يا حبيبي كلنا بنات عائلات !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى بونيف
    قلم رصاص
    • 27-11-2007
    • 3982

    يا حبيبي كلنا بنات عائلات !

    كتب مصطفى بونيف

    يا حبيبي كلنا بنات عائلات !!





    ما أجمل المواصلات في بلاد الأتوبيسات أوطاني!..خاصة عندما يكتظ الأتوبيس بالراكبين عفوا الواقفين...عندما تختلط روائح العطور بالخضار بروائح الأنفاق، والغازات المسيلة للدموع...وعلى كل مواطن أن يلبس درعا واقيا ليحمي ما يجب حمايته وإلا سينزل من الحافلة إلى النيابة ثم إلى الطبيب الشرعي ..
    لم أكن أفهم اللغز وراء تفضيل المرأة "الحافلة" كوسيلة للمواصلات ...إلا مؤخرا، وذلك عندما صرخت إحداهن في وجهي وأنا أقف خلفها ببراءة الأطفال ( يا قليل الأدب!)...ثم راح الأتوبيس كله يحوقل ( لا حول ولا قوة إلا بالله)، بينما كنت أحاول أن أشرح لهم وأنا أتلعثم كمن ضبطوه يسرق الأحذية من الجامع ...( والله أنا بريئ، بريئ)...لم يسمعني أحد، ثم استرسلت الفتاة في البكاء، وكانوا سيعقدون قراني عليها لولا أنني قفزت من الشباك، والفتاة تصرخ ( العريس طار يا أما، العريس طار)..
    الحمد لله الذي خلصني من أتوبيس العوانس، وتمنيت لو أنني همست في أذن السائق أن يحط رحاله في مجاهل أفريقيا فهناك إن لم يتزوجن سيصبحن مع شوربة الفريك ليس لهن شريك!!.
    ما أجمل المشي ...حقا إنها رياضة ممتعة أن تتمشى على قدميك فتستشعر نعمة الخالق الذي حباك بسيارة من نوع r2، لا تتطلب منك وقودا...ثم إننا في زمن المشوار الذي تقطعه عن طريق الأتوبيس أو السيارة في نصف ساعة، تقطعه بقدميك في عشرة دقائق..
    نظرت أمامي فإذا بفرقة مدرعة بنات تسير أمامي...كل واحدة منهن تلبس فستانا يرتفع خمسين سنتمترا عن سطح البحر، التفت ورائي فإذا بفريق بنات آخر بالفستان إياه ...حتى أنني اعتقدت بأنني أسير في مظاهرة تقوم بها الفتيات لتغيير النظام ...خاصة وأننا في زمن لا يعلم به إلا ربنا ..تستطيع بنت العشرين أن تقلب نظام حكم بمجرد وقفة في ميدان ...أنظمة تتغير في غرفة تغيير الملابس النسائية، هذا هو واقع حال الديكتاتوريات التي أرعبتنا لعقود من الزمن ...
    كنت أسير ببراءة الأطفال ...وأدندن أغنية أم كلثوم الشهيرة ( بوس الواوا ..ليك الواو..خلي الواوا يصح)، فإذا بإحداهن تلفت إلي بوابل من الشتائم...واتهمتني بالتحرش، وفجأة وجدتني مطاردا من أولاد الحلال الذين أخذتهم النخوة ...كنت أركض وأصرخ ( بريئ والله أنا بريئ، أين كنتم عندما اغتصبوا فلسطين، أين كنتم عندما احتلوا العراق...؟).
    ولم ينقذني سوى أتوبيس توقف فجأة امتطيته، وأنا أنهج وأمسح عرقي الذي يقضي على أزمة المطر في أثيوبيا ...!!
    كان الأتوبيس يضج بالأوانس أقصد العوانس ...حاولت أن أتفادى الالتصاق بإحداهن، والتصقت بعمود حديدي كان سيقضي على مستقبلي لولا أنني التويت عليه كالثعبان...
    أشفق علي أحدهم ثم قال لي: " تعال يا ولدي واجلس في مكاني "
    لم أصدق ما تسمعه أذناي، كيف لأحد أن يتنازل عن مقعده بالأتوبيس، خاصة أننا في زمن أصبح فيه الحصول على مقعد بالأتوبيس أشبه بالحصول على مقعد في البرلمان...!!
    ولأنك أخي المواطن عربي..فبالتأكيد أنت تعرف مدى خطورة كراسي الأتوبيسات التي لا تقل عن العمود إياه!!.
    أردت أن أطمئن بنظري إلى من يجلس بقربي، فإذا بها فتاة ..يبدو بأنها تعبت كثيرا حتى تمكنت من أن تدخل في ملابس أختها الصغرى، أو ربما ولدت بملابسها هكذا وكبرت معها...لالا ..أعتقد بأنها لا تلبس شيئا ولكنها رسمت على جسمها ملابس ثم قامت بتلوين بشرتها..
    كيف ..ولماذا، وأين لبست هذا؟؟
    المشكلة كانت كبرى بالنسبة لي أشبه بمشكلة تلك الطاولة العملاقة التي في مجلس الأمن، إذ أن باب قاعة مجلس الأمن صغير وبدفة واحدة فكيف أدخلوا تلك الطاولة؟...
    قال لي أحد العباقرة من الذين فتح الله عليهم بأن تلك الطاولة جاؤوا بها صغيرة ثم قاموا برعايتها في القاعة حتى كبرت وأصبحت بالشكل الذي هي عليه ..!
    كانت الفتاة تجلس فيما يشبه الاستعراض، كانت تواجه التيارات بصدر واسع ورحب..يبدولي بأنها فتاة تتمتع بحق فيتو كبير جدا جدا...
    وفي مواجهتها عجوز ( رحم الله أيام لبن) ...فنحن في زمن يقاس فيه صمود الأمم بالصدور العارية في مواجهة الأخطار المحدقة!!.
    سألت الفتاة في براءة الأطفال طبعا : ( يقال بأن سعر اللبن أصبح مرتفعا)..
    وقبل أن ترفع صوتها، ويلحق بي الشبان إياهم قفزت من الشباك....
    تذكرت وأنا أركض راقصة قالت لأترابها والصيف يحتضر ( يا حبيبي كلنا بنات عائلات، من البيت للكباريه ومن الكباريه للبيت)

