الحركة استثنائيّة في هذا اليوم.تهيّأوا لها حتّى يكونوا في الموعد فسبقوه إلى هناك.
رأوه يدخل القاعة تحت حراسة مشدّدة من رجال الأمن الذّين طوّقوه حذرا من التحامه بالحاضرين.
كان الأعوان قد غيّروا القاعة التّي خصّصت لمقاضاته بعد أن ضجّت الأولى بعدد هائل من المواطنين.الحدث جلل ولا شكّ والموقف رهيب فالقلوب مشحونة بحقد دفين غذّته الأيّام واللّيالي ،ليالي الحرمان والعسف.باتت هذه القلوب حمما خرجت من فوهة بركان واتّسع مداها.
المتّهم غير كلّ المتّهمين السّابقين.كان يرتدي بدلة أنيقة لا توحي بأنّه أتى لتوّه من الإيقاف.
دخل في أنفته المعهودة وغطرسته التّي فرضت على الآخرين الخوف والصّمت.لكنّهم اليوم يشهرون عليه ألسنتهم بوابل من الشّتائم ويشذّبون شوكته التّي أذلّتهم.
كانوا ينتظرون خارج القاعة قرار المحكمة.فبه ستطمئنّ نفوسهم بعد أن ألقت الثّورة بظلالها الوارفة على مشاعرهم فوهبتها السّكينة والطّمأنينة إذ اعتقل مجموعة من المتورّطين في قضايا الفساد تحت ضغط شعبيّ قويّ.
يهمس بعض الحاضرين" يقولون إنّه إبنها وليس إبن شقيقها".ويرفع آخرون أصواتهم في حدّة "إنّه أدمن ومن معه على تخديرنا حتّى يقتلوا الإنسان فينا".يردف أحد الموجودين" ما أعظم شرّهم لقد كانوا يزيّفون حقيقة النّشرة الجويّة مرارا لييسر لهم تهريب المخدّرات عبرالبحر...غدا يكون الطّقس غائما والبحر شديد الاضطراب وعلى البحّارة ملازمة الحذر...
...كانوا يرونه وراء القضبان ،المكان الطّبيعيّ لكلّ الذين عاثوا فسادا في البلد.تتهلّل أساريرهم ويهب ذلك المشهد نفوسهم البرد والسّلام.
يتواصل مدّ الحاضرين وجزرهم مستبشرين بأنّ القضاء بدأ يأخذ منحى مخالفا لما كان عليه.
خيّم الصّمت إثر سماع وقع خطى ملأت باحة المحكمة.
يخرج المتّهم محاطا برجال الأمن ونظراته القاسية المتعالية تخترق صمت الجميع فقد حبست الأنفاس في انتظار معرفة قرار المحكمة.
"يتأجّل النّظر في القضيّة إلى شهر مايو"...يستيقظ بعضهم من وهم العدالة المنتظرة.كانت حلما وستبقى.
ألم تكن التّهم كافية للحكم عليه وإيداعه السّجن؟إنّهم يتواطأون معه ليخفوا أدلّة إدانته.أسقطوا عنه كلّ التّهم باستثناء تهمة تعاطي المخدّرات.
وتهريبها الذّي سمّم أبناءنا؟؟
صرخ بعض الحاضرين في حنق "ثورتك تُسرق يا بلدي"
كتبت القصّة وألم شديد يعتصرني لما أشهده في تونس من تخاذل شديد في محاسبة رموز الفساد.
كتبتها لأشيد بدور أحرار مصر الذين بدأوا يحاكمون المفسدين الخونة، بالأمس كان وزير الدّاخليّة وغدا...
غدا في تونس يقاضى المتّهم بعد فترة التّأجيل فهل سيتحقّق الحلم؟ العدل.
تحيّاتي لجميع الأحرار في كلّ مكان.
رأوه يدخل القاعة تحت حراسة مشدّدة من رجال الأمن الذّين طوّقوه حذرا من التحامه بالحاضرين.
كان الأعوان قد غيّروا القاعة التّي خصّصت لمقاضاته بعد أن ضجّت الأولى بعدد هائل من المواطنين.الحدث جلل ولا شكّ والموقف رهيب فالقلوب مشحونة بحقد دفين غذّته الأيّام واللّيالي ،ليالي الحرمان والعسف.باتت هذه القلوب حمما خرجت من فوهة بركان واتّسع مداها.
المتّهم غير كلّ المتّهمين السّابقين.كان يرتدي بدلة أنيقة لا توحي بأنّه أتى لتوّه من الإيقاف.
دخل في أنفته المعهودة وغطرسته التّي فرضت على الآخرين الخوف والصّمت.لكنّهم اليوم يشهرون عليه ألسنتهم بوابل من الشّتائم ويشذّبون شوكته التّي أذلّتهم.
كانوا ينتظرون خارج القاعة قرار المحكمة.فبه ستطمئنّ نفوسهم بعد أن ألقت الثّورة بظلالها الوارفة على مشاعرهم فوهبتها السّكينة والطّمأنينة إذ اعتقل مجموعة من المتورّطين في قضايا الفساد تحت ضغط شعبيّ قويّ.
يهمس بعض الحاضرين" يقولون إنّه إبنها وليس إبن شقيقها".ويرفع آخرون أصواتهم في حدّة "إنّه أدمن ومن معه على تخديرنا حتّى يقتلوا الإنسان فينا".يردف أحد الموجودين" ما أعظم شرّهم لقد كانوا يزيّفون حقيقة النّشرة الجويّة مرارا لييسر لهم تهريب المخدّرات عبرالبحر...غدا يكون الطّقس غائما والبحر شديد الاضطراب وعلى البحّارة ملازمة الحذر...
...كانوا يرونه وراء القضبان ،المكان الطّبيعيّ لكلّ الذين عاثوا فسادا في البلد.تتهلّل أساريرهم ويهب ذلك المشهد نفوسهم البرد والسّلام.
يتواصل مدّ الحاضرين وجزرهم مستبشرين بأنّ القضاء بدأ يأخذ منحى مخالفا لما كان عليه.
خيّم الصّمت إثر سماع وقع خطى ملأت باحة المحكمة.
يخرج المتّهم محاطا برجال الأمن ونظراته القاسية المتعالية تخترق صمت الجميع فقد حبست الأنفاس في انتظار معرفة قرار المحكمة.
"يتأجّل النّظر في القضيّة إلى شهر مايو"...يستيقظ بعضهم من وهم العدالة المنتظرة.كانت حلما وستبقى.
ألم تكن التّهم كافية للحكم عليه وإيداعه السّجن؟إنّهم يتواطأون معه ليخفوا أدلّة إدانته.أسقطوا عنه كلّ التّهم باستثناء تهمة تعاطي المخدّرات.
وتهريبها الذّي سمّم أبناءنا؟؟
صرخ بعض الحاضرين في حنق "ثورتك تُسرق يا بلدي"
كتبت القصّة وألم شديد يعتصرني لما أشهده في تونس من تخاذل شديد في محاسبة رموز الفساد.
كتبتها لأشيد بدور أحرار مصر الذين بدأوا يحاكمون المفسدين الخونة، بالأمس كان وزير الدّاخليّة وغدا...
غدا في تونس يقاضى المتّهم بعد فترة التّأجيل فهل سيتحقّق الحلم؟ العدل.
تحيّاتي لجميع الأحرار في كلّ مكان.
تعليق