( وسَوسَت له ، التهمَ تفاحتَها ، فحرَمْتُه جنَّتى )
فى هذى القصيصة للأستاذة صابرين الصباغ نتوقف عند علاقة النحوية وأثرها فى السياق
1- يقوم النص على ثلاث جمل فعلية جميعها عبر علائق الفعل الماضى ، ولا يربط بين هذى العلائق أية أداة عطف بما يجعلنا مباشرة أمام تتابع وتلاحق وتوتر دلالى لا يهدأ إلا مع تلقى علاقة الجملة الفعلية الأخيرة ، إذن يمكن القول أن غياب حرف العطف يستحيل تعبيرا كنائيا عن الجو النفسى لدى بطلة النص التى تبدو الأمور فى بصيرتها محسومة وأفعالها باترة لا تتحمل أن تسقط ذرة غبار على شرفة كبريائها فيكون الحرمان بلا أدنى تفكير أو اجترار النظر إلى الوراء
2- يتكىء النص على استدعاء التراث الدينى والموروث الشعبى حين ينهل من قصة حواء وآدم ، لذا يمكن القول أن علاقة الفعل الماضى تساهم فى تكثيف هذا الاستدعاء ، بل وتعميق التخييل لدى المتلقى الذى يجد نفسه فى فلكين مختلفين ،لكنهما يتماوجان معا فلك التاريخ حيث وسوست حواء لآدم ، وفلك النص فى وقته الآنى حيث وسوست العشيقة لرجل امرأة أخرى ، هنا يمكن القول أن علاقة الفعل الماضى هى التى تناغم بين الفلكين الدلالين التاريخ وزمن النص بما يجعلنا أمام سياق دلالى محفز للمساءلة والتلقى
3- ( وسوست له ) تمثل علاقة الفعل الماضى استعارة تصريحية حيث تخيل لنا العشيقة فى هيئة حواء القديمة حسب التراث الشعبى وقد استسلمت لشهواتها وفضولها وانسابت إلى وجدان رجلها تستميله وتمنيه ، لكننا ولأننا فى فلكين دلالين نتلقى الاستعارة بوجهها الثانى حيث نرى حواء العشيقة وهى تقع فى خطأ أليم ولكننا لا نقدر أن نفعل شيئا فالوسوسة قد وقعت فعلا
4- ثم ولنتأمل جمالية المسكوت عنه وسوست له بماذا ؟ ... هذا المسكوت عنه الذى نتلقاه كعلاقة نحوية تكثف من تأثير الاستدعاء التراثى فنحن نرى الوسوسة ذاتها القديمة التى نعرفها ، والوسوسة الجديدة التى سننتج دلالتها عبر تأويلها كل حسب خبرة تلقيه لسياق النص ، بما يجعلنا أمام قراء علاقة المسكوت والتى تتمثل فى علاقة شبه جملة متعلقة الفعل الماضى ( وسوست )
5- ( التهم تفاحتها ) هكذا نتلقى السياق كما أشرنا دون علاقة حرف العطف ، حيث يكنز السياق استعارة تصريحية تخيل لنا محبة حواء العشيقة وهى تتراءى لنا تفاحة حمراء ناضرة شهية ، هنا التخييل يساهم فى توتير استدعاء النص التراثى ويتواشج معه فى رهافة وذكاء
6- ثم ولنتأمل علاقة الفعل الماضى ( التهم ) إنه لم يأكل ولم يذق بل التهم التهاما ، بما يجعل الفعل يستحيل تعبيرا كنائيا عن عقلانية هذا الرجل وعن نظرة بطلة النص إليه وهو لا يتفكر ولا يتدبر وإنما يلتهم ما لا يدريه التهاما كأى طفل جائع شقى
7- ثم نتلقى علاقة الفاء السببية ( فحرمته جنتى ) وهى العلاقة التى تناغم ما سبق فكأنها قمة الهرم التى ينتهى عندها معمار السياق ، حيث تتجلى لنا علافة فاء السبيية كنهاية بديهية لما كان منها ومنها ، ثم إن علاقة الفاء تجلو لنا كبرياء بطلة النص وبصيرتها لذاتها التى تجعلها رغم هزيمتها متصرفة متحكمة فى الحدث بل قادرة وهى المهجورة المخونة أن تحرم من الجنة
8- يمكن القول أن علاقة ( فحرمته جنتى ) تكنز استعارة تصريحية يتجلى فيها المحبة جنة ، وهو التخييل الذى يخيل لنا أنهارا من حب وبساتين من حب وقصور من حب وهذكا يتكون المحبة هى ليبنة هذى الجنة
9- ثم ولنتأمل علاقة ياء المتكلم ( فحرمته جنتى ) وهى التى تنشر ظلا دلاليا من خصوصية على هذى الجنة التى هى ملك للحبيبة عندها مفتاحها وتملك أبوابها تدخل من تشاء وتحرم من تشاء
10- يمكن القول أن أننا أمام بنية سردية على إيجازها تقدم درسا باهرا فى التخييل وجمالية الاتكاء على التراث لانتاج رسالة إنسانية شديدة النبل والبهاء
رابط النص http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=78645
