أنثى الدم ../بسمة الصيادي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بسمة الصيادي
    مشرفة ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3185

    أنثى الدم ../بسمة الصيادي

    أنثى الدم




    ككل ليلة بحثت طويلا ولم تجده، تغلغلت في ثوب خيبتها الأسود، عادت أدراجها بخطى يشحنها الغضب قوة وثقلا حتى تكاد تجرح الأرض والحصى ..!

    الليل اشتد ظلامه، وكثرت وشوشات نجومه المغيظة، وصمت مبانيه غير المنذر بالخير ..


    مشت ولم يكن أمامها إلا ذلك الوجه المنفلت من قبضتها، تطارده، تسلط عليه نعيق البوم، تعزف ألف لحن، لكنه لا يخرج من وكره ..!

    على وقع أغنية صاخبة تبعتها سيارة حمراء، تحمل شابين في مقتبل الجنون، لم تعرهما أي اهتمام، ليسا من تبحث عنه!

    خفف سائق السيارة السرعة، فتح النافذة، وقذفها ببضع كلمات ثم انطلق مسرعا ..


    استاء صديقه من تصرفه :


    -ألا تراها امرأة منقبة ..؟!


    -وما الذي يجعلها تمشي في هذا الوقت المتأخر وحدها؟


    -ربما ظرف طارئ ؟


    -لا، أراها دائما في مثل هذا الوقت المتأخر .. أراهن بأن هذا الثوب الأسود يخفي جمالا من النوع الآثم ..


    همهم الأخر، ثم غمز صديقه لاشعوريا قائلا : "غدا سوف نعرف "


    ضحكا عاليا ثم انطلقا في درب الليل الغامض ..




    أكملت طريقها دون أن يهتز لها رمش، لم تكن يوما بهذا الهدوء، كانت تقذف الصغار الذين كانوا يلاحقونها مستهزئين بها بالحجارة، والشتائم، بل لم يسلم الكبار منها أيضا ..


    الشوارع التي تعرفها في وضح النهار، تطلق عليها اسم "المجنونة" ويسخر المارون من لباسها، ويخاف البعض من وجهها المتوارى خلف غطاء أسود، ومن الحزام الغريب الذي تلفه حول خصرها، لم يستبعدوا يوما أن يكون سوطا مهيئا للضرب في أي لحظة .. حتى العقود القبيحة والحبال التي تلفها حول رقبتها، قد تكون سلاحا ..؟!


    وصلت أخيرا إلى حجرتها المهجورة،الكامنة في أحد البساتين القريبة من المدينة، رفعت الستار البالي، أشعلت المصباح المركون في الزاوية، خلعت غطاء رأسها، لينسدل شعرها الليلي الطويل أمام المرآة المكسورة أطرافها، ولتكشف عينيها عن شرارة تكاد تحرق المساء وتشعل البستان ..!


    التفتت نحو الغطاء الذي رمته على الفراش الممزق ،الذي وجدته مرميا في مكب النفايات، تأملته، وتأملت وجهها، تسأل نفسها عن الفرق بينهما.؟!


    لقد صار ذلك الغطاء منذ أن قررت إخفاء وجهها، ملامحها الحقيقية، تكاد لا تعرف نفسها من دونه، كان للمرة الأولى وشاحا تخفي فيه الكدمات والعينين المتورمتين، ثم أصبح ثوبا للعار .. مفصلا على مقاسها، ألبستها إياه ظروف قاهرة، وأيدي رمتها كقطة شاردة على الطرقات، للتوحد مع الليل والظلام ..!


    وجهها العشرينيّ لم يشفع لها، ورغم أن السنين قد محت الكدمات، إلا أن تشوها حملته الروح ..لا يزول..!

    مجددا لبست غطاء الرأس ووالوجه .. وارتمت على الفراش تتلقب ..تترنح مع خطوات الضوء القادمة ..!


    بذخ الفجر ليكشف عن بعض حشرات تلعب في الزوايا، لم تأبه بها، فقد عاشرت العقارب والأفاعي طويلا ..!


