كان السلطان يجلس كرسي خفيض واسع أذرعه خشبية ووسادته مخططة بخطوط واسعة بالأخضر الفاتح والخشبي ، آخران يجلسان بمقابله لكن أبعد قليلاً عن الطاولة التي كسيت بطبقة من الفيروز الذي تأخذك تموجاته وتدرجاته، أزاح عني كل خوف ورهبة ابتسامة صافية حنونة من السلطان ثم أشار لي بالجلوس بجانب الرجلين ........
قال السلطان-انتسب.
قلت-إسمي سالم ، من بني جابر من ذبيان
قال – أحقاً تستطيع تفسير الأحلام كما أخبرونا؟
قلت- نعم يا مولاي
قال-وهل تصدق الأحلام؟
قلت- نعم يا مولاي، وصدقها على قدر صدق الإنسان في يقظته وكذلك كذبها لكن تأويلها قد يصيب وقد يخطئ.
قال- لو كان ما تقوله صحيحاً لكان بالإمكان أن نعلم بحوادث المستقبل.
قلت-نعم يا مولاي أعزك الله وهذا الأمر مجرب من بني البشر على طول الزمن.
قال-أفلا يمكن تحاشي تلك الحوادث إن علمناها؟
تنبهت إلى أن سؤاله هذا ما هو إلا اختبار لي بعد أن استدرجني.
قلت – أعز الله مولانا وكفاه حوادث الأيام إن ما هو مكتوب فوق وجرى به القلم ينفذ ولا ينفع دونه الحذر ولو كان غير ذلك لنفع معي عندما فسرت حلم الرجل الأعمى.
قال مولانا - وما هي قصتك مع الرجل الأعمى؟
قلت- نعم يا مولاي، قصتي مع الرجل الأعمى هي أنه كان في حارتنا رجل أعمى شديد الصلاح وكانت له بنت بارعة الحسن والجمال، تيمتني فتعلق بها لبي، كنت أترصد أباها في المسجد فإذا خرج كنت أقوده إلى بيته لعلي أحظى بنظرة من ابنته الجميلة.
قص علي في أحد الأيام ما رأى في نومه فقال " رأيت دوداً يخرج من بطني ومن السّرة بالتحديد فيزحف يريد الوصول إلى أحد أسناني لكنه لا يقدر فيرجع من حيث خرج"
أولت له حلمه بقولي " البطن أيها العم هي الأرض وأما الدود فهو لص يخرج من الأرض يريد سرقة شيء من أحد أهل بيتك الذي هو سنك"
مضت الأيام يا مولاي وأذبت قلب تلك الجميلة برسائل الغرام حتى أخذت منها موعدا للسمر على سطح بيتها، كان الفلج (قناة مياه تحت الأرض) يجري تحت منزلنا ومنزلها، وخطتي كانت أني إذا دخلت في الثقبة(فتحة للدخول إلى قناة الفلج) التي في منزلنا استطعت أن أخرج من الثقبة التي في ساحة منزلها حين يكون أبواها في نوم عميق.
كنت أتحرق شوقاً وأنتظر إشارتها على أحر من الجمر، كانت العلامة بيننا أن تطفئ إضاءة الحوش، ترقبت وترقبت....ولما رأيت العلامة دخلت في الثقبة ثم مشيت في قناة الفلج تحت الأرض حتى الثقبة التي في منزلها، صعدت إلى حوش بيتها....كانت تنظر إلي من أعلى، خرجت من الثقبة ومشيت على أطراف أصابعي متجهاً إلى الدرج الموصل إلى السطح، كان أبوها الأعمى نائماً في الحوش، قبل أن أضع رجلي على أول درجة انقلب الشيخ في مرقده وتشهد......تذكرت حلم الشيخ وتأويلي وتعجبت كيف أني سرت حسب التأويل وأيقنت أني لن أصل إلى ابنته مهما حاولت لأنه أخبرني أن الدود لم يصل لسنه فرجعت يا مولاي إلى الثقبة ودخلت فيها وتركت ابنة الشيخ لحالها منذ ذلك اليوم.
