جدل..2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زياد هديب
    عضو الملتقى
    • 17-09-2010
    • 800

    جدل..2

    ..وكُلَّما أقلعتِ الرّيحُ
    بينَ جفنين
    اقتربتِ الأرضُ
    من ذاكرةٍ أصابها المَلَلُ
    فقلت:وكم نصيبيَ من الرَّملِ؟
    قالت:كذلك النَّخيلُ
    قلت:أغفو وحين ذاكَ...نفترق
    قالت:كذلك الغريقُ
    قلت: وشراعيَ أقحوانٌ,على صدرِ عاشقةٍ سمراءَ
    قالت:ولمّا ذاب..كان بياضٌ
    قلت:يخلعني إفكٌ من صديد
    قالت:هو ذا أنت
    فاختلستُ خيط دخان...وكان الوقت يرقدُ ثقيلاً
    كهويَّةِ العراةِ
    كان الإثمُ,بوابةَ الصِّغارِ..ولمّا كبُروا
    شمَّرَ العشبُ أوصالهُ
    حتى بانَ النَّبضُ
    قالت:لسانُ الأرضِ ..أخضر
    وأسفلُ الماءِ ..ماءُ
    قلت:والحجرُ..بيتٌ
    وشاهدُ قبر
    قالت:والحرف..لا يلوي النَّهرَ
    قلت:وفي عنُقي..تزاحمتِ الأصفادُ
    قالت:كذلك...هم
    التعديل الأخير تم بواسطة زياد هديب; الساعة 25-05-2011, 23:02.
    هناك شعر لم نقله بعد
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    وكُلَّما أقلعتِ الرّيحُ
    بينَ جفنين
    اقتربتِ الأرضُ
    من ذاكرةٍ أصابهاالمَلَلُ


    يمكن القول أن علاقة جملة الشرط هى التى تبدأ حالة الجدل الذكية التخييل التى مازت النص

    - علاقة الشرط التى جاء فعلها ماضيا ( أقلعت – اقتربت ) بما يوحى لنا بحالة من اليقين والرسوخ وثبات الرؤية وجلائها فى وجدان بطل النص

    - لابد وأن نتمعن فى الحقل الدلالى الذى ينتمى إليه الفعل ( أقلعت ) وهو الذى يستدعى حركة السفن والقوافل بما تحمله حركة الأقلاع والارتحال من مغامرة وأمل

    - نتلقى فى المفتتح الاستعارة المكنية ( أقلعت الريح ) وهى التى تجىء عبر علاقة الفاعل الذى يكنز الاستعارة والتى توحى بإرادة الريح واختيارها مما يضفى على الاستعارة ظلا من الأنسنة الذكية التخييل للريح ويكثف من تجسدها وقدرتها على الفعل فى لوحة المفتتح

    - نتلقى علاقة شبه الجملة ( كلما أقلعت الريح بين جفنين ) وهى العلاقة التى تتنافر ظاهريا مع علاقة فعل الشرط ( أقلعت ) فهى العلاقة التى تسيج هذا الإقلاع وتفاجؤنا بحصاره وحصره ، أى أن الجفنين يبصران مشهدا أليما صادما يحاصرا الريح المسيجة المحاصرة المأسورة

    - هنا يمكن القول أن " الريح " تستحيل أيضا إستعارة تصريحية يمكن تؤويلها بالحلم أو الألم وتمثل علاقة شبه الجملة ( بين جفنين ) مجازا مرسلا يمكن تؤويله عبر دلالة ( قلبين / روحين / وجدانيين) أى كلما تحرك الحلم والأمنيات- كما تقلع الريح - قلبين حالمين تنكسر هذه الحركة وتبوء بالحسرة

    - لنتلقى بعدها علاقة جواب الشرط التى تضىء علة الإخفاق الذى تمثله الريح فنتلقى سياق ( اقتربت الأرض من ذاكرة أصابها الملل ) وهو السياق الذى يكنز الاستعارة المكنية التى تخيل لنا الأرض فى كيان إنسانى أصابه الملل


    - ولنتأمل جمالية علاقة الماضى ( أصابها الملل ) وهى العلاقة التى تنشر ظلا دلاليا يوحى باستتباب الأمر للملل وسيطرته وإحكامه قبضته على الذاكرة