    ككل يوم شدّت الترحال، تتبع أثر الماضي، مشت أكثر من ساعتين، حتى وصلت إلى الحي الذي كانت تقطنه، في بوابة إحدى المباني اختبأت تراقب منزلها القديم..


    ينزل "أبوها" حاملا عدته، تتبعه بنظراتها خطوة خطوة، تسأله عناقا وعطفا يئست من طلبه وكادت تموت ضربا بسببه ..!


    تبعه أخوها، راحت تتأمل ككل يوم ذلك الوجه الأبيض الذي شعّ نورا، وجمالا، تحاول أن تقترب لتزرع في جبين الضياء شعاع قبلة، أو تسند رأسها إلى ذلك الكتف الذي اشتدّ وازداد اتساعا ككون دافئ ..!


    تمسك نفسها، تقبض على عنق حنينها، تحاول خنقه، ولما تتسلل تلك اليد الناعمة لشق ستار النافذة البعيدة، تنسى نفسها، وينجو الحنين من الموت ..!


    إنها اليد التي تحلم بها كثيرا، بالرغم من أنها كانت مصدرا لصفعات متتالية في ذلك اليوم المشؤوم..!


    بعد تلك الحادثة، لا تزال كل من أمها وأختها الأصغر منها حبيستي المنزل، وقد رضختا إلى ذلك، بعد أن هُددت الأم بالطلاق والتشرد .. !


    ذرفت دمعتين . ومجددا مضت تبحث في الأزقة والشوارع عن ذلك الوجه، الذي كانت قد تركت فيه علامة بارزة، يوم جرحت خده بقطعة زجاج حادة ..!




    سنون وهو هارب من انتقامها، لم تيأس، كانت تعد نفسها بأن تجده، لتثأر لكل ما جرى لها ولأهلها، لظلم وقع عليها وتحملت ذنبه، لتحول من ضحية إلى جانية..! كان يقتلها فضول لتعرف كيف يعيش؟ أتراه يتعذب مثلها؟ أم ينعم بحياته مثل كل المجرمين..؟!


    الإمرأة العجوز التي عرفتها قبل أن يسترجع الله روحها، طمأنتها بأنه لن ينفلت من العقاب الإلهي، لكن لن تنتظر .. ولن تتركه لعقاب واحد ..!




    أنهى الليل نزهته القصيرة وعاد بنفس الثوب وبذات المخالب ..


    قد نال منها التعب، والوجه الذي يقهرها من بعيد، يحط على أغصانها كطير لا تصيبه طلقات الرصاص، ولا سهام الموت .. !


    يتسرب من بين أصابعها كالوهم ..


    وحدها غرفتها المهجورة حقيقتها التي تنتظرها على بعد خطوات ..!

    فجأة تعترض طريقها السيارة الحمراء ..!

    ينزل الشاب الأول من السيارة، واثقا من نفسه، ممسكا بخصلة من شعره الطويل بعض الشيء، يحدق فيها من الأعلى إلى الأسفل، يقول غامزا:
    أخشى من جنية حسناء ، تختبئ خلف هذا الشبح ..!

    يحاول صديقه كتم ضحكته، لكنها ترن في أذن الليل ..
    يتقدم نحوهما معتذرا منها،ساخرا : عذرا إن صديقي لا يجيد التكلم مع السيدات، ولا يميز بين كوكب وبدر .. أما أنا فشاعر .. بل كنت شاعرا قبل أن أغرف
    من مسائك الساحر خمرا أثملني وتوهني.. أعشق الغموض .. وكنت قد راهنت صديقي على أنك أجمل من في الأرض ..

    قاطعه الأخر: بل أنا من راهن أنك جوهرة لشدة وهجها، ولمعانها، سارع الليل إلى إخفائها عن عيون الناس لحمايتها ..!
    ثم اقترحا عليها نزهة في مكان رومنسي، فيه تغني فراشات ملونة، يرقص أقحوان وتتمايل شموع حالمة ..!

