الخيط والإبرة .. مجموعة قصصية ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الفتاح أفكوح
    السندباد
    • 10-11-2007
    • 345

    #46
    [align=center]صندوق البريد
    ... فما إن يبلغ صوتها المميز المألوف لديه سمعه، حتى ينبعث متأهبا من مكانه، وكأنه تنبه إلى ما لم ينتبه إليه من هم بالقرب منه، أو كأنه تلقى إشارة لا يفهم أحد ما تدل عليه سواه، ولا يفقه مدى تأثيرها في نفسه غيره...
    يقترب الصوت شيئا فشيئا، وقليلا قليلا يزداد قوة ووضوحا، وكلما دنا من سمعه واشتد، تسارعت خفقات قلبه، وانتابته حال لا يدعي انفراده بها، ولا يزعم أنها وقف عليه، إلا أنه لا يملك لها تفسيرا أو تأويلا ...
    ثم إن ذاك الصوت الزائر في كل يوم مرة واحدة، قد يقف مليا أمام باب البيت الذي يسكنه وقد لا يقف، وقد يصاحبه طرق على الباب، مرفوقا بكلمتين لا ثالثة لهما، يعلن بهما صاحبهما عن طبيعة عمله، وقد يمكث ذات الصوت وحيدا دون طرق باليد وإعلان باللسان ...
    ساعي البريد .. عبارة يجد لها في أذنيه نبرة مميزة، ويعثر لها في نبضات فؤاده المتسارعة المتسابقة على أصداء محببة إليه، فما إن تمتد يده لتلقي بأصابعها نظرة على ما جد في باطن الصندوق الخشبي من جديد، مما ينتظره ويترقبه، أو مما قد يفاجئه، حتى تلحق بها عيناه دون إبطاء، لعلها تفوز بخبر سعيد ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com
    [/align]

    تعليق

    • عبد الفتاح أفكوح
      السندباد
      • 10-11-2007
      • 345

      #47
      غمد منجل ...

      [align=center]غمد منجل
      ... ثم إنه لم يقصر في سعيه الدءوب إلى بلوغ كل ما يشغل نفسه حيث ما حل وارتحل، ولم يضن بوقت قدر ما جاد بالجهد في كل حين من أجل تحقيق الكثير مما يحلم به في يقظته ومنامه، على الرغم من أنه يعلم علم اليقين عدم قدرته، وضعف حيلته، وهزال وسيلته، وفقدان صبره، وأن الذي يحول بينه وبين ما يريد ليس شيئا آخر سوى ذلك السد المنيع الذي قدت حجارته من المستحيل ...
      جميع ما يحلم به ظل حبيسا خلف قضبان مخيلته، ولم يكن تحقيقه إلا شبيها بالأرض التي لن يخرقها، ونظيرا للجبال التي لن يبلغ طولها، لكنه لا يريد أن يقر بعجزه، وقد أفضى إليه وتبين له تبيان اليقين، ويأبى إلا أن يحمل نفسه ما لا تطيق ...
      مرارا ما كان يجيل التفكير مدققا في ما يتبادر إلى ذهنه من عوالم ويشغله من أحلام، فيخلص في كل مرة إلى ما يملأ فؤاده حسرة وألما، ثم يبدو للناظر إليه وكأنه يبحث عن ذرة صغيرة في كومة قش كبيرة، أو كمن يجري مقتفيا أثر السراب وسط الصحراء ...

      د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
      aghanime@hotmail.com
      [/align]

      تعليق

      • عبد الفتاح أفكوح
        السندباد
        • 10-11-2007
        • 345

        #48
        القمة ...

        [align=center]القمة
        ... ثم قيل له: أرأيت لو أنك حاولت صعود هذا الجبل، ترى كيف سيكون حالك الآن؟ ولو أنك تخلصت من العيش الذليل وسط هذه الحفر، هل كان سيكبر شأنك؟ ...
        رفع بصره إلى أعلى الجبل، فعظمت في عينيه جثته، واضطربت نفسه من شدة صلابته وقوة رسوخه، ومن شموخه ارتجف قلبه، وقد بدا له كالأسد يزأر في وجهه، ويشهر مخالبه وأنيابه أمام ناظريه، وخيل إليه وكأنه على وشك الوثوب عليه والبطش به، ثم هوى ببصره إلى الحفر المبثوثة في الأرض، فصغرت في عينيه، واشمأزت منها نفسه، ولم يطمئن لها فؤاده، وقد بدت له كالأفاعي التي فغرت أفواهها، وهي تريد ابتلاعه، ويكاد فحيحها يحرق وجهه ويصم سمعه، وأنيابها لا محالة ستغرسها في سائر جسده، فتسري فيه سمومها ...
        عاد فرفع رأسه ثانية، وأغمض عينيه وسد أذنيه، وظل واقفا مسمرا في مكانه، وقد ألجمت القمة لسانه، فلم يجب من سألوه بكلمة واحدة ...

