.....رغم آلام النخيل .....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سماح شيط
    عضو الملتقى
    • 29-02-2008
    • 31

    .....رغم آلام النخيل .....

    رغم آلام النخيل

    ملأتني نظراته المرتجفة عذابا وهو يقول لي :اذهبي لدروسك واتركيني ...
    لايدري أن الحروف ضاعت وأن الكلمات ماتت وأن الدروس تلاشت ،وأن ما عكف عليه فكري إنما هي صور وذكريات وآمال متألمة ..
    تبسمت والحزن يفطر قلبي ..
    أجلت عيني في قسمات وجهه المنهك الممتلئ تجاعيد ألم ودعاء ...
    صددت دموعا تحاول مداعبة أجفاني لنيل حريتها ..رددتها بقسوة وقفزت كعصفور يشرع جناحيه وقلت :بل أحب الجلوس معك الآن..
    تنهد ...تأوه ...غالبته الدموع ا لتي لم تجد حريتها عندي فاتجهت صوب عيني الأضعف فينا ...ووجدت فجأة براءة طفل تتعذب ...تبكيني ..تخجل من سكب حبي ووقتي أمامها وتقول لي على لسانه المثقل : لن يطول تعبك معي ..
    هشمتني تلك المطرقة الحديدية المثخنة شوكا ...رفعت حاجبي وقطبتهما ..بحثت بين كلماتي عن متهمة ألقي القبض عليها وقد وشت إليه بهذا الشعور الكاذب ..
    أجلت النظر في حركاتي ..في بسماتي ..وأطلت ...
    ولم أجد إلا خبايا محاولات بائسة لاجتثاث تأوهاته وزرع الفرح في صدئ قلبه المرهق ...
    فكرت بكل أفراح الماضي ونكاتي الصغيرة وأمطار روحي التي تندى لها أحلامه الكبيرة ...
    ومن بعيد ...عدت بنظراتي المتألمة الحازمة إليه ...
    أمسكت كفه القدسية أبللها بدموع روح تنهمر غزيرة في قفار نفسي لتغسل ذنوبي وتقصيري تجاهه ...
    قبلتها وقلت :أنسيت كم فعلت لأجلي ؟!
    روحه المرهفة المتأججة دوما بحب من حوله استقبلت دموعي بشغف ..
    لم يقو على احتمال حبي ...جاشت عواطفه تحرق مابقي فيه من رمق يصارع به المرض ...
    ولم يستطع القول أكثر من :لاتهتمي لم أقول يا ابنتي ..فقد كبرت ..
    ابتسمت برضا ....عدت بثغري إلى كفه أمنحها شغاف امتناني وعرفاني ...
    نظرت في عينيه وقلت له :أحبك يا أبي بل وأكثر من دروسي ...
    تبسم ...
    مسحت كفه رأسي الصغير ...
    ومرة أخرى قال : هيا اذهبي لدروسك ...
    عادت إلي بسمة الإكبار وأنا أنظر لهذه النخلة الشامخة وهي تٍُِقذف حجارة ثقيلة فتأبى إلا أن تظلل من حولها لآخر لحظة ...تغدق عليهم من ثمارها الحلوة المذاق ..
    نهضت ...لملمت شعث مشاعري واتجهت نحو صنبور الماء أغسل بوضوء عذب أدران نفسي وأهيؤها للوقوف بين يدي العدل المطلق ..
    انتظمت على سجادتي ورفعت يدي لأشعر برحمات تنهال بحنان تغسل آلام تقصيري ...
    ناجيت ربي بشكر عميق على منحي لحظات أقف فيها عند قدمي أبي أخدمه وقد بعثر شبابا كاملا في خدمتي وأخواتي ...
    ومن بعيد مرة أخرى نظرت لأوراق النخلة الخضراء ...وشعرت بفيئ يحجب شمس أيامي الحارقة ....وبمذاق حلو يداعب لسان روحي المحلقة ..
    [color=#FF1493][size=4]إن المستقبل يمتلكه أولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم [/size][/color]:emot66:
  • غفران طحّان
    عضو الملتقى
    • 25-01-2008
    • 112

    #2
    بورك برّك وجمالك
    غاليتي سماح
    رغم آلام النخيل
    تسعى قلوبنا لأن نطالها
    وتبقى في العلا ترفل خيراً ووفاء
    دمت فرحاً وتفاؤل
    في الله أحبّك

    تعليق

    • سماح شيط
      عضو الملتقى
      • 29-02-2008
      • 31

      #3
      الحبيبة غفران
      روحك الجميلة دوما تحمل لي كل فرح وتفاؤل وحب
      سعيدة بك وبمرورك في هذه الصفحة
      تقبلي حبي وودي و ورودي
      المحبة دوما سماح
      [color=#FF1493][size=4]إن المستقبل يمتلكه أولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم [/size][/color]:emot66:

      تعليق

      • بنت الشهباء
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 6341

        #4
        سماح الغالية
        اليوم دخلت لأقرأ ما خطه لسان قلبك من أحاسيس ومشاعر صادقة أرادت أن تبوح لنا عن معنى الوفاء والبرّ لمن رباها , وأراد أن يسعدها بهدف أن تكون ابنة يفخر بها ...
        فكانت البداية في رائعتك تصوير رائع للفتاة التي أول ما تبدأ حياتها تعتقد بأنها من الممكن أن تلتمس الحرية بعيدا عن أبويها , لكن فجأة تحس أن البعد عنهما لم تجني منه سوى الضياع والهلاك وإذ نجدها بفطنتها , وبطهر ما في داخلها تعود إلى أصل طيبها وفطرتها التي نشأت عليها وترى أن أباها الذي رباها لم يكن يريد إلا الخير والسعادة لها ...
        تحية ليراعاك الذي أضاف لنا الكثير من العبر والمواعظ

        أمينة أحمد خشفة

        تعليق

        يعمل...
        X