الحوار الأخير.....محمد الخضور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    الحوار الأخير.....محمد الخضور



    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



    الحِـــــوارُ الأخيــــــرْ

    قصيـــــدة الشــــاعــــــر

    محمـــــد الخضــــــور



    تقولُ القيثارةُ للعازفِ القتيلْ :

    اترُكني قُربَ هذا الهواءِ
    تُخبّئُني الريحُ في مَهبّها
    يَعزفُني الخُلودُ لحنًا
    يُوهِمُنا بالبقاءِ خليليْنِ
    خاضعيْنِ قَسْرًا
    لجاذبيةِ الأرضِ
    وجُرحِ الوداعْ

    اترُكْني قُربَ دهشةِ الورودِ
    حين تَنكَسِرُ المزهريةْ

    أغازِلُ ما تبقّى منَ الوقتِ
    قبلَ اكتمالِ الخساراتِ
    التي تَختبرُ الصبرَ
    ودقةَ الأمنياتِ
    بتلوينِ أحلامِنا الخائفة !

    اترُكْني قُربَ حيرةِ شمعتي
    في آخرِ الليلِ
    حيثُ تَزْجُرُها الشمسُ
    وتنشرُ دمعتي
    فوقَ سُطوحِ المنازلْ

    اتركني. . .
    تُحاكيني مقطوعةٌ
    ساخرةٌ مِنْ وُجودها
    قُربَ أنينِ العزاءْ

    أقيمُ المراثي للعصافيرِ
    حينَ تثأرُ منها ديدانُ الحقولِ
    تَحتَ الترابْ

    ألقي عليكَ لحنًا كُل يومٍ
    يُغَيّرُ في مساءاتِنا شَكْلَ الغيابْ

    يقولُ القتيلُ :

    عينايَ لا تَفْهمانِ كُرويةَ الأرضِ
    لا أراني شتلةً طائفةً
    في محيطِ السؤالْ !

    لا أرى كُلّ الجنائزِ
    خلفَ أسوارِ الهواءِ الدائريّ

    نافذتي تَقترضُ نِصفَ المشهدِ
    وكُلّ الضَجَرْ
    وأنا . . .
    كنصفِ نافذتي
    لا أجيدُ الاكتمالَ
    في الوحدةِ القاسية

    أين ينتهي اللحنُ حين نذهبُ ؟
    مَنْ يَرُدّ الصدى . . .
    حينَ تَسْقُطُ على الأرضِ
    أجسادُنا
    ويبقى الهواءْ ؟

    لا مكانَ لطيفِكِ المسبيّ
    في المدنِ التي تَنسى مَشَاعِرَها
    طِوالَ الليلْ !
    يُؤرّقُها السّعالُ
    ويبحثُ الفقراءُ فيها عن مكانٍ
    أو . . . زمانْ !

    لا جسرَ يَحمِلُني إلى اللحن الأخير
    متى أردتُ
    ولا رثاءَ بِجُعبَتي

    لا تُرشدي صَمْتَ الطيورِ
    إلى أطرافِ نافذتي
    أخافُ . . .
    حينَ تَموتُ العصافيرُ
    ولا يعبثُ شيءٌ
    بهذا الخواءْ

    وأخافُ . . .
    حين ينتهي وجعي
    وتعترفُ المرايا بالحقيقة

    آه يا قيثارةَ العمرِ الذي
    ضاقَتْ بِهِ الدنيا
    وَضَلّلَهُ البقاءْ

    لا تسألي أوتارَكِ الثّكلى
    عن الوقتِ الذي يَحتاجُهُ الموتى
    لرصدِ الذكرياتِ
    والاحتفالِ بآخرِ الآهاتْ

    لا تسأليني . . .
    كَمْ كَبُرنا ؟
    لمْ أكُنْ أحصي الهزائِمَ
    عندما قَصُرَ الطريقْ
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    #2


    منجية بــــن صالـــــح
    قــــــراءة قصيــــــدة
    الحِـــــوارُ الأخيــــــرْ
    للشـــــاعر محمــــد الخضــــور

    قالت لي القصيدةُ: لي وجعٌ مزمنٌ أُفصحُ عنه لكل شاعرٍ ومع كل صريرٍ قلم , تراه يئنُ على وقع خطى ألمي , من لا يتصورُ أن للكلمة حياةً ووجعَ زمان تاريخ الأرض والبشر فهو غافلٌ وغاف..... للكلمة روحٌ من روح كاتبها فهي موتٌ وحياة تحاكي وتحكي عنه تعيشُ في وجدانه وتبحرُ في أعماقهِ لتخرج مضمخةً بعبير الماضي, يكون له حاضرٌ لعل البشرَ يستفيق من غفوة موت الحياة ....
    هكذا وجدتني مشدودة لدهشةِ الكلمة, أمام جهلنا بها ووجعِها المخزون في ذاكرةٍ هي حمالةُ أسية ,وهمومٍ تنوءُ بحملها الجبال ,حملها الإنسانُ في ثنايا بقايا إنسانيةٍ معذبة, تعيشُ الماضي في الحاضر وتصوغُ منه مستقبلا وكأنها تكرر نفسها لتعيشَ حزنَ الماضي في الحاضر ولا تنسى أن تُحَمِّلَه لزمنٍ آت لنقول: كيف يقدرُ الإنسانُ على تشكيل حياة الألم فيه, ويحافظ عليه من التلاشي وكأنه كنزُه الذي يخشى أن يفقده ؟


    يعرفُ الإنسان أنه جرمٌ صغيرٌ يحتويه كونٌ كبير, لا يستطيعُ إدراك أسرارِه ولا التعامل معها بمعرفةٍ تخولُ له التمكنَ من مفرداته ليكونَ فاعلا متفاعلا معه وهو من يحسبُ انه فرعون زمانه.... هي متناقضات تُسيرُ حياتنا و لا نستطيعُ احتوائها, بل هي من تحتوينا وتفرضُ علينا نفسها, لنفرض عليها نظرتنا السلبية الحاملة لعجزنا و ضعفنا الذي يجعلنا كريشة في مهب الكون, أو كقشة في مهب الهوى , يتلاعب بمشاعرنا و يُأثر على تصرفاتنا دون أن نقدرَ على إدراك ما يحصلُ داخلنا وحولنا , يجردُنا من كل قدرةٍ خلاقةٍ قادرةٍ على تخليق مفرداتِ السعادة فينا و التعايش مع كلمةٍ فيها الحياة نبضُ حبٍّ وسخاء عطاء .