        د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
        aghanime@hotmail.com
        [/align]

        تعليق

        • عبد الفتاح أفكوح
          السندباد
          • 10-11-2007
          • 345

          #49
          مؤامرة ...

          [align=center]مؤامرة
          ... فما إن بلغ اللقاء في ما بينهم أجله، حتى توافدوا سرا على ذات المكان، الذي مل رؤية سيماهم على وجوههم من أثر الخبث والغدر، واتخذوا لهم ظلمة الليل ثوبا يلفهم من قبعاتهم السود إلى أحذيتهم السوداء، ويحيط بسواد ملابسهم المعتمة، واستعانوا بها كذلك لتكون ستارا يواري حركتهم وسكونهم ...
          تم لهم من جنح الظلام ما قصدوا إليه، وتحقق لهم إجماع الرأي المنكر على تفاصيل الخطة المناسبة بعد جدال طويل دارت رحاه بينهم، وبعد أخذ خيارات ومقترحات عرضوها على أنفسهم ورد أخرى ...
          أرى أن نبطش بهم في أقرب وقت، وما دمنا في عز الشتاء والبرد والصقيع، ولن يصفو لنا وجه ما نطمح إليه جميعا وما نريد إلا إذا عصفنا بهم وبآثارهم بياتا ...
          ربما كان اقتراحك سديدا ومفيدا، لكني لا أرى ضربة الليل كافية لمحقهم، واجتثات جذورهم، إذ أحسب من الحزم، وقطع الشك باليقين، أن ندعم ضربة العتمة وزلزلتها بضربة ثانية أشد في واضحة النهار ...
          قد يكون ما تشيران به علينا صائبا، لكنه لا يستجيب للطلب، ولن يوصلنا إلى الهدف المنشود، لأنه دواء فقط من جملة الأدوية المساعدة على الشفاء، والرأي عندي في هذا الشأن، وحتى تؤتي خطة تدميرهم أكلها وافيا غير مبخوس، أن نعمل فيهم النيران المتواصة، وأقترح عليكم أن نصل بسحقهم الليل بالنهار ...
          نظر بعضهم إلى بعض، وأعينهم تقذف خبثهم من شدة العداوة التي هم لها عاشقون، ومن قتامة البغضاء التي يضمرونها في صدورهم، والتي هم على استشرائها حريصون، وعلى ثماثيلها وأصنامها عاكفون، ولم يمض سوى حين قصير من الزمن، حتى استقر اختيارهم أخيرا على أبشع خطة وأقذر تنفيذ، فغادروا المكان مثلما حلوا فيه مستخفين بالسواد، لا تكاد آذانهم تسمع وقع أقدامهم، ولا شهيقهم ولا زفيرهم إلا من صوت منبعث منهم شبيه بفحيح الثعبان، فتفرقوا فرحين بما هم أهل له وهو أهل لهم ...

          د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
          aghanime@hotmail.com
          [/align]

          تعليق

          • عبد الفتاح أفكوح
            السندباد
            • 10-11-2007
            • 345

            #50
            فراسة ...

            [align=center]فراسة
            ... فأقبل عليه مبتسما وباليد اليمنى مصافحا، وما إن بادره بحروف التحية تامة العدد غير منقوصة، حتى ارتمى عليه معانقا له بحرارة، ثم إنه أفاض بعد ذلك في السؤال عن أحواله وصحته، ولم يترك أحدا من أفراد أسرتك إلا وقد أتى على ذكره بالإسم والسؤال عنه بالتفصيل، وكذلك لم ينس صغيرا بكرمه، ولم يستثن بجوده كبيرا من أقربائه ...
            استرسل الزائر العابر في أسئلته دون أن يتوقف طوفانها أو ينقطع سيلها، ودب الملل في نفس صاحب الدار، وسرى الضيق سريعا في أنفاسه، فإذا بفضول الضيف يزداد شدة، وبيد تماديه في الإستفهام عن كل شاردة وواردة تمتد طويلة إلى ما لم يخطر للمضيف على البال ...
            أمسك المجيب عن الإجابة بعد السؤال الثالث، وصام عن النطق بأي كلمة، وعندما نظر مليا في عيني الضيف، أفصحتا له عن خبث مقيت، ومكر خبيث، وغدر مبيت، فاستعاذ بالله العلي العظيم من الشيطان الرجيم، ولما أمعن النظر قليلا في حركاته وسكناته، أفشت له حسدا كامنا، وحقدا راسخا، ونفاقا متجذرا، فسأل من أمره بين النون والكاف أن ينجيه بلطفه مما يخاف ...