    تسمرت في مكانها، دوى البرق في عينيها، أمواج تشاجر عليها الشاطئ والبحر أمام نظراتها، في برهة انتفضت في داخلها زوبعة وانطفأت،
    كائن غريب في رئتها ولد،دم جديد في عروقها سرى.. ابتسمت من تحت الغطاء .. هزت رأسها .. ثم هزت رأسها
    وصعدت بصمت إلى مقعد السيارة الخلفيّ ..

    كالطرق الوعرة المعبدة بالذكرى، كان الطريق الذي شقّت صمته السيارة، بل خرقت هدوء الليل حتى ما عاد قادرا على إكمال صلاته ..!
    موسيقى صاخبة .. وتلميحات بذيئة .. ونبض صقر يعلو وينخفض، يجلس بهدوء، يتربص بفرسية ليست طريدته، إنما تنفع قطرة ماء من بعد فصول جفاف ..!

    الصقر يحط على غصن الصمت والترقب ، بينما الأرنبان، يرقصان، يتهامسان يلعبان لعبة التخمين ، يرسمان بفضولهما صورة الحسناء.. يتشاجران على تقسيم الجزرة الشهية ..!



    نفس عميق أخذته السيارة قبل أن تتوقف في إحدى الأراضي البعيدة عن الأحياء السكنية، كأنه النفس الأخير ..!
    والسر المغلف بالأقمشة السوداء، كان يطلق تنهيدات خافتة أو ربما هي زمجرات ، فتحت دروب الماضي كلها،
    استرجعت كل الصور.. بصمت يشبه صمت السماء قبل تنطق بعواصفها وأعاصيرها .. !

    ظنا أنها خرساء .. ولم يكن الأمر مهما لهما .. المهم أنها تبعتهما برضى !
    الخيمة كانت تنتظرهما على مشارف ذلك الوادي، قد جهزت كل شيء، وفتحت صدرها لتستقبل فتاة جديدة، وسهرة مميزة أخرى ..!

    وقفت في وسط الخيمة، تتأمل السجاد والوسائد الحمراء ... يستفزها اللون الأحمر كثيرا، يحرضها أكثر،
    يعيد إليها مزيدا من التفاصيل التي حاولت أن تنساها،
    بل يعيدها ابنة الستة عشر عاما، على ظهرها حقيبة مدرسية، على ثغرها ابتسامة مضيئة، يخطفها شاب بلمحة،
    نفس الألم الذي شل يدها حين سحبها إلى سيارته بقوة يعود من جديد، القشعريرة ذاتها تعتريعا، والقلب يخفق من جديد ..لكنه في هذه المرة ليس قلبها ..!

    يدنو منها الشاب راقصا بعد أن هيّأ كؤوس البيرة، يفرك بكفيه :
    هيا ألن تكفشي عن جمالك؟ ألن ترينا شكل الوردة التي نثرت رحيقها في المكان ..؟!
    في نفس اللحظة يرن هاتف الشاب الآخر، إنها الفتاة الثرية التي يحاول أن "يوقع بها".. بدأت أخيرا تقترب من الفخ كعصفور صغير متردد
    ولابد من الإعتناء بكل خطواتها ..!
    يخرج من الخيمة ليرد عليها ..
    بينما الأول مشغول بتأمل ولادة الفراشة من الشرنقة السوداء ..!
    ترفع الغطاء عن وجهها شيئا فشيئا .. ينشل الشاب في مكانه أمام عينين حادتين كعيني صقر، مخيفتين كعيني ضبع، يعود خطوتين إلى الخلف،
    يصفر وجهه، ولا يسترجع لونه إلا عندما يرى وجهها المستدير كالبدر، وشعرها الأطول من قصائد الليل، يتنهد مذهولا:
    "أنت فعلا جنية، ساحرة ، قاتلة ..هيا يا وردتي ..!"
    وتشهر الوردة أشواكها لما يقترب منها أكثر، الصقر يغرز مخلبه في جسد فريسته بهدوء....
    تبقى ثابتة كتمثال بينما الآخر يلفظ على كتفها كل أنفاسه ونظراته، تنفضه عنها كأنه غبار،
    يسقط على الأرض كفأر نصب مصيدته بنفسه، فتناولته قطعة الجبنة قبل أن يلتهمها ..!
    يعود الأخر، ليصعق مما يرى، يقع الهاتف من يده، تسقط خصلاته الطويلة من الخوف، صديقه أمامه جثة تخالطها الدماء، يتذكر نفسه،
    يقدم على الهرب، فينقض من خلفه الصقر، لينال منه بضربة واحدة في العنق ...!