    أحاديةُ النظرة تجعلنا نعيشُ الخيال على أنه حقيقةٌ والحقيقةَ على أنها خيالٌ, لنكونَ مصلوبي القامة والفكر ,صورة تذكرنا بسيدنا عيسى المسيح لأقولَ أن الفكرَ المادي لا يعترفُ بالغيب بل فقط بالأشياءِ المحسوسةِ, التي تفرضُ نفسها عليه لتنظمَ حياته وتقومَ بالبرمجة العصبية التي تختزلُ منطقا معينا ورؤية أحادية التوجهِ يصنعُها العقلُ الذي استقاها من موروث اجتماعي ثقافي فكري, يلتزم بتسيير حياتنا اليومية و صياغة افكارنا و التعامل مع مشاعرنا التي تكون انفعالية, تتفاعل مع الحدث بردات فعل على فعل تصاحبها حالة شعورية فيها الغضب والفرح والحزن ,وذلك حسب المقام الذي يجد فيه الإنسان نفسه .

    هكذا تصبحُ الكلمةُ مرآة عاكسةً لحياتنا الأخرى التي تعيشُ داخلنا مع هذا المخزونِ الوراثي والمكتسب طيلة حياة الإنسان, لتكون القصيدة طائرا يحلقُ في سماءِ الشعر له حزنٌ وفرح ووجع غائرٌ بين ثنايا القوافي, ينبض الشعر بهذه الحياة الأخرى التي نجهل تفاصيلها فهي تعيش فينا لنعيشها ,وكأنها تلقينا مع مشاعرنا على أرض القصيد لنتحرر من الجاذبية الأرضية ونحلق مع الكلمة الشاعرة ,بفرحها وحزنها, بوجعها وعافيتها, بألمها ومأساة بشرية استوطنت معانيها ورسمتنا موالا حزينا وأغنية على ضفاف قصيدة .

    هكذا يكون لنا لقاء مع قصيدة للشاعر القدير محمد الخضور, ليكون "الحوار الأخير" تعبيرا عن مشاعر إنسانية تعيشنا لتفصح عن نفسها بكلمة هي لبنة في قصيدة ومنظومة قافية, تسافر بنا على أرض الإنسان ,ليكون البيان شمسا مشرقة على ظلمة نفس, ووجع إنسان له كمون في لحظة غفلة منا تصدمنا أحداث الحياة لتكون لنا على إثرها إستفاقة مدوية, للوجع حزنٌ دفينٌ ينثال من الشاعر كشلال ماء زلال, يغسل شظايا مأساة الإنسان فينا.... يقول الشاعر في حوارية رائعة بين قيثارة و عازف قتيل :
    تقولُ القيثارةُ للعازفِ القتيلْ :
    اترُكني قُربَ هذا الهواءِ
    تُخبّئُني الريحُ في مَهبّها
    يَعزفُني الخُلودُ لحنًا
    يُوهِمُنا بالبقاءِ خليليْنِ
    خاضعيْنِ قَسْرًا
    لجاذبيةِ الأرضِ
    وجُرحِ الوداعْ
    عازف الروح على قيثارة الأمل شخوص, يخلقهما الشاعر على أرض القصيدة ليقوما بدور يصوغ مفرداته الخيال الذي يتفاعل مع مخزون ذاكرة ,وحالة شعورية يرسمها الحدث ليكون بطل هذه الحوارية شاعرا, و القيثار مَشاعر إنسانية تعزف لحن الخلود...... القتيل روح تبحث عن حقيقة خلقت منها وفيها, لتجد نفسها في عالم خيال وسراب واقع مريريرسم نفسه ليختفي من جديد... الوجع تحييه الذكريات على أعتاب أحداث أيامنا وليالينا .....

