احدى عشر بندقية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الحميد عبد البصير أحمد
    أديب وكاتب
    • 09-04-2011
    • 768

    احدى عشر بندقية

    في زاوية مظلمة،خلف الستارة الحمراء،وقف يلملم بقاياه المبعثرة،يحاول أن يستحضر ذاكرة قوية، تمكنه من الأحتفاظ بأصول الكلمات التي يدخرها لإداء دوره المسرحي.
    يحبس أنفاسه ثم يطلقها، في محاولات متكررة لأستعادة رباط جأشه،قُبيل اللحظة الحاسمة.
    ارتفعت الستارة شيئا فشيء، أندفع بخطى غير متزنة ، كأنه يطء خيط رفيع مشدود.
    شعر أنه يتهاوى ،أغمض عينيه،تمتم ببضع كلمات: سرعان ما ينتهي الأمر.
    استعاد ثقته قليلاً لاسيما عندما نهضت فتاة تصفق له وتؤزره،أحنى رأسه ممتناً :شكراً لك.
    اقتيد الفتى بوحشية إلى جدار الأعدام،ليلقى حتفه الأخير
    وعلى مقربة منه كان هناك شخص يجلس في الظلام
    أشعل سيجارته ،دفع الدخان حلقات قهقه عالياً :ضحية أخرى من معتنقي الفكر المضلل،الذي يؤمن بالحرية..الحرية التي تأملونها أمل غادر تلك البلاد.
    ثم أشار بسبابته ساخراً:هناك إحدى عشر بندقية ..لن تراها في الظلام..أعدت لأمثالكم..تُسكن الألم وتداوي الجراح
    -لسنا خيار..نحن مصير.
    تفاعل الفتى جدياً مع المشهد أحساس غريب بعيد الفهم والأدراك يدفعه عنوة إلى أعلى ثم يهوي به إلى أسفل،أنتزع العصابة،خرج عن النص :ماذا؟..إحدى عشر بندقية..لسنا خيار..أنتم مصائرنا.
    -هذا هراء، ألتفت للحاضرين عقد حاجبيه ، صرخ:هل تعتقدون في قرارة أنفسكم ..أنكم أحرار..أي خديعة تلك
    جثا على ركبتيه، أنخرط في ضحك هستيري،تخلله نحيب
    :هؤلاء الحمقى ..يصدقون أنهم أحرار..فليسقط الديكتاتور...
    ثم سقط الفتى يتلوى، أقترب منه أحدهم :مابك
    -لقد قتلت
    -من قتلك؟أشار بسبابته:إحدى عشر بندقية..رأيتها في الظلام
    ثم ضجت القاعة بالهتافات والتصفيق الحاد.
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحميد عبد البصير أحمد; الساعة 28-11-2011, 16:29.
    الحمد لله كما ينبغي








يعمل...
X