    الدماء هذه المرة تغيرت نكهتها، لا تشبه تلك التي تفُقد العذراء حياتها، شرفها، وأنفاسها، لم تعد وصمة عار على جبينها تعيدها مكسورة إلى
    بيتها ليتهدم المنزل فوق رأسها ..!
    هي دماء تغسل الروح من غضبها، والسنين من بعض آلامها، وتضيف طعنة جديدة إلى ذلك الوجه المختفي، الهارب منها إلى حين ..!

    أخيرا سكينها الذي كانت تسنه يوما بعد يوم، لتجعله حادا كالطعنة التي أدمتها، ملتهبا كالنيران التي تأججت في داخلها، ارتوى قليلا بعد طول عطش !

    زجاجات الخمر المتنوعة أثملها مشهد الموت، أمسكتها ونثرتها على جسد الفأرين وفي أرجاء الخيمة، خرجت منها لتضرم فيها النار ..!
    بدأت أنامل الليل بالعزف على آلتها الموسيقية الخاصة، إنها سنفونية الانتقام، سنفونية الموت، جسد الكون يشتعل، ملاحم وأساطير في تلك
    اللحظة كُتبت، آلاف النجوم هربت ...
    أعاد الصقر وضع غطاءه الأسود ... ومضى الشبح تفسح له الأشجار والأفاعي الطريق ..!

    ظلال المدينة انحسرت يوما بعد يوم، النوافذ صمّت أذانها لئلا تسمع السنفونية التي صار يرددها الليل من فترة لأخرى ...
    جرائم عديدة بظروف مشابهة ملأت الدفاتر بكثير من علامات الإستفهام، وسقت النفوس رعبا ... تحقيقات وملفات طويت ..
    وجرائم سجلت ...ضد شبح !!
    التعديل الأخير تم بواسطة بسمة الصيادي; الساعة 29-06-2011, 08:29.
    في انتظار ..هدية من السماء!!
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    اغتالوا زهرة الريح
    و نرجسة الوديان
    و لم يبالوا أبقي لها من رقعة لتمارس و لو مجرد الشهيق و الزفير
    فى عدوانية غريبة ، و قمينة بحيوان لا ببشر يحس و يشعر و يتألم و يفكر
    نعم يفكر ماذا يفعل ؟
    و لم يفعل ؟
    هى مشكلة عويصة ، و ضاربة الجذور إلى أعمق الأعماق ، فى مجتمعاتنا ، فكل شىء من حولنا يصطخب ، و ينضج ضجيجا
    و فوضى .. فى البيت ، فى الطريق ، فى المصنع ، فى الملعب .. كل شىء يأخذ شكلا مغايرا لروح الإنسان
    لأن مجرمى السلطة فى أى بلد دأبوا على الفعل ، على استلاب الوعى ، و تدمير العقل ، باسم مسميات غريبة فاقت الحدود و التوقعات
    حتى مع أهل الثقافة و العلم !!
    أهيض جناح أنثى الدم ، كأنها هى من ارتكب الجريمة ، و ليس المجنى عليها .. نظرات الأهل ، الأرض ، الجدران ، السماء ، الناس .. الطرق .. كل شىء يلعن وجودها ، ينئها بعيدا بعيدا .. !
    و لم تكن من تلك النوعية التى ترى افتضاض الروح سهلا و ميسورا .. ومن الممكن التخلص من الحياة بحد موسى أو بقطرة سم مثلا
    فلبست الأسود ، وتحولت لشبح !!
    و دائما و كما العادة الممنوع مرغوب و الأشد مناعة الأكثر تسترا ، فى مجتمع دأب على العنف الوجه الآخر للجنس ، كما هو ثابت فى علم النفس !!

