الحب على الفايس بوك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طارق السكري
    أديب وكاتب
    • 10-05-2011
    • 21

    الحب على الفايس بوك

    لولا أن تسأموني لما فارقت هذا القسم أبدا فأنا بكم تعليقا ومدارسة وتصحيحا ومراجعة .. وخاصة أستاذي الذي قال لي : أنت هنا ! الأستاذ القدير محمد الصاوي .,.,.,

    الحب على الفيس بوك
    1
    كانت هناك صورة ٌ معلقة
    تفرّقَ الشعاع ُ منها في دمي
    وكانت المفاجأة
    تنبـّه َ النيروزُ في غرفتها
    وراح يسكبُ الحقول .
    ويجمعُ السماءَ كلها ويجمع البحار
    ويكرع النهارَ في دعوته للحب ِّ
    يشرب ُ الأزهار
    ينث ّ ُ في ذهول .
    2
    كانت هناك صورة ٌ معلقة
    جميلة ٌ منمـّقة
    تناقرَ الحمامُ تحت ظلها
    تلاقح َ الشجر
    رأيتُ منها الشمسَ في تألــُّه ٍ تجامعُ القمر
    تنزّلت في أضلعي شجونها فآمن البشر .
    3
    قسَمتُ منها صوتـَها مابيننا فكانت المكاتبة :
    للنهر منها قطعة ٌ
    للورد للزيتون للعصفور منها قطعة ٌ
    للناي في المنفى يدر ُّ جرحه ُ
    مابيننا
    للساعة الولهانة المعلقة
    للبحر والمراكب المحمّلة
    وكان من حديثها النجومُ تصنع النجوم
    وكانت الغيوم
    وكانت الكواكب المحلقة
    وكانت المساجد ُ
    في رفقة ِ الكنائس المجمّلة
    وكانت الولائدُ المدللة
    وكانت فوق دفتري فراشة ٌ تحوم
    4
    كانت هناك وحدها
    كالنخلة الشماء ترنو من بعيد
    لا تعرف الميليشيات
    لا تعرف الملاحظات
    لا تعرف الغدر الذي خـلــّفه ُ الذواتُ والطغاة
    ظلت هناك وحدها تستنشق الهواء
    فلم يعد هواءنا يفيد
    ظلت هناك وحدها تستنشق النسيم
    فلم يعد نسيمَنا نسيم !
    ولم يعد إثر الطغاة صدرَنا سليم !

    5
    كانت هناك صورة ٌ معلقة
    حمامة ٌ تطير
    تعبتُ من تحليقها كزنبقة
    عجبتُ منها حينما صافحتـُها
    وجدتـُها مبتلة ً مذللة
    تخلــّقت من لؤلؤة
    قبــّلت ُ منها ثغرها
    نشفتُ منها شعرها
    مَـشَـطـتــُـه ُ بالنور
    تــســلــّقَ العطرُ إليها خفية ً
    فغارت العطور !!!
    وحط ّ منها الحرفُ في جفونها كما تحط السنبلة
    فذابت السطور .
    6
    كان الضياء ُ قبلها مستور
    وكان مثل الحب في زماننا
    فؤاده ُ مكسور
    وهاهي الدهور بعدها كما الرحى تدور
    وزقزق العصفور .
    7
    كانت هناك صورة ٌ معلقة
    كالصقر في تحليقه ِ
    يستصغر ُ النسور .
    8
    ظلت هناك لا تريد من أحد
    ولا يداجي بعضها منها أحد
    ولا تداني من أحد
    هناك أمة ٌ تقيمها من الشعور
    من عالم ٍ بلا أحد !
    هناك تسمع الحديث طيـّبا ً من نفسها
    هناك ترقب ُ الصباحَ كالشراب سائلا من ريقها
    هناك تنظر النخيلَ قائما في ضحكها
    هناك كانت المفاجأة
    بأنني ملخـّص ٌ في صوتها كالصورة المعلقة !
    شعر / طارق السكري
    السعودية – الدمام – 2011م
    zabnh@yahoo.com
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    كيف نسأم أستاذا مبدعا وشاعرا موهوبا بحق مثلك أستاذ طارق ، بل أهلا ومرحبا بك واسمح لى أن أقف مع لوحة النص هذى الوقفة



    العلاقة النحوية وتشكيل لوحة المفتتح

    الحب على الفيسبوك
    1
    كانت هناك صورة ٌ معلقة
    تفرّقَ الشعاع ُ منها في دمي
    وكانت المفاجأة
    تنبـّه َ النيروزُ في غرفتها
    وراح يسكبُ الحقول .
    ويجمعُ السماءَ كلها ويجمع البحار
    ويكرع النهارَ في دعوته للحب ِّ
    يشرب ُالأزهار
    ينث ّ ُ في ذهول .


