اتخد الحلم شكل كابوس، وكان الكابوس فئرانا كثيرة بدون أرجل، في رؤوسها ما يشبه الضوء المتوهج.. ظلت تقض مضاجعهم ثلاث ليال تباعا.و لم يتمكن الحاكم الفينيقي و مثيله و أعز أترابه، الحاكم الفرعوني، من فك لغزهذا الحلم المتوسطي الموحد إلا حينما غادرا إلى ضفتي البحر الأحمر..على الضفة الشرقية أيقن الأول بأنها ليست إلا فئران الحواسيب التي ساهمت في اقتلاعه من عرشه اقتلاعا وكذلك كانت قناعة التاني على الضفة الغربية، لكن جارهما الزعيم الحكيم وبحكم كونه ضليعا في فقه الأحلام، و ملما بعلم التفسير وفقيها في علم الإستنباط والتأويل، لم يكن أسهل عليه من تفسير حلمه هذا.. فالجرذان في قاموسه منذ زمن بعيد ترمز للشعب المتمرد المناوئ للحكم ..لذلك أعد العدة قبل الأوان و حين استشعر الحراك، أعلن على الشعب حرب الإستباق.. ولم يحفل لتأويل الأعلام الأشداء لكوابيس الجرذان ذات الضياء وصلتها بالنفط و الدماء، فقررو تلقينه الدرس آلحاسم والأخير ليعيده إلى النهج القويم في علم التنبؤ والتنجيم.