صمود امراة .... /ريما ريماوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ريما ريماوي
    عضو الملتقى
    • 07-05-2011
    • 8501

    صمود امراة .... /ريما ريماوي



    صمود امرأة؛

    - لا.. لا تقل لي هذا.. ولدي حبيبي، هل حقا هنت عليك وغادرتني؟

    وجّهت حديثها إلى أخيها وبعض الأقارب:
    - ابن بطني الذي حملته حزنا على حزن، وادخرته بهجة لأيامي القادمه وسلوى
    أحزاني الدفينه، أحزان الفقد التي ما أخطأت دربي يوما؛ أمّي يوم مولدي، أبوه الذي لم
    أهنأ معه وقضى شابا قبل أن يعلم بحملي لابنه. والآن فقدت أملي الوحيد الباقي... آه يا
    يا حبيبي لمن تركتني؟!

    صمتت هنيهات وقالت:
    - أخي انصرفوا عنّي إن تكرّمتم، سأبقى في غرفتي بمفردي إلى حين.

    كانت الصدمة قوية فبكت وأبكت، عازلة نفسها عن الجميع تجترّ ذكرى باسل.. صوره
    تترى صغيرا مع صديقه أحمد ابن الجيران الذي يقاربه في العمر، وكانا يلعبان
    ويمضيان أوقاتهما معا، ودخلا المدرسة في صفّ واحد، حين كبرا التحقا بنفس
    الجامعة لكن درسا في كليتين مختلفتين. وكان شابا مرضيّا هادئا يقدّر تضحيات أمّه
    الجليلة من أجله وأنّها لم تتزوّج رغم جمالها وكثرة طلّبات الزّواج. لكنّها فضّلت البقاء
    مع ولدها وتربيته، بأطباعه كان عكس أحمد المتمرّد المتهوّر الجريء ولا يهاب شيئا.

    لم ينصع باسل لرغبتها في عدم الانضمام إلى أحمد القائد حين شبّت الثورة ضد الحاكم
    الجائر، وأدّى به حماسه إلى أن يتصدّى لإحدى المدرعات المصفّّحة واقفا أمامها
    بجسده الطريّ، فدعسته وأسلم الروح مباشرة. نقلوا الخبر إلى أمه فلم تحتمل واستمرّت
    بالأنين والعويل، ثمّ صمتت مقرّرة اعتزال الحياة.

    اعتكفت في غرفتها تدعو أن يضمّها الموت إليه، فما جدوى الحياة بعد أن فقدت أحبّتها،
    ولم تعد تتناول الطعام إلاّ بعد أيّام ما يقيم أودها.

    إلى حين جاء أحمد عندهم طالبا رؤيتها، وركع عند قدميها يقبّل يديها، يواسيها
    ويحادثها بصوت هادئ عذب:

    - تأكدي يا أمّي أنني أفتقد أخي وصديقي مثلك تماما، لكن عزاءنا أنه صار خالدا مع
    الشهداء والأبرار. لن أتخلّى عنك أبدا طلباتك منّي أوامر.

    ثم استأذن أن تسمح له عرض شريط مشاهد حقيقيّة للمظاهرات القائمة ضد الاضّطهاد
    والفقر والتعسف.

    وافقت على مضض لكنها أطرقت برأسها، ثم بدأت تتابعه حين سمعت المتظاهرين
    يردّدون اسم باسل ابنها، حاملين صوره في مواجهة المدرّعة في لحظاته الأخيرة. وفي
    صورة أخرى طفلا يضجّ حياة وسعادة.

    تدريجيا بدأت أساريرها تنفرج، والغشاوة من أمام عينيها تنقشع، تهتف في قرارة
    نفسها: " أوّاه يا بنيّ، أثبتّ شجاعتك للجميع، وأصبحت رمز الثورة والتحدّي. "

    طلبت من أحمد المغادرة على أن يعود بعد قليل بغية مرافقته. قامت فاغتسلت وقضت
    صلواتها. ثمّ ارتدت جلبابها، ورافقت أحمد إلى الميدان.

    حملت مثل الباقين صورة ابنها، تهتف بصوت تقشعرّ له الأبدان:
    - بالروح بالدم نفديك يا باسل، أنا أم الشهيد فهلّلوا معي وكبروا، الله أكبر.

