البنت الرابعة..!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مباركة بشير أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 17-03-2011
    • 2034

    البنت الرابعة..!!

    البنت الرابعة..!!
    ....
    توالت الساعات منسكبة في كف الزمان ، ينظم تدفقها عقارب الساعة المثبتة على جدار غرفة الولادة، وخديجة لاتزال تغوص في معاناتها وألمها وقدتمددت المسافات تحت قدميها على أرضية جرداء ،غمرت زوايا أمكنتها أشباح صمت قاتل ..!
    كانت تتمايل بخطواتها المحبطة، وقد أنهك التعب جسمها النحيف، وارتشف من وجهها العابس آخر قطرة من دماء ، حتى ليخيل للناظر إليها بشعرها الكستنائي المموج على كتفيها ،و الكحل المتناثر تحت جفنيها كهالة سوداء تظلل عينيها الواسعتين ، أنها أميرة فاتنة غدرت بها الأيام، ورمتها أسيرة في إحدى شراك عنكبوت الأحزان .!، بل تحفة فنية رائعة ..!! موناليزا عصرية بدماء عربية أبدعها الخالق وثمن الأمومة لها عنوان .
    إرتفع مقياس درجة الألم إلى أقصاه ، فتتابعت حثالة ماتبقى بحنجرتها المبحوحة من صرخات جارفة ، حملت على إثرها إلى طاولة الولادة .
    وبينما كانت خديجة تغرق في جحيم العذاب وتصارع سعراته الحارقة ، وتتلمس أثرا إلى بحيرة الطمأنينة والإستقرار، كانت العجوز في غرفة الإنتظار مع ابنها عيسى تقبع على كرسي خشبي و كأنماهي على كومة من الجمر ، لاتثبت جثتها العريضة على حال ،متلهفة للخبر السعيد الذي سيجعلها على الرغم مما تكتنز من اللحم والشحم ، عصفورة مرفرفة في الهواء...! وفجأة ، إقتحم الآذان صراخ ملائكي ، لطيف بعد آخر صرخة أطلقت عنانها بحرارة تلك المنهكة داخلا ، فتسمرت في مكانها تنتظر أن يكشف الستار ،وتبرز على مسامعها الحقائق ، وإذا بإحدى القابلات تشق رداء الصمت والذهول ،وعلى وجهها ابتسامة مشرقة :
    ألف مبروك ، خديجة بخير وقد أنجبت بنوتة مثل القمر ...و...
    إستوقفتها العجوز بوابل من الكلمات المنغمسة في أوحال الدناءة وراحت تعلق على الخبر الصاعقة بإنه مجرد كذب وافتراء ..!! فقد نسفت صروح أمانيها لما اصطدمت مخيلتها الهشة بصخرة الحقيقة المرة واختلطت أمام ناصيتها الموازين ..! حاول عيسى تهدءتها لكنها انزلقت من بين يديه مقتحمة الغرفة كغوريلا ثائرة والغضب يتطاير من عينيها الجاحظتين .!
    وما إن لمحتها خديجة، حتى تسربت روحها المنكمشة وانقسمت أشلاءا ،وطفقت تبحث في أنحاء الجسم عن مواطن للإختباء .كانت تعرف أنها ستكون عرضة للوم والعتاب كمرات سابقات ، لكن ليس بتلك الحدة والجبروت !! فازدياد البنت الرابعة واقعة أغلقت المنافذ على شعاع البسمات ،ورمت الجميع في مدارج الظلمات، وسيطرت كفيروس لعين على خلايا الأعصاب الساخنة ،مخلَفة وراءها سخطا كاد أن يصير جنونا !! إنتظرت خديجة بفارغ صبر ماستجود به العجوز الغاضبة من كلمات جارحة وتهديدات ، بيد أن انتظارها لم يطل . تفحصتها من رأسها إلى أخمص قدميها ثم نطقت أخيرا :
