الزميلة المكناسية .. انطباعات شخصية ثقافية ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • احمد بارود
    عضو الملتقى
    • 12-03-2011
    • 18

    الزميلة المكناسية .. انطباعات شخصية ثقافية ..

    اشدد بداية على أن هذه مجرد انطباعات ثقافية "شخصية" لا تصدر مني عن تخصص في النقد لا أزعمه ولا أدّعيه .. وكنت قد وعدت الزميلة بأن أسجل لها هذه الإنطباعات بعد أن لفتني في نصوصها ,على قلّتها, ذلك القلق فيها والذي ترجم نفسه أو تبدّى في أسئلتها العميقة والتى تتمحور ,غالبا, حول همّ الهوية والمصير الفردي لكن "الإنساني"في دلالته العامة ......... لكن تبين لي فيما بعد أن تناول هذه الأسئلة ذات البعد الشخصي أو إخضاعها للدرس والتحليل قد يضطرني إلى تناول شخصية المكناسية نفسها وإخضاعها للدراسة فيما انا لا أعرفها في الواقع ولم أرصد من حياتها او أطلع بعد على تجارب معينة لها ومشهودة يمكنها أن تسعفني أو توفر لي مادة تفيدني في الكتابة .. لهذا قررت اختزال الحديث وإيجازه .. وقد أذنت لي المكناسية بذلك ..

    "المكناسية".. بعد ان قرأت نصوصها المدججة بالاسئلة الوجودية العميقة وجدت نفسي أمام نموذج متميز تمثله هذه الأديبة التي خرجت بانشغالاتها الذهنية من قوائم التشابه مع النصوص الأخرى والتي يغلب عليها الطابع العاطفي عادة ودخلت ,في تقديري المتواضع, وبجدارة في حالة من التأمل في ذاتها وذلك بطرحها جملة من الأسئلة التي تتصل عميقا بهذه الذات تنقب فيها عن ماهية الحياة ومعنى الانا وعن أمور أخرى تتصل بهذا الشان الذاتي العميق .. ويمكن لأي متابع لنصوصها ان يعثرفيها على أمثلة كثيرة لتلك الاسئلة .. وكأنما تنزع هذه الزميلة عن وعيها ثياب المفاهيم المألوفة وتخرج فجأة بحالة ذهنية تطفو عارية فوق سطح الراهن والمباشر لتبحث في اّفاق اخرى حرة عن ملامح مختلفة تنسبها إلى عالم الفكر وجمال الفلسفة .. ولن أقول للمكناسية أنني أشفق عليك ,مسبقا, من أعباء البحث عن أجوبة لأسئلتك العميقة .. وهي اجوبة لم يعثر أحد عليها .. ذلك لأن كل المحاولات الفلسفية التي خاضت في أعماق الإنسان أو جعلت من تلك الأعماق مواضيعا لبحثها قد أخفقت أو اعترفت ,في النهاية, بخلاصة هي ان الإنسان مايزال عالما مجهولا وعصيا على الإنكشاف .. وقد سجل أحد الدارسين الكبار للحقيقة الإنسانية هذه الخلاصة في مؤلفه الذي اختار له عنوانا ذي دلالة " الإنسان ذلك المجهول" ..

    بل سأقول بثقة أنك يامليكة وقد أخذت على نفسِك ,بقصد او بدون قصد, مهمة طرح الأسئلة العصية على الذهن فلا ينبغي لك التنازل أبدا عن مواصلة البحث ودونما يأس عن الأجوبة .. لعلك تعثرين ذات يوم أو ذات مرّة على إجابات تطمئن هواجسك المقلقة .. وهنا

    ,وفي هذا السياق ,أوكد عليك وادعوكِ إلى تجاوز حواجز الخوف المسبق من الفشل او الياس من النجاح فيما لم ينجح فيه الفلاسفة الكبار !! بل احتفظي ,دائما, بابتسامة الفيلسوف ذات النكهة الجريئة

    تتصدين بها للخوف الذي يجفف الحلق والشفتين معا .. وهنا أريد ,من باب التشجيع, أن اقول , وارجوأن تقرأي قولي جيدا, أن أجدادنا القدماء لم يكن لديهم اّنذاك مثلنا أي رصيد معرفي او ثقافي

    يسعفهم في فهم او تفسير ما يطرأ لهم في الحياة من اعراض غريبة غامضة وعصية على العقل .. أو يوفر لهم أساسا للبحث عن أجوبة شافية لأسئلتهم تطمئن هواجسهم ومخاوفهم من المجهول أو تهدئ من روعهم .. لكنهم لم يستسلموا ولم يخضعوا لسطوة اليأس فلجأوا إلى أعماقهم إلى خيالهم ليبحثوا فيها عن تلك الاجوبة .. فأنتجوا في سياق هذا البحث وأورثونا ذلك الكم الهائل والجميل من الأجوبة متمثلة في أساطيرهم وعقائدهم وفنونهم المختلفة والتي أحترمتها وبنَت عليها من بعد كل الحضارات البشرية ..

    فالقدر "المجهول" يامليكة على ثقله لا ينبغي أن نسمح له بسحق حقنا أو بإرجاء هذا الحق في البحث عن أجوبة لأسئلتنا إلى غيرنا من الاجيال القادمة .. اّدم من قبلنا استجاب لحقه في ان يعرف واورثنا من بعده هذا الحق في المعرفة وهي المزية الاولى التي نتفرد بها من دون الكائنات .. على ما يتصل بها وينتج عنها من تضحيات وعذابات .

    وإني ,برغم الألم الذي يسطو على حياتك , ربما الصغيرة في سنواتها او الكبيرة لا ادري لكن المميزة في حكمتها وكثافتها على ما استنتجت, اّمل أنك سوف تنجحين في التوصل ,ما أمكن, إلى صياغة لمعادلة الوجود مابين الولادة بغير إرادتنا من جهة والموت بغير إرادتنا من جهة ثانية تجعل من الحياة مابينهما إمكانية حرة نختارها نحن بإرادتنا هذه المرة .. تحياتي يامليكة



  • احمد بارود
    عضو الملتقى
    • 12-03-2011
    • 18

    #2
    كما ترين استاذه سهير .. مع ملاحظة .. اني لا اعرف تماما اين اسجل هذه الرسالة فاهتديت الى الخاطرة .. شكرا جزيلا لروحك

    تعليق

    يعمل...
    X