بين هذا وذاك ، وتحت ظل شجرة أو بطول طريق رهيب تقتات منه بقايا أراذل هذا الزمن كما يقال ومن هنا وهناك تعلو صيحات وآهات متوجع قد رمته الأقدار وأسكنته على حافة هذه الأزقة وتأبى الأهات الآ أن تلطخ صمتنا هذا ، صمت الزمن وأمسيته ، لترسخ وتبقي على زواياها ذكريات من ألفوا الشقاء .
فبينما نحن نسير ، ونكتشف هذه العظمة في البلاء ، ونرى ما خلفه الغدر والحقوق المهضومة والتسلط وحب النفس ، ترتسم لنا لوحة من أروع ما يرسمه فنان ، لوحة للبؤس والشقاء ، ومثالا لحياة بائدة عند طبقة معينة ... اذ قابلنا شخص من بعيد ، جعل من حجرة بجانب كوخه على الزقاق كرسيا له ، وهاهو يدير رأسه نحونا ويحدق جيدا كأن له مسألة عندنا ، أو يبحث في ذاكرته عن أناسا من أشباهنا ، أو مروا عليه يوما ما ، يستكشف ويتخيل في أشباحنا ، فهو لايكاد ينظر في وجوهنا فنحن بعيدين عنه قليلا ، ويتراى لنا أنه طاعن في السن لا يبصر جيدا ، لكن كنا على خطأ ، فليس كل من فقد البصر ضريرا ، وليس كل من قرأ الكتاب فهيما ، قد نجد أناس يتمتعون بالفراسة وعندهم علم ونحن لا نعتبرهم كذلك ، نعطي القيمة فقط لمن يتمتع بهندام وقميص مكوي جيدا ، وحذاء أخاذ يخطف البصر ، لكن بين طيات هذا الزمن الآناني ، الذي أخذ بعقولنا وميولاتنا وغرس فينا أجبن وأدنى الأفكار والتصورات ، طبع على قلوبنا مقولة " أنا ومن بعدي الطوفان " من يأتي بعدي لا يهمني ولا شأن لي به ، سخرنا لنكون معاول هدم ، وأدوات دحر المعالم والقيم والذكريات والتواصل ، نما فينا قطيعة الرحم وحب الذات ونسيان من هم في حاجة الينا ، من هم في أطراف هذا العالم دون رحمة ، دون متفقد ، ولا رؤوف يشفق عليهم ، نتذكرهم عندما يقترب موعد انتخاب ، أو صفقة أو عرس بهيج نقيمه في أطراف ...يتبع
فبينما نحن نسير ، ونكتشف هذه العظمة في البلاء ، ونرى ما خلفه الغدر والحقوق المهضومة والتسلط وحب النفس ، ترتسم لنا لوحة من أروع ما يرسمه فنان ، لوحة للبؤس والشقاء ، ومثالا لحياة بائدة عند طبقة معينة ... اذ قابلنا شخص من بعيد ، جعل من حجرة بجانب كوخه على الزقاق كرسيا له ، وهاهو يدير رأسه نحونا ويحدق جيدا كأن له مسألة عندنا ، أو يبحث في ذاكرته عن أناسا من أشباهنا ، أو مروا عليه يوما ما ، يستكشف ويتخيل في أشباحنا ، فهو لايكاد ينظر في وجوهنا فنحن بعيدين عنه قليلا ، ويتراى لنا أنه طاعن في السن لا يبصر جيدا ، لكن كنا على خطأ ، فليس كل من فقد البصر ضريرا ، وليس كل من قرأ الكتاب فهيما ، قد نجد أناس يتمتعون بالفراسة وعندهم علم ونحن لا نعتبرهم كذلك ، نعطي القيمة فقط لمن يتمتع بهندام وقميص مكوي جيدا ، وحذاء أخاذ يخطف البصر ، لكن بين طيات هذا الزمن الآناني ، الذي أخذ بعقولنا وميولاتنا وغرس فينا أجبن وأدنى الأفكار والتصورات ، طبع على قلوبنا مقولة " أنا ومن بعدي الطوفان " من يأتي بعدي لا يهمني ولا شأن لي به ، سخرنا لنكون معاول هدم ، وأدوات دحر المعالم والقيم والذكريات والتواصل ، نما فينا قطيعة الرحم وحب الذات ونسيان من هم في حاجة الينا ، من هم في أطراف هذا العالم دون رحمة ، دون متفقد ، ولا رؤوف يشفق عليهم ، نتذكرهم عندما يقترب موعد انتخاب ، أو صفقة أو عرس بهيج نقيمه في أطراف ...يتبع
تعليق