في تعثر مشاريع الترجمة العربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    في تعثر مشاريع الترجمة العربية

    [align=center]في تعثر مشاريع الترجمة العربية[/align]
    [align=justify]قرأنا أمس في أخبار الجمعية الدولية للمترجمين العرب (جمع/واتا الشرعية) عن إنطلاقة مشروع ترجمة الأدب الفلمنكي إلى العربية بدعم مالي غير محدود من وزارة الثقافة البلجيكية .. وما أن علم بالمشروع حتى اتصل بإدارة الجمعية مسؤولو وزارة الثقافة لدولة أوربية أخرى بشأن وضع خطة مماثلة لترجمة مجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية من ثقافة تلك إلى العربية، فضلا عن مفوضات جارية الآن بشأن مشاريع علمية ولغوية تتجاوز الترجمة من حيث هي نقل وتعريب بكثير ..

    وهذا يذكرني بالميزانيات الضخمة التي تعتمدها سنويا دول أوربية كثيرة من أجل نشر لغتها في العالم (رصد الاتحاد الأوربي لذلك هذا العام 51 مليون يورو). فهذه هولندة، وهي دولة صغيرة ولا يتجاوز عدد الناطقين بلغتها العشرين مليون نسمة في العالم، تفتتح "معاهد هولندية" في كل مكان بهدف نشر لغتها وثقافتها، كان آخرها في سورية والمغرب، وقبل ذلك في مصر ..

    وهذا يجعلنا نطرح سؤالا ملحا: أين مشاريع الترجمة العربية؟ وأنا لا أقصد بالسؤال: مشاريع الترجمة إلى العربية، فهذه موجودة ولكن بالقطارة، فما يعلن في دول عربية نفطية غنية عن مشاريع ترجمة إلى العربية أمر مثير للاستغراب الشديد. وفي الحقيقة إن الجهة العربية الوحيدة المعنية بالترجمة إلى العربية بصورة جدية هي المركز القومي للترجمة في مصر .. ووجود هذا المركز في مصر ونشره، منذ تأسيسه حتى اليوم، أكثر من ألف كتاب مترجم إلى العربية، يحسبان لمصر على الرغم من مشاكلها الإقتصادية الكثيرة، ويؤكدان على الدور الحضاري الرائد الذي تمارسه مصر بطريقة ممنهجة لا بارتجال المشاريع العشوائية التي تطلق فقط من أجل خداع أنفسنا، والعالم معنا! إنما أقصد بالسؤال: أين المشاريع العربية التي تهدف إلى ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الرئيسية في العالم؟!

    منذ ثلاث سنوات أعلن عن "مشروع الترجمة السعودي العالمي" (متسع) لترجمة الأدب السعودي إلى لغات العالم الرئيسية بالتعاون مع الجمعية الدولية للمترجمين العرب (جمع/واتا الشرعية)، وجاء وقتها في الإعلان ـ كما نشر في الصحف العربية الورقية والإلكترونية* ـ أن الدكتور أحمد الليثي، رئيس الجمعية الدولية للمترجمين العرب (جمع/واتا الشرعية)، والدكتور محمد عمر أمطوش، وكاتب هذه المقالة، "أعضاء في اللجنة التنفيذية" للمشروع .. ومن وقتها، وحتى اليوم، لم يتصل بنا أحد .. ومنذ ذلك الحين، وحتى اليوم أيضا، ومشروع (متسع) لم ينطلق، ليس لأسباب مالية فيما أظن، لأن المملكة العربية السعودية دولة غنية في نهاية المطاف!

    صحيح أن المال لا بد منه لتحقيق ذلك، ولكن وجود المال أو عدم وجوده لا يفسران هذا التقاعس الرسمي الرهيب في الدول العربية التي بمقدورها تخصيص ميزانيات لمشاريع ترجمة ناجحة، فهذه الجمعية الدولية للمترجمين العرب (جمع/واتا الشرعية) نشرت حتى الآن، ضمن سلسلة (منشورات واتا)**، وبجهد تطوعي لا غير، أربعة كتب باللغة الإنكليزية، وتنوي نشر المزيد منها لتعريف لعالم بكتابنا وآدابنا ومبدعينا. وتوجد في العالم صناديق دعم كثيرة يمكن للعرب أن ينفذوا كثيرا من مشاريع الترجمة الناجحة بالشراكة معها .. لكن ذلك بحاجة إلى مبادرات جدية ـ مثل مبادرات الجمعية الدولية للمترجمين العرب (جمع/واتا الشرعية) ـ وليس إلى مشاريع شكلية تطلق في هذه الدولة النفطية أو تلك، ويستقطب لإدارتها والقيمومة عليها أشخاص غير متخصصين في الترجمة وغير مطلعين على حركة الترجمة في العالم، مما يؤدي إلى تعثر تنفيذها! وليس أدل على هذا الكلام من اتصال مسؤول عن مشروع ترجمة جديد أطلق في دولة خليجية، بكاتب هذه المقالة ليطلب منه ترجمة كتاب من اللاتينية إلى العربية، له ترجمتان اثنتان في اللغة العربية لا يدري بهما أخونا المسؤول! فكيف يمكن لمشروع كهذا أن يؤتي أُكُلا، والقائمون عليه لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء التحقق مما إذا كانت الكتب التي اقترحوها للترجمة ـ أو بالأحرى التي اقترحها غيرهم عليهم ـ ترجمت إلى العربية أم لا؟ أي عبث بالمال العام هذا؟

