تلتحفني الذكريات البعيدة
و لا تترك لي فرصة الاعتذار
من وجع الحكايا
من فرح لم يأت
من قرابين
لم تشهد الصبح
الجميل
و لا الربيع
تشكلني قطرة ماء
في الطين..في الأرض العميقة
و التراب
***
يا فرحا في المهد مات
يا وجع أماني
راحت و لن تعود
أتذكر؟
أغار من نسمة الجنوب
و تغنيني
أغار عليك مني
و من بدء التكوين
و زرقة السماء
***
أين تراك الآن
يا شجن المرايا
يا بوحي المثخن بالجراح
مازلتُ في نفس المكان
أرقبك
مازلتُ أغنيةً
تموت في المساء
مازلت خيال فرس
أركض إليك
***
***
شاخت سني العمر
و امتشقت
جنون حرف لن يموت
أغنيتنا القديمة
مازلت أسمعها
و أغار من لحن الوجود فيها
و نسمة الجنوب
الرقيقة
أغار مني فيك
و من شغب القصيدة
***
مازلت أذكر ترانيمك
العذبة
و تقاسيم عودك الشرقي
و نوتاتك النشاز
و ضحكنا العابث
لضياع السولفاج فينا
***
أتراك تحمل فيك
بعدُ أوتار قيتارتي
ذات مساء
و حشرجة اللحن
الكئيب
و أمانينا اليتيمة؟
***
أتراني حملت بك
و حملت بي
أتراك تذكر مدينتنا الفاضلة
ذات شتاء
و أطفالنا الذين لم يولدوا بعد
و حفلنا الذي لم نقم
و ثوبي الأبيض
الذي نسيتَ أن تراه؟
أتراك نسيت حلمنا
الذي خاننا و انتجع
صحراء شوك
و قحط هجير
بائس...باهت الأماني
***
أين تراك ركنت الذكريات
أين تراك خبأت حكايانا؟
أمازال صوت المطر يشجيك
و الفجر يناديني فيك
و البحر يغرق النسيان عشقا؟
ماذا تراك فعلت بزهرتي
الذابلة في الكتاب؟
و أشعاري الفرنسية
أمازالت تستهويك
فتحفظها و تحميها
من الضياع؟
و نجمتنا التي أجّرناها
من الغيوم
أمازلتَ تناجيها عني؟
و سكون الليل
أمازال يكتبني أغنية لديك
و ينحتني ملاك الأرض
في السماء؟
و زهرتي البنفسجية؟
أتراك تعشقها كما الماء
كما الربيع
كما الحياة و الأنين؟
و مزاحُنا ذات براءة من زمن
أمازل يستعيدك لطفولة
كنا فيها أمراء؟
أتراك حدّثتَ الغربة عني
و عن حلمنا المؤجل
للمساءات الحيارى
لِليلٍ لن يجيء؟
أمازالت تشجيك
أغنيتي
و تهديك الحياة؟
***
هل كنا حقا هناك ؟
هل كنت معي
هل كنا عرائس من ورق
هل كنا حقا حلما للوجود
حلم التسابيح الجميلة
أم لحنا من سعادة
ضاعت مع نجيمات
الصباح الآفلة
أكنا حقا هناك؟
أكنت معي؟
أم جئنا في الحلم
الكاذب
و في الزمن الخطأ؟
تعليق