    المكان هواء, والزمان مهب الريح.... هكذا يقدم لنا الشاعر أبطال حوارية أبدعها بحقيقة الكلمة النابضة في وجدانه, فهي الأسيرة الآسرة للداخل والواقع الإنساني, تفاعل نعيشه, نتعامل معه على أننا الفاعل لنجد أنفسنا المفعول به .... نكتب لنبدع ونبدع لنعزف لحن الخلود بمفهوم آخر نرى من خلاله, أن الإنسان منذ خلق آدم هو نفسه ,صورة واحدة تتعدد مظاهرها وكأنها تتوالد من رحم الزمان وخصوبة أرضٍ خلقنا من ترابها, لتكون المشاعر نفسها تتقلب وكأنها في مهب ريح الطبيعة الإنسانية وهي التي يحتضنها الهوى لتعيش واقعا خاضعا للجاذبية, يفنى ليتخلق من جديد.... خلود زائل يقول عنه الشاعر على لسان القيثارة يعزفني الخلود لحنا هو الأمل المصاحب لنا تُمَنينا به النفس, لنسترسل في مصاحبتها وهي المتقلبة الآسرة لمشاعرنا على أرض خيال هي صورة منه مرافقة لتطموحه.
    لللأرض جاذبية تخضعنا لها قسرا, ليكون للوهم حضور, وللجرح وداع فينا وتقول قيثارة الأمل:
    اترُكْني قُربَ دهشةِ الورودِ
    حين تَنكَسِرُ المزهرية
    أغازِلُ ما تبقّى منَ الوقتِ
    قبلَ اكتمالِ الخساراتِ
    التي تَختبرُ الصبرَ
    ودقةَ الأمنياتِ
    بتلوينِ أحلامِنا الخائفة
    أمل وخيبة, تعيشهما روح الشاعر ليعزف الأمل لحنا حزينا.... للجمال تشظي عند وقوع حدث الانكسار, للوقت وجود في حياة الشاعر يغازل ما تبقى فيه من لحظات يخالها مسافرة عند إكتمالها ,خسارتها هي اختبار لصبر وَضَع بدقة ملامح أمنيات, على أرض واقع متحرك ليس له ثبوت في الزمان والمكان, بل تموجات متلاحقة كبحر لا تنقطع الحركة فيه...
    للأحلام ألوان خائفة رسمتها يد شاعر له روح عازفة على قيثارة أمل, و إشراقة تتألق لتخبو, مخلفة انكسارات متتالية في وجدان شاعر له رهافة إحساس تتشظى على وقع خطى واقع مرير, لتتوارى الكلمات ويقول الشاعر على لسان قيثارة حزينة تناشد الروح البقاء ....
    اترُكْني قُربَ حيرةِ شمعتي
    في آخرِ الليلِ
    حيثُ تَزْجُرُها الشمسُ
    وتنشرُ دمعتي
    فوقَ سُطوحِ المنازلْ
    يتماهى الشاعر مع أبطال حوارية يرسم ملامحها المتحركة على أرض القصيدة ليجعل للقيثارة روحا, وللشمعة حيرة ,و للشمس زجر, و للدمع إنتشار, على سطوح المنازل, خيال أخصب حركة ,و جمال حياة أُخرى, تُخلقها الكلمة, على أرض بيان برع الشاعر في رسمه بقلم, هو ريشة فنان, وألوان حرف, وتحليق طائر بجع مسافر عبر ثنايا الزمان و المكان, خارج واقع الجاذبية الأرضية, هما عالم الشاعر الحائر أمام مفردات الحياة, نراه غير قادر على إدراك حركتها يحتمى بمحيط ينجزه خياله, وكأنه يريد أن يجهز على مرارة واقع أتعب روحه, فكان للأمل ملامح الخيال و للقيثارة عزف خلود....

    لليل شمعة تشرق في آخره شمس تُبخر دمعة حزن, فوق سطوح المنازل لتتشكل منها رحمة عطاء, وطلل له نماء هي حقيقة النشر والتبخر, لا يعيشها الشاعر, بل لا يرى في الدمع غير الحزن الآسر والدمع المحرق لوجنات هي أرض ملامحه القارئة لأسى له كمون في وجدانه وكأن لقارون فيه نصيب..... هو حزن الإنسان الذي ينثال منا في شلال دمع نخاله نارا حارقة, وهي كذلك لشدة ما نشعر به من ألم و مأساوية اللحظة, لكن حقيقة الدمع هي رحمة, فللماء تبخر, وللمطر هطول, وللأرض عطاء ,هكذا هو الإنسان, سخاء دائم و تربة يضنيها العطش, تُسقى لتتجدد وتورق خمائِلها ليكون للفكر نمو خلاق , نخرج من أحادية النظرة المادية الضيقة إلى أخرى متكاملة الرآى, تأخذ بعين الاعتبار الشيء ونقيضه, لنعيش نور الشمعة و احتراقها, ليل الخفاء ووضوح النهار.....و يقول الشاعر:
    اتركني . . .
    تُحاكيني مقطوعةٌ
    ساخرةٌ مِنْ وُجودها
    قُربَ أنينِ العزاءْ
    أقيمُ المراثي للعصافيرِ
    حينَ تثأرُ منها ديدانُ الحقولِ
    تَحتَ الترابْ
    ألقي عليكَ لحنًا كُل يومٍ
    يُغَيّرُ في مساءاتِنا شَكْلَ الغيابْ
    قتيل يصغي إلى قيثارة تخاطبه, صورة ابتكرها خيال شاعر, احتمى من مرارة واقع, بحزن خيال خَلَّق مفرداته على أرض قصيدة لها أصول تتنامى بين خمائل مشاعره الحزينة القاتمة الألوان, ليكون للبوح طعم العزاء وهو الساخر من لحن وجود الواقع .....مفارقات يعيشها الشاعر يُعبر عنها بطريقة سخرية اللحظة, ودمعة المأتم ,أيهما أشد على نفسه ؟ لأقول أن الحزن هو مسكن الشاعر والواقع مأساته..... لجمال الوجود حركة عصافير تموت جوعا لفقدها طعم حياة تثمر الاستمرار, أفق يُغلق أبوابه أمام قتيل هو نفسه العازف للحن الوجود, وهو الحادي والمسافر ...... للقيثارة شجن, وللعازف موت معان, تقتل الإنسان ولا تحييه فهناك من الحب ما قتل, وهناك من الحب أيضا ما أحيا. للمعاني إتجاهات فهي تتواجه للتتصارع وتتقاتل..... أو تتواجه لتتكامل وتتوازن.... في موت أوراق الأشجار حياة للأرض وفي نمو النبتة موت للبذرة ....هي دورة كون وطواف كواكب تؤدي رقصة حياة فانية في وجودها خالدة في موتها .....

