ربيعُ الدمِ العربي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هشام مصطفى
    شاعر وناقد
    • 13-02-2008
    • 326

    ربيعُ الدمِ العربي

    ربيعُ الدمِ العربيِّ


    هُزّي أليْكِ


    كَتائبَ الشُهداءِ تسقطْ


    مِنْ جِدادِ الْعُمْرِ


    أياما جَنيةْ


    وَكُلي


    وَقرِّي عَيْنَكِ الْحَرّى


    فذاكَ وَليدُكِ الآتي على


    ظهرِ الْحيا


    مِنْ ساقياتٍ لمْ تَكُنْ


    تَسْقي الشِّفاهَ فأصْبحَتْ


    ديما هَنيةْ


    هُزِّيهِ أيَّتُها الْبَتولُ فقد


    صَبَرْتِ على شتاءِ الْجوعِ


    حيْثُ مَسيحُكِ الْمَصْلوبُ في


    جِذْعِ الْمَنافي عاد


    يَحْمِلُ حُلْمَهُ الْعاري لنا


    دامي الْيدَيْنِ


    يُعانِقُ الْآلامَ كيْ


    يَهْديكِ مُعْجِزَةً نَديةْ


    ودعي الْحروفَ فلم تَعُدْ


    تُجْدي هنا


    صومي عنِ الْكلماتِ في الزمنِ الْموشى


    بالدمِ الْمَسْفوحِ مِنْ


    صَمْتِ الْخنا


    فلقدْ هَرَمْنا حيْنَ


    نامتْ أَعْيُنُ الْكلماتِ عَنْ


    سُقْي الْحقيقةِ مِنْ سنا نبعِ الأنا


    ها قدْ أتى


    طفلا ليصَنْعَ مِنْ


    بقايا الطِّيْنِ نَوْرَسَكِ الْمُحَلِّقَ في


    فَضاءِ الْمَوْتِ حَتَّى يَمْتطي


    حُلْما فَيَنْفُخَ فيه مِنْ


    روحِ الْمُنى


    فَيَكونُ أوطانا عَفيةْ


    ودعيهِ يَبْعَثُ ريشَهُ


    مِنْ تَحْتِ أَزْمِنَةِ الرَّمادِ وَجَمْرِها


    إذْ خانَهُ الْأصْحابُ حيثُ


    موائدُ الْكُبراءِ تَبْحَثُ عنْ


    ( يهوذا ) ثانيا


    يَهْفو إلى


    ذهبَ الْقياصرةِ الرديءَ ويرْتَجي


    لِعَبَاءَةِ التَّقوى


    تَطَرِّزها الْأكاذيبُ الّتي


    فَطَمَتْ حروْفَ الْخوْفِ منْ


    ثَدْي الْرياءِ ومنْ إلهِ السَّوْطِ


    أَسْطُرُها الَّدنيةْ


    عُذْرا إذا


    سقطَ الْكلامُ كما


    سقَطْنا في غياهِبِ خَوْفِنا


    زمنا فلم


    نَعْرِفْ سوى


    سُكْنى الْكُهوفِ تُحاصِرُ الْمَعْنى المسافرَ


    في التَّراتيلِ الشَّجيةْ


    عذرا إذا


    فَضَّتْ بَكارتَكِ الجنودُ وهمْ


    سُكارى بالدِّماء


    يُسبِّحونَ بِحَمْدِ آلهةِ الْخُنوعِ


    وفي ومعابدِها القّصيةْ


    فمسيخُنا الدّجالُ مازالتْ يداهُ


    تَخُطُّ تاريخَ الْعروبةِ في


    خَطاويهِ الخَفيةْ


    لا تَنْظري


    خلفَ المساءِ فليس مِنْ


    نَجْمٍ سوى


    عَزْمِ الشَّبابِ ضياؤه


    آتِ بأحلامٍ عصيةْ


    فدمُ الشّعوبِ على مذابحِ حُلْمنا


    صلواتُ طُهْرٍ في


    زمانِ العُهْرِ للِنَفْسِ الْأبيةْ


    هُزِّي فَكُلُّ حُروفِنا خشبٌ


    تقاذفها الرِّياءُ ولمْ تَعُدْ


    إلا أناشيدا غبيةْ


    هُزِّي ضمائرَنا الّتي


    قُبِرَتْ كما


    قُبِرَتْ عَزَائمُ مَجْدِنا


    خَلْفَ انْتشاءِ الذّاتِ


    بالْنَصْرِ الْمُزَيَّفِ في


    قصائدنا لأمْجادِ الطواحينَ الْعَتيةْ


    هُزِّي فعلَّ دماءَنا


    تأتيكِ يوما بالصَّباحِ ونورِهِ


    ما دام حَرْفي لمْ يَعُدْ


    رطبا دنيةْ



    شعر / هشام مصطفى
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    من جماليات هذا النص هى قدرته السلسة الذكية على توظيف التراث الدينى فى بنية النص توظيفا يتناغم تناغما فاعلا فى بث رسالة النص النبيلة الإنسانية ، فنرى السياق وقد وظف قصة السيدة مريم ثم نشر ظل التخييل فصارت مريم هى الوطن وصار النخل هو الشهداء وصارت الجنين هو الغد الآتى بإذن الله ، بل ضفر السياق تفاصيل القصة التراثية فها هو مشهد نفخ الروح فى الطير يستحيل فى سياق نص دلالة أخرى نابضة بدلالتها الخاصة النابعة من سياق النص ذاته حقيقة هذا التخييل يمثِّل عصبا جماليا رئيسا فى بنية النص بحيث يجعل منه زاوية انتقاء فريدة مبدعة