    تحمّس الجمهور، يردّد بصوت يهزّ المكان:
    -لا اله إلا الله، الله أكبر، باسل، باسل بالروح بالدم نفديك يا شهيد..

    لقد استيقظت أم باسل من غيبوبة طويلة عاشتها منذ وفاة زوجها.
    التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 21-10-2012, 19:15.


    أنين ناي
    يبث الحنين لأصله
    غصن مورّق صغير.
  • فلاح العيساوي
    أديب وكاتب
    • 11-04-2011
    • 196

    #2
    انا لله وانا اليه راجعون

    الموت خط على بني ادم مخط القلادة على جيد الفتاة

    لا مهرب منه او ملجأ ...

    قصة رائعة ولكنها غاية بالحزن والالم ...

    لكن عبرها سامية وغاياتها شريفة

    لك ِ مني تحيتي واحترامي
    [read]
    تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا فَإِنَّ اَلْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ
    [/read]

    تعليق

    • مباركة بشير أحمد
      أديبة وكاتبة
      • 17-03-2011
      • 2034

      #3
      لديك مهارة عالية في توظيف الصور والمشاهد
      وأكاد أجزم أنك أيضا فنانة تشكيلية !!
      ولقد قرأت كل مانثره قلمك البارع من قصص وأعجبت بها كثيرا.
      لكن دعيني أهمس في أذنك ياريما وأقول لك:
      ركزي على العبارات الرصينة التي تشد القارئ مجبرا.
      فالحديث عن الحب أو الأمومة ،يتطلب منا أن نبذل مزيدا من الجهد
      حالة تشبه ....حالة المخاض بل....بل أكثر من ذلك حسا وشعورا..!!
      تمنياتي لك بالتوفيق في مشوارك الأدبي الباهر!
      تحياتي لك وتقديري.

      تعليق

      • ريما ريماوي
        عضو الملتقى
        • 07-05-2011
        • 8501

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة فلاح العيساوي مشاهدة المشاركة
        انا لله وانا اليه راجعون

        الموت خط على بني ادم مخط القلادة على جيد الفتاة

        لا مهرب منه او ملجأ ...

        قصة رائعة ولكنها غاية بالحزن والالم ...

        لكن عبرها سامية وغاياتها شريفة

        لك ِ مني تحيتي واحترامي
        شكرا لك اخي على المرور والتفاعل الجميل,
        تحياتي.


        أنين ناي
        يبث الحنين لأصله
        غصن مورّق صغير.

        تعليق

        • ريما ريماوي
          عضو الملتقى
          • 07-05-2011
          • 8501

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد مشاهدة المشاركة
          لديك مهارة عالية في توظيف الصور والمشاهد
          وأكاد أجزم أنك أيضا فنانة تشكيلية !!
          ولقد قرأت كل مانثره قلمك البارع من قصص وأعجبت بها كثيرا.
          لكن دعيني أهمس في أذنك ياريما وأقول لك:
          ركزي على العبارات الرصينة التي تشد القارئ مجبرا.
          فالحديث عن الحب أو الأمومة ،يتطلب منا أن نبذل مزيدا من الجهد
          حالة تشبه ....حالة المخاض بل....بل أكثر من ذلك حسا وشعورا..!!
          تمنياتي لك بالتوفيق في مشوارك الأدبي الباهر!
          تحياتي لك وتقديري.
          شكرا لك أختي على مرورك وردك الجميل,,
          همساتك وصلتني, ولكن هل تصدقين انني كنت ابكي
          وانا اكتب, ولذلك يمكن قصرت في الوصف الصحيح.
          باذن الله قصصي القادمة تكون على مستوى احسن.
          لك ودي وأجمل تحياتي.
          التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 20-05-2011, 16:33.


          أنين ناي
          يبث الحنين لأصله
          غصن مورّق صغير.