    هذه الفلسفة الوجودية , هي فكر متكامل يحتضن إبداع شاعر ويطغى على كتاباته لتكون مأساة الإنسان كامنة في وجوده الغير المُدرك داخله, تعيش مفارقات وحده الفكر الواعي قادر بأن يقيم بينها توازنات يستقيم بها وجوده ,على أرض الواقع والبيان بالكلمة التي تتخلق على أرض الأدب الفاعل في الفكر الإنساني .
    للقيثارة لحن تلقيه كل يوم على مساء هو غياب ليكون لإشراق شمس النهار حضور دائم ويقول عازف الروح على قيثارة الأمل ....
    يقولُ القتيلُ
    عينايَ لا تَفْهمانِ كُرويةَ الأرضِ
    لا أراني شتلةً طائفةً
    في محيطِ السؤالْ
    لا أرى كُلّ الجنائزِ
    خلفَ أسوارِ الهواءِ الدائريّ
    كأن القتيل هو المقتول, والسامع هو المسموع, تتداخل المفردات والمعاني في ذهن الشاعر لتصبح مكونات أساسية لعالمه الذي يحتضن القصيدة وينسج بحور معانيها لتكون شبكة صياد, لا تكتفي بما يطفو على سطح البيان, بل تستخرج الكلمة الدرة ,التي تسكن العمق الإنساني , لتشرق عند خروجها من وجدان الشاعر على نفس المتلقى, ليدرك أن بوح الشاعر المُنثال من أعماقه هو حقيقة وجودية, تكمن فينا لتعيشنا دون أن نقدر على إدراك كنه هويتها , والتي هي هذا الإنسان المتحرك على أرض بسيطة خُلق منها ليرجع إليها هي دورة ممات حياة, وحياة ممات, تنتقش فينا مفرداتها ولا تفصح عنها كلماتنا, لعدم قدرتنا على إدراكها بعقل خيال الواقع... عدم فهم العين لكروية الأرض رغم أن الحدقة لها نفس الشكل تجعل الشاعر القتيل, أو عازف الروح له طواف في محيط السؤال, لا يجرأ على مقاربته والإقتراب منه لحيرة الجواب أو لعدم وجوده, أو لعدم إدراك يحتوي العقل ويجعله يتشبث بالنقل.

    للهواء الدائري أسوار ,تتوارى خلفها الجنائز ليكون القتيل الذي لا يرى ....يرى حقيقة عالمه الذي هو صنع خيال يستقي رسومه من واقع يتواصل مع حنينه لجنة تَخَلله عطرها, لتسترجع الذاكرة مفرداتها الحالمة ,التي يغلب عليها حزن اللحظة و مأساة الإنسان الوجودية الخاملة في أعماقه ,تتقد ذجوتها كلما تلقت صدمات أحداث الواقع ,التي تتشكل دوائر تطوف بنا لنطوف حولها , ويأخذنا إيقاعها المُتسارع لنفقد التوازن الفكري وحده القادر على صياغة التكامل بين عناصر, تبدوا متناقضة لكنها في الحقيقة تتواصل لتكون وحدة متجانسة, تلغي نظرتنا الأحادية التي تتعامل مع التشظي و الشبهية ..... و يقول الشاعر في هذا السياق.

    تعليق

    • منجية بن صالح
      عضو الملتقى
      • 03-11-2009
      • 2119

      #3




      نافذتي تَقترضُ نِصفَ المشهدِ
      وكُلّ الضَجَرْ
      وأنا . . .
      كنصفِ نافذتي
      لا أجيدُ الاكتمالَ
      في الوحدةِ القاسية
      للنافذة نصف مشهد, و ضجر متكامل في شاعر له تشظي و شتات فكري, لا يسعفه بحثه عن إكتمال يطمح إليه, ليجد في الوحدة قسوة لأنها تتطلب منه جهدا, يرى نفسه غير جاهز لاستيفائه حقه. قسوة الحاضر تستلب جمال اللحظة ,التي تجعل للتكامل معني, لأنه توازن فكرى غير متاح في وضع مأساوي ,على مستوى الواقع الإنساني و الذي يصطدم بحيرة وجودية, تثير كمون ترسبات تاريخ الجغرافيا فينا, لنكون كأرض , و واقع نهرب منه لنحتمي بالخيال , ويقول الشاعر "لا أجيد الإكتمال في الوحدة القاسية" لأن الاكتمال أُنس و الوحدة قسوة ,نعيش فيها كشظايا كائنات و أفكار, يصيبها الكبر ليقضي على وجودها الفاعل لتصبح مفعولا به و مضافا لآخر , تحتويها التبعية الفكرية و المادية و التي هي قسوة مكتملة العناصر و السيمات تطيح بحركة الحياة لتلغي وجودها . لهذا الفكر الذي يحتل العقل و مقوماته, مشاعر مصاحبة لا يمكن أن تعرف طريق الفرح, بل تثير فينا حزنا هو مخزون ذاكرة ,يطفو على ملامح الإنسان, و يتغلغل في بيانه و يقول الشاعر:
      أين ينتهي اللحنُ حين نذهبُ ؟
      مَنْ يَرُدّ الصدى . . .
      حينَ تَسْقُطُ على الأرضِ
      أجسادُنا
      ويبقى الهواءْ ؟
      للذهاب غياب و للحن الحياة إسترسال, ليسأل الشاعر عن لحظة نهايته.... من يجيب على سؤال ليس له جواب ؟ للسقوط صدى, و لجاذبية الأرض سلطان على متساكينيها , يحتويهم التلاشي, ليبقى الهواء هذا الكائن المتحرك الساكن المحسوس الغير ملموس على أرض, تكون فراغا فيها الحضور و الغياب , و ملامح حياة عشناها و كأننا لم نعشها, و تاريخا موجودا مفقودا ,يعيد صياغة وجوده, لتَسقط مفرداته على أرض الجاذبية, فيعيد الإنسان صياغتها من جديد على بساط واقع, هو من حاك مفرداته و نسج أحداثه المتقلبة تارة, الدامية أخرى, تثير فينا ماحتوته جاذبية أرض, و شعور وجدان و يقول الشاعر:
      لا مكانَ لطيفِكِ المسبيّ
      في المدنِ التي تَنسى مَشَاعِرَها
      طِوالَ الليلْ !
      يُؤرّقُها السّعالُ
      ويبحثُ الفقراءُ فيها عن مكانٍ
      أو . . . زمانْ !
      لا جسرَ يَحمِلُني إلى اللحن الأخير
      متى أردتُ
      ولا رثاءَ بِجُعبَتي
      يخاطب قتيل الروح, قيثارة الأمل ليقول أن لا مكان لها وهي الطيف الذي طاله السَّبي في مدن خالية من المشاعر, يطالها نسيان أصحابها لهم غفلة و غفوة عن مقومات إنسانية فيها الذاكرة أرض خصبة, تزهر لينمو فيها الفكر الإنساني المثمر لأجمل المشاعر و أنقاها ينتشر نورها, ليحارب القبح, و الرداءة و طغيان البشر على البشر, تتكلس المشاعر لتصبح المدن خاوية منها, إلا من بنايات إسمنتية تعيش برد الموت في جمودها, و كأن أصحابها غادروها أو احتواهم غياب حضور بهتت معالمه السالبة للحركة الفاعلة, و للمشاعر النابضة بالحياة .
      أَرَق اليل يحتويه السُّعال, ليكون خَال من المكان و الزمان, إلا من فقراء أضناهم جوع الغفلة عن وجود الإنسان فيهم .
      للقيثارة روح و كأنها الشاعر, تعيش السَّبْي و ظلمة الليل في المدينة, وفقر يبحث عن الزمان و المكان ليأوي إليه في مدن غادرتها المشاعر, و لفها النسيان, تختفي الجسور لتبقى القثارة مع لحنها الأخير, و كأن الحياة توقفت عن الحركة يحتضنها الجمود و تختفي المشاعر في جب النسيان ليكون أمام الرثاء صمت كلمات.....

