الإوز، والثورات العربية!! (مقال ساخر)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مختار عوض
    شاعر وقاص
    • 12-05-2010
    • 2175

    الإوز، والثورات العربية!! (مقال ساخر)

    الإوَز، والثَّورات العربية!!

    .
    .
    .
    تذكرون أن تجربتي السابقة مع ذاك الشارع المظلم من شوارع الثورات العربية كانت مفزعة؛ لهذا فضلتُ هذه المرّة أن أتابع أخبار الثورات من شرفة الملتقى (البلكونة)، والحمد لله أنّ تلك الشرفة كانت تُطلّ على جميع شوارع الثورات (خمسة وخميسة في عين من لا يصلي على النبي)، ولقد اخترت الجلوس في الشرفة لسببين؛ أولهما: قناعتي بأن ذلك يُجَنّبُني مواجهة بلطجية الملتقيات، والثاني: اعتقادي بأن ذلك قد يمنحني مساحة أفضل للرؤية؛ لكن مقعدتي لم تكد تستقر على الكرسي الذي استعرته من عمنا الموجي حتى رنّ هاتفي المحمول لأجد صوت السيدة حرمي المصون تسألني عن عدد الإوزات التي دفعنا ثمنها مقدّما لجارتنا "أم محمود"؛ فأكّدت لها أننا سلّمناها ثمن عشر إوزات بالتمام والكمال، فإذا بصوت حرمي المصون صارخًا في أذني:
    ولكن "أم محمود" تريد أن تغالطني في عدد الإوز.. إنها تريد - اعتمادًا على الحركة الكثيرة للإوز - أن تعطني تسع إوزات على أنهن عشر!!
    تعجّبتُ سائلا:
    - كيف هذا؟
    - ..............
    (جلبة وضجيج، ثم إغلاق الخط بمعرفة حرمنا المصون )

    جلستُ بيني وبين نفسي أفكر في الضمير الذي انعدم، والذمم التي خربت، والناس الذين لا يستحون، ولكنّ ذهني سرعان ما وجّه الأمر وجهة أخرى تتعلق بمدى منطقية أفعالنا وعلاقاتنا وحوارنا كبشر.

    في هذه الأثناء ارتفعت بعض الأصوات من الشارع إياه ففهمتُ أن خناقة قد نشبت بين اثنين من أعضاء الملتقى هناك، ولأن الشارع مظلم كما تعلمون فقد اعتمدتُ على حاسة السمع وحدها محاولا تمييز الأصوات لمعرفة شخصيتيْ المشتبكيْن؛ صاح الأول:
    - أنت تعرف أن نظامنا هو النظام الممانع الوحيد الذي يساند قضية العرب الأساسية؟
    - ولكنه لم يطلق رصاصة (فشنك) واحدة على مدى أربعين عاما لتحرير أرضه المحتلة، وعندما تحركت قواته وجدناها تسير في الاتجاه العكسي!!
    - يجب أن تعلم أنّ لكل حادث حديث، وأنكم توقدون نار الفتنة بين أبناء الشعب عندما تدعمون المتظاهرين.. نحذّركم؛ فالساكت عن الحقّ شيطان أخرس!!
    - أي ساكت؟ وأي حق؟ أليس الأولى أن تنصحوا نظامكم بالكفّ عن قتل المتظاهرين؟!
    - أنت إنسان جاهل ودموي!!
    - ..........
    (جلبة وضجيج، ثم فضّ المشاجرة - أقصد إغلاق الموضوع - بمعرفة أستاذنا الموجي)

