أغنيـةٌ ومـوتْ ..!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ثائرأبو لبدة
    عضو الملتقى
    • 23-10-2009
    • 155

    أغنيـةٌ ومـوتْ ..!


    هُنَا ولدتُ بلا اسمٍ ، أوْ شهادةِ ميلادْ ،

    وَكبرتُ رغماً عنـّي ،

    كانَ ينقُصنِي أنْ أعرّفَ أكثرَ عنْ نفسِي ، وغـدّي !

    رغمّ ذلكَ ، كنتُ أغنّي وأغنّي ،

    أغْنِيةٌ ..كانتْ هِيّ الأخِيرة !

    أطلقتُها مِنْ جنونِـي ، ونَفِذتْ الذَخِيرة !

    يومَ ولدتُ ، لمْ أكُنْ أعلمُ كم سَأبقى ،

    لأكونَ ذلكَ الذي هوَ ( أنا ) الآن ،

    لم يتغيّر أيُّ شـئٍ ، سِوى عُمـرُ الذكرياتْ ،

    ابتعادُ المَاضِي عنْ اللامَاضِي ، وَحتمِيةُ الألوَانْ !

    يومٌ واحِدٌ يكفِي أنْ يمضِي ، كيْ أكبرّ يوماً واحدْ ،

    وَيكبرُ مَعي ، مَا كانَ مَعي ،

    هَمـّي ، حزنـّي ، ومَا استَحالَ النِسيَانْ !

    أنَا الغَريبُ ، والكِلماتُ تَمُـرُّ علَى مَسْمَعِي غَريبَة ،

    والأغنيةُ العشواءُ ، تمـرُّ فـِي خَيالِي ،

    يَسقُط الإيقَاعُ ، في مِصْيدةِ اللَيـلْ ، كمَا تسْقطُ

    دَقاتُ قلبِي فِي الفَراغْ ،

    أنا الحبيبُ ، وحبيبتي تركضُ إلى قبـري ،

    توضبهُ بما يليقُ بقبـلةِ ذَاكَ المسَاءْ ،

    تضعُ وسادةً ، لأضعَ رَأسِي عَليْها ،

    وَبضعَ مَقاعدَ لـِمَوْتى مِنَ الغُربَاءْ ،

    أنَا الطبِيبُ ، وَالمرِيضُ ،

    تُعييني حَيَاةٌ ما زَالتْ عَلى قيدِ الحَيَاةْ ،

    ونوباتُ مَوْتٍ لا تَكفِي للمَوتْ ،

    بقيةُ أحْلامٍ ، ومُوسيقَى للأغنِياتْ ،

    وَشوَشاتُ المَوْتى للمَوْتى ، تَجرُعٌ للذَاتِ ،

    وَرحِيلٌ مِنْ رَحِيلْ ،

    هَذَا هُوَ مَوْتِي ، اقتَربَ أمْ ابتعَدْ ،

    خمسةُ أشخاصٍ ...

    أربعةٌ يحملونني من أربعةِ زَوايا خَشَبية ،

    والخامسُ يسألُ : من يكونْ ؟ وكيف ماتْ ؟

    يُجِيب القدَرُ العابِرُ ، صُدفةً مِنْ خِلالِي :

    قريبٌ لوجعهِ ، منفيٌ خَلفَ أحلامهِ البَعيدة ،،

    هُوَ مَنْ هُوَ ،

    ماتَ مَقتُولاً ، بِأغنِيـةٍ شَريدَةْ ،

    نَسيّها مَحشُوّةً ....

    في مَتْـنِ القـَصِيدةْ !!

    ،
    ،
    التعديل الأخير تم بواسطة ثائرأبو لبدة; الساعة 01-05-2011, 18:57.
  • محمد بن عبدالله السلمان
    أديب وكاتب
    • 06-02-2011
    • 140

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة ثائرأبو لبدة مشاهدة المشاركة

    هُنَا ولدتُ بلا اسمٍ ، أوْ شهادةِ ميلادْ ،

    وَكبرتُ رغماً عنـّي ،

    كانَ ينقُصنِي أنْ أعرّفَ أكثرَ عنْ نفسِي ، وغـدّي !

    رغمّ ذلكَ ، كنتُ أغنّي وأغنّي ،

    أغْنِيةٌ ..كانتْ هِيّ الأخِيرة !

    أطلقتُها مِنْ جنونِـي ، ونَفِذتْ الذَخِيرة !

    يومَ ولدتُ ، لمْ أكُنْ أعلمُ كم سَأبقى ،

    لأكونَ ذلكَ الذي هوَ ( أنا ) الآن ،

    لم يتغيّر أيُّ شـئٍ ، سِوى عُمـرُ الذكرياتْ ،

    ابتعادُ المَاضِي عنْ اللامَاضِي ، وَحتمِيةُ الألوَانْ !

    يومٌ واحِدٌ يكفِي أنْ يمضِي ، كيْ أكبرّ يوماً واحدْ ،

    وَيكبرُ مَعي ، مَا كانَ مَعي ،

    هَمـّي ، حزنـّي ، ومَا استَحالَ النِسيَانْ !