      حيرة و غربة تسيطر على الفكر, كما المشاعر يعيش قسوتهما الشاعر ليكون الموت حاضرا في مفردات العزاء و مواقف الرثاء.... تتوقف الكلمات عن التعبير و كأن جمود الزمان في المكان شمل حركتها.... كيف لا و النسيان سيد الموقف بغيابه المُعلن..... لا مكان لا جسر لا رثاء..... لاءات ثلاثة يستعملها الشاعر ليدلل على انسحاب المكان من تحت قدميه و معه الحركة على مستوى الفكر, لنشعر بحيرة أمام توقف حركة الحياة و كأن الموت يكتنف النص ليشمل حتى كلمات الرثاء .
      هذا المشهد يجعلنا نلتقط لحظة الكتابة و التي دخل فيها الشاعر عالمه محتميا من آخر, يتوقف الزمان على أرض البيان كما في الفكر, لنقول هي وقفة تأمل يعيشها الشاعر و لا يستطيع إدراك حقيقة مشاعره حتى تتوقف الحركة السالبة و التي تجعله في طواف مستمر يفقده التوازن الذي يكون له فيه وضوح رؤية و تكامل, يساعده على إدراك حيرة وجودية تأخذه في طياتها لتعزف له لحن خلود مفقود, ليدرك بالفطرة انه زيف خيال و ليس واقع حقيقة.... و يقول الشاعر القتيل لقيثارة الأمل:
      لا تُرشدي صَمْتَ الطيورِ
      إلى أطرافِ نافذتي
      أخافُ . . .
      حينَ تَموتُ العصافيرُ
      ولا يعبثُ شيءٌ
      بهذا الخواءْ
      وأخافُ . . .
      حين ينتهي وجعي
      وتعترفُ المرايا بالحقيقة
      اللحن العازف على أوتار الروح بقيثارة الشجن و ألم اللحظة, قادر على التعامل مع صمت العصافير, هو الجمال الذي يتطلع لهذه الروح المعذبة من على أطراف نافذة, لعله يزيح عن الشاعر بعضا من أحزان تثقل كاهله .... موت مؤجل قادم يثير مشاعر الخوف على عصافير الجمال و البراءة الغافية فينا ,هي الفطرة التي تنبض حياة و حبا تسكننا ليطمس الخوف و القبح معالمها و كأنه موت يراودها ليتوقف نبض الحياة فيها, فللخواء وجود و للخوف حدود يقف عندها الشاعر و يتوقف اللحن العازف ,على قيثارة أمل له غياب وجود و حضور مؤجل.....

