حدائقُ بهجةٍ نَظَمَت عقودا من أقاحينا
رياضٌ أينعت غرسا شذاها من رياحينا
عبير الورد يحملنا ولحن الود يشجينا
خرير الماء جدولُهُ تهادى في نواحينا
وأشتالٌ هناك نَمَت وآتت أُكْلها فينا
إذا هاجت بنا الأشواقُ تؤنسنا تسلينا
وإن طالت بنا الأسفارُ تصحبْنا تواسينا
سياطٌ تلسعُ الطغيان تؤلمهُ أسافينا
عصافيرٌ إذا سَكَنَت وإن تغضب شواهينا
رصاصاتٌ إذا انطلقَت تدوّيها أمانينا
تعاندنا فتصرعنا نحاكيها تحاكينا
تصالحنا تغاضبنا تباعدنا تدانينا
أجاج الحرفِ نظمؤهُ ومن عذبٍ تروّينا
حملنا سِفرها زمنا وتاهت في صحارينا
علينا لعنةٌ حينا ورُقيا في أحايينا
تسافر عبر أزمنةٍ وترسو في شرايينا
تفض بكارة الآتي وترفو ثوب ماضينا
عقارب ساعةٍ وقَفَتْ وموتٌ في ثوانينا
سكون الليلِ في سحَرٍ وإن قلِقَتْ براكينا
بحورٌ موجها عتبٌ لآلئَها تُهادينا
شواطئها بلا رملٍ بلا قصر ليؤوينا
نوارسها تجوب سماءنا حزنا تجافينا
ترانيمٌ وأنّاتٌ بجوف الليل تبكينا
حكاياتُ وأحداثٌ بدأناها وتنهينا
شوارعنا معالمنا وما كانت لتَهدينا
إجاباتٌ وأسئلةٌ تحيّرنا وتعيينا
مشاعرنا مدامعنا التي عافت مآقينا
قصائدنا جنائزنا ولحدٌ دام يبغينا
اذا ما رمنا أن نحيا نظمناها قوافينا
وإن متنا فلن نرجو من الأشعار تأبينا
تعليق