حديث الموج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هائل الصرمي
    أديب وكاتب
    • 31-05-2011
    • 857

    حديث الموج

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : هذه أول مشاركة لي وقبل عرضها أود أن أتوجه بالشكر إلى الأديب محمد الموجي والذي قام بتسجيلي لصعوبة التواصل الاكتروني هذه الايام في تعز اليمن .
    والشكر الموصول للاخ / طارق السكري والذي دلني على هذا الموقع الرائع .
    والشكر الكبير أيضا لمعلمنا وأستاذنا الناقد / محمد الصاوي , فإليه :
    حديثُ الموج
    مازلتُ بالأمواج أرسلُ نغمةَ الوجدانِ
    محترقاً بأوجاعِ السعيدة
    حتى بكتْ وانهالتْ العبراتُ تبعثني
    لكي أحيا فتكتبني القصيدة
    تـُحيي المواجع جامداً ووددتُ لو تـُحيي
    قصائدنا المبادئ والعقيدة
    أنا لم أغادر شطك الأحلى وما أحلى
    ضفائرك المُحَنَّـأةِ النَّهيدَة
    أنا لم أودع بحركِ الزَّاهي وما أبهى
    أصائلكِ المُحَمِّرَة الو جيدة
    وخيوط وجه الشمس تلثمها الرمالُ
    على شواطئكِ المُسبِّحةِ المديدة
    والليلُ يتلو سورة الأنسان من شفة
    النُّجومِ وينتقي حلو النَّشيدة
    والنَّاس بينَ محلقٍ في الأفقِ ينظرُ
    حُسنكِ الباهي ومقترئا جَريده
    ولساعة التوديع ما أشقى الوداع
    من المريد إذا تعلق بالمريدة
    وكتبتُ أشواقي على شط الجمالِ
    وأنتِ مبتهجي ومنتجعي الوحيدة
    مر الزمان ولم تزل تأوي عيونك
    ألف مدرسة ومِئذنة فريدة
    مشت النَّجَائب والركائِب فوق موج
    البحر من قبل القوانين الرشيدة
    واليوم همسك بالدعاء ودمعة
    تنساب من ظلم القريبة والبعيدة
    لو لم يضاحككِ الجمال وبسمة
    تفتر من ألق المواويل الغريدة
    لهويتِ من هول الفساد على ثراك
    منظماً ولكنت يالهفي شريدة
    تأوي النسائم بين حضنك مثلما
    يؤوي فؤادكِ للوليد وللوليدة
    زفرات كل الموج تخبرني بأنك
    شامة الدنيا وزهرتها الفريدة
    فعلى استراحاتِ الحياةِ حَملتني
    طفلاً ومازالتْ خِلالكِ يا حديده
    وإلى لقاءٍ يا حبيبة في شواطئك
    المذهبة القديمة والجـــديدة
    هائل سعيد الصرمي 5/5/2009م
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    أهلا بأخى العزيز الشاعر الجميل المبدع أستاذ هائل ، وأهلا بكل أخوتنا وأهلنا فى اليمن المنصور بإذن الله ، وستكون رحلتنا مع النص عبر رحلتين أولهما ذرى التخييل وثانيهما عبر التذوق ولنبدأ أولاهما

    ذرى التخييل فى النص عبر العلاقة النحوية

    أكثر من بيت فى هذا النص الجميل يمكن أن نعده ذروة تخييل ثرية حافلة بالحس والجمال ولنتأمل لوحة المفتتح وهذا البيت

    مازلتُ بالأمواج أرسلُ نغمةَ الـ - وجدانمحترقاً بأوجاعِ السعيدة


    - حيث نتلقى علاقة الجملة الاسمية التى تنشر ظلا من اليقين ثم تجىء علاقة الناسخ ( مازلت ) لتكثف من ظل اليقين والثقة التى تتبدى لنا من سياق الجملة الاسمية