      للمرايا اعتراف بوجود يحتوي حقيقة حياة الموت لا نستطيع التعرف عليها إلا بواسطة مرايا تصقل صدأها الروح لينعكس عليها الخيال و حقيقة الوجود, لنستطيع تعديل تحريف الواقع بتجليات حقيقة لها كمون فطري فينا, هكذا فقط يغادرنا الوجع من غير رجعة و تأفل الحيرة, و يتخلص الإنسان من مأساوية اللحظة و الواقع على ارض التاريخ و الجغرافيا.
      للكلمة قدرة عجيبة على حركة الزمان و المكان, يستعملها الشاعر ليكون له وقوف المتأمل يستحضر لحظة صفاء و زمن فطري يذكرنا بالنفري في كتابه المواقف و المخاطبات ليكون لشاعرنا محمد الخضور, وقفة يخاطب فيها الروح و النفس في محاولة منه إدراك ما يخفيه عنا واقع حياة تسبي مشاعرنا, تأخذنا حركتها المتسارعة لتفقدنا توازنا فكريا قادرا على التحليق في رحابة الفضاء الوجودي بالعقل الآخر. لا يختفي الوجع الإنساني حتى تتجلى الحقيقة على مرآة الروح و تكون مُدركَة بالعقل الواعي .
      للنفس صورها المتقلبة على شاشة الخيال تحترف الحركة لعدم ثبوتها ,لأنها سراب يرسم مفرداتها الهوى المردي للقدرة الإنسانية, على الفعل الراسخ على أرض الزمان و المكان و من أدواتها, إثارة المشاعر السلبية والتي هي الوجه الآخر للموت لأنها تفقد الإنسان و الفكر القدرة على الحركة, لتجعله يتوقف, يسكن الوقفة ليسكنه الخوف من الحركة ذاتها ,هي جدلية الموت و الحياة التي نعيشها لترافق مفردات حياتنا و يقول الشاعر:
      آه يا قيثارةَ العمرِ الذي
      ضاقَتْ بِهِ الدنيا
      وَضَلّلَهُ البقاءْ
      لا تسألي أوتارَكِ الثّكلى
      عن الوقتِ الذي يَحتاجُهُ الموتى
      لرصدِ الذكرياتِ
      والاحتفالِ بآخرِ الآهاتْ
      لا تسأليني . . .
      كَمْ كَبُرنا ؟
      لمْ أكُنْ أحصي الهزائِمَ
      عندما قَصُرَ الطريقْ
      يشكو عازف الروح لقيثارة الأمل وجع عمر ضاقت به الدنيا..... هل فعلا ضاقت ؟ أم أفق الإنسان هو من ضاق ؟ أم أن النفس تُدخلنا لعبة الموت و الحياة لنقضي لحظات العمر و التي من المفروض أن تكون الأجمل و الأسعد أمام أبواب موصدة نطرقها و ننصرف لنعيد طرقها من جديد؟ هي أسطورة سيزيف تأخذنا في ثناياها إلى قمة جبل ,و نحن على القمة نعيش لحظة السقوط المدوي .....هكذا نعيش الحزن و الخوف و لحظة تتوقف فيها الحركة لتكون دائمة تصاحبنا عمرا و تعيش فينا دهرا ......
      للبقاء ضلال و للقيثارة سؤال لأوتارها التي تعيش الموت في واقع الحياة يختفي الأمل ليصبح للأموات وقت لجواب فاقد لسؤال, لنقول كيف يمكن أن نتعامل مع حياة الموت فينا؟
      يجعل الشاعر للموتى ذكريات و يجعل لهم القدرة على الاحتفال بآخر الآهات ....أهم حقا موتى؟ أم هم أموات أحياء ؟ جدلية تفرض نفسها على واقع الإنسان لتجعله يتأمل حاضرا له جذور في الماضي و امتداد في المستقبل ....

      للعمر زمن و للسن آخر تحدده الذكريات و الهزائم ليختفي زمان الأيام و لا يبقى غير زمن الحدث و أوجاعه , و الهزيمة و إحباطها لتكون هي المحددة لسني عمر الإنسان.... هو فضاء وجودي آخر يأخذنا إليه الشاعر لنتفيأ ظلاله و ندرك مفردات ضَلال واقع الحياة و الذي له تأثير أكيد على طول و قصر مسافات العمر. للفرح تكامل و توازن فكرى و سني نماء و للخوف و الحزن سني قحط و جفاف ....هكذا يَقْصر الطريق أو يطول حسب ما نعيش من أحداث لها طبيعة تسعدنا أو تشقينا ,تثير الإحجام أو الإقدام, الحركة أو السكون على أرض الواقع و الفكر الفاعل المتفاعل في المحيط .

      يثير الشاعر الكثير من الأسئلة الوجودية التي تتقلب فيها حيرته و غربته , و مشاعر قاتمة اللون ترسمها ريشة القلم, على أرض نص يثير إشكالية طرح, تكمن في مشاعر الشاعر نابعة من نظرته للحياة و جدلية فلسفة الحياة و الموت ....... كيف يعيشها و يتعامل معها بفكر تجسده الكلمات على أرض البيان؟
      قصيدة الحوار الأخير لوحة فنية, تحكي و تتألق مفرداتها لتشرق على مرآة صقيلة لها شفافية روح الشاعر و رهافة مشاعر و حس عال تُعَبر به عن تقلبات النفس في مهب واقع الحياة القاسية مفرداتها, والتي تُقلبها أهوائنا الطاغية أحيانا المخيفة لنا أخرى, لتكون روح الشاعر هي العازفة و المعزوفة على قيثارة أمل لها لحن خلود يموت ليتجدد على أرض القصيدة و الفكر الإنساني .

      أبدع شاعرنا محمد الخضور في تناول أدق تفاصيل مشاعر الإنسان في لحظة قسوة حياة و و في زمن يعلمنا كيف نموت لنحيا, لأقول هل الخلود مقتصر على عالم الغيب أم أن له وجود جزئي في حياتنا ؟ سؤال محوري عزفت ألحانه قيثارة الشاعر ,على مسامع قتيل الهوى لأقول أن الخلود الجزئي ممكن الوجود في واقع الأرض إذا تخلصنا من شظايا النفس و جعلناها تتوازن و تحدث تكاملا يستجيب له العقل ليثمر فكرا خلاقا ينجز أعمالا تُخَلق مفردات الإبداع والجمال , لتتلاشى أمامها سلبياتنا القاتلة و التي تشل قدرتنا على الحركة الفاعلة لتجعلنا مفعولا به متقلبا, تطيح بقدراته مفردات أهوائنا العاصفة العازفة على أوتار الخيبة سنفونية حزن لا ينقطع دمعها المغرق لنا في بحور التلاشي.
      هذا الخلود الجزئي يتمظهر من آخر كلي, لا أحد يعرف ملامحه و لا مفرداته لأنه غيب نستشف وجوده من كتاب رسول أمي هو حق مطلق .