    لأعود فأسألُ نفسي من جديد:
    أي أسلوب حوار هذا؟
    ولماذا لا يفكّر كلٌّ منّا فيما يقوله الآخر قبل أن يردّ عليه؟
    هل نحلم أن يأتي يومٌ نجد أحد المتحاوريْن يعترف للآخر بأنه كان مخطئًا وأنّه غيّرَ قناعته بعد حوار هادئ مع زميله؟
    إن ما يحدث يعبّر عن المنطق المفقود في علاقاتنا وحوارنا وأفعالنا، وهو ما جعلني أعود فأتذكّر الجبهة الأخرى؛ تُرى ماذا تمّ في موضوع الإوزات؟ وللحقّ فإنني لم أكد أسأل نفسي حتى وجدتُ هاتفي ينتفض صارخًا (ربما بفعل ظهور اسم حرمنا على شاشته)؛ فسألتها متلهفًا:
    - خيرًا؛ ماذا فعلتِ مع "أم محمود"
    - لقد أحضرتُ عشر نسوة من الجيران وطلبتُ أن تمسك كلُّ منهن إوزة واحدة لنحسم – بطريقة لا تقبل الشك – عدد الإوزات، ولمّا بقيت إحدى النساء بلا إوزة سألتها:
    - هل اقتنعتِ بأنهن تسع إوزات؟
    أجابتني:
    - بل عشر!!
    - ولكن ماذا تقولين في تلك المرأة الواقفة أمامك بلا إوزة؟!
    - أقول إنها امرأة بليدة خائبة؛ لقد كانت أمامها الإوزات كثيرات؛ لماذا لم تتمكن قبل غيرها من الإمساك بواحدة؟!
    وعند هذه الجملة استوقفتُ زوجتي لأستوثق من صحة ما قالت، فأكدّتْ لي أن ذاك هو ما حدث من "أم محمود فعلاً"، فوجدتني أضحك ضحكًا هستيريا مندهشًا من عقم حوارنا العربي- العربي، ولسان حالي يقول: (حقًّا.. إنَّ شرَّ البليّة ما يُضحك!!)

  • مصطفى الصالح
    لمسة شفق
    • 08-12-2009
    • 6443

    #2
    يعني

    عنزة.. ولو طارت!

    أحدهم يريد أن يجبر الآخر بالبلطجة على القبول برأيه مهما كان خاطئا ملغيا عنصر التفكير- ولو للحظة- في فكرة الطرف المقابل!

    عقيم عقيم هذا الجدال لا يتمخض عن نتيجة ما دام كل واحد حاط رجليه بالحيط ولا يتزحزح.. وليس هذا فقط بل الشتم والاستهزاء هو سيد الموقف!

    الله المستعان

    رائعة عميقة كالسابقة..

    بالمناسبة.. ماذا حصل بالنسبة للوزات؟

    دمت مبدعا

    تحياتي
    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

    حديث الشمس
    مصطفى الصالح[/align]

    تعليق

    • مختار عوض
      شاعر وقاص
      • 12-05-2010
      • 2175

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
      يعني

      عنزة.. ولو طارت!

      أحدهم يريد أن يجبر الآخر بالبلطجة على القبول برأيه مهما كان خاطئا ملغيا عنصر التفكير- ولو للحظة- في فكرة الطرف المقابل!

      عقيم عقيم هذا الجدال لا يتمخض عن نتيجة ما دام كل واحد حاط رجليه بالحيط ولا يتزحزح.. وليس هذا فقط بل الشتم والاستهزاء هو سيد الموقف!

      الله المستعان

      رائعة عميقة كالسابقة..

      بالمناسبة.. ماذا حصل بالنسبة للوزات؟

      دمت مبدعا

      تحياتي
      بالفعل يا صديقي..
      غدا ما يزعجنا هو فقدان المنطق، وممارسة البلطجة الحوارية..
      فبمجرد أن تكتب رأيك، يدخل خلفك بلطجية الملتقيات ليسبُّوا بلدك وفكرك..
      أتمنى لو يفهمون أننا لا نريد إلا الخير لكل الشعوب العربية، ولهذا سنظل نساند الثوار الأحرار ضد العصابات التي تحكم هذه الشعوب حتى يتحقق النصر، وإلى أن يفهموا - وحتى لو لم يفهموا - نحن على العهد..
      تقديري ومودتي.