    أنَا الغَريبُ ، والكِلماتُ تَمُـرُّ علَى مَسْمَعِي غَريبَة ،

    والأغنيةُ العشواءُ ، تمـرُّ فـِي خَيالِي ،

    يَسقُط الإيقَاعُ ، في مِصْيدةِ اللَيـلْ ، كمَا تسْقطُ

    دَقاتُ قلبِي فِي الفَراغْ ،

    أنا الحبيبُ ، وحبيبتي تركضُ إلى قبـري ،

    توضبهُ بما يليقُ بقبـلةِ ذَاكَ المسَاءْ ،

    تضعُ وسادةً لأضعَ رَأسِي عَليْها ،

    وَبضعَ مَقاعدَ للمَوْتى مِنَ الغُربَاءْ ،

    أنَا الطبِيبُ ، وَالمرِيضُ ،

    تُعييني حَيَاةٌ ما زَالتْ عَلى قيدِ الحَيَاةْ ،

    ونوباتُ مَوْتٍ لا تَكفِي للمَوتْ ،

    بقيةُ أحْلامٍ ، ومُوسيقَى للأغنِياتْ ،

    وَشوَشاتُ المَوْتى للمَوْتى ، تَجرُعٌ للذَاتِ ،

    وَرحِيلٌ مِنْ رَحِيلْ ،

    هَذَا هُوَ مَوْتِي ، اقتَربَ أمْ ابتعَدْ ،

    خمسةُ أشخاصٍ ...

    أربعةٌ يحملونني من أربعةِ زَوايا خَشَبية ،

    والخامسُ يسألُ : من يكونْ ؟ وكيف ماتْ ؟

    يُجِيب القدَرُ العابِرُ ، صُدفةً مِنْ خِلالِي :

    قريبٌ لوجعهِ ، منفيٌ خَلفَ أحلامهِ البَعيدة ،،

    هُوَ مَنْ هُوَ ،

    ماتَ مَقتُولاً ، بِأغنِيـةٍ شَريدَةْ ،

    نَسيّها مَحشُوّةً ....

    في مَتْـنِ القـَصِيدةْ !!

    ،

    ،
    أخي ثائر أبو لبدة
    كنت أكثر من رائع في تلك القصيدة
    في المعاني الكثيرة التي أوجزتها في تلك السطور
    هم ، حزن ، تساؤلات ... ورغبات
    لك كل الشكر والتقدير
    ودام عطائك أكثر .. وأكثر

    تعليق

    • عبد الله راتب نفاخ
      أديب
      • 23-07-2010
      • 1173

      #3
      [align=center]كلمات في منتهى الروعة ..
      صنعتها نفس أديب يعرف ما يريد ..
      سلمك الله ..
      و لا تبخل علينا بأمثالها ...
      دمت مبدعاً
      [/align]
      الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ

      [align=left]إمام الأدب العربي
      مصطفى صادق الرافعي[/align]

      تعليق

      • ثائرأبو لبدة
        عضو الملتقى
        • 23-10-2009
        • 155

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد بن عبدالله السلمان مشاهدة المشاركة
        أخي ثائر أبو لبدة

        كنت أكثر من رائع في تلك القصيدة
        في المعاني الكثيرة التي أوجزتها في تلك السطور
        هم ، حزن ، تساؤلات ... ورغبات
        لك كل الشكر والتقدير
        ودام عطائك أكثر .. وأكثر
        سيدي الكريم ، محمد بن عبد الله السلمان ،

        هذا منْ ذوقك ، سعدتُ بكْ ،

        تحياتي لكَ والله يوفق الجميع .

        تعليق

        • ثائرأبو لبدة
          عضو الملتقى
          • 23-10-2009
          • 155

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عبد الله راتب نفاخ مشاهدة المشاركة
          [align=center]كلمات في منتهى الروعة ..
          صنعتها نفس أديب يعرف ما يريد ..
          سلمك الله ..
          و لا تبخل علينا بأمثالها ...
          دمت مبدعاً[/align]
          سيدي الكريمْ ، عبد الله راتب نفاخ ،

          شاكراً لكَ طيبَ حديثكْ ، سعدتُ بكْ ،

          تحياتي لكَ والله يوفق الجميع .

          تعليق

          • ثائرأبو لبدة
            عضو الملتقى
            • 23-10-2009
            • 155

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سهير الشريم
            توغلت بالإبداع فعجز القلم أمامك وانحنى

            الكاتب الأديب ثائر أبو لبدة

            وماذا بعد هذا الرقي حديث ، ليس لدي سوى بعض من ورد وباقات إعجاب ، فهنيئا لك بحرفك وحسك النقي

            تحياتي ومودتي
            زهرة تشرين
            سيدتي الكريمة ، سهير الشريمْ ،

            أشكرُ لكِ طيبَ حديثِكِ ،

            سعدتُ بكِ جداً ،

            تحياتي لكِ والله يوفق الجميع .

            تعليق

            يعمل...
            X