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            أستاذة ريما
            لم هنا كنت مختلفة عنك فى القصيرة جدا ؟
            و القص كله ينبع من مشكاة واحدة
            و هى ترك الأحداث تتحدث عن نفسها
            و ليس على هذه الوتيرة التى ابتعدت كثيرا عن القص المتعارف عليه


            أنتظر أن تنتجيها ثانية و بنفس طريقة التشكيل
            و ترك الشخصيات تؤدي ما يجب عليها
            وفق رؤيتك للعمل أو الدرس الذى تريدين توصيله للمتلقي

            دمت بخيرو سعادة

            ودى و تقديري
            التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 20-05-2011, 20:02.
            sigpic

            تعليق

            • ريما ريماوي
              عضو الملتقى
              • 07-05-2011
              • 8501

              #7
              شكرا لك اخي ومعك حق ولكنها كانت من محاولاتي الاولى.
              باذن الله سيكون هنالك تحسن مضطرد في قصصي القادمة,
              والغريب انني لا استطيع التعديل عليها مطلقا
              كلما حاولت التعديل اخرج من النظام كاملا
              مصمم ان تبقى كما هي دون تعديل
              يمكن لكي تلاحظوا تقدمي بعد
              ان صرت بينكم !!
              تحياتي.
              التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 16-06-2011, 05:59.


              أنين ناي
              يبث الحنين لأصله
              غصن مورّق صغير.

              تعليق

              • بلقاسم علواش
                العـلم بالأخـلاق
                • 09-08-2010
                • 865

                #8
                أستاذة ريما
                لن أجمالك بحرف واحد إن قلت لك كنت رائعة، رائعة

                أنصحك فقط بما نصحك به الخبير ربيع عقب الباب
                أخرجي ذاتك من الأحداث، لا تكوني شاهدة عارفة عالمة ملمة بالأحداث
                اتركي الشخصيات تتحرك في المشاهد وتصنع الأحداث
                ومستقبلك زاهر باهر إن أحسنت بعض تقنيات القص الحديث
                وكل التوفيق أتمناه لك
                وأنت في الطريق لاشك
                ومشروع كاتبة كبيرة طفق يولد الآن
                فتهانينا
                بكل التحيات

                لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ
                ولا يلـيق الـوفـاء إلاّ لـمـن شـكـرا

                {صفي الدين الحلّي}

                تعليق

                • ريما ريماوي
                  عضو الملتقى
                  • 07-05-2011
                  • 8501

                  #9
                  شكرا لك أخي بلقاسم , حضورك الأروع والأجمل,
                  انبسطت بك كثيرا يا ابن بلد المليون شهيد,
                  وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر.
                  نقدك في محله,
                  اوعدك بالتحسن والتحسين بالمرات القادمة
                  باذن الله تعالى.
                  تحياتي.
                  التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 21-05-2011, 06:34.


                  أنين ناي
                  يبث الحنين لأصله
                  غصن مورّق صغير.

                  تعليق

                  • مصطفى الصالح
                    لمسة شفق
                    • 08-12-2009
                    • 6443

                    #10
                    نص جميل بفكرة هادفة

                    لديك ملكة القص

                    لكنها بحاجة إلى بعض تشذيب..

                    لن أكرر ما قاله الأساتذة بل سأشير إلى نقطة واحدة:

                    ولا احد يستطيع تخيل حجم الألم, أو يستطيع تصور صوتها وهي تصرخ وتبكي وتندب ابنها الوحيد الفقيد.

                    لا أحد يستطيع التخيل!!

                    وظيفة القاص أن يتخيل ويكتب.. لا أن يحير القاريء

                    دمت مبدعة

                    تحيتي وتقديري
                    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 15-06-2011, 12:34.
                    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                    حديث الشمس
                    مصطفى الصالح[/align]

                    تعليق

                    • محجوبة صغير
                      عضو الملتقى
                      • 12-05-2011
                      • 56

                      #11
                      إلى فنـــــانة الحـــرف ريمــا

                      حسّك الأدبي عــالي ..ولك القدرة على العطــاء أكثر مستقبلا أضم صوتي إلى أصدقائي الأدباء،لأنصحك باللعب أكثر على اللغة..دعي الحروف تتفاعل لتشكل عبارات غاية في الانسجام...موضوع كهذا كان له أن يكون تحفة أدبية لو وظفت الوصف..بأدق التفاصيل ..ومع ذلك نصك يتحدث عن نفسه ويجبرنا أن نحترمه...كتاباتك تتحسن يوما عن آخر..كلنا هنا لنخدم الكلم الهادف...مزيدا من التألق
                      لؤلؤة من بحر الابداع (محجوبة)