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        الإوزية في حواراتنا الأخوية !

        الإوزية في حواراتنا الأخوية !

        أهلا بأخي العزيز الأستاذ مختار عوض الأديب الأريب و الكاتب اللبيب !
        أسعد الله أوقاتك بكل خير أخي الحبيب !
        هل تسمح لي بالعنوان المثبت هنا للتعبير عن إعجابي بقصتك الطريفة الظريفة ؟
        لقد عبرت عن التعصب للرأي في أحدى مقالاتي السخرة بـ "المعزوطية" (من معزة و لو طارت مع الملاحظة أننا، في الجزائر، نقول "معزة" و ليس "عنزة" كما تقولون، و قولنا "معزة" أقرب إلى لغة القرآن الكريم الذي ورد فيه " و من الظأن و من المعز اثنين" في سورة الأنعام، و المعز اسمجنس جمعي واحدته "معزة")، فهل يمكن أن نقول إن المنطق عند "أم محمود" يقتضي أن التسعة تساوي العشرة أو العشرة تساوي التسعة !
        مررت من هنا لأعبر لك عن إعجابي بقصتك الجميلة !
        تحيتي و مودتي.


        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • مختار عوض
          شاعر وقاص
          • 12-05-2010
          • 2175

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
          الإوزية في حواراتنا الأخوية !

          أهلا بأخي العزيز الأستاذ مختار عوض الأديب الأريب و الكاتب اللبيب !
          أسعد الله أوقاتك بكل خير أخي الحبيب !
          هل تسمح لي بالعنوان المثبت هنا للتعبير عن إعجابي بقصتك الطريفة الظريفة ؟
          لقد عبرت عن التعصب للرأي في أحدى مقالاتي السخرة بـ "المعزوطية" (من معزة و لو طارت مع الملاحظة أننا، في الجزائر، نقول "معزة" و ليس "عنزة" كما تقولون، و قولنا "معزة" أقرب إلى لغة القرآن الكريم الذي ورد فيه " و من الظأن و من المعز اثنين" في سورة الأنعام، و المعز اسم جنس جمعي واحدته "معزة")، فهل يمكن أن نقول إن المنطق عند "أم محمود" يقتضي أن التسعة تساوي العشرة أو العشرة تساوي التسعة !
          مررت من هنا لأعبر لك عن إعجابي بقصتك الجميلة !
          تحيتي و مودتي.


          أهلا بأخي الراقي بعلمه وخلقه أستاذنا
          حسين ليشوري
          وأبدأ بشكرك على العنوان المعبّر الداعي إلى تغليب العقل في حوارات الإخوة، وأُثني بشكرك لتنبيهي إلى تصويب الخطأ الذي وقعت فيه في عنواني، وفي الحقيقة كان لدي شك في الأمر ولكن الكسل حال دون التحقق إلى أن قرأتُ مداخلتكم فنفضت عنّي رداء الكسل لأتأكد من خطئي الذي كان مصدره كتب القراءة في مدارسنا حين كنّا صغارًا؛ عمومًا قد قمت بالتعديل في العنوان وفي متن المقالة شاكرًا وذاكرًا لكم الفضل..
          محبتي وتقديري لعلمكم ورقيكم.

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة مختار عوض مشاهدة المشاركة
            أهلا بأخي الراقي بعلمه وخلقه أستاذنا
            حسين ليشوري
            وأبدأ بشكرك على العنوان المعبّر الداعي إلى تغليب العقل في حوارات الإخوة، وأُثني بشكرك لتنبيهي إلى تصويب الخطأ الذي وقعت فيه في عنواني، وفي الحقيقة كان لدي شك في الأمر ولكن الكسل حال دون التحقق إلى أن قرأتُ مداخلتكم فنفضت عنّي رداء الكسل لأتأكد من خطئي الذي كان مصدره كتب القراءة في مدارسنا حين كنّا صغارًا؛ عمومًا قد قمت بالتعديل في العنوان وفي متن المقالة شاكرًا و ذاكرًا لكم الفضل..
            محبتي و تقديري لعلمكم و رقيكم.
            و أهلا بك أخي الحبيب مختار و زادك الله علما و حلما !
            أشكر لك تنويهك الكبير بشخصي الصغير، و الله !
            نحن كلنا طلاب علم و بُحّاث حقيقة و هواة يقين !
            تأكد، أخي الفاضل، أنني عندما أعجب بنص أعبر عن إعجابي بصدق و حرارة،
            و قد أعجبتني قصتك الطريفة فعلا فأحببت شكرك عليها.
            تحيتي و مودتي.
            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • طارق السكري
              أديب وكاتب
              • 10-05-2011
              • 21