    - ثم إننا لا نتلقى علاقة الخبر مباشرة بعد تلقى اسم مازال ، بل نتلقى علاقة شبه الجملة ( مازلت بالأمواج ) وهى العلاقة التى تثير وجدان المتلقى وتفتح براح السؤال والتخييل

    - ثم نتلقى علاقة الخبر المضارع ( أرسل نغمة الوجدان ) وهى العلاقة التى تناغم بين المضارعة وبين علاقة الناسخ مازلت فى الإيحاء بالمداومة والثبات


    - يكنز سياق الخبر استعارة مكنية نتلقاها مع تلقى علاقة المضاف إليه ( أرسل نغمة الوجدان ) وهى الاستعارة التى تنشر ظلا جماليا يجسد لنا نغمة الوجدان التى هى حالة معنوية فى كيان حسى يتراءى لنا على الأمواج الهادرة مرتحلا فيها شجيا طروبا وكيف لا وهو الصبابة بالأرض والوطن
    - لكننا بعدها نتلقى علاقة الحال المفردة ( أرسل نغمة الوجدان محترقا ) وهى العلاقة التى تسيج علاقة الخبر ( أرسل ) وتضفى عليه ظلها الجمالى والدلالى فهذى المداودة والثبات على بث الوطن عزف الوجدان ليس سهلة يسيرة فاترة وإنما هى تجىء عبر احتراق

    - بم يكون هذا الاحتراق ؟ إنه يجىء عبر نيران لم نكن ندريها من قبل ، إنه احتراق بلهب آخر غير ما ندرى من لهب

    - إن الاحتراق يكون بالخبر الذى يمس شغاف القلب إن الاحتراق يكون برؤية صورة الوطن مخضبة بالدم والأسى ( محترقا بأوجاع السعيدة )

    - لذا يمكن القول أن علاقة الحال الجملة الاسمية ( محترقا ) تمثِّل استعارة تصريحية يمكن تؤويلها بدلالة ( محترقا – متألما ) هنا يتجلى لنا كيف يكون الحسرة على الوطن حريقا وأشد من الحريق فهو احتراق خفى قد لا يبصره من يطالعنا

    - كما يمكن تلقى علاقة المضاف إليه ( بأوجاع السعيدة ) على أنها استعارة تصريحية للمكان " الحديدة " وهنا يكثف من جمالية الاستعارة الجرس الموسيقى الذى يجمع الاستعارة بتؤويلها

    يتبع .....

    تعليق

    • هائل الصرمي
      أديب وكاتب
      • 31-05-2011
      • 857

      #3
      السلام عليكم أستاذنا الصاوي بارك الله فيك وزادك من عنده ومن فيوض علمه
      هذا ما كنا نبحث عنه من زمان أن نجد من ينقد الشعر كي نستفيد ونطور من شاعريتنا إن صح أن نقول ذلك عن أنفسنا لكن لم نجد ما نتمناه وكم قد عرضنا أشعارا وقصائد على نقاد لكن دون جدوى حتي يأسنا من ذلك فساق الله إلينا طارق السكري جزاه الله خيرا ليدلنا عليكم فوجدنا عندكم ظالتنا المنشودة التي نبحث عنها بل وأكثر مما كنا نرجو ونأمل شاكرا لك نقدك الرائع ومنتظرا منك الإكمال والمزيد لتكون لنا عناوين تجديد وتطور لمرحلة جديدة في المستقبل مرحلة من التطور الشعري إن شاء الله ويكن لكم الأجر والفضل فيما نتطور فيه إذا كتب لنا ذلك
      نسأل الله أن يجزل لك العطاء والشكر فلا نستطيع شكركم على هذا الصنيع ونحن نحب النقد بشقيه فلا تخشى من القول في حالة النقص والخطاء فهو أحب إلينا لأننا نريد الإستفادة بارك الله فيك ودمت على خير وعافية
      هائل الصرمي
      التعديل الأخير تم بواسطة هائل الصرمي; الساعة 02-06-2011, 22:11. سبب آخر: التكبير