            د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
            aghanime@hotmail.com
            [/align]

            تعليق

            • عبد الفتاح أفكوح
              السندباد
              • 10-11-2007
              • 345

              #51
              البناية ...

              [align=center]البناية
              ... وأخيرا وطئت قدماه المنهكتان عتبة تلك الأرض الذائعة الصيت بين الناس، من أهل القرى والمدن، بفضل منشآت صناعية كبرى، أقيمت متجاورة عليها، ومؤسسات إدارية رحبة متقاربة، غرست أقدام أركانها الطويلة العريضة فيها، وعمارات شاهقة متحادية، قد أريد لها عنادا وتباهيا أن تتطاول في سباق محموم، وأرغمت قهرا على أن يتجاوز بعضها بعضا، حتى ليخيل للناظر خطأ أن الذي أصابها هو حتما ضرب من الجنون، وأن من حرصوا على تشييدها هم العقلاء حقا ورواد الفنون ...
              وبعد وقفة قصيرة أمام دور باذخة، أراد لها أصحابها أن تسر الناظرين وتقر بها أعينهم، استأنف السير وسط زحام لا أول له ولا آخر، وهو قابض بيده اليمنى على بعض الأوراق، فما إن توغل قليلا داخل أحد الشوارع الطويلة، حتى أرهقه النظر إلى أكوام من الجدران المتلاصقة، وركام من الحديد المتواصل، وسيل من الواجهات الزجاجية المتلاحقة، وأتعبته قراءة الكثير مما أثبت على اللوحات الإشهارية، وما خطته اليد والآلة فوق أبواب المحلات والمؤسسات ...
              وعندما صفا له وجه البناية، التي خرج مسافرا من القرية الصغيرة النائية يبحث عنها ويطلبها، وقف شاردا في تفاصيلها الخارجية، ومتهجيا حروفا علق رسمها بمدخلها الرئيس، فأوجس خيفة من عذوبة اسمها، ورونق شكلها، ونعومة حيطانها، وبريق أعمدتها، وزاد من خشيته اتساق ألوانها الزاهية، فإذا بالرعب يغزو فجأة فؤاده المرهف، وإذا برجليه قد عجزتا عن حمله، فكاد يسقط مغشيا عليه ...

              د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
              aghanime@hotmail.com
              [/align]

              تعليق

              • عبد الفتاح أفكوح
                السندباد
                • 10-11-2007
                • 345

                #52
                إبن الأكرمين ...

                [align=center]إبن الأكرمين
                ... ثم باغثه بضربة على وجهه الشاحب المتجعد، ولم يبخل عليه بأخرى في بطنه الضامر، وزاد عليهما ثالثة جاد بها على أم رأسه المشتعل شيبا، فصارت لحيته المخضبة بالحناء غارقة في بعض من دمه، فلما كاد أن يسوي به الأرض، أمام أعين الحاضرين المشفقة على الشيخ السائل المسكين، وقد غدا أمامه شبه جثة هامدة، أمسك برجله المكسورة، وأخذ يسحبه على وجهه، حتى اختلط رسمه ولونه بشكل التراب والحجارة، ولم يعد يميز من رآه، ملفوفا في ما تبقى من ملابسه الممزقة، بينه وبين الهشيم الذي تذروه الرياح ...
                قبل أن يحدث الذي جرى، كان الشيخ الضرير قد مضى في طريقه متسولا كالعادة، وهو يتحسس موضع قدميه بعصاه البيضاء، وفوق عينيه المطفأتين يثبت بيده اليمنى المرتعشة نظارته السوداء، لكنه ما إن لمس بعصاه، غير قاصد، رجل أحد الواقفين، حتى انهال عليه ضربا باليمين وبالشمال، فطارت نظارته بعيدا، وأضحت مسحوقا أبيض تحت الأقدام الكثيفة، وغابت عصاه في ظلمة حفرة عميقة ...

                د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
                aghanime@hotmail.com
                [/align]

                تعليق

                • عبد الفتاح أفكوح
                  السندباد
                  • 10-11-2007
                  • 345

                  #53
                  خاتمة الأحزان ...

