الظل وتد
أو مســــمار :
الشمس في كبد السماء ...
إنّه يهتزّ عاليا ويهوي بقدميه كمطرقة . كأنه يدقّ مسمارا بل وتدا يوغله عميقا في كبد الأرض .
الظّلّ ذلّ
الظّــلّ عــار :
الشمس بدأت تنحدر ...
ثارت ثائرته ، إنّه ساخط يزمجر عاليا ، بينما لا أحد غيره في المكان :
ـ أنت . نعم أنت . أيّها الدّون ، أيّها التافه المجنون ، يا سليل الوحل ، يا نديم الطين ، يا سافل ، يا منحطّ ، يا بغيض ، يا توأم الوهم ، يا سابحا في كل حضيض ، أنا العلوّ، أنا الشموخ ، وأنت ... أنت له النقيض . انظر إلى نفسك ، تغازل دود الأرض ، تعانق الجيف و العفن . يا بصقة الظّلام يا صفيق . يا من لست لي سوى تابع حقير...
قفز ، حبا . رقص ، بعد ، دنا . حرك يديه ورجليه . نوّع من حركات جسمه حتى ندى جبينه وهو يردّد " هيّا قم بغيرها إن استطعت ."
الظل ينمو
الغضب نـــار :
إنّه الظّهر ...
زادت ثورته ... وتسارعت حركات جسده ... وملأ لهاثه المكان .
ـ وإن يكن ... تطاول ما استطعت ... تجاوز حدود هامتي . لكنك ستبقى مجرد ظلّ يتبع ولا يٌتبع . بلا ملامح ، بلا إرادة ، تستمدّ حياتك من حياتي ويستند وجودك إلى وجودي .
ثم ظلّ يقهقه محتفلا بانتصاره وصدى قهقهاته المحمومة يرتدّ من حوله ...
الظلّ يصحو
الـــظلّ ثار :
الشمس تواصل الانحدار ...
غضبه ينمو . والظل ينمو . ثم غضبه ينمو . لم يعد يستوي واقفا كي يقزّم الظلّ . إنّه يجثو ، يحبو... يتربّص بالظل يحاول أن يطال رقبته ليجهز عليه . لكنّ الظل الذي غذّاه انحدار الشمس طال وطال حتى لم تعد رقبته في المتناول ...
إنّه العصر .
الرجل بلغت ثورته منتهاها حتى انقلب ظاهرها هدوءا . همدت حركاته جاثيا على ركبتيه يراقب نموّ ظله المطّرد حتى أنّه بدأ يشعر بضآلته أمام امتداد هامة ظلّه ...
تأمّل الظل طويلا وإذا به تهيّأ له للحظة أنّه بدأ يكتسب حركته الخاصّة المستقلّة . إنها حركة نبض ، كبدء الحياة . ظنّها خطرة غضب فوقف يتحقق بحركات وإذا الظل يحاكيه بطيئا . سرّع من حركته وإذا الظل يبطئ حتى يهدأ . فإذا هدأ الجسم تسارع الظل في غير محاكاة .
الظل حــرّ
والأمـر صار :
عند الأصيل
ساكنا ، مشدوها ، مكدودا جثا الرجل يسند رأسه إلى يده وقد تدلّت مثقلة زائغ النظر كتمثال من حجر، يرقب ظلّه المتمرّد . وقد بقي منتصبا مفعما بالحياة . يتحرك بحرية أكثر فأكثر . يقفز ، يحبو . يرقص ، يبعد ، يدنو .يحرك يديه ورجليه . ينوّع من حركاته ، حتى يندى لها جبين الرجل التمثال . وظلّ الظّل يذرع المكان حتى أصبح يطوف بصاحبه في تسارع إلى أن داهمه الإغماء ...
عند الغروب .
بدا الرجل متشفيا جدا وقد بدأ الظلام يخيّم فيبتلع الظل ويشلّ من حركته إلى أن جرفه كما يفعل السيل بقطرة ماء. فلم يعد يراه ...
الرجل ظـلّ
الظــل فارٌ :
عند الصباح .
أفاق صاحب الظل يتفقد ظلّه فما وجده جاب المكان . هناك ظلال كثيرة من حوله لكنها لا تشبه ظله . لكل جسم ظله ولكن ما من ظل له . كيف سيسير بين الناس بلا ظل ؟ كيف سيبرّر ذلك ؟ طفق يذرع المكان . جرى في كل الاتجاهات . يبحث عن ظله المفقود في ظلال الجبال والغيمات علّه يلتحف عتمتها غير أنّه ناداه فما استجاب . زعق جزعا:
ـ هيا عد أيها الظلّ العزيز .لا تختبئ أرجوك إن كنت تسمعني . اظهر من فضلك وسأغفر لك تمرّدك ولن أستفزّك أوأشتمك مجدّدا .
ظلّ كالمجنون يهيم من مكان إلى آخر يبحث في برك الظلام عن ظله الهارب . يناديه ، يناجيه. ، يغريه بمعاملة أفضل . غير أنّه لم يعد يتحرك إلا محتميا بظل اكبر من هامته أو متطفلا على جسم آخر يشاركه ظله . أو كالخفاش ملتحفا ظلمة الليل .
ومنذ ذلك الصباح وهو يجوب الأرض عله يجد ظله الشارد أو يعثر له على ظل تائه . وقد يرضى بان يكون مجرد ظل مطيع لجسد آخر .
