في البدء كانت تونس
في البدء كانت تونس.. فجَّر الثورة فيها مسيح العصر (البوعزيزي)، ثمَّ هبت رياح الثورة والتغيير على المنطقة العربية برمَّتها رغم أنف المتمترسين وراء كافة الشعارات؛ هذه حقيقة لا يمكن لعاقل (أو مجنون) أن ينكرها، ومع ذلك فالأنظمة المتهالكة ومن يدعمونها فقط مازالوا يصرُّون أن يقدِّموا لنا بدائلهم الساذجة؛ فوجدنا ديكتاتور مصر (وأعوانه من خلفه) يخيِّروننا بينهم وبين الفوضى، وهم في تحذيرهم لم يكونوا هازلين؛ فقد رأينا انسحاب جهاز الأمن من كافة أنحاء البلاد بل رافقه فتح السجون وإخراج المساجين، ثم استخدام التليفزيون الحكومي لبث رسائل الرعب والذعر، ولمَّا لم ينجحوا لجأوا إلى الهجوم بالخيل والجمال والبغال والحمير على الثوار في ميدان التحرير، وإلى القناصة على الأسطح العالية حول الميدان، فقتلوا من قتلوا وأصابو من أصابوا، لكن ثبات الثوار وحماية الله لهم وإرادته كانت فوق إرادة تلك الطغمة الفاسدة، فخاب ماسعوا إليه ونجحت ثورة أبناء مصر المباركة.
بعد ذلك شهدنا ما فعله مجنون ليبيا من اتهام فلول القاعدة بتدبير الأحداث، ثم وصفهم الثوارمن أبناء شعبه بالجرذان، وتوعدهم بقتالهم من بيت لبيت ومن زنقة لزنقة، وحرق آبار البترول مما أشعل ما يشبه الحرب الأهلية بين طرفين غير متكافئين، وما تلاه من تدخل المجتمع الدولي في ليبيا وإعلان فرض الحظر الجوي بقرار من مجلس الأمن لتدخل ليبيا في صراع رأينا كيف بدأ ولا يمكن لنا أن نتنبأ بكيفية انتهائه.
وعلى الخط جاءت أحداث كلٍّ من اليمن والبحرين قاسية وقاصمة للظهر العربي، كما لم تسلم كلٌّ من الجزائر والأردن والمغرب والسعودية من بعض الأحداث.
فإذا انتقلنا إلى سوريا وجدنا أنفسنا أمام حالة يصعب الحديث عنها وفيها، ويصعب تحليلها؛ فبينما نجد أنفسنا نهنئ بعضنا البعض بقيام الثورة فإننا نجد أن أبناء سوريا الشقيقة ممن يملكون الكلمة منقسمين على أنفسهم؛ فبينما يدعم الثورة بعضهم الذي ينقل لنا أوضاع هذا النظام بما يصوره نظاما يفوق أعتى الأنظمة جبروتا على مدى التاريخ، نجد البعض الآخر يقف مع نظامه الذي ينكر الثورة مدَّعيًا أن من ظهروا في شوارع درعا هم أفراد عصابة مسلحة جاءت من خارج الحدود، ثم يتحدث مرة أخرى عن فتنة طائفية مزعومة دون أن ينسى أن يذكرنا بخصوصية الوضع السوري الممانع وما تفرضه طبيعة المرحلة، والأغرب أن نجد هذا البعض الأخير يتصرَّف بوحشية مع كل من يتناول أحداث سوريا من قريب أو بعيد بدعوى الأمن السوري والحفاظ على وحدتها والتحذير من فتنة طائفية، فهلا أجابنا أحدهم على هذا السؤال البريء:
إذا لم يكن ما يحدث في سوريا ثورة شعبية تطالب كما سمعناهم يهتفون (حريَّة وبس)، فلماذا تركّزت قرارات الرئيس السوري على حزمة إصلاحات سياسية وخلت من كلِّ ما يخص الفتنة الطائفية؟
وهو سؤال تجرُّنا إجابته بالضرورة إلى سؤال آخر أكثر براءة:
لماذا يا إخوتي أبناء سوريا ترفضون أن تتقبلوا تهنئتنا لكم بقيام ثورتكم؟
بعد ذلك شهدنا ما فعله مجنون ليبيا من اتهام فلول القاعدة بتدبير الأحداث، ثم وصفهم الثوارمن أبناء شعبه بالجرذان، وتوعدهم بقتالهم من بيت لبيت ومن زنقة لزنقة، وحرق آبار البترول مما أشعل ما يشبه الحرب الأهلية بين طرفين غير متكافئين، وما تلاه من تدخل المجتمع الدولي في ليبيا وإعلان فرض الحظر الجوي بقرار من مجلس الأمن لتدخل ليبيا في صراع رأينا كيف بدأ ولا يمكن لنا أن نتنبأ بكيفية انتهائه.
وعلى الخط جاءت أحداث كلٍّ من اليمن والبحرين قاسية وقاصمة للظهر العربي، كما لم تسلم كلٌّ من الجزائر والأردن والمغرب والسعودية من بعض الأحداث.
فإذا انتقلنا إلى سوريا وجدنا أنفسنا أمام حالة يصعب الحديث عنها وفيها، ويصعب تحليلها؛ فبينما نجد أنفسنا نهنئ بعضنا البعض بقيام الثورة فإننا نجد أن أبناء سوريا الشقيقة ممن يملكون الكلمة منقسمين على أنفسهم؛ فبينما يدعم الثورة بعضهم الذي ينقل لنا أوضاع هذا النظام بما يصوره نظاما يفوق أعتى الأنظمة جبروتا على مدى التاريخ، نجد البعض الآخر يقف مع نظامه الذي ينكر الثورة مدَّعيًا أن من ظهروا في شوارع درعا هم أفراد عصابة مسلحة جاءت من خارج الحدود، ثم يتحدث مرة أخرى عن فتنة طائفية مزعومة دون أن ينسى أن يذكرنا بخصوصية الوضع السوري الممانع وما تفرضه طبيعة المرحلة، والأغرب أن نجد هذا البعض الأخير يتصرَّف بوحشية مع كل من يتناول أحداث سوريا من قريب أو بعيد بدعوى الأمن السوري والحفاظ على وحدتها والتحذير من فتنة طائفية، فهلا أجابنا أحدهم على هذا السؤال البريء:
إذا لم يكن ما يحدث في سوريا ثورة شعبية تطالب كما سمعناهم يهتفون (حريَّة وبس)، فلماذا تركّزت قرارات الرئيس السوري على حزمة إصلاحات سياسية وخلت من كلِّ ما يخص الفتنة الطائفية؟
وهو سؤال تجرُّنا إجابته بالضرورة إلى سؤال آخر أكثر براءة:
لماذا يا إخوتي أبناء سوريا ترفضون أن تتقبلوا تهنئتنا لكم بقيام ثورتكم؟
تعليق