    عجبي يا زمن!
    مصطفى بونيف
    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى بونيف; الساعة 12-05-2011, 00:10.
    [

    للتواصل :
    [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
    أكتب للذين سوف يولدون
  • عبدالرحيم الحمصي
    شاعر و قاص
    • 24-05-2007
    • 585

    #2
    ما أبلغك ،،،،،،،،،
    خرجت من سفسطة أعداء الثورة
    التي شابت لها آخر شعرة سوداء في غابة جسدي
    و أنا أقرأ لك هنا و إذا بلونها عاد لأصله ،،،

    شكرا لك عزيزي
    على هذا النص المتقدم إبداعيا ،،،

    الحمصــــــــي
    [align=center]هل جنيت على أحد و أنا أداعب تفاصيل حروفي ،،،؟؟؟


    elhamssia.maktoobblog.com[/align]

    تعليق

    • خضر سليم
      أديب وشاعر
      • 25-07-2009
      • 716

      #3
      ..وتقفز من الشباك ليه يا مصطفى ؟؟؟ما تخليك راجل بقى..واللا خايف من الزنقات !!!...

      الأخ مصطفى بونيف ...لابد من استراحة ...نُلقي فيها أتعابنا جانباً ...فكانت وجهتنا صفحاتك الجميلة ...قبل أن يفوتنا قطار علي إلى صنعاء...تحياتيلك.

      تعليق

      • مباركة بشير أحمد
        أديبة وكاتبة
        • 17-03-2011
        • 2034

        #4
        مالك ومال العوانس يا أستاذ مصطفى؟؟!

        واضح أن حقدك عليهن، لم يزهر من فراغ..!

        على العموم ،لو أنها تلك التي رأت فيك مواصفات فارس الأحلام

        إكتشفت أنك كاتب كحيان، لاتملك من الدنيا إلا جسمك وقلمك،

        ولاتفقه من السياسة إلا ما يسوس الأسنان،

        لنفرت منك نفور الغزالة من الوحش الكاسر..!