    - إسمعي ياابنت الناس ، لقد صبرنا عليك بما فيه الكفاية ، من المستشفى إلى بيت أهلك مباشرة ....أما إبني ، فسأزوجه بمن هي أجمل منك وأصغر ،وبمن ستملأ داره بالأولاد الذكور ...!
    ثم التفتت إلى ابنها متوعدة: هيا ارم عليها يمين الطلاق ،وإلا فدعوات الشر ستلاحقك إلى يوم القيامة.!
    حاول عيسى استعمال ما وصف به الرجال من رزانة العقل في هذه المواقف ، لكن بدون جدوى ، وأمام إصرار والدته المتعنتة والرافعة فوهتي أنفها المفلطحة إلى السماء، نطق بالكلمة التي ذبحت عنق العشرة الزوجية، وأنهى كل شيئ في ثوان معدودات : خديجة..أنت ..طااالق.!:
    .....
    أقسى درجات التعذيب التجأت إليها العجوز الحاقدة لكي تشفي غليلها، وتطفئ وهج النار المسعرة في صدرها ،ثم اختفت بعدما فجرت وابل ألغام في جوارح كنتها ،وهي تلهج كحمامة جريحة بأسماء بناتها الحبيبات، اللواتي تحول بينها وبينهن المسافات: زهرة..أمينة...زينب.......
    في اليوم الموالي حضر طليقها إلى المستشفى، وفي نيته التوجه بها إلى بيت أهلها .فتح باب الغرفة بهدوء ، قابله صمت رهيب ...!! تفاجأ لأمر لم يكن يتوقعه وملأت ثنايا دماغه علامات استفهام ،لم ينجح لإيجاد لها أي إجابة :
    - ترى أين اختفت هي وكتلة اللحم الحمراء تلك ؟
    وبينما هو في حالة الذهول والإستغراب ، ناداه صوت بشري ناعم، فأخرجه من دوامة الحيرة والسؤال :
    - هل أنت زوج خديجة ؟
    فرد عيسى ،وقد قرأ في وجهها عنونا أسودا لم يستطع تمييز حروفه ....
    - أجل أنا هو..( وبقي ينتظر للأمر تفسيرا )
    - لقد أصيبت زوجتك البارحة بنزيف دموي حاد ، حاولنا إنقاذها ولكن للأسف ، البقاء لله .
    إنحبست أنفاسه في أسناخ رئتيه لهول الصدمة ..!! أجهظت عيناه وخرس لسانه، وكأنما ألقي في واد جارف ،فاستصعب عليه اصطياد ذرات الهواء .! وكاد جسمه المتماوج أن يفقد توازنه، وسرعان ماعاد إليه وعيه وقد سقطت على وجنتيه دمعات.!! بالتأكيد ، أحس برصاصات ندم تخترق دروع قلبه المتوجع لكن فات الأوان للتعبير عن المشاعر المتدفقة . سلمت إليه ابنته الرابعة ، اصطدم بصره بوجهها الملائكي الجميل ...أزهرت في أعماقه عاطفة الأبوة ، فلفها بذراعيه المنبسطتين . إندست بينهما وهي تحرك رأسها الأصلع في كل الإتجاهات . لم يفطن أنها كانت تتحسس طريقا إلى حلمة ثدي أمها الراحلة ،ولو أنها كانت تدرك بغريزتها الطفولية البريئة ألا غنيمة ترجى من صحراء صدر والدها ، لما بذلت جهدا للوصول إليه . توافدت هجمات الجوع لاسعة على معدتها الصغيرة ،فأطلقت العنان لصرخات متواصلة، نسجت فيها مع رياح الخريف سيمفونية حزينة. إتجه بها والدها إلى حيث غاب ظله،وكسته أثواب الزوال ، ليبقى المكان الذي جرت
    فيه أحداث قصة البنت الرابعة، ومثيلاتها من البنات، شاهدا على تحجر القلوب الآدمية، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان..!!








    التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 13-05-2014, 16:23.
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #2
    صباح الخير أختي مباركة..
    مررت و قرأت ..
    الفكرة مطروقة و لكنك طبعا تناولتها بطريقتك ..
    ربما يستغرب القارئ تصرّف العجوز و موقف الزوج و لكنها أمور تحدث.
    أقترح أن يكون سطر النهاية هكذا ..
    و حملها والدها متجها بها إلى حيث غاب ظله وكسته أثواب الزوال .

    تقبّلي محبّتي و تقديري.
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • مباركة بشير أحمد
      أديبة وكاتبة
      • 17-03-2011
      • 2034

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
      صباح الخير أختي مباركة..
      مررت و قرأت ..
      الفكرة مطروقة و لكنك طبعا تناولتها بطريقتك ..
      ربما يستغرب القارئ تصرّف العجوز و موقف الزوج و لكنها أمور تحدث.
      أقترح أن يكون سطر النهاية هكذا ..
      و حملها والدها متجها بها إلى حيث غاب ظله وكسته أثواب الزوال .

      تقبّلي محبّتي و تقديري.
      وصباحك عسل مصفى يابنة الجزائر.
      الفكرة مطروقة وستطرق مادامت الأرض والسماوات.
      ولسان الواقع خير شاهد ودليل.!
      والقارئ إذا استغرب من تصرف العجوز،نقول له لاتستغرب ياعزيزنا القارئ
      فهناك من التصرفات الآدمية ماهو أكثر مرارة..!قد يكون بدافع الغيرة أوالحسد
      والله أدرى بالقلوب..!
      أخشى أن يعاني السطر من ثقل إذا غيرت فيه.فالقصة واللوحة الزيتية والقصيدة الشعرية
      يكتنفهم بعض التشابه في مايخص الرتوشات اللونية والحرفية..!
      تحيتي لك أختي آسيا وتقديري.
      -مبروكة-

      تعليق

      • إسلام أنس
        عضو الملتقى
        • 28-02-2011
        • 26

        #4
        [align=center][/align]أختي مباركة
        رائعة كعادتك، وصفت فنقلتني بإبداعك لأعايش مشاعر امرأة ماتت مرتين ومن بين أحضان موتها ولدت حياة
        تحياتي ، ولكني أتفق مع الأستاذة آسيا بخصوص سطر النهاية

        تعليق

        • آسيا رحاحليه
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 7182

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد مشاهدة المشاركة
          وصباحك عسل مصفى يابنة الجزائر.
          الفكرة مطروقة وستطرق مادامت الأرض والسماوات.
          ولسان الواقع خير شاهد ودليل.!
          والقارئ إذا استغرب من تصرف العجوز،نقول له لاتستغرب ياعزيزنا القارئ
          فهناك من التصرفات الآدمية ماهو أكثر مرارة..!قد يكون بدافع الغيرة أوالحسد
          والله أدرى بالقلوب..!
          أخشى أن يعاني السطر من ثقل إذا غيرت فيه.فالقصة واللوحة الزيتية والقصيدة الشعرية
          يكتنفهم بعض التشابه في مايخص الرتوشات اللونية والحرفية..!
          تحيتي لك أختي آسيا وتقديري.
          -مبروكة-

          أختي الكريمة..
          قصدت أن السطر الأخير فيه من تقريرية المقال أكثر ما فيه من القص..
          الرأي أولا و أخيرا لك أختاه .
          تقبّلي تقديري أيضا و نهارك طيب.
          يظن الناس بي خيرا و إنّي
          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

          تعليق

          • سها أحمد
            عضو الملتقى
            • 14-01-2011
            • 313

            #6
            دموعى تجرى

            رائعه كلماتك
            [SIZE=6][COLOR=black]اذآ ضآق الزمآن وشآنت ظروفك ترآنى مثل طيآت الذهب[/COLOR][/SIZE]
            [SIZE=6][/SIZE]
            [SIZE=6]مايختلف لونى[/SIZE]
            [SIZE=6][COLOR=red][/COLOR][/SIZE]
            [SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE]
            [SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE]
            [COLOR=#bfbfbf][/COLOR]

            تعليق

            • مباركة بشير أحمد
              أديبة وكاتبة
              • 17-03-2011
              • 2034

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة إسلام أنس مشاهدة المشاركة
              أختي مباركة
              رائعة كعادتك، وصفت فنقلتني بإبداعك لأعايش مشاعر امرأة ماتت مرتين ومن بين أحضان موتها ولدت حياة
              تحياتي ، ولكني أتفق مع الأستاذة آسيا بخصوص سطر النهاية
              • أشكرك على الحضور الجميل يا إسلام
                وعلى عبق الحروف المتسربة كما نهر رقراق، من ضفاف قلمك الساحر.
                وعلى رأيك الذي أعتز به.
                تحيتي الإحترام.

              تعليق

              • مباركة بشير أحمد
                أديبة وكاتبة
                • 17-03-2011
                • 2034

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                أختي الكريمة..
                قصدت أن السطر الأخير فيه من تقريرية المقال أكثر ما فيه من القص..
                الرأي أولا و أخيرا لك أختاه .
                تقبّلي تقديري أيضا و نهارك طيب.
                ياسلااام على الصورة الرمزية الجميلة ،و التي تدلل على الأصالة الجزائرية العريقة..!!
                ........
                مرحبا بعودتك أختي آسيا ،ووالله أفهم قصدك، وتدركين جيدا أنني لست من النوع الذي يتعصب لرأيه
                إنما أنا طويلبة علم، أسعى للتقدم إلى الأمام بخطوات مترهلة..!!
                أعتقد لوأني كتبت :وحملها والدها متجها بها...
                وكنت ذي قبل ذكرت أنه احتضنها بين ذراعيه أي حملها،تتكرر عملية حمل الطفلة
                لهذا اكتفيت بالإتجاه فقط.
                وعلى الرغم من ذلك ،سأعيد النظر في السطر الأخير.والله الموفق للجميع.
                كانت معك مبروكة.....تلفظونه هكذا إسم مباركة في الشرق الجزائري ههههه
                تحياتي لك أختي آسيا ووفقك الله في الدنيا والآخرة.