أو مســــمار :
الشمس في كبد السماء ...
إنّه يهتزّ عاليا ويهوي بقدميه كمطرقة . كأنه يدقّ مسمارا بل وتدا يوغله عميقا في كبد الأرض .
الظّلّ ذلّ
الظّــلّ عــار :
الشمس بدأت تنحدر ...
ثارت ثائرته ، إنّه ساخط يزمجر عاليا ، بينما لا أحد غيره في المكان :
ـ أنت . نعم أنت . أيّها الدّون ، أيّها التافه المجنون ، يا سليل الوحل ، يا نديم الطين ، يا سافل ، يا منحطّ ، يا بغيض ، يا توأم الوهم ، يا سابحا في كل حضيض ، أنا العلوّ، أنا الشموخ ، وأنت ... أنت له النقيض . انظر إلى نفسك ، تغازل دود الأرض ، تعانق الجيف و العفن . يا بصقة الظّلام يا صفيق . يا من لست لي سوى تابع حقير...
قفز ، حبا . رقص ، بعد ، دنا . حرك يديه ورجليه . نوّع من حركات جسمه حتى ندى جبينه وهو يردّد " هيّا قم بغيرها إن استطعت ."
الظل ينمو
الغضب نـــار :
إنّه الظّهر ...
زادت ثورته ... وتسارعت حركات جسده ... وملأ لهاثه المكان .
ـ وإن يكن ... تطاول ما استطعت ... تجاوز حدود هامتي . لكنك ستبقى مجرد ظلّ يتبع ولا يٌتبع . بلا ملامح ، بلا إرادة ، تستمدّ حياتك من حياتي ويستند وجودك إلى وجودي .
ثم ظلّ يقهقه محتفلا بانتصاره وصدى قهقهاته المحمومة يرتدّ من حوله ...
الظلّ يصحو
الـــظلّ ثار :
الشمس تواصل الانحدار ...
غضبه ينمو . والظل ينمو . ثم غضبه ينمو . لم يعد يستوي واقفا كي يقزّم الظلّ . إنّه يجثو ، يحبو... يتربّص بالظل يحاول أن يطال رقبته ليجهز عليه . لكنّ الظل الذي غذّاه انحدار الشمس طال وطال حتى لم تعد رقبته في المتناول ...
إنّه العصر .
الرجل بلغت ثورته منتهاها حتى انقلب ظاهرها هدوءا . همدت حركاته جاثيا على ركبتيه يراقب نموّ ظله المطّرد حتى أنّه بدأ يشعر بضآلته أمام امتداد هامة ظلّه ...
تأمّل الظل طويلا وإذا به تهيّأ له للحظة أنّه بدأ يكتسب حركته الخاصّة المستقلّة . إنها حركة نبض ، كبدء الحياة . ظنّها خطرة غضب فوقف يتحقق بحركات وإذا الظل يحاكيه بطيئا . سرّع من حركته وإذا الظل يبطئ حتى يهدأ . فإذا هدأ الجسم تسارع الظل في غير محاكاة .
الظل حــرّ
والأمـر صار :
عند الأصيل
ساكنا ، مشدوها ، مكدودا جثا الرجل يسند رأسه إلى يده وقد تدلّت مثقلة زائغ النظر كتمثال من حجر، يرقب ظلّه المتمرّد . وقد بقي منتصبا مفعما بالحياة . يتحرك بحرية أكثر فأكثر . يقفز ، يحبو . يرقص ، يبعد ، يدنو .يحرك يديه ورجليه . ينوّع من حركاته ، حتى يندى لها جبين الرجل التمثال . وظلّ الظّل يذرع المكان حتى أصبح يطوف بصاحبه في تسارع إلى أن داهمه الإغماء ...
عند الغروب .
بدا الرجل متشفيا جدا وقد بدأ الظلام يخيّم فيبتلع الظل ويشلّ من حركته إلى أن جرفه كما يفعل السيل بقطرة ماء. فلم يعد يراه ...
الرجل ظـلّ
الظــل فارٌ :
عند الصباح .
أفاق صاحب الظل يتفقد ظلّه فما وجده جاب المكان . هناك ظلال كثيرة من حوله لكنها لا تشبه ظله . لكل جسم ظله ولكن ما من ظل له . كيف سيسير بين الناس بلا ظل ؟ كيف سيبرّر ذلك ؟ طفق يذرع المكان . جرى في كل الاتجاهات . يبحث عن ظله المفقود في ظلال الجبال والغيمات علّه يلتحف عتمتها غير أنّه ناداه فما استجاب . زعق جزعا:
ـ هيا عد أيها الظلّ العزيز .لا تختبئ أرجوك إن كنت تسمعني . اظهر من فضلك وسأغفر لك تمرّدك ولن أستفزّك أوأشتمك مجدّدا .
ظلّ كالمجنون يهيم من مكان إلى آخر يبحث في برك الظلام عن ظله الهارب . يناديه ، يناجيه. ، يغريه بمعاملة أفضل . غير أنّه لم يعد يتحرك إلا محتميا بظل اكبر من هامته أو متطفلا على جسم آخر يشاركه ظله . أو كالخفاش ملتحفا ظلمة الليل .
ومنذ ذلك الصباح وهو يجوب الأرض عله يجد ظله الشارد أو يعثر له على ظل تائه . وقد يرضى بان يكون مجرد ظل مطيع لجسد آخر .
تعليق