      تعليق

      • محمد الصاوى السيد حسين
        أديب وكاتب
        • 25-09-2008
        • 2803

        #4
        حتى بكتْوانهالتْ العبراتُ تبعثني
        لا لالكي أحيا فتكتبني القصيدة

        يمثل هذى البيت أحدى ذرى التخييل فى هذا النص الحماسى الجميل ، وهو البيت الذى يتصل سياقه بسياق البيت الأول فيكون السياق كما يلى

        - " محترقا بأوجاع السعيدة حتى بكت وانهالت العبرات تبعثنى "

        - وعلى ضوء اتصال الأبيات ، يرجع الضمير المستتر إلى السعيدة / الحديدة والتى تتسحيل عبر الاستعارة المكنية إلى أم رؤم نبيلة تبكى حين تصلها نغمة الوجدان ، تماما ككل أم طيبة تقرأ رسالة الغائب فلا تلجم الدمع ، ها هى الحديدة ببراحها وتضاريسها تتراءى لنا فى هيئة الأم فما أعجبه من مشهد وما أعذبه من تصوير

        - ثم نتلقى علاقة جملة الحال التى جاءت عبر علاقة الالجملة الفعلية المضارعة ( تبعثنى ) وهى العلاقة التى تخيل لنا العبرات عبر الاستعارة المكنية فى هيئة أخرى غير ما ندريه عنها ، إن العبرات تستحيل روحا لحياة والبعث فما عادت دمعا مالحا مسفوكا يذهب أثره حين يجف ، بل العبرات هنا والتى جاءت عبر علاقة الفاعل بما يكثف من جمالية التخييل ويجذر دلالته ، جاءت العبرات فى هيئة تجعلها تستحيل تعبيرا كنائيا عن صفة الحزن الفاعل الإيجابى الذى يبنى ويحيى ويغير

        - ثم نتلقى علاقة التعليل ( تبعثنى لكى أحيا )وهى العلاقة التى تقوم على الفعل المضارع بما ينشر ظلا على هذى الحياة التى تبعثها الأم الوطن بدمعها ، فهى تبعث بطل النص ليحيا حياة خالدة نبيلة ، وإلا ما كان لها الدوام والبقاء وإلا ما خلدها القصيد

        - ثم نتلقى سياق ( فتكتبنى القصيدة ) وهى العلاقة التى تقوم على التخييل عبر الاستعارة المكنية التى تجسد لنا القصيدة فى كيان آخر ، تجسدها لنا عبر علاقة الفاعل قادرة على أن تنبض بالحياة والإرادة فتختار من تخلده وتشيد به ، إن الاستعارة هنا تمنح القصيدة حياتها وروحها الخاصة حين تكون نابضة بحس الحنين والثورة

        ثم ولنتأمل ذروة تخييل أخرى من تلك الذى التى حفل بها النص
        وخيوط وجه الشمس تلثمها الرمالُ
        علىشواطئكِ المُسبِّحةِ المديدة

        - حيث نتلقى عبر علاقة الجملة الاسمية تخييلا شفيفا عذبا ، حيث تنشر علاقة الجملة الاسمية ( خيوط وجه الشمس تلثمها ) تنشر ظلا من اليقين والثقة الراسخة فى الوجدان عبر أسلوبية الخبر
        - إن علاقة المضاف إليه ( خيوط وجه الشمس ) هى العلاقة التى تفتتح التخييل وتمهد لتلقى دفقاته التالية فهى العلاقة التى تكنز الاستعارة المكنية حيث تجسد لنا الشمس فى هيئة إنسانية تتماوج أمام بصائرنا حسنا وجمالا نورانيا يليق بالشمس