                تعليق

                • مباركة بشير أحمد
                  أديبة وكاتبة
                  • 17-03-2011
                  • 2034

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سها أحمد مشاهدة المشاركة
                  دموعى تجرى

                  رائعه كلماتك
                  أسعدني جريان دموعك على وقع خطوات حروفي
                  أيتها المرهفة.وهذا هو عين المقصد..!
                  تحيتي لك سها أحمد
                  وتقديري.

                  تعليق

                  • سحر الخطيب
                    أديب وكاتب
                    • 09-03-2010
                    • 3645

                    #10
                    قصة واقعية إستفحلت في مجتمعنا العربي بحثا عن الذكور وكم من القصص دمرت عائلات بسبب إنجاب البنات
                    تحياتي لك
                    الجرح عميق لا يستكين
                    والماضى شرود لا يعود
                    والعمر يسرى للثرى والقبور

                    تعليق

                    • حسن الحسين
                      عضو الملتقى
                      • 20-10-2010
                      • 299

                      #11
                      مباركة العزيزة..
                      على وقع النص تميزت باسقاط موفق عن بقايا جاهلية في عصرنا الحالي
                      دمت متالقة..
                      أحيي فيك التمرد الأنثوي...

                      تعليق

                      • مباركة بشير أحمد
                        أديبة وكاتبة
                        • 17-03-2011
                        • 2034

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة سحر الخطيب مشاهدة المشاركة
                        قصة واقعية إستفحلت في مجتمعنا العربي بحثا عن الذكور وكم من القصص دمرت عائلات بسبب إنجاب البنات
                        تحياتي لك
                        أشكر لك يا سحر حضورك الأنثوي المفعم حيوية،
                        والذي يكتنف بين ثنايا سطوره فهما عميقا لدروب الحياة
                        وخبرة واضحة الملامح..!!
                        هي قصة مجتثة جذورمشاهدها من الواقع الأسود!!
                        أي نعم ونحن في عصر التيكنولوجيا..!!
                        والذي يلقي بثقل اللوم على الرجل، باعتباره هو المتسبب في
                        إنجاب البنات أوالذكور!!
                        ثم أولا وأخيرا، مرجع كل ذلك إلى صاحب القدرة عز وجل.
                        لكن ماذا باستطاعتنا أن نقول للمتخلفين فكريا!؟؟
                        .........
                        تحيتي والإحترام.

                        تعليق

                        • مباركة بشير أحمد
                          أديبة وكاتبة
                          • 17-03-2011
                          • 2034

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة حسن الحسين مشاهدة المشاركة
                          مباركة العزيزة..
                          على وقع النص تميزت باسقاط موفق عن بقايا جاهلية في عصرنا الحالي
                          دمت متالقة..
                          أحيي فيك التمرد الأنثوي...
                          شكرا يابن الحسين على حضورك الشامخ الجميل وعلى عبق الحرف الجليل. لكنني أنفي تهمة التمرد الأنثوي.

                          تعليق

                          • هائل الصرمي
                            أديب وكاتب
                            • 31-05-2011
                            • 857

                            #14
                            لا فض فوك أيتها الأديبة أكتب لك الآن والدموع تسيل على خدي
                            قصة مؤثرة بكل معني التأثير صور رائعة وسلاسة بديعة
                            زادك الله من فضله وجزاك خيرا
                            مودتي

                            تعليق

                            • مباركة بشير أحمد
                              أديبة وكاتبة
                              • 17-03-2011
                              • 2034

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة هائل الصرمي مشاهدة المشاركة
                              لا فض فوك أيتها الأديبة أكتب لك الآن والدموع تسيل على خدي
                              قصة مؤثرة بكل معني التأثير صور رائعة وسلاسة بديعة
                              زادك الله من فضله وجزاك خيرا
                              مودتي
                              الشكر لك على حضور منك أنيق ،
                              والمكوث على أطلال حرفي المتواضع
                              ،الكاتب القدير / هائل الصرمي.
                              أسمى تحاياي.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X