        ولما تركت لك شبر موضع للتباهي ..!!

        معذرة أستاذ مصطفى على جرأتي، لكن هذه هي الحقيقة المخبأة وراء نقاب..!

        أعتقد أن هناك خطأ في معرفة مطربة الواوا .بالتأكيد ليست أم كلثوم

        وإنما فيروز..!!.أعرف أنها نباهة أحسد عليها..!!
        ........
        تقديري مع التحية.
        التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 12-05-2011, 07:42.

        تعليق

        • أملي القضماني
          أديب وكاتب
          • 08-06-2007
          • 992

          #5
          ..يبدو بأنها تعبت كثيرا حتى تمكنت من أن تدخل في ملابس أختها الصغرى، أو ربما ولدت بملابسها هكذا وكبرت معها...لالا ..أعتقد بأنها لا تلبس شيئا ولكنها رسمت على جسمها ملابس ثم قامت بتلوين بشرتها..
          كيف ..ولماذا، وأين لبست هذا؟؟



          ...واتهمتني بالتحرش، وفجأة وجدتني مطاردا من أولاد الحلال الذين أخذتهم النخوة ...كنت أركض وأصرخ ( بريئ والله أنا بريئ، أين كنتم عندما اغتصبوا فلسطين، أين كنتم عندما احتلوا العراق...؟).

          ما أروع ما تكتب يا "مصطفى بونيف" فيه حكمة وصور من الواقع، تضع ريشتك عليها وتصورها ببلاغة فكاهية تجعلنا نضحك بصوت عال ودموعنا تنزف دما..
          لك أجمل وأبهى تحية
          التعديل الأخير تم بواسطة أملي القضماني; الساعة 12-05-2011, 07:52.

          تعليق

          • شيماءعبدالله
            أديب وكاتب
            • 06-08-2010
            • 7583

            #6
            هكذا هو الحال كلمة الحق تستحي وتخشى المواجهة !!؟
            لأن الإطاحة بها تأتي من كل جانب
            يوم أمس كنا نقلب بالتلفاز وننظر أخبار العالم العربي تحديدا؛ مليء بالآلام
            وإذا بقناة لفتيات يرقصن (كاسيات عاريات)
            قيل لي إنهن بنات عوائل !!
            ياللسخرية
            على قولك : ( يا حبيبي كلنا بنات عائلات، من البيت للكباريه ومن الكباريه للبيت)
            نص لاذع ويعري ما هو عراء
            ولا يغير الله قوما حتى يغيروا ما بأنفسهم
            أستاذي القدير فوق الرائع
            وياليت قومي يعلمون

            فائق احترامي وتقديري
            التعديل الأخير تم بواسطة شيماءعبدالله; الساعة 15-05-2011, 17:48.

            تعليق

            • ريما ريماوي
              عضو الملتقى
              • 07-05-2011
              • 8501

              #7
              هههههه

              اعجبني ما قرات ومعهن حق بنات العائلات ما عندهم لفة ودوارة

              ههههههه


              هههه

              حلوووو ادبك الساخر فهو يرش على الموت سكر

              شكرا لك وتحياتي


              أنين ناي
              يبث الحنين لأصله
              غصن مورّق صغير.

              تعليق

              • صادق حمزة منذر
                الأخطل الأخير
                مدير لجنة التنظيم والإدارة
                • 12-11-2009
                • 2944

                #8
                ...واتهمتني بالتحرش، وفجأة وجدتني مطاردا من أولاد الحلال الذين أخذتهم النخوة ...كنت أركض وأصرخ ( بريئ والله أنا بريئ، أين كنتم عندما اغتصبوا فلسطين، أين كنتم عندما احتلوا العراق...؟).


                لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى .. حتى يراق على جوانبه الدم

                بيت جميل تغنينا به ومازلنا , ولكن الشرف الرفيع هذا لم يعدو حدود مفاتن المرأة , أو
                مباذلها .. واليوم كم يبدو مجرما هذا الذي يتشدق بالحديث عن الشرف الرفيع المداس في
                لباس امرأة , في حين يرزح تحت الاحتلال ويرتبط بمعاهدات ذل وخنوع مع العدو ..

