نزيف من سويداء القلب../ بقلم رنا خطيب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رنا خطيب
    أديب وكاتب
    • 03-11-2008
    • 4025

    نزيف من سويداء القلب../ بقلم رنا خطيب

    نزيف من سويداء القلب


    من قال

    أنّ القلب مضغة لضخ الدم لا أكثر

    وأنّ الإحساس يزهر و يذبل دون أن يترك ندبة الأثر

    وأنّ مرور الأيام يمكنها أن تزيل نوائب الدهر

    إنّه القلب يا بني البشر

    منه يستقيم المسير

    وأيضا يهلك ضعيف النظر

    على قاعه اللؤلؤي ُتشاد

    مدن الأحاسيس و عواصم المشاعر

    فكيف تجرؤون على نكران وجوده

    و الاستهانة بجنوده ؟

    ******
    لكنه عرضة للاغتيال

    من قبل خنجر تقلبات الطقس و أحوال البشر .

    فرحلة الأيام لا تترك الأشياء خضراء يانعة

    كما هي أول الزمان

    و هنا...

    أمسى القلب ضريرا بعد رحلة عمر شاقة

    كبرت بها السنون و هرمت بها الروح

    شحب لون الرؤية إلى الحياة

    بعد أن كان لونا يقينيا يانعا

    يبتسم إلى زهرة الصبا

    هاجرت طيور النورس شواطئها

    مودعة أحلام الشباب

    كانت رحلتنا أقرب إلى لحظة مفتون

    بروعة مشهد كساه السحر

    و مع اقتراب المشهد من نهايته

    اقتربنا برؤيتنا من شعاع الحقيقة

    تكسرت عندها صناديد الأوهام

    فكانت حقيقة تُجرد الأشياء عن زخرفها

    و تٌعري أوهام المفردات الملونة عن واقعها

    لقد تحايلت على وجودنا

    فأضاعت بريق شبابه

    وأغرقته في فيضان أنهار دموع القهر و الألم

    وشجون لحظات الحزن.

    نزفنا كثيرا من أعماقنا

    وسالت جروح الوجد كالنهر

    لتصافح دموع الأسى في أثناء جريانها

    نزفنا كثيرا حتى جف ينبوع النزف

    و نبتت حوله أشواك قاسية تلبد فيها الإحساس


    ******

    كان للحب زاوية في القلب

    يكتب فيها قصته اللؤلؤية

    على ورقة النفس البيضاء

    يسطّر فيها أسطورة الشعور

    عندما أغواه النبض بدفء الاحتضان

    فوقع ضحية الإغواء

    لكنه ظلّ بطل الاحتواء

    زلزلته ألوان الرسم بريشة الحب

    فوهب ذاته ليكون تلك اللوحة

    فكانت لوحة تتصارع فيها

    ألوان الشعور المختلفة

    تعجز الرؤية عن فهم المفردات.

    كبر الصراع مع هذه المفردات

    و مع معاناة الصراع ازداد نهر النزف بالجريان

    متدفقا عبر أودية النفس

    جارفا معه براءة الأحلام و بريق الأمل

    مخلفا وراءه شذرات الحزن و أنين الجوى

    حافرا في جدران النفس ثقوب منيعة

    لا تصلحها الأيام

    *******
    و تمضي الآهات في مسيرها

    تنبش في ذاكرة القلب

    بحثا عن إشارات توقف هذا السفر.

    كم بسيط هذا القلب

    عندما يبتسم له القمر!

    كم رقيق هذا القلب

    عندما ينتشي من رائحة المطر!

    كم سعيد هذا القلب

    عندما يطوّق بلحظ النظر!

    و كم شقي هذا القلب

    عندما يخدعه بريق الصور!