    - ثم يتغاير الظل الجمالى والدلالى حيث نتلقى هذى اللوحة


    فقلت:وكم نصيبيَ من الرَّملِ؟

    قالت:كذلك النَّخيلُ

    - وفى هذا السياق نحن نتلقى فنية التغاير للوحة الشعرية عبر إيحاء أن الحوار متصل بينما هو ليس كذلك ، نحن أمام حالة جلية من تغاير السياق ، لكن هذا التغاير والتنافر الظاهرى لسياق الحوار ينشر ظلا من الخصوصية بين بطل النص وتلك المخاطبة فهما يتناغمان فى حوار ربما لا يبدو جليا اتصاله للمتلقى لكنه كما تجلو لنا علاقة العطف ( وكم نصيبى من الرمل ) يبدو جليا لهما هما عبر خصوصية الحوار وتغاير سياقه

    - نتلقى علاقة الاستفهام التى تستحيل إلى تعبير كنائى يوحى ربما بحالة السخرية التى تنبع من علاقة الشرط التى تلقيناها فى اللوحة الأولى والتى توحى بخيبة أمل بطل النص والمخاطبة حين لا تقلع الريح أن تكون حرة بين جفنين

    - لذا سيجىء الجواب عبر تغاير الظل الجمالى موحيا بخصوصية تلك اللغة بين المخاطبة وبطل النص فنتلقى سياق ( كذلك النخيل ) كجواب فيه الدهشة ومغايرة العلاقة بين الجواب والاستفهام بما يحفز المتلقى على مساءلة السياق أكثر وفك شفرته الجمالية والدلالية ومحاولة استكمال المسكوت عنه حيث يمكن تؤويل علاقة الجملة الاسمية ( كذلك النخيل لا نصيب لك فيه ) أو (كذلك النخيل يذكر قصتنا ) أو ( كذلك النخيل يسألنى ) ، الحقيقة أن طبيعة تغاير الظل الجمالى والدلالى يمنح السياق أفقا براحا أمام المتلقى لانتاج دلالة السياق والتناغم مع جمالية المسكوت عنه عبر علاقة الجملة الاسمية

    - ثم تنداح لوحة السياق لنتلقى هذى اللوحة

    (قلت:أغفو وحينذاكَ...نفترق

    قالت:كذلك الغريقُ

    وهى اللوحة التى يتغاير فيها أيضا الظل الجمالى والدلالى ، حيث تبدو علاقة المضارع الذى يحمل إيحاء المستقبل ( قلت أغفو ) تبدو العلاقة ظاهريا منفصلة عما سبق من جملة الحوار لكنها فنية التغاير وذكاء تخييله الذى يفتح أمام القارىء مجال التؤويل وتخيل مشهدية الحوار

    يتبع ....

    تعليق

    • محمد الصاوى السيد حسين
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2803

      #3
      قلت: وشراعيَ أقحوانٌ,على صدرِ عاشقةٍسمراءَ
      قالت:ولمّا ذاب..كان بياضٌ
      قلت:يخلعني إفكٌ من صديد
      قالت:هو ذاأنت


      - نتلقى هذى اللوحة التى يتغاير فيها الظل الجمالى ويفتتح أفقا جماليا ودلاليا مغايرا ، حيث نتلقى علاقة الجملة الاسمية ( قلت : وشراعى أقحوان )

      - لابد أن ننتبه فى هذا السياق لذكاء علاقة العطف عبر حرف الواو والذى يوحى باتصال الجملة الحوارية ، بينما هى فى الحقيقة تتغاير تغايرها الفنى النابع من طبيعة النص وتخييله المختلف الذى يقوم على الاستعارة الإيحائية


      - تمثل علاقة الخبر ( وشراعى أقحوان ) تشبيها بليغا يكنز ذروة التخييل التى تجسد لنا صورة بارعة من الدهشة والروعة حينما يتراءى أمام بصائرنا شراع من أقحوان

      - وهو التشبيه الذى ينشر ظله الجمالى فنيداح براح من التخيل وتعدد القراءات حيث لنا أن نتخيل كيف يبحر شراع رهيف من أقحوان فى بحره الذى لابد وأن يكون بحرا آخر غير ما نعرف عن البحر ، والذى سيدهشنا مع توالى السياق

      - توحى علاقة التشبيه كتعبير كنائى عن وجدان بطل النص وبصيرته تجاه حالة الإبحار والارتحال فهو لا يرى فى الشراع شقاء ولا مكابدة إنما يراه أقحوانا