                تحيتي وتقديري لك أيها الكاتب الرائع




                تعليق

                • حمزه الحجاجى
                  محظور
                  • 15-03-2011
                  • 107

                  #9
                  السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الاخ والاستاذ الكاتب الرائع مصطفى بونيف كم هو جميل ان تحاكينا عن واقع ملموس وان تطوى كلماتك حقيقة مرة نعيشها كل يوم فى حياتنا اليومية كلمات صادقة معبرة لا ترنو الى المتشدقين من الكتاب الذين يحاولون استعراض عضلاتهم فى استخدام معانى تفوق فهمهم وثقافتهم ويتضح فى النهاية ان هذه العضلات ما هى الا بالون هواء قابل للانفجار فى أول اختبار حقيقى استاذى عبقريتك فى استخدامك ابسط الكلمات والمعانى من القاهرة لك التحية ودمت بخير
                  التعديل الأخير تم بواسطة حمزه الحجاجى; الساعة 12-05-2011, 14:44.

                  تعليق

                  • فايزشناني
                    عضو الملتقى
                    • 29-09-2010
                    • 4795

                    #10

                    مصطفى يا مصطفى أنا بحبك يا مصطفى

                    هيهات منا الهزيمة
                    قررنا ألا نخاف
                    تعيش وتسلم يا وطني​

                    تعليق

                    • محمد الصالح منصوري
                      أديب وكاتب
                      • 24-10-2008
                      • 237

                      #11
                      ( بريئ والله أنا بريئ، أين كنتم عندما اغتصبوا فلسطين، أين كنتم عندما احتلوا العراق...؟).
                      وليبيا في الطريق .. و" سيأتي الدور على البقية .. واحدا واحدا .."
                      لا كسر لك قلم .. وشمخ أنفك يامصطفى
                      تحيتي

                      تعليق

                      • بلقاسم مسعود
                        أديب وكاتب
                        • 20-11-2008
                        • 20

                        #12
                        ألف تحية أستاذ مصطفى على حضورك وإمتاعك المبكي
                        وأقول : زادك اللـه جمـالا فاستقــم ... ليست الدنيا بحورا للظلم
                        إن رأيت اليوم في أفنائها ... هاته الرؤيا فإن الخيرجم

                        تعليق

                        • امال حسين
                          أديب وكاتب
                          • 11-10-2010
                          • 13

                          #13
                          ياسيدى مصطفى لابد من حل لمشكلة العنوسة بأى شكل ....فيكون رد فعلك تجرى وتقول بريئ ...بريئ ؟؟ هى دى الأصول ؟؟ كان مفروض تأخذ نصيبك وهو أربعة فتحل جزء من مشكلة العنوسة ....لا لا لا ليست هذه شهامة يا أيها البريئ مصطفى .



                          سلم قلمك وأفكارك تقبل مرورى المتواضع بين باثن كلماتك الساخرة .
                          التعديل الأخير تم بواسطة امال حسين; الساعة 13-05-2011, 04:25.

                          تعليق

                          • علي الغانمي
                            أديب وكاتب
                            • 01-03-2009
                            • 76

                            #14
                            طرح رائع
                            حتى هنا لم تسلم منهن
                            تحياتي

                            تعليق

                            • د. أحمد الطائي
                              عضو الملتقى
                              • 08-04-2011
                              • 14

                              #15
                              رائع وبديع ما كتبت
                              أستاذ مصطفى
                              وإن كانت حروفه خاطفة كالبرق
                              وهي لاذعة لاسعة كسياط الجلادين
                              ولكم كنت أتمنى أن تكون هذه السياط
                              مسلطة على أجساد أولئك الأوغاد الأدعياء
                              الذين أوصلوا بلادنا إلى هذه الصورة المؤلمة
                              بعد أن نهبوا الثروات وبددوها
                              وحطموا طاقات الأمة ومقدراتها ووأدوها
                              فإلى الله نشكو وبه نلوذ
                              ولا حول ولا قوة إلا بالله

                              تعليق

                              يعمل...
                              X