              #7
              لغة جميلة رشاقة في العبرة تمكن من الفكرة تنوع في الأسلوب .. لكن للفائدة : هل يمكن للمقال الصحفي أن يقبس شيئا من أسلوب الرواية إلى أسلوب القصة لأني لاحظت تنوعا راق لي تماما , قد ليكون هناك مانع ! لكن هل لأهل الصنعة كلام في ذلك ؟!! أذكر مرة كتبت مقالة شبيهة من حيث الأسلوب بهذه الفريدة الرائعة , ففوجئت من إدارة المنتدى بأنها نقلت مقالتي إلى قسم القصة ! وهي ليست بقصة !

              تعليق

              • مختار عوض
                شاعر وقاص
                • 12-05-2010
                • 2175

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                و أهلا بك أخي الحبيب مختار و زادك الله علما و حلما !
                أشكر لك تنويهك الكبير بشخصي الصغير، و الله !
                نحن كلنا طلاب علم و بُحّاث حقيقة و هواة يقين !
                تأكد، أخي الفاضل، أنني عندما أعجب بنص أعبر عن إعجابي بصدق و حرارة،
                و قد أعجبتني قصتك الطريفة فعلا فأحببت شكرك عليها.
                تحيتي و مودتي.
                مرحبًا بكم مجدّدًا أستاذنا الفاضل
                حسين ليشوري
                ومرّة أخرى أؤكد أنني لم أعمد مطلقًا لمجاملتك أخي الكريم،
                ولكنه ديننا القويم هو الذي أمرنا ألا نبخس الناس أشياءهم؛
                فوجب الاعتراف لأهل الفضل والعلم من أمثالكم..
                تقديري ومحبتي وشكري لمتابعتكم الكريمة لمقالتي المتواضعة.

                تعليق

                • فوزي سليم بيترو
                  مستشار أدبي
                  • 03-06-2009
                  • 10949

                  #9
                  مقالتك أخي مختار
                  إوزة وطارت في سماء الملتقى
                  إن اعتقد زملاء أفاضل أن هناك في - الجو - عنزة لا تطير ؟
                  فقد ابتعدوا عن مغزى المقال وعن الرسالة التي يحملها
                  وقد قلتها حضرتكم بوضوح أخي العزيز :
                  هل يمكن أن يأتي يومٌ نجد أحد المتحاوريْن يعترف للآخر بأنه كان مخطئًا وأنّه غيّرَ قناعته بعد حوار هادئ مع زميله؟

                  لنعد إلى جمال السرد والتشويق الذي حمَّلته بكل سلاسة في هذا النص .
                  وكأنك محترف ومعلم في الكتابة الساخرة .
                  تحياتي وسلام
                  فوزي بيترو

                  تعليق

                  • مختار عوض
                    شاعر وقاص
                    • 12-05-2010
                    • 2175