    - بداية يمكن القول أن علاقة الخبر ( كانت هناك صورة معلقة ) هى علاقة تتصل دلاليا بالعنوان وتمنح حضورا فاعلا فى سياق النص حيث لا يفسر العنوان ( الحب على الفايس بوك ) على مدى سياق النص إلا علاقة الخبر ( كانت هناك ) أى أن علاقة الظرف هى التى تضى العنوان وتمنحه دلالته واتصال بسياق النص

    - ثم ولنتأمل علاقة الخبر ( هناك ) والتى تم تقديمها لتكون خبرا مقدما حيث إن ترتيب السياق ( كانت لوحة معلقة هناك ) ويمنح تقديم الخبر تحفيزا فاعلا فى الوجدان ودافعا للمتلقى فى مساءلة السياق عن دلالة الخبر وأين هى هذى الصورة المعلقة

    - ثم نتلقى علاقة اسم كانت ( كانت هناك صورة معلقة ) وهى علاقة جاءنت نكرة مفردة ، إى أنه لا تتجلى لنا سمات حتى الآن عن هذى الصورة فإنما هى ( صورة )

    - ثم نتلقى علاقة النعت ( مُعلقة ) والتى تمنح السياق دلالة من الغموض والتحفيز ، خاصة أنها علاقة جاءت عبر صيغة اسم المفعول ، إننا لا يتجلى لنا فى السياق من الذى زرع هذى الصورة مكانها ، وهو السؤال الذى يتم بذكاء فنى الالتفات عنه إلى ظل جمالى ودلالى آخر غاية فى الروعة والإيحاء

    - (تفرّقَ الشعاع ُ منها فيدمي ) إننا نتلقى هذا السياق عبر علاقة الجملة الفعلية الماضية وهى العلاقة التى تكثف من حالة الاستدعاء للذكرى وحضورها والذى بدأ بعلاقة الفعل الماضى ( كانت هناك صورة )

    - نتلقى قى هذا السياق علاقة الفاعل ( تفرق الشعاع ) والتى تحمل استعارة مكنية ثرية تخيل لنا الشعاع ذا حس ووجدان يختار أن يلوذ ببطل النص ، وهى استعارة يكثف من تأثيرها كونها علاقة جاءت فاعلا بما يمنح إيحاء عميقا على دلالة الشعاع واختياره وقدرته على التفرق كيف شاء ، أى أن علاقة الفاعل أثرت بالإيجاب فى حيويت التعبير الاستعارة وقدرته على الأيحاء بتجسد هذا الشعاع وتأثره بوجدان بطلة النص وانبعاثه منها

    - كما أن علاقة الفاعل يمكن تأويلها عبر المجاز أى أن تفرق شعاعها أى( شمسها تفرقت فى دمه ) والتعبير جاء بشعاع ، كأن الحبيب مازال ظامئا لضوئها يرى شمسها شعاعا لأنه يشتهى ضوءها ويستشعر احتياجه منه ، رغم ما ناله من هذى الشمس النيرة فمازال الوجدان يراه قليلا لا يروى ظمأة القلب لنورها الذى يخلب كيانه

    - هنا نتلقى علاقة شبه الجملة ( تفرق الشعاع منها فى دمى ) وهى العلاقة التى تمثل شبه جملة الحال والتى تشيج هذا التفرق وتكنزه فى الدم ، بما يجعل الاستعارة تستحيل تعبيرا كنائيا دالا على تغلغل هذا الحب وهذا الشعور الوهاج كالشعاع فى كيان بطل النص الذى عبر عنه الشاعر

    - ثم نتلقى علاقة تامة للفعل الماضى ( وكانت المفاجأة ) وهى العلاقة التى تتناغم مع التخييل الفذ للشعاع الذى تفرق فى كيان بطل النص ولكن السياق يكنز لنا مفاجأة أخرى حين نتلقى هذا السياق

    (وكانت المفاجأة
    تنبـّه َ النيروزُ في غرفتها
    وراح يسكبُ الحقول .

