في المحكمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نادية البريني
    أديب وكاتب
    • 20-09-2009
    • 2644

    في المحكمة

    الحركة استثنائيّة في هذا اليوم.تهيّأوا لها حتّى يكونوا في الموعد فسبقوه إلى هناك.
    رأوه يدخل القاعة تحت حراسة مشدّدة من رجال الأمن الذّين طوّقوه حذرا من التحامه بالحاضرين.
    كان الأعوان قد غيّروا القاعة التّي خصّصت لمقاضاته بعد أن ضجّت الأولى بعدد هائل من المواطنين.الحدث جلل ولا شكّ والموقف رهيب فالقلوب مشحونة بحقد دفين غذّته الأيّام واللّيالي ،ليالي الحرمان والعسف.باتت هذه القلوب حمما خرجت من فوهة بركان واتّسع مداها.
    المتّهم غير كلّ المتّهمين السّابقين.كان يرتدي بدلة أنيقة لا توحي بأنّه أتى لتوّه من الإيقاف.
    دخل في أنفته المعهودة وغطرسته التّي فرضت على الآخرين الخوف والصّمت.لكنّهم اليوم يشهرون عليه ألسنتهم بوابل من الشّتائم ويشذّبون شوكته التّي أذلّتهم.
    كانوا ينتظرون خارج القاعة قرار المحكمة.فبه ستطمئنّ نفوسهم بعد أن ألقت الثّورة بظلالها الوارفة على مشاعرهم فوهبتها السّكينة والطّمأنينة إذ اعتقل مجموعة من المتورّطين في قضايا الفساد تحت ضغط شعبيّ قويّ.
    يهمس بعض الحاضرين" يقولون إنّه إبنها وليس إبن شقيقها".ويرفع آخرون أصواتهم في حدّة "إنّه أدمن ومن معه على تخديرنا حتّى يقتلوا الإنسان فينا".يردف أحد الموجودين" ما أعظم شرّهم لقد كانوا يزيّفون حقيقة النّشرة الجويّة مرارا لييسر لهم تهريب المخدّرات عبرالبحر...غدا يكون الطّقس غائما والبحر شديد الاضطراب وعلى البحّارة ملازمة الحذر...
    ...كانوا يرونه وراء القضبان ،المكان الطّبيعيّ لكلّ الذين عاثوا فسادا في البلد.تتهلّل أساريرهم ويهب ذلك المشهد نفوسهم البرد والسّلام.
    يتواصل مدّ الحاضرين وجزرهم مستبشرين بأنّ القضاء بدأ يأخذ منحى مخالفا لما كان عليه.
    خيّم الصّمت إثر سماع وقع خطى ملأت باحة المحكمة.
    يخرج المتّهم محاطا برجال الأمن ونظراته القاسية المتعالية تخترق صمت الجميع فقد حبست الأنفاس في انتظار معرفة قرار المحكمة.
    "يتأجّل النّظر في القضيّة إلى شهر مايو"...يستيقظ بعضهم من وهم العدالة المنتظرة.كانت حلما وستبقى.
    ألم تكن التّهم كافية للحكم عليه وإيداعه السّجن؟إنّهم يتواطأون معه ليخفوا أدلّة إدانته.أسقطوا عنه كلّ التّهم باستثناء تهمة تعاطي المخدّرات.
    وتهريبها الذّي سمّم أبناءنا؟؟
    صرخ بعض الحاضرين في حنق "ثورتك تُسرق يا بلدي"


    كتبت القصّة وألم شديد يعتصرني لما أشهده في تونس من تخاذل شديد في محاسبة رموز الفساد.
    كتبتها لأشيد بدور أحرار مصر الذين بدأوا يحاكمون المفسدين الخونة، بالأمس كان وزير الدّاخليّة وغدا...
    غدا في تونس يقاضى المتّهم بعد فترة التّأجيل فهل سيتحقّق الحلم؟ العدل.
    تحيّاتي لجميع الأحرار في كلّ مكان.

  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    تلحفوا بالصمت إذًا
    افتحوا قبور أرديتكم
    أعيدوا لرمادها ماكان لها من قديم
    وحول قصاصات التواريخ
    استشعروا دفئا كنتم تأملون
    لا مانع من ذكر ميدان التحرير فى سمركم
    إن كان همسا
    أو ضلالا
    ما يعني وائل غنيم
    أو البرد عي
    ابن عيسي
    الأسواني
    عليكم أن تقروا
    أنها محض أسماء خانت ذواكركم نتيجة ثقب فى الجدار العازل
    ما كانت هنا
    و ما كان لم يكن سوي كابوس
    زينه لكم مؤلفو القصص البوليسية و التاريخية الرديئة !

    المجد للجنود
    العزللجنود
    فسبحوا رب الجنود
    أو أعلنوها من جديد
    وموتوا هناك .. فى التحرير أينما يكون
    دون أن تستبدلوا رؤوسكم بأخرى
    تعي أمر المعجزات
    كيف إن أفلتت من رحم الأرض
    وقبضة الحضور إلى الغياب
    تكون عصية
    وربما
    لن تعود !