                      تعليق

                      • جمال عمران
                        رئيس ملتقى العامي
                        • 30-06-2010
                        • 5363

                        #12
                        الاستاذة ريما
                        تفيض مشاعرك عندما يتعلق الأمر بالأم ..وهكذا حواء ..وتكتبين وكأن الحدث لك ..وليس من صنعك ..
                        كثيرة الصور التعبيرية هنا ..وكثيرة المعانى التى لملمت خيوط النص فى وحدة واحدة رغم خروجها عن مسار القلم فى بعض الأحيان..لكنها سرعان ما تعود..اعتقد ان إطالة السرد وراء ترهل ( بعض ) الخيوط وابتعادها عن المنسج ..
                        شكرا لك سيدتى..
                        التعديل الأخير تم بواسطة جمال عمران; الساعة 15-06-2011, 16:29.
                        *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                        تعليق

                        • ريما ريماوي
                          عضو الملتقى
                          • 07-05-2011
                          • 8501

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
                          نص جميل بفكرة هادفة

                          لديك ملكة القص

                          لكنها بحاجة إلى بعض تشذيب..

                          لن أكرر ما قاله الأساتذة بل سأشير إلى نقطة واحدة:




                          لا أحد يستطيع التخيل!!

                          وظيفة القاص أن يتخيل ويكتب.. لا أن يحير القاريء

                          دمت مبدعة

                          تحيتي وتقديري
                          اهلا بك اخي مصطفى نورت,
                          وانا كان قصدي بهذا التعبير, دفع القاريء
                          الوصول الى أقصى ما يمكن ان يتخيله للوضع.

                          سرني وجودك وردك الجميل.
                          لك مودتي, تقديري, واحترامي.
                          تحياااااتي.


                          أنين ناي
                          يبث الحنين لأصله
                          غصن مورّق صغير.

                          تعليق

                          • ريما ريماوي
                            عضو الملتقى
                            • 07-05-2011
                            • 8501

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محجوبة صغير مشاهدة المشاركة
                            حسّك الأدبي عــالي ..ولك القدرة على العطــاء أكثر مستقبلا أضم صوتي إلى أصدقائي الأدباء،لأنصحك باللعب أكثر على اللغة..دعي الحروف تتفاعل لتشكل عبارات غاية في الانسجام...موضوع كهذا كان له أن يكون تحفة أدبية لو وظفت الوصف..بأدق التفاصيل ..ومع ذلك نصك يتحدث عن نفسه ويجبرنا أن نحترمه...كتاباتك تتحسن يوما عن آخر..كلنا هنا لنخدم الكلم الهادف...مزيدا من التألق
                            لؤلؤة من بحر الابداع (محجوبة)
                            شكرا لك اختي سرني تواجدك وردك وملاحظاتك على راسي وعيني,
                            لك مودتي واحترامي , وحلى تحياتي


                            أنين ناي
                            يبث الحنين لأصله
                            غصن مورّق صغير.

                            تعليق

                            • ريما ريماوي
                              عضو الملتقى
                              • 07-05-2011
                              • 8501

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
                              الاستاذة ريما
                              تفيض مشاعرك عندما يتعلق الأمر بالأم ..وهكذا حواء ..وتكتبين وكأن الحدث لك ..وليس من صنعك ..
                              كثيرة الصور التعبيرية هنا ..وكثيرة المعانى التى لملمت خيوط النص فى وحدة واحدة رغم خروجها عن مسار القلم فى بعض الأحيان..لكنها سرعان ما تعود..اعتقد ان إطالة السرد وراء ترهل ( بعض ) الخيوط وابتعادها عن المنسج ..
                              شكرا لك سيدتى..
                              كل امراة ام اخي جمال حتى لو لم تمارس امومتها,
                              شكرا لك على رايك, ارجو ان لا اكون قد مللتك من طول النص.
                              مودتي وتقديري, واحلى تحياتي.


                              أنين ناي
                              يبث الحنين لأصله
                              غصن مورّق صغير.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X