المشاركة الأصلية بواسطة محمد ملوك
مشاهدة المشاركة
من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني :
حمـــــــــار إرهابــــــــي !!!
حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني ، وهو من ضحايا القمع المجاني ، فقال : في زمن تعددت فيه أنواع الإرهابْ ، وتحققت فيه بالمقلوب أحلام الشيب والشبابْ ، واستأسدت فيه القرود والخنازير والكلابْ ، في هذا الزمن الموبوء بصراعات المصالح الشخصيهْ ، المعروف بما انتهك فيه من حقوق للبشريهْ ، الواقف على عدة عناوين للمجازر الدمويهْ ، ... في هذا الزمن الذي أعيش فيه بالقضاء والقدرْ ، كنت كلما طرق باب الفؤاد اليأس والضجرْ ، وملت أذني من سماع ما يأتيني به الخبرْ ، أهرع إلى خلي ابن أبي الرعايهْ ، صاحب الألف حكاية وحكايهْ ، لأشفي بما لديه من أدب فريد للغايهْ ، عذاب نفس مأسورة بين الحاضر والماضِي ، ومحبوسة بين جور الظالم وحكم القاضِي ، ومتشوقة لغد يكون فيه العدل على العدل راضِي ، وهكذا وفي إحدى الليالي التي أصيبت فيها النجوم بالأفولْ ، خرجت من منزلي الشاهد على واقع اللامعقولْ ، واتجهت نحو مجمع خلي بحي " الخمرة والكحولْ" ، فألفيته كالعادة حجا لكل اليائسين والمعطلينْ ، وملاذا لثلة من المفكرين وثلة من المتسولينْ ، ومرتعا خصبا للجواسيس والعملاء والمخبرينْ ، ... وجلست بالقرب من ابن أبي الرعايهْ ، وقبل أن يطرب الحاضرين بما لديه من حكاية وروايهْ ، قرأ ما تيسر من تعويذات بت أحفظها من البداية إلى النهايهْ ، ثم قال : {{ اللسان الفصيحْ ، رسول القلب الجريحْ ، والقيل والقالْ ، عود كل قتالْ ، وقلة الزاد والمالْ ، تدفع بالحر إلى نار السؤالْ ، والصبر بلسم لأيامْ ، علقم معالدوامْ ، وإن أجل العلم وأكملهْ ، أن يعرف المرء ما أجهلهْ ، ... ثم أما بعد فيا أيها الجالس ويا أيها الحاضرْ ، إنه يحكى والعهدة على الراوي المرمي في غياهب المخافرْ ، أنه كان شاب في زمن التقارير والمحاضرْ ، يقطن في قرية أسموها ـ عن طريق الخطإ ـ بـ " السيد الطيّبْ " وأبعدوها عن كل ما هو جميل وطيبْ ، وكانت هذه القرية المنتمية لقرى المغربْ ، تستفز بحالتها كل من لها يزورْ ، فهي بكل أنواع التخلف تمورْ ، ورحاها باتت على الجهل والفقر والبؤس تدورْ ، فالبناء العشوائي فيها سيد المواقفْ ، وانعدام المدارس فيها لا يحتاج لشهادة جالس أو واقفْ ، وقنوات تصريف المياه الحارة لايسأل عن وجودها هناك عارفْ ، فهي ومن غير مجاز يذكر أو يحصـَى ، حفرة من حفر المغرب الأقـصَى ، فيها كل آدمي حي يقــصَى ، وكان لهذه القرية المنسية عبر ما للعصور من أطراف وثنايَا ، شأن كبير عند الدوائر المهتمة بالإرهاب وبمثل هكذا قضايَا ، فقد اتهموها غير ما مرة باحتواء منظمات إجرامية وحماية عدة " خلايَا " ، واعتقلوا من داخل مخيماتها و " براريكها " عدة أشخاص وأشخاصْ ، اتهموا بعد تجريدهم من اللحي والجلابيب والسكاكين والرصاصْ ، بمحاولة زعزعة استقرار الأمن العام والخاصْ ، وهكذا وفي ظل حملات السلطات على الإرهاب والإرهابيينْ ، وفي ظل التعاون المشكورللمواطنات والمواطنينْ ، كان ذلك الشاب المذكور في بداية هذا الحكي الحزينْ ، عائدا من جمع لثلة من الصعاليك الدراويشْ ، إجتمعوا في ظلمة الليل على العنب المعصور والسجائر الملفوفة بالحشيشْ ، وتنافسوا حول من