فى هذى القصيصة للأستاذة صابرين الصباغ نتوقف عند علاقة النحوية وأثرها فى السياق
1- يقوم النص على ثلاث جمل فعلية جميعها عبر علائق الفعل الماضى ، ولا يربط بين هذى العلائق أية أداة عطف بما يجعلنا مباشرة أمام تتابع وتلاحق وتوتر دلالى لا يهدأ إلا مع تلقى علاقة الجملة الفعلية الأخيرة ، إذن يمكن القول أن غياب حرف العطف يستحيل تعبيرا كنائيا عن الجو النفسى لدى بطلة النص التى تبدو الأمور فى بصيرتها محسومة وأفعالها باترة لا تتحمل أن تسقط ذرة غبار على شرفة كبريائها فيكون الحرمان بلا أدنى تفكير أو اجترار النظر إلى الوراء
2- يتكىء النص على استدعاء التراث الدينى والموروث الشعبى حين ينهل من قصة حواء وآدم ، لذا يمكن القول أن علاقة الفعل الماضى تساهم فى تكثيف هذا الاستدعاء ، بل وتعميق التخييل لدى المتلقى الذى يجد نفسه فى فلكين مختلفين ،لكنهما يتماوجان معا فلك التاريخ حيث وسوست حواء لآدم ، وفلك النص فى وقته الآنى حيث وسوست العشيقة لرجل امرأة أخرى ، هنا يمكن القول أن علاقة الفعل الماضى هى التى تناغم بين الفلكين الدلالين التاريخ وزمن النص بما يجعلنا أمام سياق دلالى محفز للمساءلة والتلقى
3- ( وسوست له ) تمثل علاقة الفعل الماضى استعارة تصريحية حيث تخيل لنا العشيقة فى هيئة حواء القديمة حسب التراث الشعبى وقد استسلمت لشهواتها وفضولها وانسابت إلى وجدان رجلها تستميله وتمنيه ، لكننا ولأننا فى فلكين دلالين نتلقى الاستعارة بوجهها الثانى حيث نرى حواء العشيقة وهى تقع فى خطأ أليم ولكننا لا نقدر أن نفعل شيئا فالوسوسة قد وقعت فعلا
4- ثم ولنتأمل جمالية المسكوت عنه وسوست له بماذا ؟ ... هذا المسكوت عنه الذى نتلقاه كعلاقة نحوية تكثف من تأثير الاستدعاء التراثى فنحن نرى الوسوسة ذاتها القديمة التى نعرفها ، والوسوسة الجديدة التى سننتج دلالتها عبر تأويلها كل حسب خبرة تلقيه لسياق النص ، بما يجعلنا أمام قراء علاقة المسكوت والتى تتمثل فى علاقة شبه جملة متعلقة الفعل الماضى ( وسوست )
5- ( التهم تفاحتها ) هكذا نتلقى السياق كما أشرنا دون علاقة حرف العطف ، حيث يكنز السياق استعارة تصريحية تخيل لنا محبة حواء العشيقة وهى تتراءى لنا تفاحة حمراء ناضرة شهية ، هنا التخييل يساهم فى توتير استدعاء النص التراثى ويتواشج معه فى رهافة وذكاء
6- ثم ولنتأمل علاقة الفعل الماضى ( التهم ) إنه لم يأكل ولم يذق بل التهم التهاما ، بما يجعل الفعل يستحيل تعبيرا كنائيا عن عقلانية هذا الرجل وعن نظرة بطلة النص إليه وهو لا يتفكر ولا يتدبر وإنما يلتهم ما لا يدريه التهاما كأى طفل جائع شقى
7- ثم نتلقى علاقة الفاء السببية ( فحرمته جنتى ) وهى العلاقة التى تناغم ما سبق فكأنها قمة الهرم التى ينتهى عندها معمار السياق ، حيث تتجلى لنا علافة فاء السبيية كنهاية بديهية لما كان منها ومنها ، ثم إن علاقة الفاء تجلو لنا كبرياء بطلة النص وبصيرتها لذاتها التى تجعلها رغم هزيمتها متصرفة متحكمة فى الحدث بل قادرة وهى المهجورة المخونة أن تحرم من الجنة
8- يمكن القول أن علاقة ( فحرمته جنتى ) تكنز استعارة تصريحية يتجلى فيها المحبة جنة ، وهو التخييل الذى يخيل لنا أنهارا من حب وبساتين من حب وقصور من حب وهذكا يتكون المحبة هى ليبنة هذى الجنة
9- ثم ولنتأمل علاقة ياء المتكلم ( فحرمته جنتى ) وهى التى تنشر ظلا دلاليا من خصوصية على هذى الجنة التى هى ملك للحبيبة عندها مفتاحها وتملك أبوابها تدخل من تشاء وتحرم من تشاء
10- يمكن القول أن أننا أمام بنية سردية على إيجازها تقدم درسا باهرا فى التخييل وجمالية الاتكاء على التراث لانتاج رسالة إنسانية شديدة النبل والبهاء
رابط النص http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=78645
تعليق