    مع التحيات
    رنــا خطيب

    20/5/2010
  • مالكة حبرشيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 28-03-2011
    • 4544

    #2
    كان للحب زاوية في القلب

    يكتب فيها قصته اللؤلؤية

    على ورقة النفس البيضاء

    يسطّر فيها أسطورة الشعور

    عندما أغواه النبض بدفء الاحتضان

    فوقع ضحية الإغواء

    لكنه ظلّ بطل الاحتواء

    زلزلته ألوان الرسم بريشة الحب

    فوهب ذاته ليكون تلك اللوحة

    فكانت لوحة تتصارع فيها

    ألوان الشعور المختلفة

    تعجز الرؤية عن فهم المفردات.

    كبر الصراع مع هذه المفردات

    و مع معاناة الصراع ازداد نهر النزف بالجريان

    متدفقا عبر أودية النفس

    جارفا معه براءة الأحلام و بريق الأمل

    مخلفا وراءه شذرات الحزن و أنين الجوى

    حافرا في جدران النفس ثقوب منيعة

    لا تصلحها الأيام

    *******
    و تمضي الآهات في مسيرها

    تنبش في ذاكرة القلب

    بحثا عن إشارات توقف هذا السفر.

    كم بسيط هذا القلب

    عندما يبتسم له القمر!

    كم رقيق هذا القلب

    عندما ينتشي من رائحة المطر!

    كم سعيد هذا القلب

    عندما يطوّق بلحظ النظر!

    و كم شقي هذا القلب
    عندما يخدعه بريق الصور




    رغم كل الخدع التي يتعرض لها القلب
    تبقى له احكامه التي لا نقض فيها
    ولا ابرام
    قد تكون احكاما ظالمة للنفس أحيانا
    وقد تكون منصفة
    لكنها تبقى الخيار الذي تضعف الروح امامه
    ولا تجد بدا من الرضوخ له
    مهما بلغت التضحيات



    كنت هنا رنا مع خاطرتك التي شدتني كثيرا
    خصوصا الجزء المقتبس
    التعديل الأخير تم بواسطة مالكة حبرشيد; الساعة 23-05-2011, 20:36.

    تعليق

    • فاطمة عزالدين
      أديب وكاتب
      • 30-11-2008
      • 148

      #3
      سلام الى قلمك
      وهو يترقرق بعذوبة

      فياض هو الجرح

      يعزف الوجع ويعزف الحنان

      لكنه لا ينسى الجمال ابدا يستفرد بها المفردات والتعابير والصور الصادقة ....

      تحياتي اليك
      والى هذا الفيض من الابداع

      تعليق

      • بلال عبد الناصر
        أديب وكاتب
        • 22-10-2008
        • 2076

        #4
        هو القَلبُ يا رنا !
        مهما مَر عَليه ... يــبقى يَنبضُ للأمل !

        تلكَ ســحبٌ لا أكثر ... ســتمرُ كـغيرها ...

        رغم الحزن ...
        كان قَلمكِ يـضخُ جَمالاً ..

        كل التقدير ..

        تعليق

        • شيماءعبدالله
          أديب وكاتب
          • 06-08-2010
          • 7583

          #5
          نص أبحرت في جماله وتابعته حد الأفق وهو يلوح بشراع يخشى الإعصار
          جميلة هي كلماتك ورقيقة الحاشية رغم اتشاحها بالحزن ومن الحزن يأتي الإبداع
          دام حرفك الشجي
          مودتي وشتائل الورد

          تعليق

          • رنا خطيب
            أديب وكاتب
            • 03-11-2008
            • 4025

            #6
            الأخت الراقية فاطمة عز الدين


            شكرا لهذا القلم الجميل الذي ينثر الجمال و العذوبة أينما ذهب...

            دمت سالمة
            رنا خطيب

            تعليق

            • حمزة نادي
              أديب وكاتب
              • 01-07-2008
              • 533

              #7
              تحية للغالية

              تحية أزفها لك يا دمشقية

              حلبية أنت.. أم جولاينة كنت

              بل أنت شامية

              أنت وطن لنا بل بلاد للبشرية
              أنت مهد لنا بالامس.. واليوم وفي كل حين

              تحياتي لك أخيتي/ رنا
              قالَ صلى الله عليه وسلم
              (أحفظ الله تجِدَه اتجاهك ، إذا سألتَ فأسأل الله وإذا استعنتَ فأستعن بالله )
              رواهُ الترمذي .