    - ربما لست كمتلق مع استخدام لفظة ( جداد ) حيث لا أرى أنها تتناغم كلفظة معجمية مع فصحى العصر وما تحمله من دلالة لمادة جدد التى توحى بالعكس تماما لدلالة لفظة جداد

    تعليق

    • هشام مصطفى
      شاعر وناقد
      • 13-02-2008
      • 326

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
      تحياتى البيضاء

      من جماليات هذا النص هى قدرته السلسة الذكية على توظيف التراث الدينى فى بنية النص توظيفا يتناغم تناغما فاعلا فى بث رسالة النص النبيلة الإنسانية ، فنرى السياق وقد وظف قصة السيدة مريم ثم نشر ظل التخييل فصارت مريم هى الوطن وصار النخل هو الشهداء وصارت الجنين هو الغد الآتى بإذن الله ، بل ضفر السياق تفاصيل القصة التراثية فها هو مشهد نفخ الروح فى الطير يستحيل فى سياق نص دلالة أخرى نابضة بدلالتها الخاصة النابعة من سياق النص ذاته حقيقة هذا التخييل يمثِّل عصبا جماليا رئيسا فى بنية النص بحيث يجعل منه زاوية انتقاء فريدة مبدعة

      - ربما لست كمتلق مع استخدام لفظة ( جداد ) حيث لا أرى أنها تتناغم كلفظة معجمية مع فصحى العصر وما تحمله من دلالة لمادة جدد التى توحى بالعكس تماما لدلالة لفظة جداد
      المبدع الجميل محمد
      ليس غريبا عليك أن تكون هكذا مبحرا لأنك بالفعل استطعت أن تقول ما كان في ذهني لحظة تكوين النص وولادته
      أما عن لفظة جداد نعم أخي هي لفظة محلية هنا في عُمان وقد قصدت لها قصدا لأشير إلى سقوط قتيلين في الاحتجاجات العُمانية كأشياءء مخفية لم يبح أو يعلنها الإعلام العربي حيث التكتم الشديد والمراقبة الأشد للأقلام
      أخي الجميل علمتنا الشعوب وثوراتها أننا لابد أن نعيد صياغة كل شيء لأنه بالفعل قد تجاوزتنا الشعوب ولعلنا نلحق بها
      مودتي