    لن استرسل فى حديثى هنا .. فقط أحىّ زميلتنا الغالية " بسمة الصيادي " على تلك الأنثى ، التى حولتها القسوة و البيئة و الناس إلى
    أنثى للدم .. لا تشبع و لا تنتهى .. لتذكرنى باليمامة بنت كليب مع اختلاف الوضع و الموضوع ، إلا أنه الثأر
    أبي لا مزيد
    وهنا تقول أنثى الدم : شرفى لا مزيد
    أريده عند بوابة القلب
    ناصعا من جديد !!

    تحياتي عزيزتى بسمة
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 04-06-2011, 23:44.
    sigpic

    تعليق

    • ريما ريماوي
      عضو الملتقى
      • 07-05-2011
      • 8501

      #3
      رووووعة اختي بسمة,
      وعجيب ما تستطيع الانثى فعله
      عندما تمس كرامتها وتنتهك,
      وتعامل كقطعة قماش متسخة بالية,
      كان هدفها الثأر والانتقام وبدمائهم
      غسلت شرفها المسفوك,
      واصبحت ملاك الانتقام الاسود.
      يسلموا الايادي عزيزتي استمتعت بقراءتك,
      لك ودي, تقديري, واحلى تحياتي.
      التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 05-06-2011, 19:32.


      أنين ناي
      يبث الحنين لأصله
      غصن مورّق صغير.

      تعليق

      • مصطفى الصالح
        لمسة شفق
        • 08-12-2009
        • 6443

        #4
        الأستاذة بسمة

        هذه إحدى روائعك

        كلها مدهشة

        سردا وتصويرا وأسلوبا ولغة.. وفكرة

        هذه قصة قصيرة متكاملة

        كل يوم تبهرينني أكثر

        دام لك الإبداع والعطاء

        تحياتي
        التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 05-06-2011, 20:04.
        [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

        ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
        لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

        رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

        حديث الشمس
        مصطفى الصالح[/align]

        تعليق

        • إيمان الدرع
          نائب ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3576

          #5
          بسمة الحبيبة :
          كم أنا فخورة بك وأنت تكبرين كلّ يومٍ بثقةٍ ، وثباتٍ ..!!!!
          تثبتين أنك رائعة القلم ..
          القصّة مدهشة الأسلوب ..تشدّ القارئ
          عميقة الفكرة ..
          جميلة اللغة ..
          سعيدة بك لأبعد مدى يابسمة الغالية ..
          يا ابنتي الأثيرة عندي ..
          إليك أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي ..

          تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

          تعليق

          • عبدالمنعم حسن محمود
            أديب وكاتب
            • 30-06-2010
            • 299

            #6
            تكمن جودة وأناقة هذا النص في أنه لا يتوانى عن رفع الستار عن الأشياء نصف المحتجبة،

            فكان متشظيا لامس شخوصا متشظية :
            - التصويري فيه لم تفرضه الشخصية كما يحدث في الكلاسيكي من القصص،

            وإنما فرضه مناخ السرد المتنامي :

            (يخاف البعض من وجهها المتوارى خلف غطاء أسود، ومن الحزام الغريب الذي تلفه حول خصرها / حتى العقود القبيحة والحبال التي تلفها حول رقبتها)
            - لم يكن التصاعد الدرامي فيه فاضحا بقدر ما كان متسربا بين السطور،

            لأنه ببساطة لم ينبع من أفكار وإنما كان نابعا من حالات :