      كنت معكم في قراءة لقصيدة رائعة لشاعرنا القدير محمد الخضور أجاد فيها فأفاد, و كثف فأفصح, و عبر بالكلمة النابضة عن أمل مؤجل لحقيقة وجود عزف بأنامل أجادت قتل الهوى لتحيا الروح الشاعرة ويكون الحوار مُبتدأ و ليس أخِيرا .....


      قراءة منجية بن صالح لقصيدة "الحوار الأخير" للشاعر القدير محمد الخضور

      تعليق

      • محمد مثقال الخضور
        مشرف
        مستشار قصيدة النثر
        • 24-08-2010
        • 5517

        #4
        الأستاذة الفاضلة
        الأديبة الناقدة
        منجية بن صالح

        أهنئ نفسي وهذا النص المتواضع على ما منحته من فكرك وجهدك وما جدت عليه من قراءة عميقة مميزة بدقتها في رصد الأبعاد الكامنة وراء كل فكرة أو كلمة.

        لقد رصدت لحظة الكتابة بشكل مذهل يا سيدتي وهذا ديدنك في كل نص تتناوليه فأنت دائما مبدعة مميزة وعميقة لافتة في رصدك الدقيق للحالة الشعورية لحظة الكتابة

        لقد كانت سهرة نقدية رائعة وناجحة بفضلك وقد كانت المداخلات كلها مشرفة بالنسبة لي وحق علي أن أشكرك مرارا على هذا الفضل

        أتمنى لك المزيد من النجاحات والتوفيق في رسالتك الإنسانية الأدبية الخلاقة والمبدعة
        لك مودتي واحترامي وتقديري

        تعليق

        • هيثم الريماوي
          مشرف ملتقى النقد الأدبي
          • 17-09-2010
          • 809

          #5
          القديرة الناقدة منجية ...

          الشكر الكبير لكل هذا الثراء
          ااعتقد أن هذه القراءة هي مهمة كثيرا ,,,
          أولا هي تسلط على شاعر جميل يمتلك أدوات قصيدة النثر بإحكام ويستحق فعلا ان نتناول نصوصه بالدراسة
          ثانيا هي تعرض الموضوع بطريقة فاهمة واعية مبدعة اسلوبيا مما يسلط الضوء على الجانب الإبداعي في النقد ذلك الجانب المعتم الذي لم يتطرق له الكثير من النقاد ,,,الأمر الذي من شأنه أن يضيق الفجوة بين المتلقي والنقد بوصفه جامداً
          كل الشكر لهذا الجهد الكبير

          الشاعر الجميل محمد الخضور
          شكرا كثيرا للجمال الذي نتثره دائماً,,,هي تجربة شعرية واعية من شاعر يمتلك كثيرا الحس الشعري العالي والتصوير الباذخ الجمال

          كل التقدير
          هيثم الريماوي

          ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

          بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
          بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

          تعليق

          • محمد مثقال الخضور
            مشرف
            مستشار قصيدة النثر
            • 24-08-2010
            • 5517

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة هيثم الريماوي مشاهدة المشاركة
            القديرة الناقدة منجية ...

            الشكر الكبير لكل هذا الثراء
            ااعتقد أن هذه القراءة هي مهمة كثيرا ,,,
            أولا هي تسلط على شاعر جميل يمتلك أدوات قصيدة النثر بإحكام ويستحق فعلا ان نتناول نصوصه بالدراسة
            ثانيا هي تعرض الموضوع بطريقة فاهمة واعية مبدعة اسلوبيا مما يسلط الضوء على الجانب الإبداعي في النقد ذلك الجانب المعتم الذي لم يتطرق له الكثير من النقاد ,,,الأمر الذي من شأنه أن يضيق الفجوة بين المتلقي والنقد بوصفه جامداً
            كل الشكر لهذا الجهد الكبير

            الشاعر الجميل محمد الخضور
            شكرا كثيرا للجمال الذي نتثره دائماً,,,هي تجربة شعرية واعية من شاعر يمتلك كثيرا الحس الشعري العالي والتصوير الباذخ الجمال

            كل التقدير
            هيثم الريماوي



            أستاذنا ومعلمنا الرائع
            هيثم الريماوي

            حضورك الأمسية النقدية كان تشريفا كبيرا لي
            ومداخلتك الرائعة كانت عظيمة الفائدة

            أشكرك على كل هذا التواضع
            فتشجيعك الكريم يدفع نحو الأمام ويمنح النفس حافزا

            لك التقدير والمحبة والاحترام

            والشكر موصول للأديبة الفاضلة منجية بن صالح التي كان لها الفضل في وضع هذا النص أمام العيون

            تقديري الكبير لكما

            تعليق

            • منجية بن صالح
              عضو الملتقى
              • 03-11-2009
              • 2119

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد مثقال الخضور مشاهدة المشاركة
              الأستاذة الفاضلة
              الأديبة الناقدة
              منجية بن صالح

              أهنئ نفسي وهذا النص المتواضع على ما منحته من فكرك وجهدك وما جدت عليه من قراءة عميقة مميزة بدقتها في رصد الأبعاد الكامنة وراء كل فكرة أو كلمة.