              تعليق

              • د.مازن صافي
                أديب وكاتب
                • 09-12-2007
                • 4468

                #8
                خلف النص حكاية
                وجع وانين وغياب ابتسامة
                أمنيات وأحلام سافرت الى ما لا نهاية
                سقطت في خريف القصيدة
                جفت ينابيع الامل فيها
                تكابر ببقايا عبق قديم
                تنثر مفردات جريحة
                تلملم ظلال وأطلال
                تعز عليك نفسك
                تتطهرين من دنايا الجروح
                تمنحين آهاتك عزاء وسلوى
                هَرمت تعابيرك ..
                وكأنها توبة بعد الأربعين قصيدة
                وصوت خايف يقترب من النهاية
                قدر محتوم يهزم حذر واجب
                الحياة مع الياس والخوف غير محتملة
                وغير ذات قيمة
                من الجميل ان نحاول تشييع الأحزان بلا معازيم
                انقلاب جملة في سطر الأحلام لا يعني انهيار العربة الأخيرة
                ذات مرة قرأت في " كراسة مراهق "
                " لقد كان حبي لك في اول الأمر خدعة .. ولكني اؤكد لك ..
                أني قد اصبحت مدمن فيكِ .. واني أود لو استطعت أن أُقبل موطيء قدميك "
                ضحكت كثيرا وأنا اتامل في هذه السطور ..
                وزاد من تألمي أنه ختم رسالته
                " أراكِ تحبيبني أم لم أعد في قافية قصائدك " ..
                هناك ايقنت لماذا انتحر
                هذا المراهق ..
                دون أن يعرف سبب ذلك ..
                لقد نزف مرة واحدة من سويداء قلبه ..
                وتحولت البرودة الى احتراق ..
                وهذا ما اراه هنا ..


                الأخت الفاضلة : رنا خطيب
                خاطرتك جميلة جدا ... ومع طول النص شعرنا بالاحتباس في آخر الحكاية ..
                دمت بخير
                مجموعتي الادبية على الفيسبوك

                ( نسمات الحروف النثرية )

                http://www.facebook.com/home.php?sk=...98527#!/?sk=nf

                أتشرف بمشاركتكم وصداقتكم

                تعليق

                • رنا خطيب
                  أديب وكاتب
                  • 03-11-2008
                  • 4025

                  #9
                  الراقي بلال عبد الناصر

                  شكرا لك على المرور

                  إذا...هو القلب الذي لا يقبل المساومة على نبضه و لا يبيع أحاسيسه لتجارة الطريق..

                  مع الشكر
                  رنا خطيب

                  تعليق

                  • فايزشناني
                    عضو الملتقى
                    • 29-09-2010
                    • 4795

                    #10
                    نزفنا كثيرا من أعماقنا

                    وسالت جروح الوجد كالنهر


                    لتصافح دموع الأسى في أثناء جريانها

                    نزفنا كثيرا حتى جف ينبوع النزف

                    و نبتت حوله أشواك قاسية تلبد فيها الإحساس

                    أختي رنا
                    يستمر نزيف القلب الحنون
                    تثقله ذكريات مريرة ومكابدات يومية
                    تصدمه صور الفحشاء والمنكر
                    فيترنح تحت وطأة الألم والعذاب
                    متمسكاً بدمه الحار كي لا يسيل هدراً

                    من يملك قلباً مؤمناً بالحياة
                    سيبقى يعاني
                    ويعاني
                    ويعاني
                    نصك حزين ولكني أملك قلباً مشابهاً
                    مع فائق تقديري
                    هيهات منا الهزيمة
                    قررنا ألا نخاف
                    تعيش وتسلم يا وطني​

                    تعليق

                    • رنا خطيب
                      أديب وكاتب
                      • 03-11-2008
                      • 4025

                      #11
                      الأديبة شيماء عبد الله

                      و لأن الكلمات جاءت بتوقيعك أنت
                      و لأنك الإحساس حيث يسري
                      أشكرك من القلب على هذه المرور العبق بعطر أدبك و ذوقك و جمال قلمك..

