لن أصفق لمن قتل أسامه بن لادن
لم ولن أصفق لمن قتل أسامة بن لادن، كما أنني لم اصفق لبن لادن عندما كانت توجه له تهمة قتل الأبرياء، ليس لأني أقبل الإرهاب، فأنا ضد الإرهاب والعنف بكل أشكالهما، بدءا من العنف الكلامي ووصولا إلى القصف بالطائرات والبوارج والمدافع، واحتلال الأرض، وضد الإرهاب الديني حين يمارسه من يدعي أنه يمثل رب العباد على الأرض، ويمسك رحمةالله التي تملأ الأرض والسموات وما بينهما عن هذا أو ذاك، لأنه لم يرخ دقنا أو يلبس جبة أو "يكسر كعب حذائه"، ويتحكم بالعباد فيقرر أن مصير هذا جنة تجري من تحتها الأنها، ومصير ذاك جهنم لأنه يدير وجهه إلى الغرب أو الجنوب أو الأعلى عند الصلاة، وضد الإرهاب الطبقي حين يحس مرتكبه أنه فوق البشر، وفوق القانون ، وما يطبق على عامة الشعب لا يطبق عليه.
وهناك سؤال آخر يفتش عن مستمع ضائع وسط هذا الضجيج وقرع طبول الفرح بمقتل بن لادن وهو:
من الذي صنع بن لادن ؟؟ ومن الذي وضع بيد بن لادن السلاح المرهب؟؟
أليس هم الذين قتلوا بن لادن ويدعون أنهم قتلوا الإرهاب؟؟
إذا كانوا هم صانعوه فمعنى ذلك أنهم أرباب صناعة في الإرهاب!! وأي عذر لهم؟ وليس لهم قضية كقضية فلسطين- أم القضايا – بشعبها المشرد المجرد الذي يخطف من البيوت، ويقتل كل يوم على الحواجز والمعابر وعلى عتبات البيوت والمدارس والمستشفيات ويسجن ويحاصر.
وليس لهم قضية المعاناة من الكراهية لأنهم مسلمون يمنعون حتى من ارتداء النقاب حتي تبقى ذاكرة الأوروبي أو الأمريكي بعيدة عن استدعاء رؤية المسلم أو العربي !
كيف اصفق لإرهابي كبير قتل إرهابيا أصغر منه!؟
كيف أصفق لإرهابي يملك أحدث الأسلحة من دبابات وقنابل عنقودية وذكية وحاملات سفن وطائرات تتنفس القتل وتنفث القتل وأسلحة مبيدة للبشر كالمبيدات الكيماوية للحشرات، ويملك ترسانة من الأسلحة الذرية،لم يتورع عن استعمالها مرتين، يهدد البشرية كلها، قتل إرهابيا يملك راجمة ؟؟
كيف أصفق لإرهابي يسطو على بلاد بأكملها يسرق خيراتها وينهب ثرواتها ويصادر تاريخها وجغرافيتها وإرادة شعوبها ويحتل أرضها ويقتل أبنائها. قتل إرهابيا يقول أنه يدافع عن حقوق الشعوب!! ؟
أليس في ذلك تناقضا يشوه المنطق المنطق والحق، ويجرح العقل السليم والفكر السليم .
إني أتحفظ من إرهاب بن لادن وتشمئز نفسي من قتله للأبرياء، ولكن نفسي تشمئز أضعاف ذلك من الإرهاب الأمريكي الذي يلتحف باليمقراطية ويحتل أفغانستان والباكستان والعراق، ومن الأوروبي الذي يدّعي الحضارة ومن إرهاب احتلال الأرض وإعدام إرادة الشعوب وانقضاء على آمالها وطموحات أبنائها وأحلام أطفالها ....
إنني لم ولن أصفق لمن قتل أسامة بن لادن
2011 /5/4
تعليق