            (خلعت غطاء رأسها، لينسدل شعرها الليلي الطويل أمام المرآة المكسورة أطرافها، ولتكشف عينيها عن شرارة تكاد تحرق المساء وتشعل البستان)
            - لم تستجب لكسل ذهني وتلتقط ما يرد في الخاطر من كلمات،

            وإنما اختارت اسلوبها الانزياحي المعروف عنها، وهذه المرة بكثير من الادهاش :

            (ثوب خيبتها الأسود / تكاد تجرح الأرض والحصى /تحمل شابين في مقتبل الجنون)
            - خسفت ببوادر التوقع لحوار تحرشي مرتقب يصدر من جهة السيارة تجاه الفتاة ، إ
            لا أنه دار بين من هم في داخلها،

            فجاء الحوار كومضة موفقة ومتسقة مع الفكرة، ومندغما مع فضاء النص :

            (ألا تراها امرأة منقبة ..)
            - الايهام بتحول الشخصية في نهاية المطاف إلى رمز أو أسطورة أو شبح

            أدي لتغريب القارئ مما يتيح له فرصة لإنتاجه مرة أخرى :

            (تحقيقات وملفات طويت ..وجرائم سجلت ...ضد شبح)
            - تضافرت سحب قليلة من الشعرية مع النثر وقدمت عالما غنيا امتزج فيه الداخلي بالخارجي :

            (الوجه الأبيض الذي شعّ نورا، وجمالا، تحاول أن تقترب لتزرع في جبين الضياء.. / الذي اشتدّ وازداد اتساعا ككون دافئ)

            تقبلي سيدتي تحياتي وإعجابي
            التواصل الإنساني
            جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


            تعليق

            • آسيا رحاحليه
              أديب وكاتب
              • 08-09-2009
              • 7182

              #7
              هي الانثى حين تسكنها فكرة الإنتقام..
              رائع بسمة ..من إبداع إلى إبداع .
              تقبّلي محبّتي و إعجابي.
              التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 06-06-2011, 18:37.
              يظن الناس بي خيرا و إنّي
              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

              تعليق

              • بسمة الصيادي
                مشرفة ملتقى القصة
                • 09-02-2010
                • 3185

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                اغتالوا زهرة الريح
                و نرجسة الوديان
                و لم يبالوا أبقي لها من رقعة لتمارس و لو مجرد الشهيق و الزفير
                فى عدوانية غريبة ، و قمينة بحيوان لا ببشر يحس و يشعر و يتألم و يفكر
                نعم يفكر ماذا يفعل ؟
                و لم يفعل ؟
                هى مشكلة عويصة ، و ضاربة الجذور إلى أعمق الأعماق ، فى مجتمعاتنا ، فكل شىء من حولنا يصطخب ، و ينضج ضجيجا
                و فوضى .. فى البيت ، فى الطريق ، فى المصنع ، فى الملعب .. كل شىء يأخذ شكلا مغايرا لروح الإنسان
                لأن مجرمى السلطة فى أى بلد دأبوا على الفعل ، على استلاب الوعى ، و تدمير العقل ، باسم مسميات غريبة فاقت الحدود و التوقعات
                حتى مع أهل الثقافة و العلم !!
                أهيض جناح أنثى الدم ، كأنها هى من ارتكب الجريمة ، و ليس المجنى عليها .. نظرات الأهل ، الأرض ، الجدران ، السماء ، الناس .. الطرق .. كل شىء يلعن وجودها ، ينئها بعيدا بعيدا .. !
                و لم تكن من تلك النوعية التى ترى افتضاض الروح سهلا و ميسورا .. ومن الممكن التخلص من الحياة بحد موسى أو بقطرة سم مثلا
                فلبست الأسود ، وتحولت لشبح !!
                و دائما و كما العادة الممنوع مرغوب و الأشد مناعة الأكثر تسترا ، فى مجتمع دأب على العنف الوجه الآخر للجنس ، كما هو ثابت فى علم النفس !!