      - ( على صدرعاشقة سمراء ) إذن عبر علاقة شبه الجملة يرتسم لنا هذا البحر ، إنه البحر الذى يخفق موجه الأسمر حانيا على شراع الأقحوان ، ويرتسم لنا أفقه وموجه وطقسه الخاص

      - إن الشراع الأقحوان هنا مع تلقى علاقة شبه الجملة يستحيل استعارة تصريحية يمكن تؤويلها ليس عبر علاقة المشابهة ولكن عبر طاقة الإيحاء والدهشة التى تكنزها الصورة ، وهى طبيعة تميز فنية التخييل فى هذا النص كما تميز النص السابق " جدل "

      - فهى استعارة تفتح طاقة الإيحاء والدهشة لصورة الشراع الأقحوان دون علاقة مشابهة لتؤويل الصورة فيكون الشراع الأقحوان على صدر تلك العاشقة هو لمسة اليد الحانية أو نظرة الوجد الوالهة ، ربما يمكن تلقى وتؤويل الصورة بهذا التؤويل لكن الصورة فى رأيى لا تقف عند التؤويل بل هى تحلق فى طاقة الإيحاء التى نتلقاها عبر تخيل مشهدية الصورة

      - ( قالت:ولمّا ذاب..كان بياضٌ ) سنجد فى السياق استخدام علاقة كان التامة بمعنى حصل وتحقق أى أن السياق ليس ( كان الشراع الأقحوان بياضا ) بل تحقق البياض هنا تكون علاقة ( بياض ) فاعل بما ينشر ظلا من الاختيار والحس على هذا الشراع الذى يخفق بنبض بطل النص ووجدانه

      - ثم نتلقى هذا السياق (قلت:يخلعني إفكٌ من صديد ) وهو السياق الذى يتجلى فيه أيضا فنية مغايرة الظل الجمالى والدلالى حيث نتلقى سياقا يفتتح تخييلا ودلالة جديدين

      - حيث نتلقى هذا التخييل عبر علاقة الجملة الفعلية المضارعة التى يوحى فيها الفعل ببصيرة بطل النص الذى يتراءى له مشهدية أليمة حيث يخلعه عن وجوده وكيانه كعاشق يخلعه الأفك والكذب والمخاتلة

      - هنا نتلقى الأفك نكرة بما ينشر ظلا من الرهبة على هذا الأفك تجلو كيف يرى خطره بطل النص ، ونتللقى الأفك فاعلا

      - بما يجعل السياق استعارة مكنية تخيل لنا الأفك فيتراءى لنا فى تجسد خبيث عبر صورة حسية سلسة تتمثل فى علاقة الفعل ( يخلعنى أفك

      - هنا نتلقى عبر علاقة شبه جملة النعت ( أفك من صديد ) وهى العلاقة التى تكنز تخييلا عبر الاستعارة المكنية التى تجسد لنا كلمات الكذب صديدا وقيحا

      - فيستحيل التخييل عبر الاستعارة المكنية إلى تعبير كنائى عما يكابده بطل النص من مرارة هذا الإفك

      - قالت هو ذا أنت ) ربما لا يتحقق تغاير الظل الجمالى هنا حيث تبدو الجملة متصلة متناغمة مباشرة مع ما سبقها

      - حيث يبدو بطل النص الذى يكابد الأفك الذى هو من صديد هو الذى يتحقق جوهره جليا فى خضم هذى المكابدة لذا نسمع صوت المخاطبة وهى تبشره بأنه هو كما تريده وتحبه

      يتبع ،،،

      تعليق

      • زياد هديب
        عضو الملتقى
        • 17-09-2010
        • 800

        #4
        الأستاذ الناقد محمد الصاوي السيد حسين
        أسعدني هذا الطلل .
        وقرأت بروية هذا الفيض السابح في مكامن لغتنا الرائعة
        ورأيت كم كنت جميلاً وأنت تُحكم الربط..وتتأمل ما وجدته براحا
        لعلنا بحاجة ماسة الى تأسيس- لا تقعيد - منهج علمي للنقد يقوم على استنباط خبايا النص لغوياً..بعد مزجه برؤية التخييل القائمة على الصورة المنحوتة من سبائك اللغة ومن مضمون النص داخليا
        أشكرك جزيلا
        ودم قريبا
        هناك شعر لم نقله بعد

        تعليق

        • محمد الصاوى السيد حسين
          أديب وكاتب
          • 25-09-2008
          • 2803