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة طارق السكري مشاهدة المشاركة
                    لغة جميلة رشاقة في العبرة تمكن من الفكرة تنوع في الأسلوب .. لكن للفائدة : هل يمكن للمقال الصحفي أن يقبس شيئا من أسلوب الرواية إلى أسلوب القصة لأني لاحظت تنوعا راق لي تماما , قد ليكون هناك مانع ! لكن هل لأهل الصنعة كلام في ذلك ؟!! أذكر مرة كتبت مقالة شبيهة من حيث الأسلوب بهذه الفريدة الرائعة , ففوجئت من إدارة المنتدى بأنها نقلت مقالتي إلى قسم القصة ! وهي ليست بقصة !
                    أهلا بالطيب الكريم الأستاذ
                    طارق السكري
                    وقد أسعدني حضورك الراقي، وثناؤك الجميل الذي أدعو الله أن أكون مستحقا لبعضه؛ أما عن سؤالك حول إمكانية تداخل الأجناس الأدبية ففي رأيي الشخصي أن ذلك أمر ممكن (أو مقبول على الأقل) وفي حالتنا هذه مثلا لا أتصور أن استعانة مقالة ساخرة بشيء من السرد القصصي يخرجها عن جنسها الأصلي، ومع ذلك يبقى سؤالك دعوة كريمة من كريم طيب لمن يرغب من الزملاء الأفاضل أن يدلو بدلو علمه فيستفيض في الرأي بما يدعم وجهة نظري التي أتفق معكم فيها، أو يقدم لنا رأيا مخالفا مدعما بالحجة والبرهان.
                    تقدير ومودة يليقان بحضورك الثري.

                    تعليق

                    • عبد الله إبراهيم الشرع
                      قلم للحق
                      • 07-05-2011
                      • 117

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة مختار عوض مشاهدة المشاركة
                      - أقول إنها امرأة خائبة؛ لقد كانت أمامها الإوزات كثيرات؛ لماذا لم تتمكن مثل غيرها من الإمساك بواحدة؟!

                      هذا هو حالنا معهم يا صديقي...!
                      نقول لهم هذه قرية البيضا وشبابها يداسون بالأقدام...
                      فيقولون لنا هؤلاء بشمركة في العراق...!
                      لأن إعلام النظام قال بشمركة
                      نقول لهم مقابر جماعية في درعا...
                      فيقولون لنا من أين ومن هم مصادر أخباركم؟...!
                      فإننا لم نسمع عنها في الإعلام الرسمي...!
                      نتحدث عن شباب ونساء وأطفال يقتلون كل يوم على أيدي الأمن والشبيحة
                      فيحرفون مسار الموضوع ويوزعوا علينا بطاقات إرهاب...
                      ثم يقولون لنا انظروا إلى الفتنة الحاصلة في مصر كثمن للثورة...!
                      نقولوا لهم اتقوا الله في أقوالكم وشهادتكم...
                      فيردوا علينا ومن نصبكم نواباً عن الله تكفرون الناس...!
                      نحن الضحية ولكنهم دائماً يضعوننا في قفص الإتهام
                      ويثيرون حولنا الشكوك والعمالة والتآمر
                      ويصفون أخواننا العرب بالطفيليون لأنهم عبروا عن ضمائرهم...!
                      نتسائل: هل هؤلاء من البشر؟ وهل هم عقلاء؟
                      ونكتشف فيما بعد أنهم فعلاً من البشر شكلاً...
                      وأنهم عقلاء متخلفون ومن العصر الحجري...!
                      وأنهم طفيليون شركاء النظام في المصالح والمنافع والجريمة...
                      ولهذا هم يدافعون عن أنفسهم وبقاء مصالحهم...!
                      وهكذا نستطيع أن نفهمهم ونقدر وجهة نظرهم ومواقفهم
                      شكراً لك أخي الحبيب مختار عوض وشكراً لهذا الإبداع
                      سلم قلبك ويراعك
                      أمتعتنا وأضحكتنا وأثرت فينا الأشجان
                      ودي وتقديري
                      التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله إبراهيم الشرع; الساعة 21-05-2011, 17:40.
                      وعين الرضا عن كل عيب كليلة*ولكن عين السخط تبدي المساويا
                      ولسـت بهياب لـمن لا يـهابني*ولـست ارى للـمرء مالا يرى ليا
                      فإن تدن مني تدن منك مودتي*وإن تنأ عـني تلقني عـنك نائيا
                      كـلانا غـني عـن اخـيه حـياته*ونحن اذا مـتنا أشـد تـغانيا