    - عبر الاستعارة المكنية ( تنبه النيروز ) نتلقى أثر الشعاع الذى انداح فى كيان بطل النص ، إن السياق يسكت بذكاء فنى فى لوحة المفتتح عن أثر الشعاع وما يرمز له فى كيان بطل النص لينقلنا إلى أثره فى كيان الحبيبة ، فكأن بطل النص حين مسه حبها وأضاءت له شمسها ، كان هذا مفتتحا لأن تتجلى طاقات هذى الحبيبة ويعيد الحب حين بدأ فيضها يعيد خلقها من جديد ، ويعيد تشكيل حياتها وتغيير طقسها فها هو النيروز تنبه ، بل النيروز ذاته يعيد اكتشاف نفسه كنيروز حين يتحقق حضوره فى حياة الحبيبة

    - ولنتأمل جمالية الفعل ( تنبه ) وهى التى توحى بما كان من غفلة الربيع عن الحياة السابقة للحبيبة فما كانت تستوقف النيروز ، إنما الآن ينتبه لها لأنها تهيأت للربيع والتفتح حين مس شعاعها وجدان بطل النص

    - ( وراح يسكب الحقول ) هنا عبر علاقة الشروع والتى تكثف من دلالتها علاقة المضارعة ، والتى تكنز فيها علاقة المفعول به ( الحقول ) الاستعارة المكنية التى تخيل لنا الحقول عطرا وشذا ينثره النيروز فى غرفتها التى صارت غرف عاشقة بحق

    - ثم ينداح التخييل الذى يكثف من السياق السابق عبر سياق (ويجمعُ السماءَ كلها ويجمع البحار ) وهو السياق الذى تمثل فيه علاقة المضارعة حالة من الدأب والعزيمة والنشوة التى تكتنف النيروز ، كما تمثل علاقة المفعول به استعارة مكنية تناغم من الاستعارة السابقة ( يسكب الحقول ) وتسير فى اتجاه جمالى ودلالى واحد يكثف من دلالة الحب وحضوره وأثره الذى ينبع من الوجدان فيغير الحياة التى كانت تعيشها الحبيبة ويهديها السماء والبحار

    - ثم تنداح اللوحة ونتلقى هذا السياق
    (ويكرع النهارَ في دعوته للحب ِّ
    يشرب ُالأزهار

    - حيث نتلقى تفصيلة جديدة حيث يستحيل النهار والزهر عبر الاستعارة المكنية خمرا للروح يكرعها النيروز

    - ولنتأمل جرس علاقة المضارع ( يكرع ) والتى توحى بصخب جميل وعنفوان نشوة النيروز وفتنته التى تذوبه حين يحضر فى حياة الحبيبة ويتحقق ربيعه فى غرفتها حين أحبت

    - ثم نتلقى فى ختام لوحة المفتتح هذا السياق ( ينث فى ذهول ) ولنتأمل ما قاله صاحب اللسان فى دلالة نث أولا (النَّثُّ: نَشْرُ الحديثِ؛ وقيل: هو نشر الحديث الذي كَتْمُه أَحَقُّ من نَشْرِه ) أى أن النيروز صار مفتونا بالحبيبة حال حضوره فى حياتها وعبر نشوته بها وفرحه بأنها افتتحت ربيعه وهيأت له أن يكون النيروز حقا حين كان لمن تحب

    - وختاما يمكن القول أن المفتتح يحمل لوحة باهرة عذبة لحالة من الحب رهيفة نبيلة تحمل رسالتها الجمالية عبر تخييل استطاع أن يوظف العلاقة النحوية فى بنية فاعلة دالة موحية معبرة بجلاء عن نبض الوجدان

    تعليق

    • طارق السكري
      أديب وكاتب
      • 10-05-2011
      • 21

      #3
      ما أدري أهو البيان يستحيل في حالة من الاحالات رذاذا مسكونا بالحياة والنشاط ؟! حتى لنراه يسيل على شاشة الجهاز ؟! أم تراه سقراط مجسدا في العبارت التي تومي والإشارات التي توحي ؟!! ماأروع هذا المنعطف في حياتي ! شكرا لك أستاذي ! فتح الله عليك وزادك من فضله ! لقد صارت هذا الصفحة وسابقتها منهجا دراسيا أتصفحه كل يوم , وكأني أمام سبورة أتفيئ تحت ظلالها وأتعلم أكثر وأكثر ,., شكرا إدارة المنتدى .. شكرا

      تعليق

      يعمل...
      X