منـكَ الربيـعُ تنفسـتْ أنسامُـه
وأتـاكَ جيـدا نافـرا يتعـطـرُ


عندما نتأمل البيت نجد أن دلالة السياق ( الربيع أتاك جيدا) لكن دلالة الفعل أتاك تتعدى لمفعول واحد بينما السياق الذى استخدم الفعل فيه يتعدى إلى مفعولين هما كاف الخطاب ثم لفظة ( جيدا ) كما نجد قوله عز وجل ( فأتى الله بنيانهم من القواعد ) حيث جاء الفعل متعديا لفعل واحد ، لكن الحقيقة أن الفعل فى سياق البيت مستخدم بدلالة ( آتى ) بالمد وهو ما له شاهد على هذا التبادل بين البنيتين الصرفيتين قال صاحب اللسان (وقد قرئ: وإِن كان مِثْقالَ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ أَتَيْنا بها وآتينا بها ) فأَتَيْنا جِئنا، وآتَيْنا أَعْطَينا، ) كما قال الجوهرى : آتاه أتى به ومنه قوله تعالى ( آتنا غداءنا ) أى أئتنا به ، لذا تكون دلالة السياق ( أتاك الربيع جيدا ) والتى لا تتعدى فيها صيغة الفعل إلى مفعول ثان هى دلالة ( آتاك الربيع ) والتى هى بالمد بما يجعلها صيغة قادرة على التعدى لمفعولين وهو ما يمنح البيت ثراء دلاليا وقدرة على تغاير الدلالة التى ينشرها سياق الفعلى وبنيته الصرفية



من نص مسك وسكر – للأستاذ صبحى ياسين - العمودى
رابط النص http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...