                      دمت بود
                      رنا خطيب

                      تعليق

                      • يسري راغب
                        أديب وكاتب
                        • 22-07-2008
                        • 6247

                        #12
                        الشاعرة الكاتبة الفارسة / رنا الموقرة
                        تحياتي
                        وكل التقدير لقلم له امتياز الجمع بين المشاعر والمنطق
                        وبعد
                        هل يكون القلب الا ذلك الاحساس الذي يغني للحرف ان أظهر العذب في الكلمات لحنا ينطلق الى الفضاء يرسم خريطة الشوق وهو يمني النفس طائرا كالحسون يغرد او يكون من النوارس التي تسكن شواطيء القرب فيبقى ولا يرحل لو أمكنه الموت حيا في أماكن يسكنها عصافير من البراءة تقول الثورة على كل القوالب وعلى كل البشر التي تنهزم امام الحق والخير امانا واستقرارا للجمال في وطن هو القلب وقلب هو الوطن ولا ينظر الى الفرد الا لكونه يزأر كالجريح قويا ونبيلا وهو يصارع الباطل في حكايا لا تنسج سوى الوعد ولا تنتبه للوغد ان ذهب أو حضر
                        شمعة تحترق ولا تحترق كلما حاول الحاسدون الاستقواء عليها زادها الاصرار بالحب عنادا وتحدي
                        تلك نوافذك ثورة باقية من أجل الحق وحده
                        و الحب حق ترسمه قبيلة البوح بين جوانحك
                        ايها القلم الثائر للانسان وحده
                        انعمي بقلب قرر أن يكون مدافعا عن قلوب العذارى في الكون كله
                        دمت وسلمت وأكرمك الله بالبياض الكلي والوردي
                        دمت منعمة مكرمة الدهر كله

                        تعليق

                        • رنا خطيب
                          أديب وكاتب
                          • 03-11-2008
                          • 4025

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة حمزة نادي مشاهدة المشاركة
                          تحية للغالية

                          تحية أزفها لك يا دمشقية

                          حلبية أنت.. أم جولاينة كنت

                          بل أنت شامية

                          أنت وطن لنا بل بلاد للبشرية
                          أنت مهد لنا بالامس.. واليوم وفي كل حين

                          تحياتي لك أخيتي/ رنا


                          الله أكبر يا ابن الجزائر العريق حمزة

                          كم سعدت لوجودك على متصفحي بعد هذا الغياب...

                          ماذا أقول لابن الجزائر و هو يغدق علي بعطايا قلمه اجمل هدايا القلم سوى أنك أخجلتني ..فتقبل مني ياسمين الشام حتى تنتعش به ..

                          دمت ألقا أخي العزيز

                          لك مني خالص التحيات
                          رنا خطيب

                          تعليق

                          • رنا خطيب
                            أديب وكاتب
                            • 03-11-2008
                            • 4025

                            #14
                            الأستاذ الفاضل مازن

                            شكرا لك على المرور و على نثرك للحورب الجميلة على متصفحي


                            دمت بخير
                            رنا خطيب

                            تعليق

                            • رنا خطيب
                              أديب وكاتب
                              • 03-11-2008
                              • 4025

                              #15
                              الأخ فائز شناني / ابن البلد

                              شكرا لك على تجوالك في نصي..

                              ما دامت الأرواح حية ..هناك بواعث أمل لغد مشرق..

                              لكن ليس كل من يملك قلبا ينبض هو حيا.. فحياة القلب تتوقف على مدى تغذيته من ثمار تنضج في حدائق النور .

                              دمت بود
                              رنا خطيب

                              تعليق

                              يعمل...
                              X