    أمامنا مهمة صعبة جدا أيها المترجمون والمترجمات، مهمة ذات أولويات ملحة جدا تتمثل في التحسيس المستمر لأولياء الأمور بضرورة البدء بمشاريع ترجمة جدية من العربية إلى اللغات الرئيسية في العالم، ومن اللغات الرئيسية في العالم إلى العربية، من جهة، والتدريب المستمر للمترجمين والمترجمات العرب للرفع من مستواهم من جهة أخرى، فضلا عن السعي الحثيث لنشر العلم والمعرفة واستجلاب المشاريع الجدية مثل مشروع ترجمة الأدب الفلمنكي إلى العربية والمشاريع الأخرى التي سيعلن عنها في المستقبل. هذا قدركم وقدرنا في ظل التقاعس العربي المريب.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    * مثلا: http://www.alriyadh.com/2005/10/23/article102615.html
    ** انظر: http://www.wataonline.net/site/modul...m.php?forum=51[/align]
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org
  • حسن حجازى
    أديب وكاتب
    • 20-10-2007
    • 359

    #2
    الأستاذ عبد الرحمن السليمان
    غيرتك في محلها
    وحماسك ليس غريب

    خالص المنى والتوفيق
    للترجمة والمترجمين

    حسن حجازي
    الكلمة أمانة
    خالصة لوجه الله


    عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب
    عضو جمعية المترجمين واللغويين المصريين

    تعليق

    • أسامة أمين ربيع
      عضو الملتقى
      • 04-07-2007
      • 213

      #3
      [align=right]أخي عبد الرحمن،
      نحن لانجد مترجمين لترجمة الثقافة الغربية إلى العربية فكيف بنا أن نجد مترجمين لترجمة الثقافة العربية إلى اللغات الأجنبية

      وما تفلح الخيل الكرام ولا القنا إذا لم تكن فوق الكرام كرام[/align]

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        مستشار أدبي
        • 23-05-2007
        • 5434

        #4
        [align=justify]أخي أسامة،

        لم أنتبه إلى ملاحظتك إلا الآن فالمعذرة!

        المترجمون من العربية إلى اللغات الأجنبية متوفرون بكميات جيدة .. كل سنة يتخرج من عندي حوالي خمسة عشر مترجما بارعا من العربية إلى الهولندية/الإنكليزية أو الهولندية/الفرنسية. والآيين في الترجمة الأدبية هو أن يترجم كل مترجم إلى لغته الأم. وتحت يدي أكثر من خمسة وعشرين مترجما أدبيا من العربية إلى الهولندية، ممن يجيدون العربية جيدا ويترجمون إلى لغتهم الأم، الهولندية. وعليه قس بالنسبة إلى اللغات الأخرى!

        ففكرة أن يقوم مترجم عربي بترجمة أدبية إلى لغة غير لغته الأم، فكرة غير مستحسنة بل مرفوضة اللهم إلا لمن أقام عقدين من الزمن على الأقل في بلاد أجنبية ودرس لغتها دراسة أكاديمية واطلع على ثقافتها ومخزونها الثقافي اطلاعا من الداخل. وهؤلاء قلائل جدا. وما سوى ذلك نسميه: عرجمة أدبية!

        منذ أيام قرأت لمترجمة عربية تترجم قصيدة هجاء عمودية إلى الإنكليزية دفعة واحدة كلاما مفاده أنها أول من يترجم هجاء إلى الإنكليزية، فتأمل "العرب وين وطنبورة وين" كما يقول المثل العراقي! وهذا يعيدنا إلى مداخلتي الأولى وسؤالي الأول: ماذا نعرف عن حركة الترجمة العربية في العالم، ولماذا تتعثر مشاريعنا؟!