سيسلب المارة ما بحوزتهم من ريال وبقشيشْ ، وبينما هو يمر بمحاذاة كوخ مهجورْ ، سمع عدة أصوات غريبة تمشي بداخله وتدورْ ، وتبعث الشك والريبة في نفس المتعقل والمخمورْ ، فظن أن بالكوخ خلية إرهابيهْ ، تخطط ربما لعمليات إجراميهْ ، أو تختبئ من تربصات " الفاركو " والدوريهْ ، ولأنه يعلم ما للمواطنة من مقوماتْ ، ولأنه يدرك ما يطال المتستر على الإرهابيين من عقوباتْ ، فقد تسلح بما يملكه من سرعة الخطواتْ ، واتجه صوب دار " مقدم " القرية المنسيهْ ، وأعلمه بما سمع مع بعض الزيادة الذاتيهْ ، ليريح ضميره في تلك الليلة الصيفيهْ ، ... وأخبر " المقدم " بدوره شيخ القبيلهْ ، وأعلم هذا الأخير عناصر الدرك والشرطة الجليلهْ ، وحضر الجميع لعين المكان بسرعة ـ أقل بقليل من ـ ثقيلهْ ، وتجمهر الناس من شتى الجهات حول الكوخْ ، وحضرت سيارات الإسعاف الممسوخْ ، وتنافس الدركي والشرطي حول من سيكون له هناك العلو والشموخْ ، واستل كل منهما مكبرا للصوتْ ، وأنذرا من بالكوخ قبل فوات الفوتْ ، واقترحا على الإرهابيين الإستسلام أو الموتْ ، ومرت الدقائق والساعاتْ ، وتحركت الداخلية في كل الإتجاهاتْ ، وعززت الفرق الموجودة بالفرق الذكية المصحوبة بالمروحياتْ ، وقرر الجميع بعد التشاور وإبداء الآراءْ ، نسف الكوخ للإرتياح من العناء والشقاءْ ، ولتخليص القرية من هذا الخطر الذي ترفضه الأرض والسماءْ ، وأذن مؤذن " الصلاة خير من النومْ " ، وأنذاك تسمرت عيون الدرك والشرطة وباقي القومْ ، فقد خرج من الكوخ المحاصر بعد الهم والغمّْ ، حمار بلغ من الكبر عتيـَّا ، إستدرجته رائحة أزبال كانت بالكوخ مخفيَـهْ ، فهام نحوها من غير قصد للإرهاب أو إثبات لسوء النيــهْ }} .
حمـــــــــار إرهابــــــــي !!!
حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني ، وهو من ضحايا القمع المجاني ، فقال : في زمن تعددت فيه أنواع الإرهابْ ، وتحققت فيه بالمقلوب أحلام الشيب والشبابْ ، واستأسدت فيه القرود والخنازير والكلابْ ، في هذا الزمن الموبوء بصراعات المصالح الشخصيهْ ، المعروف بما انتهك فيه من حقوق للبشريهْ ، الواقف على عدة عناوين للمجازر الدمويهْ ، ... في هذا الزمن الذي أعيش فيه بالقضاء والقدرْ ، كنت كلما طرق باب الفؤاد اليأس والضجرْ ، وملت أذني من سماع ما يأتيني به الخبرْ ، أهرع إلى خلي ابن أبي الرعايهْ ، صاحب الألف حكاية وحكايهْ ، لأشفي بما لديه من أدب فريد للغايهْ ، عذاب نفس مأسورة بين الحاضر والماضِي ، ومحبوسة بين جور الظالم وحكم القاضِي ، ومتشوقة لغد يكون فيه العدل على العدل راضِي ، وهكذا وفي إحدى الليالي التي أصيبت فيها النجوم بالأفولْ ، خرجت من منزلي الشاهد على واقع اللامعقولْ ، واتجهت نحو مجمع خلي بحي " الخمرة والكحولْ" ، فألفيته كالعادة حجا لكل اليائسين والمعطلينْ ، وملاذا لثلة من المفكرين وثلة من المتسولينْ ، ومرتعا خصبا للجواسيس والعملاء والمخبرينْ ، ... وجلست بالقرب من ابن أبي الرعايهْ ، وقبل أن يطرب الحاضرين بما لديه من حكاية وروايهْ ، قرأ ما تيسر من تعويذات بت أحفظها من البداية إلى النهايهْ ، ثم قال : {{ اللسان الفصيحْ ، رسول القلب الجريحْ ، والقيل والقالْ ، عود كل قتالْ ، وقلة الزاد والمالْ ، تدفع بالحر إلى نار السؤالْ ، والصبر بلسم لأيامْ ، علقم