    صورت المشهد فأجدت ياقلب ريح الثورة المباركة
    هذه هواجسنا ، لأننا لا نريد لها أن تقع ، أن تسرق منا
    بعد أن أصبحت تفاحة بين أصابعنا .. نعم أستاذة !!
    ربما بالفعل تلك هواجس .. و أن الثورة قائمة و لن تخمد نارها
    ما عشنا و عاش هؤلاء الشباب و الشابات !!

    قصة من قلب الحرقة و الخوف
    صورت باتقان و دقة و قدرة على البناء و الصياغة
    فأتت بكل جوانب المشهد ، ووضعتنا فيه .. و هذا ليس
    غريبا عليك أستاذة نادية !!

    تقبلي مروري المتواضع
    أهمس و كما أهمس لنفسي : تماسكي نادية نحن منتصرون .. منتصرون !!

    تقديري و احترامي
    sigpic

    تعليق

    • نادية البريني
      أديب وكاتب
      • 20-09-2009
      • 2644

      #3
      تلحفوا بالصمت إذًا
      افتحوا قبور أرديتكم
      أعيدوا لرمادها ماكان لها من قديم
      وحول قصاصات التواريخ
      استشعروا دفئا كنتم تأملون
      لا مانع من ذكر ميدان التحرير فى سمركم
      إن كان همسا
      أو ضلالا
      ما يعني وائل غنيم
      أو البرد عي
      ابن عيسي
      الأسواني
      عليكم أن تقروا
      أنها محض أسماء خانت ذواكركم نتيجة ثقب فى الجدار العازل
      ما كانت هنا
      و ما كان لم يكن سوي كابوس
      زينه لكم مؤلفو القصص البوليسية و التاريخية الرديئة !

      المجد للجنود
      العزللجنود
      فسبحوا رب الجنود
      أو أعلنوها من جديد
      وموتوا هناك .. فى التحرير أينما يكون
      دون أن تستبدلوا رؤوسكم بأخرى
      تعي أمر المعجزات
      كيف إن أفلتت من رحم الأرض
      وقبضة الحضور إلى الغياب
      تكون عصية
      وربما
      لن تعود !


      صورت المشهد فأجدت ياقلب ريح الثورة المباركة
      هذه هواجسنا ، لأننا لا نريد لها أن تقع ، أن تسرق منا
      بعد أن أصبحت تفاحة بين أصابعنا .. نعم أستاذة !!
      ربما بالفعل تلك هواجس .. و أن الثورة قائمة و لن تخمد نارها
      ما عشنا و عاش هؤلاء الشباب و الشابات !!

      قصة من قلب الحرقة و الخوف
      صورت باتقان و دقة و قدرة على البناء و الصياغة
      فأتت بكل جوانب المشهد ، ووضعتنا فيه .. و هذا ليس
      غريبا عليك أستاذة نادية !!

      تقبلي مروري المتواضع
      أهمس و كما أهمس لنفسي : تماسكي نادية نحن منتصرون .. منتصرون !!

      تقديري و احترامي


      شكرا أيّها المبدع لأنّك كنت هنا تخترق أعماق النّص لتصل إلى الوجع الكامن فيه.هو وجع أمّة بأكملها تبحث عن الحقّ والقسط والحريّة.
      انتظرنا هذا اليوم طويلا لنقول بأعلى صوتنا لا للظّلم لكنّ أعداء الثّورة يفسدون علينا طعم الحريّة.
      لو تراهم كيف يخرّبون ويسلبون وينافقون.لو ترى أنانيّتهم التي تقضي على آمالنا.
      الوضع متوتّر في تونس:ممارسات النّظام السّابق تطفو على السّطح مجدّدا.
      أتعلم أنّ بطل قصّتي مثل اليوم أمام العدالة مع تعتيم إعلاميّ كبيروحكم عليه بسنتين أمام فظاعة ما ارتكب.ومن أدرانا أين هو الآن.ليست لنا ثقة في القضاء لأنّه لم يستقلّ بعد.
      أكاد أختنق واللّه فدماء الشّهداء عزيزة علينا ولم نأخذ بحقّهم بعد من المجرمين.
      شكرا أستاذي ربيع لأنك تمنحني بعض الثّقة والأمل بأنّنا منتصرون بإذن اللّه تعالى
      تحيّاتي وو
      دّي

      تعليق

      • آسيا رحاحليه
        أديب وكاتب
        • 08-09-2009
        • 7182

        #4
        فعلا عزيزتي نادية ..
        و لهذا تكون الفترة الشائكة و الحساسة هي فترة ما بعد الثورة و ليست الثورة ذاتها .
        شكرا لك على هذا النص .
        و تمنياتي بالنصر لكل الثورات العربية .
        محبّتي.
        يظن الناس بي خيرا و إنّي
        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

        تعليق

        • نادية البريني
          أديب وكاتب
          • 20-09-2009
          • 2644

          #5
          آسيا الغالية
          بالفعل ما بعد الثّورة هو النّضال الأعسر وعلينا أن نكون متيقظين حتّى لا يلتفّ على نضالاتنا ثلّة من المفسدين.
          شكرا لوجودك بين ثنايا حروفي تبثّين في نفسي روح الأمل
          تحيّاتي من مدينة صفاقس التّونسيّة

          تعليق

          يعمل...
          X