نبض
عشرونَ عاماً ودَّعتْكَ أمانيا
لكنَّها الروحُ التي ...
كانت تُغرِّدُ بين ظلِّكَ إذ غفا
يا شعرُ يا مَنَ نجمُهُ ألَقيْ
يا نشوةً في طِيِّها الإبحارُ في عبقِيْ
لمَّا شدوتُكَ ضَمَّني ألميْ
لكنَّني لمَّا هجرتكَ ...
زادنيْ الألمُ
وتبعثرتْ أحلاميَ البيضُ في غَسَقيْ
**********
عشرونَ عاماً في طوائعها ...
حاولتُ أنْ ألويْ زمامكَ علَّني أفِقُ
فالكونُ في خلواتكا ...
قد نامَ في أفقيْ
**********
وأنا هنا لمَّا التفتُ إلى خريفِ قصائديْ
كانت ربيعاً حين كنتُ أزورها
في كل يومٍ كنتُ أَنْظُمُ بعضها ...
وببعضها كان الضحى فَلَقيْ
واسطِّر الحرفَ الذيْ ...
دوماً بِهِ ...
يهدأْ لهُ قلقيْ
لمَّا نظرتُ إلى مواجعِ غرفتيْ
في ركنها أحكيْ لها قَصَصيْ
كمْ نمتُ عمراً في دقائقها...
أحْلُمْ ...
بصبحٍ ضوؤهُ رَمَقيْ
شعري سريعٌ نبضهُ ...
كالطير في صبحٍ يخضرُّ في أُوقيْ
شعري كنبتةٍ ...
في كل يومٍ تخضرُّ مِن عَلَقيْ
في غرفتي كتبٌ أوراقها زمنيْ
لو جئتُ أجمعها ...
لتَبعْثَرَتْ في طِيَّاتها سَنَنيْ
**********
الشعرُ هذا الكونُ ...
فيهِ أنا لأعتكفَ ...
وبين الناس صمتٌ حيثُ مُنْطَلَقِيْ
الشعرُ يسقي الناسَ حباً ...
حتى ولو كرهوا
هو لذةُ العشاقِ بالتعبيرِ إنْ عَجَزوا
هو يفرشُ ...
للمنهكينَ أسِرَّةً ...
وأنا هنا أصحو على أَرَقيْ
**********
لمَّا كتبتكَ خِلْتُ أنَّ الناس تَقْرَأُنيْ
لكنَّهم لم يقرؤا
ظَلَّتْ حروفُ الروح نابضةً بمعتكفيْ
حَطَّتْ طيورُ الشعرِ , جرحاها بِمُفْتَرَقيْ
لو رَفْرَفَتْ يوماً ...
تَنَاثَرَ من جوانبها الإصباحُ ...
فوق البيدِ والشفقِ
**********
الآن جئتكَ حيث تَأْمُرُنيْ
لا شيءَ دون الشعرِ يأتمرُ
يا واحةَ الوصلِ التي بين البيادي ريِّها رهقيْ
شعر :
خالد قاسم حجازي
رأس الخليج -شربين _دقهلية
تعليق