودتي لكما أيها الجميلان

    تعليق

    يعمل...
    X