                  [align=center]خاتمة الأحزان
                  ... فكان آخر ما انساب برفق على مسمع منها، وجرى رطبا على اللسان بغير صخب، عذبا كالماء الزلال، قولهن لها: إنا لله وإنا إليه راجعون، ففاضت عيناها بالدمع، وهي جالسة تحيط بها السكينة من كل جانب، وينطق صمتها بالوقار، ومحياها مشرق بالطمأنينة والإيمان ...
                  ما أصابها من ابتلاء اليوم لم يكن الصبر عليه يسيرا، ولا بالأمر الهين على النفس تحمله، وكل ما لقيته منذ صباها، وعندما شبت، وحتى بعد أن صارت من قرينات النساء، لم يكن من قبيل تلك الحوادث التي تمر على استحياء مطرقة مرور الكرام، ولم يكن على شاكلة تلك المواقف التي سرعان ما يطويها النسيان ...
                  أما هي فلم تكن ممن يبتن حتى يدركهن الصبح، وهن يخطن من أحزانهن حللا يلبسنها قصد التباهي بها أمام غيرهن، ولم تكن ممن يتخذن من آلامهن حلية يتزين بها إثارة للأنظار، أو زخرفا يتباهين به رياء في حياتهن، ولكنها ظلت تقرأ كل مصيبة تصيبها بعين التأمل والتدبر، وترهف السمع إلى كل ما تعانيه بأذن البصيرة والفراسة والتفكر ...
                  انتبهت في خلوة مع نفسها، والقرآن الكريم محمول برفق بين يديها، إذ قرأت: ألا بذكر الله تطمئن القلوب؟.. فرفعت عينيها مستبشرة، والعبرات مسترسلة منهما، ثم قالت: بلى ...

                  د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
                  aghanime@hotmail.com
                  [/align]

                  تعليق

                  • عبد الفتاح أفكوح
                    السندباد
                    • 10-11-2007
                    • 345

                    #54
                    مسرحية ...

                    [align=center]مسرحية
                    ... ثم إن القاعة غصت بمن قدموا إلى المسرح يريدون الفرجة التي وعدوا بها من قبل، ومشاهدة ما سيتم عرضه على الخشبة من مواقف وأحداث، فما إن حل وقت العرض المسرحي حتى سمعت الطرقات الثلاث، وعلقت أنظار الحاضرين بالستارة السوداء، وهي ترتفع على مهل لتسفر لأصحابها عن ستارة رمادية، فساد القاعة صمت الإستغراب، وعلا هدوء الفضول سائر الوجوه الناظرة ...
                    وتبادرت في زمن قصير إلى الأذهان كثير من الإستفهامات والتوقعات، وجالت فيها العديد من الصور والتخيلات، لكن الأعين سرعان ما ازدادت تعلقا بالستارة الرمادية، وهي تسحب ببطء شديد نحو الأعلى، لكنها أفضت بهم إلى ستارة ثالثة بيضاء ...
                    ضجت القاعة باستنكار المحتجين، وصخبت بأصوات المتذمرين المشتكين، وكاد أكثر من في الجمع أن يغادر المكان مقسما بعدم العودة إليه، إلا أن الصمت والهدوء عادا بغثة من جديد، ليبسطا جناحيهما على أرجاء القاعة، عندما بدأت الستارة البيضاء تعلو ببطء أشد مله المشاهدون، فظنوا بعد طول انتظار وشدة يأس أن أعينهم ستقر أخيرا برؤية المشهد الأول من المسرحية، لكن المفاجأة أطبقت بوثبتها عليهم، إذ رأوا الستارة السوداء تسدل بسرعة، وسمعوا مناديا ينادي خلفها أن قد انتهى العرض المسرحي ...

                    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
                    aghanime@hotmail.com
                    [/align]

                    تعليق

                    • بوبكر الأوراس
                      أديب وكاتب
                      • 03-10-2007
                      • 760