        - كما أن علاقة المبتدأ ( خيوط ) والذى جاء جمعا يوحى بخصوصية هذا الوجه الموار الذى هو للشمس فهو وجه من ضياء يترقرق وينداح كما الضوء فى كل مكان ، إذن نحن أمام تهمدي عبر علاقة المبتدأ لإيحاء رهيف يتمثل فى كيف إذن سيلثم الرمال هذى الوجه إلا إذا كان لثم الرمال للوجخ حالة موارة دائبة تتبع خيوط الوجه أنى بدت أو تناءت
        - يمكن القول أن علاقة الخبر الجملة الفعلية المضارع ( تلثمها الرمال ) يكنز استعارة مكنية تجسد الرمال لنا فى هيئة أخرى غير ما نعرفها ، إن الرمال هنا تستحيل عبر الاستعارة كيانا حيا ذائبا فى العشق والمحبة بل هو غير قادر على أن يكتم هذا الهوى فإذا به يتراءى أمام بصائرنا لاثما للشمس

        - سنلاحظ أن هناك موازنة فنية بين المبتدأ الذى جاء جمعا ( خيوط ) وبين الفاعل الذى جاء جمعا ( الرمال ) بما يحقق جمالية التوازن التى تكثف من انسياب الاستعارة وسلاسة تلقيها

        - ثم ولنتأمل علاقة النعت ( على شواطئك المسبحة المديدة ) إن علاقة النعت هنا تكنز استعارة مكنية تخيل لنا الضواطىء فى هيئة العابدة المسبحة الطاهرة النقية وهى الهيئة التى تنشر ظلها على أفق الحياة حولها من شمس ورمال وحضور إنسانى ينسرب ولابد إلى وجدانه هذى الحالة من النقاء والبراءة والتواصل مع الخالق


        ثم ولنتأمل بيتا أخر كأحدى ذرى التخييل التى حفل بها النص

        والليلُ يتلو سورة الإنسان من شفة ٍ
        النُّجومِوينتقي حلو النَّشيدة

        - حيث تنداح أمامنا لوحة النص عبر علاقة الجملة الاسمية والتى تسبقها علاقة العطف التى تناغم السياق وتسيج بلوحة البيت ما تلقيناه من جماليات النص السابقة على البيت

        - تمثل علاقة الخبر الجملة الفعلية المضارعة ( يتلو ) وهى العلاقة التى تكنز التخييل عبر الاستعارة المكنية والتى تنشر ظلا جماليا على الليل فيتجلى لنا فى هيئة أخرى حيث نراه وقد صار ذلك العابد الزاهد الذى لا يفتر وجدانه عن التسبيح ، وكيف لا وهو ليل الوطن بما يكنزه من نقاء وطهر

        - ثم نتلقى علاقة المفعول به ( سورة ) وهى العلاقة المتصلة بعلاقة المضاف إليه فيكون إذن سياق المفعول به ( سورة الإنسان ) تعبيرا كنائيا عن رهافة هذا الليل وحسه الإنسانى الذى يتجلى فى اختياره لسورة الإنسان بما يحمله الاختيار من إيحاء شفيف جلى

        - ثم نتلقى علاقة ( من شفة النجوم ) وهى العلاقة التى تمل شبه جملة حال صاحبها الليل ، وتؤويلها ( والليل يتلو سورة الإنسان جاعلا من النجوم شفة لها إذا يتلو ) فها هى النجوم يمسها الليل بطهره فتسحتيل شفة للترتيل السماوى وتصير كيانا حيا صادحا بالنقاء

        - ثم نتلقى سياق ( وينتقى حلو النشيدة ) وهى علاقة المضارعة المعطوفة على جملة الخبر المضارعة ( يتلو سورة الإنسان ) بما يجعلنا أمام تكامل اللوحة فالليل كما يتلو سورا متعبدا زاهدا فهو ليس ذلك الزاهد المنغلق على ترتيله والمسيج نفسه ربما بتصوف يعزله عن الحياة بل هو الذى كما يتلو يغنى بل ينتقى النشيدة العذبة حتى يكون الغناء شجيا رهيفا

        - إن الليل هنا يستحيل أقرب إلى الاستعارة التصريحية عن إنسان الوطن الذى يتكامل فيه وجدانه كفتا الوجود الإنسانى المادة والروح الترتيل ونشيد الغناء