                لن استرسل فى حديثى هنا .. فقط أحىّ زميلتنا الغالية " بسمة الصيادي " على تلك الأنثى ، التى حولتها القسوة و البيئة و الناس إلى
                أنثى للدم .. لا تشبع و لا تنتهى .. لتذكرنى باليمامة بنت كليب مع اختلاف الوضع و الموضوع ، إلا أنه الثأر
                أبي لا مزيد
                وهنا تقول أنثى الدم : شرفى لا مزيد
                أريده عند بوابة القلب
                ناصعا من جديد !!

                تحياتي عزيزتى بسمة
                سيدي كنت في صميم النص وقلبه
                فجاء حديثك الأروع
                نعم هي أنثى الدم، ضحية لأكثر من جاني في مجتمع لا يرأف،
                حتى أهلها رموها على الطرقات الباردة
                مع ذلك لم تكرههم بل بقيت تحوم حولهم كفراشة، تراقبهم
                ترسل إليهم القبلات، فبالرغم من أنها قتلت وقتلت، إلى أن الحنية
                لم تمت في داخلها،
                والجرائم لم تكن سوى غسل الشرف، والانتقام من كل شاب يبحث عن فريسة
                كل ليلة، ربما أرادت أن تحمي غيرها أيضا، حتى لا تتكرر المأساة مع أخرى ..!
                سعدت جدا بحضورك الذي لا يتجزأ عن النص
                شكرا لك سيدي دائما
                محبتي
                في انتظار ..هدية من السماء!!

                تعليق

                • بسمة الصيادي
                  مشرفة ملتقى القصة
                  • 09-02-2010
                  • 3185

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                  رووووعة اختي بسمة,
                  وعجيب ما تستطيع الانثى فعله
                  عندما تمس كرامتها وتنتهك,
                  وتعامل كقطعة قماش متسخة بالية,
                  كان هدفها الثأر والانتقام وبدمائهم
                  غسلت شرفها المسفوك,
                  واصبحت ملاك الانتقام الاسود.
                  يسلموا الايادي عزيزتي استمتعت بقراءتك,
                  لك ودي, تقديري, واحلى تحياتي.
                  تماما عزيزتي
                  الموضوع موضوع كرامة
                  والشرف هو أعز ما تملك الفتاة ، فإذا أخذ منها عنوة
                  تحولت إلى كائن آخر ..ولابد أن تنتقم ..!
                  أعجبتني كثيرا تسمية: ملاك الانتقام الأسود
                  شكرا لك ريما على هذا الحضور البهي
                  لاتحرمينا طلتك الحلوة
                  محبتي وأكثر
                  في انتظار ..هدية من السماء!!

                  تعليق

                  • م. زياد صيدم
                    كاتب وقاص
                    • 16-05-2007
                    • 3505

                    #10
                    ** الاديبة الراقية بسمة.......

                    احداث تلاحقت.. لشابة حولتها ذئاب بشرية الى امرأة تحيى لتنتقم ..وفى انتظار ان تجد ذاك الشاب لتكتمل الحكاية ..ولتسجل ضد مجهول او شبح.. انها قصة انتقام حد الجنون..والاسباب ما تزال قائمة لديها !

                    تحايا عبقة بالرياحين.........
                    أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
                    http://zsaidam.maktoobblog.com

                    تعليق

                    • فاطمة يوسف عبد الرحيم
                      أديب وكاتب
                      • 03-02-2011
                      • 413

                      #11
                      الأديبة الرائعة بسمة
                      أخذتني مع سطورك إلى أقصى حدود الوجع ، قد تستحق الذ ئاب البشرية أكثر من هذا لقد انتقمت لكرامتها وشرفها ، لكن إلى متى ستبقى الذئاب تسرح في مراعٍ غاب عنها حماة الديار ؟ لكن صورك الفنية وعباراتك البليغة وسردك المفعم بكل عناصر المتعة جعلتني أقرأ النص لمرات ، أديبة رائعة
                      فاطمة