                      تعليق

                      • مختار عوض
                        شاعر وقاص
                        • 12-05-2010
                        • 2175

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                        مقالتك أخي مختار
                        إوزة وطارت في سماء الملتقى
                        إن اعتقد زملاء أفاضل أن هناك في - الجو - عنزة لا تطير ؟
                        فقد ابتعدوا عن مغزى المقال وعن الرسالة التي يحملها
                        وقد قلتها حضرتكم بوضوح أخي العزيز :
                        هل يمكن أن يأتي يومٌ نجد أحد المتحاوريْن يعترف للآخر بأنه كان مخطئًا وأنّه غيّرَ قناعته بعد حوار هادئ مع زميله؟

                        لنعد إلى جمال السرد والتشويق الذي حمَّلته بكل سلاسة في هذا النص .
                        وكأنك محترف ومعلم في الكتابة الساخرة .
                        تحياتي وسلام
                        فوزي بيترو

                        أخي الكريم الأستاذ الفاضل
                        فوزي بيترو
                        لأعترف أن تشجيع ونصائح الزملاء كانت وراء تقوية عزيمتي على إعادة المحاولة؛ فإن كنت قد نجحت في الكتابة الساخرة فقد وجب الاعتراف بالفضل لكل الإخوة الزملاء، وإن لم ترقَ تجربتي للمستوى المطلوب فيكفيني شرف المحاولة لأنّ مسألة تحديد الجنس الأدبي الذي يلجأ إليه الكاتب للتعبير عمّا يريد تبقى واحدة من المسائل شديدة الدقة والحساسية، ويبقى التوفيق بيد الله وحده..
                        أشكرك صديقي على تشجيعك وثنائك الذي شدّ من أزري.
                        تقديري ومودتي.

                        تعليق

                        • مختار عوض
                          شاعر وقاص
                          • 12-05-2010
                          • 2175

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عبد الله إبراهيم الشرع مشاهدة المشاركة

                          هذا هو حالنا معهم يا صديقي...!
                          نقول لهم هذه قرية البيضا وشبابها يداسون بالأقدام...
                          فيقولون لنا هؤلاء بشمركة في العراق...!
                          لأن إعلام النظام قال بشمركة
                          نقول لهم مقابر جماعية في درعا...
                          فيقولون لنا من أين ومن هم مصادر أخباركم؟...!
                          فإننا لم نسمع عنها في الإعلام الرسمي...!
                          نتحدث عن شباب ونساء وأطفال يقتلون كل يوم على أيدي الأمن والشبيحة
                          فيحرفون مسار الموضوع ويوزعوا علينا بطاقات إرهاب...
                          ثم يقولون لنا انظروا إلى الفتنة الحاصلة في مصر كثمن للثورة...!
                          نقولوا لهم اتقوا الله في أقوالكم وشهادتكم...
                          فيردوا علينا ومن نصبكم نواباً عن الله تكفرون الناس...!
                          نحن الضحية ولكنهم دائماً يضعوننا في قفص الإتهام
                          ويثيرون حولنا الشكوك والعمالة والتآمر
                          ويصفون أخواننا العرب بالطفيليون لأنهم عبروا عن ضمائرهم...!
                          نتسائل: هل هؤلاء من البشر؟ وهل هم عقلاء؟
                          ونكتشف فيما بعد أنهم فعلاً من البشر شكلاً...
                          وأنهم عقلاء متخلفون ومن العصر الحجري...!
                          وأنهم طفيليون شركاء النظام في المصالح والمنافع والجريمة...
                          ولهذا هم يدافعون عن أنفسهم وبقاء مصالحهم...!
                          وهكذا نستطيع أن نفهمهم ونقدر وجهة نظرهم ومواقفهم
                          شكراً لك أخي الحبيب مختار عوض وشكراً لهذا الإبداع
                          سلم قلبك ويراعك
                          أمتعتنا وأضحكتنا وأثرت فينا الأشجان
                          ودي وتقديري
                          الصديق المثقف الجميل
                          عبد الله إبراهيم الشرع
                          أشكر لك مداخلتك التي تصبّ في عمق الموضوع؛ فمأساتنا كمثقفين تكمن في رغبة كل طرف أن يفرض رأيه على الطرف الآخر، فإن لم يتمكن بقوة الحجة التي يعدمها فبالبلطجة الحوارية التي لا يتورع صاحبها عن مهاجمة الآخر بالسباب وتسفيه الرأي والتخوين والصوت العالي مما يفسد الحوار ويفرغه من المنطق، فيتحول الأمر إلى محاولة إجبار على الرضا بما يسوق له الآخر من أفكار كأنها الحقّ المنزل (وهو ما حاولت "أم محمود" فعله عندما أصرّت على أن التسعة تساوي عشرة حتى بعد فضحها من خلال تلك الحيلة الذكية التي لجأت إليها حرمنا؛ وهي قصة مُختَلقة طبعًا)..
                          تحيتي ومحبتي وتقديري.