معالدوامْ ، وإن أجل العلم وأكملهْ ، أن يعرف المرء ما أجهلهْ ، ... ثم أما بعد فيا أيها الجالس ويا أيها الحاضرْ ، إنه يحكى والعهدة على الراوي المرمي في غياهب المخافرْ ، أنه كان شاب في زمن التقارير والمحاضرْ ، يقطن في قرية أسموها ـ عن طريق الخطإ ـ بـ " السيد الطيّبْ " وأبعدوها عن كل ما هو جميل وطيبْ ، وكانت هذه القرية المنتمية لقرى المغربْ ، تستفز بحالتها كل من لها يزورْ ، فهي بكل أنواع التخلف تمورْ ، ورحاها باتت على الجهل والفقر والبؤس تدورْ ، فالبناء العشوائي فيها سيد المواقفْ ، وانعدام المدارس فيها لا يحتاج لشهادة جالس أو واقفْ ، وقنوات تصريف المياه الحارة لايسأل عن وجودها هناك عارفْ ، فهي ومن غير مجاز يذكر أو يحصـَى ، حفرة من حفر المغرب الأقـصَى ، فيها كل آدمي حي يقــصَى ، وكان لهذه القرية المنسية عبر ما للعصور من أطراف وثنايَا ، شأن كبير عند الدوائر المهتمة بالإرهاب وبمثل هكذا قضايَا ، فقد اتهموها غير ما مرة باحتواء منظمات إجرامية وحماية عدة " خلايَا " ، واعتقلوا من داخل مخيماتها و " براريكها " عدة أشخاص وأشخاصْ ، اتهموا بعد تجريدهم من اللحي والجلابيب والسكاكين والرصاصْ ، بمحاولة زعزعة استقرار الأمن العام والخاصْ ، وهكذا وفي ظل حملات السلطات على الإرهاب والإرهابيينْ ، وفي ظل التعاون المشكورللمواطنات والمواطنينْ ، كان ذلك الشاب المذكور في بداية هذا الحكي الحزينْ ، عائدا من جمع لثلة من الصعاليك الدراويشْ ، إجتمعوا في ظلمة الليل على العنب المعصور والسجائر الملفوفة بالحشيشْ ، وتنافسوا حول من سيسلب المارة ما بحوزتهم من ريال وبقشيشْ ، وبينما هو يمر بمحاذاة كوخ مهجورْ ، سمع عدة أصوات غريبة تمشي بداخله وتدورْ ، وتبعث الشك والريبة في نفس المتعقل والمخمورْ ، فظن أن بالكوخ خلية إرهابيهْ ، تخطط ربما لعمليات إجراميهْ ، أو تختبئ من تربصات " الفاركو " والدوريهْ ، ولأنه يعلم ما للمواطنة من مقوماتْ ، ولأنه يدرك ما يطال المتستر على الإرهابيين من عقوباتْ ، فقد تسلح بما يملكه من سرعة الخطواتْ ، واتجه صوب دار " مقدم " القرية المنسيهْ ، وأعلمه بما سمع مع بعض الزيادة الذاتيهْ ، ليريح ضميره في تلك الليلة الصيفيهْ ، ... وأخبر " المقدم " بدوره شيخ القبيلهْ ، وأعلم هذا الأخير عناصر الدرك والشرطة الجليلهْ ، وحضر الجميع لعين المكان بسرعة ـ أقل بقليل من ـ ثقيلهْ ، وتجمهر الناس من شتى الجهات حول الكوخْ ، وحضرت سيارات الإسعاف الممسوخْ ، وتنافس الدركي والشرطي حول من سيكون له هناك العلو والشموخْ ، واستل كل منهما مكبرا للصوتْ ، وأنذرا من بالكوخ قبل فوات الفوتْ ، واقترحا على الإرهابيين الإستسلام أو الموتْ ، ومرت الدقائق والساعاتْ ، وتحركت الداخلية في كل الإتجاهاتْ ، وعززت الفرق الموجودة بالفرق الذكية المصحوبة بالمروحياتْ ، وقرر الجميع بعد التشاور وإبداء الآراءْ ، نسف الكوخ للإرتياح من العناء والشقاءْ ، ولتخليص القرية من هذا الخطر الذي ترفضه الأرض والسماءْ ، وأذن مؤذن " الصلاة خير من النومْ " ، وأنذاك تسمرت عيون الدرك والشرطة وباقي القومْ ، فقد خرج من الكوخ المحاصر بعد الهم والغمّْ ، حمار بلغ من الكبر عتيـَّا ، إستدرجته رائحة أزبال كانت بالكوخ مخفيَـهْ ، فهام نحوها من غير قصد للإرهاب أو إثبات لسوء النيــهْ }} .
تعليق