حدثنا فرحان ابن زعلان أن أخاه طفران صاحب عصرونية الحنان ، يحب مشاهدة التلفاز وقلي البيض على الغاز ومدمن على شرب السبيرتو والكاز ، أنه كسّر حتى الآن ألف جهاز تلفزيون وحلف بالطلاق أنه سيجعل الرقم يصل إلى مليون ، إذا استمر القائمون عليه بتقديم الأغاني الهابطة ويتخموننا برؤية المطربين والمطربات أهل الواسطة ، وهم يتحركون خلف الميكرفون كالأشباح وأصواتهم أعوذ بالله كالنباح ، كما قال : أن صوته وهو يغني في الحمّام أعذب منهم بكثير وأنه ذو قد وقوام مثير ، لكنه مع ذلك لم يفكر بمهنة الطرب وأن يصبح نجماً من نجوم العرب بل اكتفى ببيع السردين في العلب ، وهو يقول : إذا كان الغناء من فضة فالسكوت من ذهب .
وزاد في الطين بلة وفي الأمر علة عندما زار عيادة الطبيب أسامة ابن فلة ، وشكى له معاناته من إذنه الموسيقية وكيف تطن بألم عندما تسمع الأغاني العربية ، فضحك الدكتور وقال : اسمعني جيداً يا ابن الحلال ، أنت مرهف وحساس وهذا ما يسبب لك وجع في الراس ، المشكلة يا صديقي ليست في أذنيك وحجمهما عادي وليسا كقالب الكيك لكنك من الصباح وحتى تغمض عينيك لا تسمع إلا( طراق طريق ) حواليك ، فسائق السرفيس الإبليس يشجّع الركّاب على لغة الهسيس عندما يرفع صوت مسجلته على آخر عيار ... وأغاني من طراز يا لطيف ويا ستار ، وسائق التكسي الجهلان من سلالة الحشاشين و الزعران، لديه عشرات السيديات لكل المطربين و المطربات ، يغني لك إذا لزم الأمر حتى بدون طبل و زمر، يا أخي الكل عشقان و مطروب سبحانك ربي غفار الذنوب ، نصيحتي لك أيها المواطن الدرويش حتى تستمر و تعيش أن تنضم إلى نقابة الفنانين فتصبح نجماً مشهوراً و تشفى أذنيك من الطنين .
تعليق