الفعل رجع بين اللازم والمتعدى فى السياق القرآنى لفضيلة الأمام الشعراوى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    الفعل رجع بين اللازم والمتعدى فى السياق القرآنى لفضيلة الأمام الشعراوى


    فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِٱلْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْخَالِفِينَ }
    والله سبحانه وتعالى يوضح لرسوله صلى الله عليه وسلم: عندما تنتهي الغزوة وتعود إلى المدينة، فهناك حكم لابد أن تطبقه مع هؤلاء المنافقين، الذي تخلفوا وفرحوا بعدم الجهاد.

    وقوله: { فَإِن رَّجَعَكَ } كلمة " رجع " من الأفعال، وكل فعل يجب أن يكون له فاعل ومفعول، فلا يمكن أن تقول: " ضرب محمد " ثم تسكت؛ لأنه عليك أن تبين من المضروب. ولا يمكن أن تقول " قطف محمد " ، بل لابد أن تقول ماذا قطف؟ وهكذا تحتاج إلى مفعول يقع عليه الفعل. ولكن هناك أفعالاً لا تحتاج إلى مفعول. كأن تقول: " جلس فلان " والفعل الذي يحتاج إلى مفعول اسمه " فعل مُتعَدٍّ " أما الفعل الذي لا يحتاج إلى مفعول فاسمه " فعل لازم ". إذن: فناك فعل متعد وفعل لازم.

    وهنا في هذه الآية الكريمة يقول الحق سبحانه: { فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ } والحق سبحانه هو الفاعل، والكاف في { رَّجَعَكَ } هي المفعول به. ولكن لأنها ضمير ملتصق بالفعل يتقدم المفعول على الفاعل. إذن: { فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ } رجع فعل متعد، والفاعل لفظ الجلالة. والمفعول هو الضمير العائد على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: أن الله رجعك يا محمد.

    ولكن هناك آية في القرآن الكريم تقول:


    { وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً... }
    [الأعراف: 150]

    في الآية التي نحن بصددها { فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ } الفاعل هو الله، أما في قوله الحق: { وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ } نجد أن موسى هو الفاعل ولا يوجد مفعول به، إذن فـ " رجع " يمكن أن يكون فعلاً لازماً، كأن تقول: " رجع محمد من الغزوة ". ويمكن أن يكون فعلاً متعدياً كقوله سبحانه: { فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ } أي: يا محمد من الغزوة. إذن: فرجع تستعمل لازمة وتستعمل متعدية. ولكن في قصة سيدنا موسى عليه السلام؛ عندما ألقته أمه في البحر والتقطه آل فرعون؛ ومشت أخته تتبعه؛ ثم حرَّم الله عليه المراضع ليعيده إلى أمه كي يزيل حزنهان يقل الحق سبحانه:


    { إِذْ تَمْشِيۤ أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلاَ تَحْزَنَ... }
    [طه: 40]

    ما هو الفرق بين الآيات الثلاث؟ ولماذا استعمل فعل " رجع " لازماً ومتعدياً؟

    نقول: إنه في قول الحق سبحانه وتعالى: { وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ } هنا هيئ لموسى من ذاته أن يرجع، أي: انه قرار اختياري من موسى، أما قوله تعالى: { فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ } ، فموسى في هذه المرحلة؛ كان طفلاً رضيعاً لا يستطيع أن يرجع بذاته، ولا بد أن يهيئ له الحق طريقة لإرجاعه، أي: من يحمله ويرجعه.
    لذا جاء الفعل متعديا

    من خواطر الأمام الشعراوى – سورة التوبة الآية 83
  • حنين حمودة
    أديب وكاتب
    • 06-06-2010
    • 402

    #2
    أستاذي،
    س سؤال:
    رجع صارت متعدية حين كان فاعلها الله سبحانه وتعالى. هل هناك شواهد على أنها تتعدى مع فاعل قاصر كالبشر؟
    مجرد خطرة..
    --

    ليت الله يسر لنا أستاذا مثلك في المدرسة!
    تخيل لو أنه يكون ويعم؟!
    تخيل جيلا يدرس لغته بهذا العشق!
    تخيل تعلقه بها..
    والخير الذي سيعم بأذيالها!
    التعديل الأخير تم بواسطة حنين حمودة; الساعة 29-09-2011, 08:04.

    تعليق

    يعمل...
    X