              لقد رصدت لحظة الكتابة بشكل مذهل يا سيدتي وهذا ديدنك في كل نص تتناوليه فأنت دائما مبدعة مميزة وعميقة لافتة في رصدك الدقيق للحالة الشعورية لحظة الكتابة

              لقد كانت سهرة نقدية رائعة وناجحة بفضلك وقد كانت المداخلات كلها مشرفة بالنسبة لي وحق علي أن أشكرك مرارا على هذا الفضل

              أتمنى لك المزيد من النجاحات والتوفيق في رسالتك الإنسانية الأدبية الخلاقة والمبدعة
              لك مودتي واحترامي وتقديري

              شاعرن القدير محمد الخضور

              جمال حرفي من جمال نصك الجميل و الرائع و الذي ساعدني على الغوص في أعماقه لصدق المشاعر و الكلمة الواعية برسالتها الإنسانية و المعبرة عنها بكل تلقائية الخيال و الصورة عن مشاعر الإنسان الشاعر بوجوده و المتتبع لأدق تفاصيل نبض الحياة فيه .
              شاعرنا القدير ما أنشده هو تكامل بين القراءة الواعية والنص الراقي و الصادق في رسمه لحقيقة الإنسان
              كل التحية و التقدير على الرد الجميل

              تعليق

              • منجية بن صالح
                عضو الملتقى
                • 03-11-2009
                • 2119

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة هيثم الريماوي مشاهدة المشاركة
                القديرة الناقدة منجية ...

                الشكر الكبير لكل هذا الثراء
                ااعتقد أن هذه القراءة هي مهمة كثيرا ,,,
                أولا هي تسلط على شاعر جميل يمتلك أدوات قصيدة النثر بإحكام ويستحق فعلا ان نتناول نصوصه بالدراسة
                ثانيا هي تعرض الموضوع بطريقة فاهمة واعية مبدعة اسلوبيا مما يسلط الضوء على الجانب الإبداعي في النقد ذلك الجانب المعتم الذي لم يتطرق له الكثير من النقاد ,,,الأمر الذي من شأنه أن يضيق الفجوة بين المتلقي والنقد بوصفه جامداً
                كل الشكر لهذا الجهد الكبير

                الشاعر الجميل محمد الخضور
                شكرا كثيرا للجمال الذي نتثره دائماً,,,هي تجربة شعرية واعية من شاعر يمتلك كثيرا الحس الشعري العالي والتصوير الباذخ الجمال

                كل التقدير
                هيثم الريماوي
                الشاعر و الناقد القدير هيثم الريماوي

                حضورك السهرة بالفعل و الكلمة هو شرف لي و شهادة أعتز بها
                حتى نرتقي بالأدب و الفكر لا بد أن نتكامل و نستفيد من بعضنا البعض
                فللكتابة مفرداتها و للإبداع فكر إنساني و وعي برسالة و هدف منشود إن فقد ضاعت الرسالة
                الفائدة الحاصلة للجميع هي طموح كل من يحترم القلم و الفكر
                كل التحية شاعرنا على الحضور و الرد
                و كل التحية لشاعرنا محمد الخضور الذي أتاح لي فرصة التواصل مع الجميع

                تعليق

                • سليمى السرايري
                  مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                  • 08-01-2010
                  • 13572

                  #9
                  [marq]
                  القيثارة


                  تقولُ القيثارةُ للعازفِ القتيلْ :
                  اترُكني قُربَ هذا الهواءِ
                  تُخبّئُني الريحُ في مَهبّها
                  يَعزفُني الخُلودُ لحنًا
                  يُوهِمُنا بالبقاءِ خليليْنِ
                  خاضعيْنِ قَسْرًا
                  لجاذبيةِ الأرضِ
                  وجُرحِ الوداعْ
                  اشعر انه ثمة جرح يئن هنا، ذنبنا الوحيد هو خضوعنا قسرا لجاذبية الارض وهل لنا إلا ان نقبل بفتح الشبابيك لريح تعزف على قيثارة الروح؟
                  هل القيثارة هنا هي ما تعزفه هذه الروح من فرح وحزن وامل ؟
                  ام هي القيثارؤة الموسيقية التي تئن ايضا وجعا في مقطوعتها ونحن نعرف ان القيثارة تقول الكثير في بكائيتها وكانها تقاسمنا الفرحة والالم ولان الاحزان تتشابه والوداع واحد، نترك الورود في دهشة جميلة رغم انكسار الاوعية رغم انكسار الوقت.
                  نعم كنت ماتعا شائقا في رصدك لقول القيثارة
                  ما أجمل تشخيص الريح والخلود والورود !!!!
                  وما أرق انسياب الأحاسيس المترفة مع جراحات الأحلام
                  لايمكن أن نتغاضى عن المشاعر الحزينة الملقاة فوق سطوح المنازل
                  لقد كثرت الهزائم عند اختزال الطريق !!!
                  أشعر بآهاتك تفيض دما متلونا بمصائر العواطف الثكلى ....
                  فتسافر إلى عتمات الوجود محمّلا بالمعنى وبشمعة اخر الطريق.
                  فكثيرا من الاحيان يتغير شكل المساء وشكل السحاب وشكل القمر
                  فكيف لا يتغير شكل الغياب ؟
                  يتسرّب لنا من شقوق مكان ما في السماء،
                  من أحلامنا الخائفة
                  من مسافات الألام الضيّقة والتي تضيق تضيق حتى الاختناق
                  فنقيمُ المراثي للعصافيرِ رغم موت الرماد .
                  الوقت هنا في سباق معنا ورغم هذا مازلنا نغازله ونفرح به
                  هذا الوقت المسكون بالأبديّة يمنّ علينا بنفسه، يختبر صبرنا
                  حين تأثر الديدان من أجسادنا.
                  سيّدي الشاعر
                  عد من آخر الممر
                  واعزف نشيدا قبل أن نوغل معا في الرحيل.
                  سليمى
                  [/marq]
                  لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                  تعليق

                  يعمل...
                  X