          #5
          أهلا بأستاذى الأديب والناقد أستاذ زياد هديب ، وشكرا جزيلا أستاذى لأنك أمتعتنا بهذا النص الذى يحمل تجربة فنية مغايرة ، والحقيقة أن الحضارة العربية قد أنجزت عبر نظرية النظم للجرجانى والتى تقوم على العلاقة النحوية ، أنجزت نظريتها النقدية والتى تقوم على أسس علمية جلية ، بل تقوم على مرجعية واضحة وشفيفة هى العلاقة النحوية ، وهى علاقة يعرفها الجميع سواء مبدع النص أو متلقيه ، لذا يمكن بسلاسة ومنهجية تحليل النص العربى وسبر بناه المختلفة عبر قاعدة راسخة لدى الطرفين ، وهو ما قام به الجرجانى مع النص القرآنى ، وها نحن هنا فى صفحة النقد أحاول أن أطبق هذى النظرية العربية على النص متمنيا أن تكون هناك تطبيقات مجاورة لنظريات أخرى كالبنيوية أو التفكيكة أو غيرها من مناهج النقد المختلفة ،مما سيكون داعما للحركة النقدية ومحفزا للمقارنة بين نظريات النقد الغربية ومنجزها من جهة وبين النظرية العربية ومنجزها من جهة أخرى ، ربما فى رأيى الذى لابد من التأسيس له هو تدريب الذائقة الجمالية العربية لتلقى الاستعارة الإيحائية وتغاير الظل الجمالى والدلالى وهى الفنية التى مازت هذا النص كما مازت نصوص الأستاذ هيثم الريماوى، لابد فى رأيى من تدريب الذائقة على تلقى هذى الصورة وتفهم جماليتها وكيف تعمل كفنية كتابة مغايرة للدرس البلاغى القديم ومثرية له فى آن

          خالص مودتى وتقديرى

          تعليق

          • محمد الصاوى السيد حسين
            أديب وكاتب
            • 25-09-2008
            • 2803

            #6
            ثم نتلقى هذى اللوحة الثرية

            قالت:هو ذاأنت
            فاختلستُ خيط دخان...وكان الوقت يرقدُ ثقيلاً
            كهويَّةِ العراةِ
            كانالإثمُ,بوابةَ الصِّغارِ..ولمّا كبُروا
            شمَّرَ العشبُ أوصالهُ
            حتى بانَالنَّبضُ


            - من أهم ما سيتجلى لنا فى هذى اللوحة هو فنية علاقة التشبيه ( الوقت يرقد ثقيلا كهوية العراة ) وهو التشبيه الذى يتميز بالسمة الرئيسة فى التخييل فى هذا النص وهى الإيحاء وليس المشابهة بين طرفى التشبيه

            - أى أن على التلقى ألا يبحث حول العلاقة التى بين الوقت الثقيل وهوية العراة لأننا لسنا أمام علاقة التشبية الكلاسيكية بل أمام التشبيه الذى يقوم على الإيحاء والدهشة والتحفيز على أن يقوم المتلقى بانتاج علاقة المشابهة كما يراها هو وعبر خبراته الذاتية كمرجعية رئيسة فى التلقى

            - ثم نتلقى علاقة التشبيه التالية (كانالإثمُ,بوابةَ الصِّغارِ ) وهى فنية تشبيه متحولة من سياق الجملة الاسمية عبر الفعل الناسخ

            - ولأننا أمام تشبيه إيحائى وكما لاحظنا فى التشبيه السابق فستظل علاقة التشبيه بين الأثم من جهة وبين بوابة الصغار هى علاقة قائمة على الإيحاء التى تثيره الدهشة من تلاقى طرفى التشبيه

            - ثم نتلقى هذا السياق عبر علاقة الجملة الفعلية الماضية والتى توحى بحالة من التحقق واليقين تنشر ظلها على السياق نتلقى ( شمر العشب أوصاله ) وهو السياق الذى يقوم على الاستعارة المكنية التى تجسد لنا العشب فى هيئة أخرى غير ما استقر فى خبراتنا عنه

            - العشب قد شمر ليس ذراعيه ولا زنديه وإنما أوصاله

            - لذا يمكن القول أن علاقة المفعول به ( شمر العشب أوصاله ) تكنز ذروة تخييل هذى الاستعارة ، وكونها جاءت عبر علاقة المفعول به فإنها تنشر ظلا دلاليا ينبع مما تثيرة اللفظة فى السياق

