بواسير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمر ابو غريبة
    أديب وكاتب
    • 23-08-2010
    • 122

    بواسير

    [poem=font="traditional arabic,7,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/27.gif" border="double,4,red" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

    هرقتَ دمي قهراً وقطّعتَ أوداجي=ووطَّأْتَني ظَهراً لعُجمٍ وأعلاجِ
    وجئتَ بشُذّاذِ البلادِ لواحتي=تُوزّع لحمي في عصائبَ أمشاجِ
    سرقتَ رغيفي من صوامعِ غلّتي=وأحوجْتَني سُؤلاً ولستُ بمحتاجِ
    وأعطشتَني حَصراً وتحتي بحيرةٌ=تفيض على راحِ الضفافِ بأمواجِ
    ومزّقتَ في بهوِ المساجدِ مصحفي=وأنكرتَ إسرائي الحبيبَ ومعراجي
    وأنت الذي استبدلتَ فينا سفاهةً=كُتيّبَ شطْحاتٍ بأقومِ منهاجِ
    ورضّخْتَني بالمنجنيقِ محاصراً=وما قصّرتْ عن كعبةٍ يدُ حجّاجِ
    وتلك قبوري تملؤُ الرَّحبَ غُصّةً=يخيّمُ فيها الموتُ كالغيهبِ الداجي
    أبحتَ حياضي للجنودِ وعَيثِهم=وحقُّ حياضي أن تُلاذَ بأسياجِ
    وتلك جِناني أقفرتْ من أواهلٍ=وغاضتْ سوى دمعٍ من الثُّكْلِ ثجّاجِ
    مرابعُ كالأفْقِ الفسيحِ رحابةً =وعند حدودي يرتمي شعبُها اللاجي
    غلوتَ بإجرامٍ وجاوزتَ موبقاً=فما لك في كلِّ البلادِ سوى هاجِ
    وجرحيَ لا ينفكُّ يزدادُ خَمجُه=فأنت جراثيمي ودُمّلُ أخماجي
    كسفتَ شموسي يا مَحاقاً مُكدِّراً=وكلَّ وضيءٍ في سمائيَ وهّاجِ
    فيا أيها الليلُ الثقيلُ بظلِّه=أتقطع كفي حين هَمّتْ بإسراجِ
    لنا القاعُ طولَ الأربعينَ ولم تزلْ=تطلُّ على الأقنانِ من برجِك العاجيْ
    نروح ونغدو والرثيثُ كساؤنا=وما مَسّ جلدَ المدعي غيرُ ديباجِ
    وكلُّ وباءٍ حَلّ فينا وفاقةٍ=وتمريضُه بالدلكِ من يدِ مغناجِ
    سألناك عن أبنائنا فيمَ قُتّلوا=فأتحفتَنا بابنٍ كطبعِك مهتاجِ
    يصبُّ علينا من رصاصِك وابلاً=كدأبِ أبيه في بكورٍ وإدلاجِ
    ويزعمُ إصلاحاً كأخوةِ يوسفٍ=وهل لصلاحِ الذئبِ بين الورى راجِ
    ويرجو انصياعاً بالصلاحِ خديعةً=وما ثَمَّ لو أوفى بإصلاحِه ناجِ

    تفجّر بركانٌ لكَم طال كَظمُه=بصدري وحطّمتُ العشيّةَ مرتاجي
    شرارةُ قهرٍ تشعل الأرضَ كُبّةً=فكيف بِمَورٍ في الضمائرِ أَجّاجِ
    لأنك باسورٌ يُقِضُّ قيامَنا=ويُحرجُنا في مجلسٍ أيَّ إحراجِ
    ويأبى خروجاً دون شَرْطةِ مِبضعٍ=فهل يستطيبُ المُكثَ في كلِّ إخراجِ
    وكنتَ علينا سارقاً لا متوَّجاً=فما بُؤتَ إلا باللعائنِ من تاجِ
    فيا أيها الماموثُ جنسُك بائدٌ=توقّفَ عن تصنيعِه خطُّ إنتاجِ
    ومِن عهدِ نوحٍ لم تكن في سفينةٍ=ولا كنتَ معدوداً بجملةِ أزواجِ
    محوناك من أسفارِنا ورسومِنا=فما لك حرفٌ في هوامشِ أدراجِ
    سجنتَ أمانينا عقوداً تطاولتْ=فقد حُقّ للمسجونِ حظٌّ بإفراجِ.[/poem]
    التعديل الأخير تم بواسطة عمر ابو غريبة; الساعة 24-05-2011, 12:43.
  • زياد بنجر
    مستشار أدبي
    شاعر
    • 07-04-2008
    • 3671

    #2
    شاعرنا القدير " عمر أبو غريبة "
    لله درُّك يا شاعرنا ما أشعرك
    هجائيّة قاسية عنيفة تليق بهؤلاء و تكشف خزيهم
    طبت و بوركت يا شاعرنا الأبيّ
    تثبّت مع خالص التّقدير
    لا إلهَ إلاَّ الله

    تعليق

    • على احمد الحوراني
      أديب وكاتب
      • 13-10-2010
      • 331

      #3
      الشاعر عمر ابو غريبة

      قرأتها ففرحت وضحكت كثيرا

      لغة قوية متينة موجعة

      حُق لها ان تكون باسورا ً

      استمتعت بها وتذوقتها

      فكنت شاعرا فذّا

      دمت بالف خير
      التعديل الأخير تم بواسطة على احمد الحوراني; الساعة 24-05-2011, 14:02.

      تعليق

      • خالد شوملي
        أديب وكاتب
        • 24-07-2009
        • 3142

        #4
        الشاعر النبيل
        عمر أبو غريبة

        قصيدة تزيد الوجع وجعا،
        فقد وضعت إصبعك على الجرح.

        شاعرية مميزة تستحق التقدير والإشادة.

        دمت بألف خير وشعر!

        محبتي وتقديري أيها الشاعر الأصيل.

        خالد شوملي
        متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
        www.khaledshomali.org

        تعليق

        يعمل...
        X