                      تعليق

                      • بسمة الصيادي
                        مشرفة ملتقى القصة
                        • 09-02-2010
                        • 3185

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
                        الأستاذة بسمة

                        هذه إحدى روائعك

                        كلها مدهشة

                        سردا وتصويرا وأسلوبا ولغة.. وفكرة

                        هذه قصة قصيرة متكاملة

                        كل يوم تبهرينني أكثر

                        دام لك الإبداع والعطاء

                        تحياتي
                        الأستاذ والأخ العزيز مصطفى الصالح
                        كلامك شهادة أعتز بها كثيرا
                        شكرا لك سيدي
                        أتمنى أن أكون عند حسن ظنك دائما
                        تحيتي
                        في انتظار ..هدية من السماء!!

                        تعليق

                        • بسمة الصيادي
                          مشرفة ملتقى القصة
                          • 09-02-2010
                          • 3185

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                          بسمة الحبيبة :
                          كم أنا فخورة بك وأنت تكبرين كلّ يومٍ بثقةٍ ، وثباتٍ ..!!!!
                          تثبتين أنك رائعة القلم ..
                          القصّة مدهشة الأسلوب ..تشدّ القارئ
                          عميقة الفكرة ..
                          جميلة اللغة ..
                          سعيدة بك لأبعد مدى يابسمة الغالية ..
                          يا ابنتي الأثيرة عندي ..
                          إليك أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي ..
                          الغالية جدا والقريبة من الروح
                          الأستاذة إيمان
                          ما أحلاك
                          تخجلينني دائما فانسى أمام لطفك ورقتك الحروف والكتابة
                          لا حرمني منك
                          محبتي وقبلاتي
                          في انتظار ..هدية من السماء!!

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            بكل ما تحمل من لغة و صور ، و مشهدية
                            و رؤية .. حاضرة .. صعب أن تبتعد عن المخيلة
                            تلك المخيلة التى لا تحتفظ بأى شىء .. بل بالروائع
                            و الصدق حتى ولو لم يكن هناك دهشة .. أما إن كانت
                            فالويل لها لو خانت صاحبها

                            أقلت لك رأيت اليمامة هنا ( بنت كليب الملك )
                            و هى تغذى قلب و صدر عمها ( الزير سالم )
                            بالثأر ، و حتى آخر حدود الأرض
                            حتى يفيض نهر الدم !!!

                            نقتقدك بسمة الصيادي
                            التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 06-07-2011, 18:40.
                            sigpic

                            تعليق

                            • إيمان الدرع
                              نائب ملتقى القصة
                              • 09-02-2010
                              • 3576

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
                              الغالية جدا والقريبة من الروح
                              الأستاذة إيمان
                              ما أحلاك
                              تخجلينني دائما فانسى أمام لطفك ورقتك الحروف والكتابة
                              لا حرمني منك
                              محبتي وقبلاتي
                              بسمتي الحبيبة :
                              اشتقتُ إليك غاليتي ...
                              افتقدتُ عبير ورودك بين صفحاتنا ..
                              أعرف أنّ فترة الامتحانات قد استقطعتْ منك الزمن الأكبر لاجتيازها بنجاحٍ ياربّ
                              ولكن لا شيء يقنعني بغيابك ...إلاّ إذا لم يعد لنا في قلبك مكان ..
                              ولا أعتقد ذلك
                              بل وأجزم أنّنا في أعماق قلبك النبيل ، الطيّب، الكبير
                              عودي بسرعة يمامتي البيضاء
                              فنحن في غاية الشّوق إليك ..وبانتظارك ..
                              نحبّك جدّاً بسمة ...
                              أتوقّع أن أجد كلماتك ترفّ في فضاء ملتقانا هذه الليلة ..بتلقائيّتك المعتادة ..
                              فهلاّ فعلتِ ..؟؟؟!!!
                              كوني بخير حبيبتي ..

                              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                              تعليق

                              يعمل...
                              X