        هلا وغلا![/align]
        عبدالرحمن السليمان
        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
        www.atinternational.org

        تعليق

        • عبدالرحمن السليمان
          مستشار أدبي
          • 23-05-2007
          • 5434

          #5
          [align=center]كم مترجماً يوجد لدينا؟![/align]
          [align=justify]كنا في الماضي نعزو تعثر حركة الترجمة بين العربية واللغات الأخرى إلى قلة اهتمام المؤسسات العربية الرسمية بالترجمة. ولكن مشاريع الترجمة التي طرحت في الآونة الأخيرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن تعثر حركة الترجمة من العربية وإليها ليس فقط بسبب غياب الاهتمام والدعم الرسميين، بل بسبب انعدام وجود مترجمين يفون بالشروط الدنيا للقيام بترجمات مقبولة .. وقوائم الكتب المرشحة للترجمة التي أعدتها هيئات مثل المنظمة العربية للترجمة ومشروع كلمة ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وغيرها، لا تزال حتى اليوم مرشحة للترجمة ولا تجد لها مترجمين قديرين يترجمونها وذلك رغم توفر المال لذلك. صحيح أن إدارة بعض مشاريع الترجمة متعثرة هي الأخرى، وأن سلوك من خبرنا من بعض الإداريين القائمين على بعض المشاريع غير مهني البتة .. ولكن غياب المترجمين القديرين هو السبب الرئيسي في تعثر تلك المشاريع.

          وهذا يجعلنا نطرح هذا السؤال: كم مترجماً يوجد لدينا حقيقةً؟ ونقصد بالمترجم بالضبط: كل مَن يتقن لغتين اثنتين ويكون مطلعاً على ثقافة لغتين اثنتين وبمقدوره أن يترجم كتاباً ترجمة مقبولة ويضع له مقدمة بحثية تفي بالغرض ويسلمه جاهزاً للنشر. فهذه هي الشروط الدنيا التي لا بد من الوفاء بها قبل الترجمة. ونحن لا نتحدث في تكنولوجيا الترجمة ولا نشترط استعمال برامج تكنولوجيا الترجمة وما إلى ذلك من مهارات أصبحت شروطاً دنيا هي الأخرى في سوق الترجمة الدولية، فهذه التكنولوجيا لا تدرس ولا في جامعة عربية واحدة، وأكثر مترجمينا لا يعرفون عنها شيئاً يذكر، فضلاً عن توظيفها في عملهم لتحسين أدائهم.

          ونحن لا نتكلم من فراغ ونزعم جازمين أن أكثر المشاريع تتعثر بسبب عدم وجود مترجمين قادرين على الترجمة! فأدعياء الترجمة لا يعدون ولا يحصون، وقد ملؤوا المنتديات المخصوصة بالترجمة فلسفة وكلاماً غير مفهومين .. وعند التحقق من بضاعتهم، نجد أكثرهم صفراً من كل شيء خلا الفلسفة والكلام غير المفهوم .. وتجاربنا في هذا المجال كثيرة وموثقة بالدليل الدامغ.

          إنه التأهيل قبل كل شيء، تأهيل المترجمين العرب تأهيلاً يمكنهم من الوفاء بالشروط الدنيا لصنعة الترجمة، هو الخطوة الأولى لإحداث أي تغيير إيجابي في الحالة الراهنة. والأمل كبير، وكبير جداً، في أن يحدث المشروع الأوربي القادم، والذي تشارك في إعداده الآن أربع جامعات غربية رئيسية وأربع جامعات عربية رئيسية، نقلة نوعية في تأهيل المترجمين العرب، فضلاً عن استفادة سائر الجامعات العربية وكذلك أعضاء الجمعيات العربية ذات الصفة الاعتبارية من المادة العلمية المطورة لهم خصيصاً .. ولا شك في أن هذا المشروع الواعد سوف يساعد في تكوين جيل جديد من المترجمين العرب بمقدورهم أن يشاركوا في مشاريع الترجمة المتعثرة، وأن يدخلوا السوق الدولية للترجمة وهم واثقون من أدائهم وبالتالي من قدرتهم على المنافسة وتحصيل المشاريع التجارية الخاصة المفيدة لهم على الصعيد الخاص، والمشاريع الثقافية العامة المفيدة لثقافتهم على الصعيد العام ..[/align]
          عبدالرحمن السليمان
          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
          www.atinternational.org

          تعليق

          يعمل...
          X