                          تعليق

                          • توفيق صغير
                            أديب وكاتب
                            • 20-07-2010
                            • 756

                            #14
                            بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
                            السلام عليكم ورحمة الله

                            الأستاذ المحترم : مختار عوض

                            أضحك الله سنَّكَ وضِرْسَك، ومتـَّنَ في أعالي "البلكونة" مَقامَك وترْسَك ... أعْلمُ أخي أنَّك صاحبُ رأيٍ وفكْر، فلا تُحَمِّلنَّ مُناكفِيكَ كلَّ الوزْر، واسْمَعْ منِّي ذِي المُلْحَة لتلتمس لهم العُذر :

                            - "اعْطُوني اسْمَ حيوانٍ طائر ..." ... قالها مُعلِّمٌ لتلاميذه بعد أنْ فسَّرَ وحَاضَر، فذُكِرَ منَ الطَّيْرِ الدَّاجِنُ والكاسِر، وفرحَ المُرَبِّي بنجَاحِهِ البَاهر. فجْأةً انْطلقَ صَوْتٌ يشْبه الصَّهيل : "سيِّدِي، هلْ يُمْكنُني أنْ أُضِيفَ الفِيل ؟" ... جُنَّ جُنُونُ الأسْتاذ، ففَرَّ التِّلميذُ إلى مَكْتَبِ المُدير يَلتَمِسُ اللِّيَاذ ... وحينَ لحقَ به المعلِّمُ مُهدِّدًا، اعْترضَهُ المديرُ مُندِّدًا : "صَهٍ يا صَاحْ ولا تُكابِرْ، واخفِضْ منْ صوْتكَ الهادِر ... أيْ نعمْ، أشْهَدُ أيْضًا أنَّ الفِيلَ يطِير، هذا أسْلمُ لنَا منْ أنْ نلْقَى سُوءَ المصير" وهمَسَ للمُعَلِّم : "ارْأفْ بحَالي، إنَّ الفَتَى ابْنُ الوزير".

                            وجْبَةٌ دسِمَةٌ كعَادَتك، أتمنَّى أنْ يكُونَ ما أضفْتُهُ فسْحَةً لإيجَادِ بعض العُذْر للمُناكِفِ ولأمِّ محمُود وللمُدِير هههههه ... تحيَّاتي الأكيدَة وأنتظر زيارتك لقسم المقامة.

                            -
                            [frame="11 98"][type=283243][align=center]لنعْضُدْ ضَادَنَا[/align][/type][/frame]

                            تعليق

                            • د.نجلاء نصير
                              رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                              • 16-07-2010
                              • 4931

                              #15
                              الأستاذ الفاضل:مختار عوض
                              ترى كم من أم محمود في عالمنا العربي؟!
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X