                      #55
                      الخيط والإبرة

                      المشاركة الأصلية بواسطة أبو شامة المغربي مشاهدة المشاركة
                      [align=center]سرقة أدبية
                      ... فحدث نفسه بقوله: ... وأنا على يقين بأن أمري لن ينكشف بين الكتاب والقراء، وما علي إلا أن أبذل كل ما في وسعي لأطمس أي أثر من شأنه أن يكون سببا في افتضاحي بينهم، وحتما سيحالفني التوفيق في سعيي، الذي لن أجد له شاكرا على أي حال سواي، ومن هم على شاكلتي يقتفون ما أقتفي ...
                      أرخى سدول السطو على ما ليس له، وهان عليه أن يمد يده غاصبا إلى ما لم يبذل من أجل تحقيقه جهدا، وسولت له نفسه سرقة ما لم ينفق في سبيله وقتا، فانكب ناهما على ما بين يديه بالنسخ واللصق، وهو لا يحفل بما يمتصه من دماء الكتاب، ولا يلقي بالا إلى عنوانه، ولا يهتم حتى باسم صاحبه، فالوقت من ذهب، حدث بها نفسه، وفي عرفه ما خاب من نهب ...
                      أتى بسطوه على الكتاب برمته، وانتقى له بعد فراغه من رص فقراته وفصوله عنوانا رنانا طلبا لشهرته، ثم أسرع به إلى دار النشر مزهوا بفرحته، وترك لمديرها واسع النظر في تصميم الغلاف وصورته وشكله، ومنحه في ذات الوقت كامل الإختيار في زخرفة اسمه الشخصي الثلاثي حفاظا على سمعته، وخول له إعمال الرأي وتمام التصرف في إخراج وتنميق أولى طبعاته ...
                      أصبح الكتاب بعد أيام مطبوعا، وموزعا، ومعروضا في واجهة المكتبات بأبهى حلة، وأضحى حديثا يجري على ألسن الأدباء والنقاد والقراء على حد سواء، ومثلا سائرا في معارض الكتب، وغدا محورا تعقد من أجله الندوات واللقاءات، وظل لزمن غير قصير يشغل في الصحف والمجلات بدل الصفحة صفحات، وصار الذي ادعى تأليفه ضيفا معززا مكرما يتهافت عليه أصحاب البرامج الثقافية الإذاعية والتلفزية، ثم اعتاد رواد المكتبات الأوفياء، كلما مروا بها، أن يقفوا مليا أمام كل واجهة، ويلقوا نظرة إعجاب وتقدير على اسمه المخطوط بحروف عربية جميلة على غلاف الكتاب، وأن يمعنوا النظر في العنوان، وهم يقرءون دون عجلة من أمرهم: سرقة أدبية ...

                      د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
                      aghanime@hotmail.com
                      [/align]
                      تحياتي
                      استطاع الكتاب أن يمزج السرد بالوصف الرائع مستعملا ضمير الغائب لايريد أن يظهر هذه الشخصية المحتالة التي تتزين بما ليس لها كاأن االقاص لا يريد أن يجعل قيمة لهذه الشخصية المريضة بسلوكاتها وتصرفاتها ويريد أن يتجاهلها ومن ناحية آخرىى يبرزها بوضوح نتيجة أفعالها القبيحة ويضفي عليها الكاتب عبارة تلائم هذه الشخصية التي أقلقت أستاذنا الكريم حينما تقرأ القصة عدة مرات تحس بالمرارة داخل نفس الكاتب فهو يعبر عن آلمه وعن تذمره وخيبة أمله حينما نعقدها في ناس لايستحقون الأحترام والتقدير ...ولكن الكاتب رغم هذا فهو لايستسلم فهو يدافع عن مبدى من مبادئه التي يتمسك بها فهو ينشد الصدق والإخلاص في الأعمال ...وونستشف من خلال قراءتنا البسيطة والغير المعمقة كأن الكاتب أي القاص يحذرنا من الوقوع في مستنقع العفن ومثل هذه السلوكات التي قام بها صاحبنا من استغلال غيره ليبرز ويظهر بمظهر الأديب والشاعر والكاتب الأريب الذكي ...لقد استطاع القاص فضح هذه الشخصية ولكن بأسلوب عال وراق رغم مايكنفه من غموض للقارئ ...ولفهم القارى لابد أنتبحث عن جميع كتابته وتدرس ما كتب بتمعن سوف تكتشف ما كان غامضا ...لم أبين بالأمثلة ما قلته نظرا لضيق الوقت ....تحياتي أستاذي أبو شامة ...سأتنتصر غزة هاشم وسينتحر العدو مهما كانت قوته ولي طلب أكتبي لنا عن غزة وأجعلنا نعيش الأحداث ولو بمشاعرنا ووجداننا وبارك الله فيك أستاذي تحياتي عفوا علىى الإطالة ** فإن أصبت فمن الله وإن هردت هردا فمن نفسي والشيطان**

                      تعليق

                      • عبد الفتاح أفكوح
                        السندباد
                        • 10-11-2007
                        • 345

                        #56
                        شكرٌ وتقديرٌ ...

                        تعليق

                        يعمل...
                        X