متاهة الأشكال....حسن شهاب الدين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    متاهة الأشكال....حسن شهاب الدين


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    متاهـــــة الأشكــــــال
    حــــسن شهــــاب الديــــن

    فسَّرْتَ لي الترحالَ بالترحال ِ
    فتمردتْ لغتي على صَلصالي
    وتركتني..
    في جنـَّةٍ وحشيـَّةٍ
    من أحرفي
    أعدو وراء ظلالي
    أحدو
    - على ظمأ –
    قوافلَ حيْرَتي
    في تيهها
    وأريقُ ماءَ سؤالي
    شَرَكٌ هي الكلماتُ..
    أيُّ خرافةٍ قزحيةٍ
    من حكمةٍ وضلالِ
    شكـَّلـْتَ تمثالي
    بطين ٍناطقٍ
    ورضيتَ لي حرية المَثــَّال

    وكما أردتَ
    أعدتُ تشكيلَ الحياة
    على يديك
    بأحرفي ومُحالي
    رتـَّبْتُ فوضى الصمتِ
    ثم تركته
    يتلو أغانيه بصوتٍ عال ِ
    وقرأتُ سِفـْرََ الماء
    شِدْتُ حضارة
    من غيمةٍ ترعى بأفقٍ خال ِ
    أطلقتُ صُبحا
    من تفاعيل المدى
    ليكونَ نافذة
    لبيتِ خيالي
    وأقمتُ مئذنة لليل ٍراحل ٍ
    ما بين فاصلتين
    مرَّ ببالي
    ورسمتُ كونا
    من فراغ ٍناعم ٍ
    متضارب الاشباه ِوالامثالِ
    أنا لم أكنْ..
    والابجدية سِدْرتي
    والوحيُ
    - نصل الغيب-
    يقرأ حالي
    أنا لم أكن..
    كان البياضُ غوايتي
    وسرابـُك الصدِّيقُ
    أفقَ جمالي
    وغزالتان..
    على معارج ِفضَّةٍ
    تصَّاعدان بطفلكَ المُختال
    ..كانت طيورُ يديكَ
    حطـَّتْ في دمي
    ورشفن
    رجفة صوتي السلسال
    وحديقة النهوند
    فيَّ تفتـَّحتْ
    لسحابةٍ إيقاعُها متوال ِ
    أوغلتُ في الكلماتِ..
    وزَّعتُ المدى نصفين
    بين سمائها..وهلالي
    وصحبتُ فيها الشعرَ
    طفلا لم يزلْ
    يلهو بدميتِه
    مع الأطفال ِ
    ولمستُ لونَ الميم
    أبصرتُ انفلاتَ الراءِ
    سرت على انحناء الدال ِ
    حتى اكتملتُ على صليب قصيدتي
    فإذا أنا ومتاهة الأشكال ِ.
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    #2


    قــــــــــراءة لقصيـــــــدة
    متــــاهة الأشكـــــال
    للشاعر
    حســــن شهــــاب الديـــــن


    لا يمكن للإنسان أن يعرف قيمة الاستقرار حتى يعيش التيه. نبحث عن النفس داخل المفردات, فتحتوينا الكلمات و تشكل وجودنا الذي يغفو ليستيقظ ,على إيقاع خطوات الواقع الذي ياخذنا في حركته المتسارعة, فلا ندرك ما يحدث. يسرقنا الوقت و لا يتركنا نتأمل ما يوجد حولنا و فينا .

    هي الحياة التي تشكل الصور و الكلمات, ليكون الخيال واقعا و الواقع خيالا ,يحلق بك في عالمه لتحلم أو تتأمل أو تستيقظ, على حقيقة وجودك , فبين الحقيقة و الواقع فسحة لها مداها و كأنها تيه, تحلق في أجوائه كروح تخلصت من طينها لتعيش غيبها الذي تشكله الصور و الكلمات.

    هكذا أخذتنا قصيدة الشاعر حسن شهاب الدين, إلى عالمها و الذي شكلته الأشكال فكانت صورا رائعة, حلقت بنا على أجنحة طيور المعاني ,المتألقة في سماء الإبداع فكان التيه, و كان الخيال فرسا جامحا ,يخترق الواقع و يقتني مفرداته ليعيد تشكيلها وتكون القصيدة سنفونية, عازفة لأجمل الألحان, على أوتار الكلمات و يقول الشاعر.