قال السلطان بعد أن استمع للقصة " ليس هناك من هو أمكر عنكم أيها العمانيون، وإلا أي عاشق في الدنيا يخرج لعشيقته من ثقبة فلج.....!!!!!"
قال السلطان-انتسب.
قلت-إسمي سالم ، من بني جابر من ذبيان
قال – أحقاً تستطيع تفسير الأحلام كما أخبرونا؟
قلت- نعم يا مولاي
قال-وهل تصدق الأحلام؟
قلت- نعم يا مولاي، وصدقها على قدر صدق الإنسان في يقظته وكذلك كذبها لكن تأويلها قد يصيب وقد يخطئ.
قال- لو كان ما تقوله صحيحاً لكان بالإمكان أن نعلم بحوادث المستقبل.
قلت-نعم يا مولاي أعزك الله وهذا الأمر مجرب من بني البشر على طول الزمن.
قال-أفلا يمكن تحاشي تلك الحوادث إن علمناها؟
تنبهت إلى أن سؤاله هذا ما هو إلا اختبار لي بعد أن استدرجني.
قلت – أعز الله مولانا وكفاه حوادث الأيام إن ما هو مكتوب فوق وجرى به القلم ينفذ ولا ينفع دونه الحذر ولو كان غير ذلك لنفع معي عندما فسرت حلم الرجل الأعمى.
قال مولانا - وما هي قصتك مع الرجل الأعمى؟
قلت- نعم يا مولاي، قصتي مع الرجل الأعمى هي أنه كان في حارتنا رجل أعمى شديد الصلاح وكانت له بنت بارعة الحسن والجمال، تيمتني فتعلق بها لبي، كنت أترصد أباها في المسجد فإذا خرج كنت أقوده إلى بيته لعلي أحظى بنظرة من ابنته الجميلة.
قص علي في أحد الأيام ما رأى في نومه فقال " رأيت دوداً يخرج من بطني ومن السّرة بالتحديد فيزحف يريد الوصول إلى أحد أسناني لكنه لا يقدر فيرجع من حيث خرج"
أولت له حلمه بقولي " البطن أيها العم هي الأرض وأما الدود فهو لص يخرج من الأرض يريد سرقة شيء من أحد أهل بيتك الذي هو سنك"
مضت الأيام يا مولاي وأذبت قلب تلك الجميلة برسائل الغرام حتى أخذت منها موعدا للسمر على سطح بيتها، كان الفلج (قناة مياه تحت الأرض) يجري تحت منزلنا ومنزلها، وخطتي كانت أني إذا دخلت في الثقبة(فتحة للدخول إلى قناة الفلج) التي في منزلنا استطعت أن أخرج من الثقبة التي في ساحة منزلها حين يكون أبواها في نوم عميق.
كنت أتحرق شوقاً وأنتظر إشارتها على أحر من الجمر، كانت العلامة بيننا أن تطفئ إضاءة الحوش، ترقبت وترقبت....ولما رأيت العلامة دخلت في الثقبة ثم مشيت في قناة الفلج تحت الأرض حتى الثقبة التي في منزلها، صعدت إلى حوش بيتها....كانت تنظر إلي من أعلى، خرجت من الثقبة ومشيت على أطراف أصابعي متجهاً إلى الدرج الموصل إلى السطح، كان أبوها الأعمى نائماً في الحوش، قبل أن أضع رجلي على أول درجة انقلب الشيخ في مرقده وتشهد......تذكرت حلم الشيخ وتأويلي وتعجبت كيف أني سرت حسب التأويل وأيقنت أني لن أصل إلى ابنته مهما حاولت لأنه أخبرني أن الدود لم يصل لسنه فرجعت يا مولاي إلى الثقبة ودخلت فيها وتركت ابنة الشيخ لحالها منذ ذلك اليوم.
قال السلطان بعد أن استمع للقصة " ليس هناك من هو أمكر عنكم أيها العمانيون، وإلا أي عاشق في الدنيا يخرج لعشيقته من ثقبة فلج.....!!!!!"
تعليق