
هُنَا ولدتُ بلا اسمٍ ، أوْ شهادةِ ميلادْ ،
وَكبرتُ رغماً عنـّي ،
كانَ ينقُصنِي أنْ أعرّفَ أكثرَ عنْ نفسِي ، وغـدّي !
رغمّ ذلكَ ، كنتُ أغنّي وأغنّي ،
أغْنِيةٌ ..كانتْ هِيّ الأخِيرة !
أطلقتُها مِنْ جنونِـي ، ونَفِذتْ الذَخِيرة !
يومَ ولدتُ ، لمْ أكُنْ أعلمُ كم سَأبقى ،
لأكونَ ذلكَ الذي هوَ ( أنا ) الآن ،
لم يتغيّر أيُّ شـئٍ ، سِوى عُمـرُ الذكرياتْ ،
ابتعادُ المَاضِي عنْ اللامَاضِي ، وَحتمِيةُ الألوَانْ !
يومٌ واحِدٌ يكفِي أنْ يمضِي ، كيْ أكبرّ يوماً واحدْ ،
وَيكبرُ مَعي ، مَا كانَ مَعي ،
هَمـّي ، حزنـّي ، ومَا استَحالَ النِسيَانْ !
أنَا الغَريبُ ، والكِلماتُ تَمُـرُّ علَى مَسْمَعِي غَريبَة ،
والأغنيةُ العشواءُ ، تمـرُّ فـِي خَيالِي ،
يَسقُط الإيقَاعُ ، في مِصْيدةِ اللَيـلْ ، كمَا تسْقطُ
دَقاتُ قلبِي فِي الفَراغْ ،
أنا الحبيبُ ، وحبيبتي تركضُ إلى قبـري ،
توضبهُ بما يليقُ بقبـلةِ ذَاكَ المسَاءْ ،
تضعُ وسادةً ، لأضعَ رَأسِي عَليْها ،
وَبضعَ مَقاعدَ لـِمَوْتى مِنَ الغُربَاءْ ،
أنَا الطبِيبُ ، وَالمرِيضُ ،
تُعييني حَيَاةٌ ما زَالتْ عَلى قيدِ الحَيَاةْ ،
ونوباتُ مَوْتٍ لا تَكفِي للمَوتْ ،
بقيةُ أحْلامٍ ، ومُوسيقَى للأغنِياتْ ،
وَشوَشاتُ المَوْتى للمَوْتى ، تَجرُعٌ للذَاتِ ،
وَرحِيلٌ مِنْ رَحِيلْ ،
هَذَا هُوَ مَوْتِي ، اقتَربَ أمْ ابتعَدْ ،
خمسةُ أشخاصٍ ...
أربعةٌ يحملونني من أربعةِ زَوايا خَشَبية ،
والخامسُ يسألُ : من يكونْ ؟ وكيف ماتْ ؟
يُجِيب القدَرُ العابِرُ ، صُدفةً مِنْ خِلالِي :
قريبٌ لوجعهِ ، منفيٌ خَلفَ أحلامهِ البَعيدة ،،
هُوَ مَنْ هُوَ ،
ماتَ مَقتُولاً ، بِأغنِيـةٍ شَريدَةْ ،
نَسيّها مَحشُوّةً ....
في مَتْـنِ القـَصِيدةْ !!
،
،
،
تعليق