        ثم ولنتأمل ذروة أخرى من ذرى التخييل لهذا النص والتى يمثلها هذا البيت

        مرالزمان ولم تزل تأوي عيونك
        ألف مدرسة ومِئذنة فريدة


        - حيث تمثل علاقة خبر الناسخ ( تأوى عيونك ) تمثل تخييلا ثريا عبر الاستعارة المكنية التى تحيل عيون الحبيبة إلى غير ما ندرى عن العيون ، فها هى هنا تستحيل حضنا للأجيال الآتية فتحتضن المدرسة ، وكذا تحتضن التاريخ والتراث فتأوى إليها مئذنة فريدة ، وبهذا يتناغم المستقبل والماضى فى حاضر حان واع يتمثل فى علاقة الخبر التى تأوى وتحمى

        - ثم ولنتأمل الحقل الدلالى للفعل ( تأوى ) حيث يوحى بالخطر والفظائع التى تكنف كلا الزمنين المستقبل والماضى الزاخر فلا يكون من عيون الحبيبة إلا ان تحمى وتستر كما تفعل الأرض الطيبة ببذرة خضراء حية

        يتبع .......

        تعليق

        • هائل الصرمي
          أديب وكاتب
          • 31-05-2011
          • 857

          #5
          قلبي من نقدك ياصاوي انتشا
          بعد ما غرد شجوا وشوشا
          وتثنى يرسل البوح الذي
          ملأ الوجدان أنسا والحشا
          في انتظار المزيد لا حرمنا الله منك

          تعليق

          • هائل الصرمي
            أديب وكاتب
            • 31-05-2011
            • 857

            #6
            محبك هائل تلميذك الجديد

            الله يجزيك خير الجزاء لا أدري بأي عبارات الشكر والثناء أكافئك أسأل الله أن يتولى ذلك عني ويجزل لك العطاء

            تعليق

            • محمد الصاوى السيد حسين
              أديب وكاتب
              • 25-09-2008
              • 2803

              #7
              أستاذى وأخى الشاعر المبدع هائل الصرمى

              الشكر والثناء لك أنت أستاذى لأنى كقارىء للنص لا فضل لى إلا التقاط ثمره الدانى الطيب ، بينما الفضل لك أنت لأنك من أبدعت هذا النص الجميل فى هذى الصياغة الفنية المتميزة فشكرا جزيلا جزيلا

              تعليق

              • هائل الصرمي
                أديب وكاتب
                • 31-05-2011
                • 857