    فسَّرْتَ لي الترحالَ بالترحال ِ
    فتمردتْ لغتي على صَلصالي
    وتركتني..
    في جنـَّةٍ وحشيـَّةٍ
    من أحرفي
    أعدو وراء ظلالي

    يرحل الشاعر عن عالمه, ليكون الترحال إدراك للترحال, وتشف اللغة و ترف, لتصبح ملائكية متمردة على كثافة الصلصال و ثقله, لكن الواقع سرعان ما يأخذه إلى عالم آخر, ليعيش الكلمة ووحشة حرفها. فللظلال ظلمة تجعله يركض ورائها في محاولة منه لإدراك معادلة تتواصل بين الأرض و السماء, بين رفيف نور الكلمة في سمائها ووحشتها الأرضية و تبقى له أسئلة و أجوبة يبحث عنها ليقول:

    أحدو
    - على ظمأ –
    قوافلَ حيْرَتي
    في تيهها
    وأريقُ ماءَ سؤالي

    يصبح الشاعر رحالة في صحراء نفسه المقفرة, ليحدو قوافل حيرته. أسئلة تثير وجوده و عطشه للمعرفة, لتصبح ماء يراق على أرضه الظمآ .صور تتلاحق في الخيال و على أرض القصيدة, ليصبح المستحيل واقعا يحتضنه الشاعر ,و يغفو في ثناياه و كأنه يطوي الزمن ليصبح التيه أرضا ,تعبرها قوافل حيرته و يستفيق على وقع الكلمات ليقول :

    شَرَكٌ هي الكلماتُ..
    أيُّ خرافةٍ قزحيةٍ
    من حكمةٍ وضلالِ
    شكـَّلـْتَ تمثالي
    بطين ٍناطقٍ
    ورضيتَ لي حرية المَثــَّال

    و تبدع الكلمات في وصف نفسها, و يبدع الشاعر في تأمل حركتها الدائرية وهي تلتف على نفسها, لتفصح عن شرك تحتويه , فيه الحكمة و الظلال ,تشكل تمثال الشاعر الطيني الناطق و كأنه مثَّال يمارس حرية يهفو إليها .
    أهي الحرية حقا أم وهم الخيال ؟ تتداخل المفاهيم ليسطو بعضها على بعض, فتكون للكلمات شراك يقع فيها الشاعر ,بعد أن حاكت له خرافة متعددة الألوان و السيمات تحكي عن نفسها ليقول الشاعر :

    وكما أردتَ
    أعدتُ تشكيلَ الحياة
    على يديك
    بأحرفي ومُحالي
    كأن الشاعر يخاطب الغيب فيه, أو حقيقته الكامنة داخله ,لأنها الوحيدة القادرة على إعادة تشكيل حياته بأحرف تستقي صورها من المحال بالعقل المدرك, لكنه المتاح بالعقل الآخر و كأن الشاعر يتواصل مع عالم الغيب و الشهادة, لتكون الصورة غيرها لها رسوم أرضية ومعنى غيبي, لتتواصل الأضداد على مستوى الكلمة ويفضي بعضها إلى بعض و يقول الشاعر :
    رتـَّبْتُ فوضى الصمتِ
    ثم تركته
    يتلو أغانيه بصوتٍ عال
    ِ
    للصمت فوضي يرتبها الشاعر لتصبح لها حركة و صوت غنائي عال .يستعمل الشاعر تقنية عالم المحال, فتتخلق الصورة و الحركة و تحدث عالما له صوت و جمال أخاذ, يرتقي بك إلى سماء الكلمة المحلقة بالمعنى لتتخلص من التمثال الطيني و يصبح لك إنعدام وزن ليكون لك توازن روحي تتعرف من خلاله على روعة الخيال و الذي يستعمل الكلمة و الصوت و الصورة, ليصبح القلم ريشة لها رسم و سيمات حية في عالم تتفرد فيه وحدها بالإبداع ليصبح الشاعر الرسام و الريشة و الصورة..... واحد و يقول :

    وقرأتُ سِفـْرََ الماء
    شِيدْتُ حضارة
    من غيمةٍ ترعى بأفقٍ خال ِ
    للمستحيل حال آخر مع الشاعر, فهو يقرأ سفر الماء, و يلتقط غيمة ترعى في أفق خال ليشيد بها حضارة . للشاعر قدرة على تخليق الخيال, لتكون له حياة متحركة فيه و به و كأن له سحرا يحلق بك في فضاء يصبح أرضا, لها رسوم و حركة, مادتها غيمة و بساطها حضارة.....
    أهي نرجسيته التي تتكلم أم خياله ؟ لنسترسل مع القصيدة ,حتى نرى كيف يجسد الشاعر عالمه بكلمة ترتقي به وتأخذه إلى عالمها ليقول:

    أطلقتُ صُبحا
    من تفاعيل المدى
    ليكونَ نافذة
    لبيتِ خيالي
    وأقمتُ مئذنة لليل ٍراحل ٍ
    ما بين فاصلتين
    مرَّ ببالي
    ورسمتُ كونا