      تعليق

      • غالية ابو ستة
        أديب وكاتب
        • 09-02-2012
        • 5625

        #4
        هشام مصطفى
        ربيعُ الدمِ العربيِّ


        هُزّي أليْكِ


        كَتائبَ الشُهداءِ تسقطْ


        مِنْ جِدادِ الْعُمْرِ


        أياما جَنيةْ


        وَكُلي


        وَقرِّي عَيْنَكِ الْحَرّى


        فذاكَ وَليدُكِ الآتي على


        ظهرِ الْحيا


        مِنْ ساقياتٍ لمْ تَكُنْ


        تَسْقي الشِّفاهَ فأصْبحَتْ


        ديما هَنيةْ


        هُزِّيهِ أيَّتُها الْبَتولُ فقد


        صَبَرْتِ على شتاءِ الْجوعِ


        حيْثُ مَسيحُكِ الْمَصْلوبُ في


        جِذْعِ الْمَنافي عاد


        يَحْمِلُ حُلْمَهُ الْعاري لنا


        دامي الْيدَيْنِ


        يُعانِقُ الْآلامَ كيْ


        يَهْديكِ مُعْجِزَةً نَديةْ


        ودعي الْحروفَ فلم تَعُدْ


        تُجْدي هنا


        صومي عنِ الْكلماتِ في الزمنِ الْموشى


        بالدمِ الْمَسْفوحِ مِنْ


        صَمْتِ الْخنا


        فلقدْ هَرَمْنا حيْنَ


        نامتْ أَعْيُنُ الْكلماتِ عَنْ


        سُقْي الْحقيقةِ مِنْ سنا نبعِ الأنا


        ها قدْ أتى


        طفلا ليصَنْعَ مِنْ


        بقايا الطِّيْنِ نَوْرَسَكِ الْمُحَلِّقَ في


        فَضاءِ الْمَوْتِ حَتَّى يَمْتطي


        حُلْما فَيَنْفُخَ فيه مِنْ


        روحِ الْمُنى


        فَيَكونُ أوطانا عَفيةْ


        ودعيهِ يَبْعَثُ ريشَهُ


        مِنْ تَحْتِ أَزْمِنَةِ الرَّمادِ وَجَمْرِها


        إذْ خانَهُ الْأصْحابُ حيثُ


        موائدُ الْكُبراءِ تَبْحَثُ عنْ


        ( يهوذا ) ثانيا


        يَهْفو إلى


        ذهبَ الْقياصرةِ الرديءَ ويرْتَجي


        لِعَبَاءَةِ التَّقوى


        تَطَرِّزها الْأكاذيبُ الّتي


        فَطَمَتْ حروْفَ الْخوْفِ منْ


        ثَدْي الْرياءِ ومنْ إلهِ السَّوْطِ


        أَسْطُرُها الَّدنيةْ


        عُذْرا إذا


        سقطَ الْكلامُ كما


        سقَطْنا في غياهِبِ خَوْفِنا


        زمنا فلم


        نَعْرِفْ سوى


        سُكْنى الْكُهوفِ تُحاصِرُ الْمَعْنى المسافرَ


        في التَّراتيلِ الشَّجيةْ


        عذرا إذا


        فَضَّتْ بَكارتَكِ الجنودُ وهمْ


        سُكارى بالدِّماء


        يُسبِّحونَ بِحَمْدِ آلهةِ الْخُنوعِ


        وفي ومعابدِها القّصيةْ


        فمسيخُنا الدّجالُ مازالتْ يداهُ


        تَخُطُّ تاريخَ الْعروبةِ في


        خَطاويهِ الخَفيةْ


        لا تَنْظري


        خلفَ المساءِ فليس مِنْ


        نَجْمٍ سوى


        عَزْمِ الشَّبابِ ضياؤه


        آتِ بأحلامٍ عصيةْ


        فدمُ الشّعوبِ على مذابحِ حُلْمنا


        صلواتُ طُهْرٍ في


        زمانِ العُهْرِ للِنَفْسِ الْأبيةْ


        هُزِّي فَكُلُّ حُروفِنا خشبٌ


        تقاذفها الرِّياءُ ولمْ تَعُدْ


        إلا أناشيدا غبيةْ


        هُزِّي ضمائرَنا الّتي


        قُبِرَتْ كما


        قُبِرَتْ عَزَائمُ مَجْدِنا


        خَلْفَ انْتشاءِ الذّاتِ


        بالْنَصْرِ الْمُزَيَّفِ في


        قصائدنا لأمْجادِ الطواحينَ الْعَتيةْ


        هُزِّي فعلَّ دماءَنا


        تأتيكِ يوما بالصَّباحِ ونورِهِ


        ما دام حَرْفي لمْ يَعُدْ


        رطبا دنيةْ



        شعر / هشام مصطفى


        الشاعر الرائع هشام مصطفى

        قصيدة من روائع الشعر التفعيلي

        حظيت بقراءة جميلة من قبل الاخ الاستاذ محمد الصاوي

        وهي من أروع ما قرأت من شعر

        الربيع العربي --وتنم عن خبرة

        هائلة بالتراث والمفردات المعجمية

        الثورية فما قصة المسيح عليه السلام وأمه

        البتول الا ثورة على ظلم استشرى كذلك في

        ذاك الزمن

        وكلمة جداد العمر بمعني حصاد وجنى

        أراها مناسبة جداً فالثورات لها حصاد وافر

        من العمر---لا أفهم سبب الاعتراض عليها


        وإن كان لكل ذائقته فأنا أراها مناسبة جداً

        فهي فصيحة من ناحية-ومستخدمة كلفظة حيه

        عندنا نقول موسم جدّ--الزيتون أي جنيه

        أخي قصيدتك مدهشة الجودة والموضوع
        والنسق ولم تأخذ حظها من القراءةوهذا مؤسف

        لا بد أن ترفع على صارية الجودة لتقرأ كما يجب

        شكراً لقلمك وفكرك وسلم اليراع

        تثبت مع تحياتي واحترامي شتائل
        الفل والاعجاب
        يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
        تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

        في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
        لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



        تعليق

        • هشام مصطفى
          شاعر وناقد
          • 13-02-2008
          • 326

          #5
          سيّدتي المبدعة / غالية لا أجد من الأحرف ما يفي حقك في هذه القراءة المدهشة للنص غير أن قامتك الأدبية السامقة تتيح لك كي تعيدي للنص بهاءه شكرا لهكذا هطول ولهكذا تقدير وشكرا للتثبيت ثبتك الله في الدراين / مودتي وكامل تقديري

          تعليق

          • خالد شوملي
            أديب وكاتب
            • 24-07-2009
            • 3142

            #6
            تقديري لك شاعرنا الراقي هشام مصطفى على هذا الإبداع والتألق.

            أقرأ لك دائما بسرور.

            مودتي

            متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
            www.khaledshomali.org

            تعليق

            • هشام مصطفى
              شاعر وناقد
              • 13-02-2008
              • 326

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة خالد شوملي مشاهدة المشاركة
              تقديري لك شاعرنا الراقي هشام مصطفى على هذا الإبداع والتألق.

              أقرأ لك دائما بسرور.

              مودتي

              المبدع القدير وأخي العزيز / خالد ما أسعد الحرف حينما يعانق فكرك إذ إن إبحارك يعيد له بهاءه كل التقدير لهكذا هطول ألق / مودتي

              تعليق

              يعمل...
              X