                #8
                إستاذي الصاوي حفظك الله وشكر لك صنيعك لا أريد أن أنقطع عنك البته إلا لمم وذلك لعذوبة نقدك وحسن سبرك وبديع أفقك الخيالي الذي يعرف مالا نعرفه نحن أصحاب القصيد بورك فيك وزادك من فضله لذلك أضع بين يدك هذه القصيدة المتواضعة وأرغب بالنقد الذوقي أولا ثم التخييلي إن تيسر لك ولا أكلفك رهقا
                مع خالص تحياتي وتقديري
                ِِلسان الشعر
                لسان الشعر غيثٌ للمراعي
                يلبي بالقوافي كل داعي
                شفيف الروح محمول المعاني
                إلى دنيا القلوب بلا انقطاع
                يغني مثل طير في سمائي
                ويرقص عاشقا بفم اليراع
                ويغضب إن دجى خطب ويشقى
                إذا الأجيال تُحكم بالخداع
                وينهض بالمسرة والتهاني
                إذا الأيام تضحك للجياع
                رقيق كالنسيم يُذيبُ حتى
                قلوبا كالحجارة و القلاع
                يحركُ أمةُ أضحت يبابا
                ويبعث خاملاً ويَمدُّ ساعي
                ويروي للوجود هدى توارى
                يعطر بالسنا كل البقاع
                يغذي مهجة الأجيال حتى
                تسير إلى المعالي في اندفاع
                وينتعل الزمانَ وتشتهه
                ملا يين القلوب بلا نزاع
                ويبني دولةً ويقيل أخرى
                يقود بسحره وهج الصراع
                جميل مثل أحلام الصبايا
                يسرك باللقاء و بالوداع
                مليحٌ إن تغزل أو تغنى..
                وإن نثر الهجا مثل السباعي
                بديعٌ لو تورد بالخيال
                يصور حسنه قلم الرفاعي
                تسلل في كياني فاحتواني
                وكان به التذاذي والتياعي
                وكنت إذا جفاني بعض يوم
                كأني في شفا جرف الضياع
                لأني عاشق أصبو إليه
                أحن لوصله فيجيء ساعي
                ويرجع باسما ألقاً حفيا
                وكفاه تضمهما ذراعي
                يقدم لي اعتذارات التنائي
                وينزع خوف نفسي وارتياعي
                إذا أرخى العنان يفيض سبكاً
                وضيئا في انسيابٍ كالشعاع
                وإن أغضى فما الإغضاء عيب
                ولكن فيه من فطن الطباع
                لكل مهمة عزف وشدو
                يغرد حينما تدعو الدواعي
                ولا ينسى بأن يبني شراعاً
                لمن ركب البحور بلا شراع
                لمن ركب القصيدة مثل ركبي
                وإن شطوا تسامى في ارتفاع
                له ما للمعالي في فؤادي
                وحبي مالئي حتى النخاع

                تعليق

                • محمد الصاوى السيد حسين
                  أديب وكاتب
                  • 25-09-2008
                  • 2803

                  #9
                  تحياتى البيضاء

                  أهلا بأخى العزيز والشاعرالجميل الأستاذ هائل الصرمى ، وأهلا بهذا النص الجميل وبإذن الله ستكون لى وقفة معه سواء عبر النحوية أو عبر التذوق الدلالى فهذا مما يشرفنى ويسعدنى أيما سعادة

                  تعليق

                  • محمد الصاوى السيد حسين
                    أديب وكاتب
                    • 25-09-2008
                    • 2803

                    #10
                    العلاقة النحوية والجملة الاسمية

                    تمثل الجملة الاسمية التى بدأ بها المفتتح علاقة رئيسة تصوغ اللوحة كاملة فهى العلاقة التى ينداح خبرها ويتوالد منتجا لوحاته المتغايرة المختلفة ولنتأمل لوحة المفتتح

                    لسان الشعر غيثٌ للمراعي
                    يلبي بالقوافي كل داعي

                    - بهذا البيت يتكشف أمامنا أفق النص وبراحه الجمالى والدلالى عبر علاقة الجملة الامسية التى يجىء المبتدأ فيها مضافا ( لسان الشعر )

                    - ومع هذى الإضافة نتلقى دفقة التخييل الأولى فى سياق النص عبر الاستعارة المكنية التى تخيل لنا الشعر فى هيئة حية إنسانية ناطقة بذتها ، فالشعر يستحيل كيانا عاقلا واعيا يجند صوته ليكون معبرا عن رسالة إنسانية نبيلة


                    - وهى الرسالة التى نتلقى صورتها الأولى عبر علاقة الخبر الذى يجىء شبيها بالمضاف لشبه الجملة ( غيث للمراعى ) وهى العلاقة التى تنشر ظلا جماليا جديدا على هيئة الشعر ولسانه الصادح فهو يستحيل غيثا ، إذن هو ليس غماما أو سحابا عابرا بل غيثا يحيى وينبت ويسقى

                    - يمكن القول أن أمام علاقة تشبيه بليغة تذوب فيها أداة التشبيه ليتواشج المشبه بالمشبه به لسان الشعر يصير غيثا فالسياق لم يقل لنا ( لسان الشعر كغيث ) بل اختار التشبيه البليغ وعبر علاقة الخبر التى تستخدم الإسلوب الخبرى فى نشر ظل من اليقين والثبوت فى بصيرة بطل النص الذى عبر عنه الشاعر