    من فراغ ٍناعم ٍ
    متضارب الاشباه ِوالامثالِ
    للشاعر خيال له مدى و كأنه يرسم صوره من فراغ له صمت وصورة و حس و لون, ليصبح الصبح نافذة لبيت خياله . تطيعه الأشكال و ترسم كل ما يمر بباله, ليؤثث عالمه بمكونات ألفها لكنه يهرب منها, إلى عالم يرسمه و يصنعه الشاعر بأشكال هو من يحدد ملامحها, فيرسم كونا يكون الفراغ مادته, و يشكل مفرداته المتضاربة المتشابهة الأمثال ,و كأنه ينقل صورة عالم الأرض إلى فضاء سماوي, ليقول لنا أن التناقضات في عالمها الذي خلقت فيه, تتكامل, لتبني و ليس لتهدم و يقول الشاعر:

    أنا لم أكنْ..
    والابجدية سِدْرتي
    والوحيُ
    - نصل الغيب-
    يقرأ حالي

    الأبجدية هي سدرة منتهى الشاعر ,فهي صمته المتكلم فيه بلغة حذق مفرداتها يشكل بها صور خياله الجامح لعلها تفتح له باب الغيب ,أو تكون منه إليه يستقي منها الحلم و لحظات فرح ....هي هروب جميل من واقع مؤلم ,إلى واقع آخر يُخَلِّق صوره بخياله ليكون له ملجأ يحتمي به و بيته الذي يأوي إليه.... أحيانا قساوة الأحداث تفرض وجودها على الشاعر يهرب منها لأنه لا يستطيع تحملها و أقول هل هذا الهروب حل ؟ يمكن أن يكون حلا مؤقتا نحتمي به لنلتقط أنفاسا ضاق بها الصدر, لكنها حتما لن تكون كذلك لأن الهروب من المواجهة يؤدي إلى الاستسلام و ينتهي إلى قبول الأمر الواقع ....
    و يحلق الشاعر بعيدا في أفق مداه المطلق , ليتلاشى وتصبح الأبجدية سدرته و منتهاه ليكون كلمة على سطر يقرأها الغيب و يقول :

    أنا لم أكن..
    كان البياضُ غوايتي
    وسرابـُك الصدِّيقُ
    أفقَ جمالي
    وغزالتان..
    على معارج ِفضَّةٍ
    تصَّاعدان بطفلكَ المُختال

    تعليق

    • منجية بن صالح
      عضو الملتقى
      • 03-11-2009
      • 2119

      #3
      الشاعر ليس له عهد بكينونته لكن كل ما يعرفه هو أن البياض كان غوايته, و كأنه يبحث عن فطرته الناصعة التي يستشف وجودها بروحه ليشاهد بها غزالتان على معارج فضة.
      ينسج الشاعر من القصيدة عالما تشكله الكلمات لتكون المعاني روحه, و الصور بُنْيته الأساسية , يتنقل بينها و كأنها مملكته التي احتضنت وجوده الشاعر و يقول:
      ..كانت طيورُ يديكَ
      حطـَّتْ في دمي
      ورشفن
      رجفة صوتي السلسال
      وحديقة النهوند
      فيَّ تفتـَّحتْ
      لسحابةٍ إيقاعُها متوال ِ
      لا يكتفي الشاعر بتشكيل الصور و رسمها على أرض القصيدة بل يجعل لها صوتا و موسيقى لتتفتح فيه حديقة النَّهَوند و يكون للسحابة إيقاع متوال.....
      لقد أبدع الشاعر في صياغة مفردات عالمه ليكون الخيال فرسه الجامح في وجوده الطموح الذي يرتقي إلى الكلمة بالكلمة ,فتصبح مادة و شكلا, يرسم به موطأ قدم و كأنه يهرب من الواقع ليحتمي بالخيال ليحقق فيه كل آماله و يُحَمِّله شعوره و إحساسه بالجمال و يقول الشاعر:

      أوغلتُ في الكلماتِ..
      وزَّعتُ المدى نصفين
      بين سمائها..وهلالي
      وصحبتُ فيها الشعرَ
      طفلا لم يزلْ
      يلهو بدميتِه
      مع الأطفال ِ
      يعترف الشاعر أنه أوغل في الكلمات التي جعلته يطول المدى, ليوزعه نصفين بين سمائه و هلاله, و كأنه كون متحرك بذاته, و ما الكون الذي رسمه بكلمات أوغل فيها و سبر أغوارها, إلا صورة منه, لها كمون فيه ,فهو المصاحب لشعر و لم يزل طفلا يلهو, هو الرجوع إلى ماض كان مشرقا في سماء الطفولة و البراءة, يحن إليه الشاعر ليلتجئ تارة إلى الخيال و أخرى إلى ماض يتمنى رجوعه و كأنه يريد أن يتحكم في الزمن, وهو المقيم في عالم آخر صنعته مفرداته, حذق التعامل مع صوره فأطاعته الأبجدية وكانت الصلصال الذي يبني به مدنا يحتمي بها من وهج الواقع و الذي يكون في كثير من الأحيان حارقا ليقول :
      ولمستُ لونَ الميم
      أبصرتُ انفلاتَ الراءِ
      سرت على انحناء الدال ِ
      حتى اكتملتُ على صليب قصيدتي
      فإذا أنا ومتاهة الأشكال ِ.
      يعود الشاعر إلى الأبجدية التي شكلت قصيدته و جعلته يحلق على جناحها في عالم صاغ مفرداته و شكل أشكاله, ليقول أنه يستعمل معها حواسه و حركته و كأنها كائن حي فللميم ملمس و للراء انفلات و للدال انحناء, يسير عليه الشاعر ليكتمل وجوده ,و لا يكون هذا الوجود متوازنا, حتى يكون للقصيدة صليب صورة, أبدع في رسمها ليصبح و كأنه مرآة على سطح الأرض, فالقصيدة مرآته السماوية..... فهو العاكس لها المعكوس عليها .... تتداخل الرسوم ليجد الشاعر نفسه في متاهة الأشكال, يحتويه التيه ليعيد الرحلة من جديد في عالمه مع مفردات يصوغها و كأنها منه ,ينحتها خياله لتنحت وجوده المتحرك فيصبح رساما تشكيليا, يجسد معاني لا يستطيع تحريكها إلا هو .....


      للشاعر قدرة رائعة على تشكيل جسد للمعنى ,و كأنه يخلقه بالكلمة , ليتخلق معه من جديد و يصطحبه في ترحاله , وهو الذي يقول في أول بيت له فسرت لي الترحال بالترحال.....
      كانت لنا رحلة مع الكلمات و الأشكال ,حلقت بنا في فضاء الشاعر, دخلنا عالمه فكانت الرسوم بنيانه ,و الحروف سكانه و كنا على أجنحة طيور المعاني, نتأمل حضارة شكلت مفرداتها غيمة ,و جعلت الشاعر يتسلق الأبجدية ,و يتتبع خطوطها حسا و معنى, ليعيش فيه الأنا, ذاته الشاعرة المتخيلة لعالم آخر له مفرداته التي تجعله أجمل و أنقى, يرتفع عن هموم البشر و الأحزان التي تنتشر على أرض الواقع ,و التي يجد نفسه عاجزا عن التخلص منها و مقاومتها بالحركة الفاعلة ,فتراه يقاومها بالخيال و الهروب إلى أرض هو من يصوغ مفرداتها و يشكلها, يحتمي بها ليرتشف من كأس الفرح قطرات تساعده على الحياة و من عطر الحرية نسمات تنعش وجوده, حتي يستطيع الإستمرار .
      هكذا يوحي لنا النص بنرجسية الشاعر و التي هي وليدة مرارة واقع ,يجعله يحتمي بالخيال ليعيش وهم السعادة, ينقله إلينا عبر البناء اللغوي المحمل بمعاني ,نستشف منها طموح الكاتب, إلى اكتساب القدرة على الخلق و إبداع عالم آخر, ينسج رقعته الخيال له وسع يتحكم فيه, ليجعله يتواصل عموديا , يكون له مدى بين الأرض و السماء, و أفقيا أرضيا ليحتوي صور الواقع و مفرداته.
      يعيش الشاعر اللحظة في هذا الفضاء الذي سَطَّر لا محدوديته بالكلمة المعبرة عن حيرته, و التي تقول لنا ....فسرت لي الترحال بالترحال.... لنجده في نهاية القصيدة يقول فإذا أنا و متاهة الأشكال .... لينتهي به المطاف إلى نقطة البداية .....

      للشاعر حسن شهاب الدين خاصية ينفرد بها, أو لنقل غير موجودة بكثرة عند الشعراء وهي قدرته على الطواف داخل وجدانه الذي يعيش المعاناة, لتخرج لنا مفرداته محملة بأجمل الصور المعبرة عن واقعه الداخلي و الخارجي, ليُكْمل تطوافه في الفضاء الكوني, فتتواصل طبيعته الفردية ,مع الجماعية في رحاب خيال, يكون له وقع على النفس و الواقع, لنكتشف فيه هذه القدرة على إنشاء دوائر تتشكل داخله لتخرج و تتشكل حوله يطوف بها و معها في القصيدة و في فكر المتلقى ....
      هكذا عشت مع الشاعر حسن شهاب الدين في خيال أراده واقعا على أرض القصيدة وفضاء في سماء المعنى ....

      قراءة.... لمنجية بن صالح

      تعليق

      يعمل...
      X