            - حيث توحى علاقة المفعول به ( أوصاله ) بما يكابده العشب ربما حين يرى الصغار وقد كان الأثم نافذا عبر الصغار الأغرار ، فيبدو لنا العشب فى هيئة الجدب عجوزا يرى الصغار ما آل إليه حاله ، فكأن حالته فى الجدب تستحيل عبرة للصغار الذى كانوا بوابة الأثم لما كبروا

            - ثم تنداح اللوحة لنتلقى هذا السياق

            قالت:لسانُ الأرضِ ..أخضر
            وأسفلُ الماءِ ..ماءُ
            قلت:والحجرُ..بيتٌ
            وشاهدُ قبر


            - هنا يبدو سياق الحوار متصلا فتتجلى لنا علاقة الجملة الفعلية الماضية ( قالت لسان الأرض أخضر ) يتجلى كأنه تعبير كنائى عن الأمل وعدم الانكسار أمام مشهد العشب عارى الأوصال حتى النبض ، وكذلك نتلقى سياق ( أسفل الماء ماء ) بما ينشر ظلا دلاليا من حالة الأمل التى تبثها تجاه مشهد العشب عارى الأوصال

            - لذا سيحاول بطل النص أن يكفكف من هذا الأمل عبر علاقة العطف بحرف الواو التى زاوج بين حالتين

            - فإذا كانت المخاطبة ترى الماء دافقا ولسان الأرض مازال أخضر ، وتتغافل عن رؤية ما يحتويه المشهد من وجيعة وكدر

            - فإن بطل النص يضىء لنا عبر علاقة العطف ( الحجر بيت و شاهد قبر ) يضىء لنا كلية المشهد فالحجر كما أنه حاضن للحياة ودفئها فهو مثوى للموت ورهبته

            - ثم نتلقى هذا السياق الأخير
            (قالت والحرف..لا يلويالنَّهرَ
            قلت:وفي عنُقي..تزاحمتِالأصفادُ
            قالت:كذلك...هم

            - هنا تبدو علاقة ( والحرف لا يلوى النهر ) معارضة رهيفة تبثها المخاطبة فى وجه ما أضاءه بطل النص فى مشهد الحجر وما يراه فيه ككناية عن بصيرته الكاشفة لكلية المشهد

            - فنتلقى سياق ( والحرف لا يلوى النهر ) عبر علاقة الجملة الاسمية التى توحى بيقين المخاطبة من حكمها وبصيرتها التى تود أن تجلوها لتتكامل رؤيتها ورؤية بطل النص

            - ويقوم السياق على الاستعارة المكنية التى تجسد لنا الحرف ربما الخبيث الطاعن القادح ليس قادرا أن يعترض على قساوته مجرى نهر الحياة والأمل

            - قلت:وفي عنُقي..تزاحمتِالأصفادُ ) وهكذا تكون جملة الحوار وعبر علاقة العطف التى توحى بكلام مسكوت عنه لا نتلقاه فنتلقى مباشرة علاقة العطف ( وفى عنقى )

            - يمكن القول أن تقديم علاقة شبه جملة الجار والمجرور ( وفى عنقى ) ينشر ظله الجمالى الذى يكثف من مرارة المشهد ويجلوه لنا أليما موجعا

            - ثم نتلقى علاقة ( تزاحمت الأصفاد ) وهى العلاقة التى تقوم على الاستعارة المكنية التى تكنزها علاقة الجملة الفعلية

            - وهى العلاقة التى يمثل فيها الفاعل ذورة التخييل حيث يوحى الفعل بهيئة أخرى للأصفاد غير ما ندريها عنها ، إنها هنا عبر علاقة الفاعل تتزاحم عاقلة واعية ماكرة خبيثة بما تجنيه من ذنب حين تستحيل إلى ربما طيور جارحة تحط جوعى على العنق كأنه فريسة سائغة

            - ثم نتلقى هذا السياق ( قالت كذلك هم ) وهو السياق الذى ينفتح براحا على التأويل خاصة وأنه يتميز بذات السمة التى مازت النص وهى تغاير الظل الجمالى والدلالى عبر فنية خاصة مازت هذى الكتابة التى لها جذرها العربى النابض ولها تجلياتها الحديثة كما هو هذا النص الكثيف التخييل والنبيل الرسالة والحس

            تعليق

            يعمل...
            X