                    - يمكن القول أن لوحة السياق ( لسان الشعر غيث ) تنشر ظلها على علاقة شبه الجملة) غيث للمراعى ) بحيث تنتلقى دلالتها ليس على أنها المراعى التى نعرفها بل هى مراعى أخرى تستجيب لسقيا لسان الشعر ونشيده العذب ، إنها إذن مراع أخرى مراعى فى الروح والوجدان

                    - ثم نتلقى علاقة الخبر الثانى ( يلبى بالقوافى كل داعى ) وهنا سنلاحظ أن علاقة الجملة الاسمية نتنج علاقة خبر جديدة من ذات كونها علاقة أولى بدأ بها النص لكنها تنداح كأفق يعمر اللوحة الشعرية بأكلمها يتجلى فى حضن هذا الأفق علاقة الخبر التى تتكرر وتتغاير كما فى هذا السياق

                    - وهو السياق الذى يقوم على علاقة جملة مضارعة ( يلبِّى ) وهى العلاقة التى تكنز تخييلا عبر الاستعارة المكنية التى تكثف من هيئة الشعر الذى يعقل ويلبى

                    - كما أن علاقة المضارعة تنشر ظلها الدلالى الذى يرسم لنا هذا الغيث لا يرتحل ولا يخشى مغيبه ولا انقطاعه فهو دوما سيكون ملبيا من يستغيث به فيصدح بالحق

                    - يمكن القول أن علاقة المضاف إليه ( كل داعى ) تنشر ظلها الدلالى الذى يضفى الفروسية والنبل على الشعر فنراه فى إضاءة علاقة المضاف إليه فارسا نبيلا شجيعا يخرج ملبيا من دعاه ، بل هو لا يفرق بين داع وآخر لأن مرجعيته ليست فى الداعى وإنما فى الدعوة ذاتها حين تكون دعوة للحرية والنبل

                    يتبع ،،،،،،،

                    تعليق

                    • هائل الصرمي
                      أديب وكاتب
                      • 31-05-2011
                      • 857

                      #11
                      أنت النبل كله بارك الله فيك وشكر لك زد من هذا المعين الرقراق زادك الله من فيوض علمه

                      تعليق

                      • هائل الصرمي
                        أديب وكاتب
                        • 31-05-2011
                        • 857

                        #12
                        بارك الله فيك وزادك من معين علمه كلها درار يجب التقاطها وجمعها حتى إذا اكتملت جعلتها كتابا إنشاء الله أطبعه وينشر بين الورى ليستفيدمنه الجميع بوركت وبورك قلمك مزيدا مزيد من هذا النبع الفياض

                        تعليق

                        • هائل الصرمي
                          أديب وكاتب
                          • 31-05-2011
                          • 857

                          #13
                          بارك الله فيك وزادك من معين علمه كلها درار يجب التقاطها وجمعها حتى إذا اكتملت جعلتها كتابا إنشاء الله أطبعه وينشر بين الورى ليستفيدمنه الجميع بوركت وبورك قلمك مزيدا مزيد من هذا النبع الفياض

                          تعليق

                          • هائل الصرمي
                            أديب وكاتب
                            • 31-05-2011
                            • 857

                            #14
                            أخي لقد رددت عليك لكن لا أدري أين يذهب الرد وشكرتك في ردي شعرا ونثرا وطلبت المزيد من ابداعك فإني أحتفظ بنقدك ليكون كتابا

                            تعليق

                            • هائل الصرمي
                              أديب وكاتب
                              • 31-05-2011
                              • 857

                              #15
                              بارك الله فيك وزادك من معين علمه كلها درار يجب التقاطها وجمعها حتى إذا اكتملت جعلتها كتابا إنشاء الله أطبعه وينشر بين الورى ليستفيدمنه الجميع بوركت وبورك قلمك مزيدا مزيد من هذا النبع الفياض

                              تعليق

                              يعمل...
                              X